2 نيسان 2022 | 17:15

ثقافة

"غضب مدينة " في "حمام الجديد" -صيدا ..حين تحكي الصورة ما تقصر عنه الكلمات!

مرّة جديدة يعود حمام الجديد التراثي في صيدا القديمة لينبض ثقافةً وفناً وابداعاً ، يتكامل مع عراقته الضاربة في 300 عام ،، بعدما نجحت  مؤسسة"شرقي للإنماء و الإبتكار الثقافي" بإشراف وادارة المهندس سعيد باشو في تحويل هذا المعلم التاريخي الحضاري الفريد الى مساحة دائمة التوهج بالإشعاع الثقافي واضعة نصب عينها أيضاً الحفاظ على جزء من تراث وتاريخ المدينة يمثله هذا المعلم ، والمساهمة بإحياء النشاط السياحي فيها .

وهذه المرة كان "حمام الجديد " على موعد مع إبداع مصوّر بعدسة ابراهيم شلهوب ( المصور بوكالة الصحافة الفرنسية في منطقة الشمال ) من خلال 30 صورة فوتوغرافية يضمها معرض بعنوان " غضب مدينة " التقطها شلهوب اثناء عمله كمصور لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) في منطقة الشمالي وهي تختصر بعض الأحداث الكبرى التي شهدها لبنان منذ العام 2019 حتى العام 2021 .التقطها ليس فقط كمصور محترف ، بل كإنسان يعيش في قلب هذه الأحداث ويتأثر بها ، وكعالم نفس يلتقط اللحظة والشعور  والإنطباع قبل المشهد بتقنيته الفوتوغرافية ، حتى كادت صوره في هذا المعرض تنطق بما تقصر عنه الكلمات !.

 المعرض الذي لذي تنظمه مؤسسة "شرقي" بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي ، افتتح بحضور رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري ، ورئيسة المركز الثقافي الفرنسي في صيدا والجنوب صوفي جرجات ،  والسفير عبد المولى الصلح ، وممثل رئيس بلدية صيدا محمد السعودي عضو المجلس البلدي مصطفى حجازي ، ورئيس جمعية "DPNA" فضل الله حسونة ، وممثلة مؤسسة عودة الثقافية دانا موسى وممثلون عن مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة وعن جمعيات اهلية وثقافية ومؤسسات سياحية وشخصيات ومهتمون . وكان في استقبالهم رئيس مؤسسة "شرقي " سعيد باشو ونائبة الرئيس دينا جرادي والمصور الفوتوغرافي شلهوب ..

وجالت الحريري وجرجات والحضور برفقة شلهوب وباشو على صور المعرض التي توزعت على غرف وممرات حمام الجديد مطلعين من شلهوب الى شرح حولها ومن باشو الى سرد حول حكاية وهدف اعادة وترميم واحياء هذا المعلم التراثي وما استضافه من انشطة منذ اعادة افتتاحه قبل أكثر من سنتين .

تتنوع مواضيع الصور التي التقطتها عدسة المصور شلهوب من شوارع وساحات وبيوت في طرابلس والشمال ، ووثق من خلالها حراك الناس في الساحات والتحركات على الطرقات وفي الأسواق، واستطاع بها ان يسجل لحظات ومشاعر الغضب والألم والأمل التي تقاسمتها معظم صوره، والاصرار على التحدي والمواجهة حينا كما تعبر احدى الصور، او اللامبالاة حينا أخر كما ظهر في صورة أخرى ، فضلاً عن تسليط الضوء بالصورة واللقطة المعبرة على وجع الناس والوضع المعيشي والاجتماعي ونماذج من ظواهر الفقر والعوز والعجز والتعب. 

ويقول شلهوب ان هذه الصور هي جزء من عمله كمصور مع وكالة الصحافة الفرنسية في منطقة طرابلس والشمال، وتحديدا خلال الفترة من العام 2019 الى العام 2021 والتي حصلت فيها الكثير من الأحداث في لبنان . 

ويضيف " هي ثلاثون صورة تتحدث عما حصل خلال تلك الفترة، من ألم ومن أمل ، من عذاب ومن فرح ، بالاضافة الى احداث اقتصادية مثل الأزمة المعيشية ومعاناة الناس الفقراء الذين ليس لديهم طعام وايضا االمأساة التي حصلت نتيجة انفجار التليل في عكار . وكوني اتيت من عالم غير عالم التصوير الذي هو علم النفس لا شك استطيع ان ارى امور اكثر من الآخرين الذين سيكون تركيزهم على الصورة بشكل عام اما التركيز عندي فهو على الصورة والمشاعر التي التقطها بصورتي وأبقيها موجودة وبالتالي بالاضافة الى الصورة الفوتوغرافية الصحفية هناك نوع من جمالية الصورة نستطيع ان نرى من خلالها مشاعر الناس" .

باشو

ويقول رئيس مؤسسة "شرقي" سعيد باشو ان هدف المؤسسة اقامة عدة نشاطات ثقافية وفنية وتراثية و سياحية من خلال موقع حمام الجديد الذي هو موقع اثري عمره 300 سنة وافتتحناه منذ اكثر من سنتين .وخلال هذه الفترة كان هدفنا الاساسي احياء الموقع والمساهمة من خلاله بإحياء مدينة صيدا القديمة واليوم نفتتح معرض صور فوتوغرافية للمصور اللبناني الفرنسي ابراهيم شلهوب بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي .والمعرض مستمر 45 يوماً وسيتخلله انشطة من وحي شهر رمضان وايضا سيكون هناك انشطة فنية وثقافية .

جرادي

وكانت كلمة ترحيب من دينا جرادي تحدثت فيها عن عمل مؤسسة شرقي وأنشطتها ولا سيما تلك التي تنظمها في حمام الجديد ، منوهة في هذا السياق باستضافة معرض صور المصور شلهوب ، بينما أشارت مديرة المركز الفرنسي صوفي جرجات الى ان المركز اختار هذا النوع من الصور كون المصور شلهوب يعمل في وكالة الصحافة الفرنسية وكون المعرض انطلق من طرابلس وكان بالأساس في المركز الفرنسي .وقالت" بدأنا ننقل هذه الصور من طرابلس الى البقاع ومن ثم صيدا ودائما نختار اماكن مميزة تاريخية تعبر عن المنطقة نفسها وبالتالي كان من الطبيعي ان نختار هذا المكان الذي هو اصلا مكان مميز بالنسبة للبنان وبالنسبة للمركز الفرنسي" .

ورافق افتتاح المعرض معزوفات قدمها المؤلف الموسيقي حسن عبد الجواد برفقة العازفين باسم عبد الجواد وهادي الددا .

تجدر الاشارة الى ان المعرض مستمر حتى 15 ايار وسيتخلله طيلة فترة عرضه انشطة ثقافية وفنية وورش عمل وعرض اشرطة وثائقية عن  الصور المعروضة وعن حمام الجديد وعن صيدا القديمة .


رأفت نعيم


















يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

2 نيسان 2022 17:15