12 آذار 2022 | 12:44

هايد بارك

العهد.. القوي على مين؟ -ميرنا سرور

كتبت ميرنا سرور:

لطالما اكتوى التيار "الوطني الحر" بنار خنق الحريات، ولطالما تغنّى بنضاله ضد القمع، ولكنّ هذا التيار بات اليوم يشكل المثال الأدهى للنظرية الفلسفية القائلة بأن "السلطة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية".

بكثير من التنازلات وهدر الثوابت والتفاهمات غير المباركة وصل التيار الى القصر الجمهوري وخاض معركة "التغيير والإصلاح"، فأوصل لبنان الى الدرك الأسفل من جهنم. وفي خضم مسار الانهيار، وفي جملة تنازلاته الكثيرة، تنازل التيار عن خيار حماية الحريات العامة وحرية الصحافة، فباتت الانتهاكات التي تطال حرية الاعلام في عهده تنافس، عددًا وحجّةَ، تلك التي شهدها لبنان في عهد الوصاية.

هزّ بلاط القصر ما تناوله موقع "لبنان الكبير" حول اجتماعٍ عقده احد المستشارين مع عدد من رؤساء مجالس إدارة مصارف لبنانية في محاولة لفرض "خوّات" عليها، ولم يهزه تهديد أمن اللبنانيين الغذائي والنقدي والاستشفائي والدراسي والقضائي والكهربائي وسواه...

ليس بوسع أوركسترا المستشارين أن تنصرف حاليًا لبحث هموم المواطنين، فعلى طاولتها الكثير من الملفات. هي تبحث اليوم المستقبل السياسي مجهول المعالم لصهرها المدلل، وتناقش كيفية تفعيل سياستها الكيدية تجاه القطاع المصرفي، وتسمية وزراء يزيدون الطين بلّة في حضيض العلاقات الخارجية للبنان، وليس اللبنانيون في سلّم أولوياتها.

إلى ذلك، تنشغل دوائر القصر في البحث عن اسم بديل لرياض سلامة، هو نفسه سلامة الحاصل على عشرات الجوائز ‏العالمية بوصفه أحد أنجح ‏حكام المصارف المركزية في العالم، ونفسه الذي يخوض اليوم حربًا بوجه السوق السوداء متعددة الأوجه، لأنها ربما ترى فيه كبش محرقة تلصق فيه جملة موبقاتها التي أوصلت لبنان سياسةً ونقدًا الى جهنم.

ما يزيد العهد خزيًا وعارًا أن ممارساته الدونكيشوتية في القضاء تأتي على بعد ساعات من صدور قرار غرفة الاستئناف في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فسخ تبرئتهما في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وأعلن قضاة الاستئناف أن "غرفة الدرجة الأولى ارتكبت أخطاء قانونية" بتبرئتها الرجلين لأنها لم تجد حينها أدلة كافية.

ماذا فعل العهدُ وقضاء العهدِ حيال هذا القرار الدولي؟ هل أوقف المتهمين أو سعى في الحدّ الأدنى الى ذلك؟ أم أنّ مذكرات التوقيف باتت حكرًا على من يمكن ابتزازهم لدفع "خوّات"... وهذا العهد القوي، قوي على مين؟

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

12 آذار 2022 12:44