22 حزيران 2022 | 17:32

أخبار لبنان

الأبيض: الشركات العالمية تفهّمت آلية تمويل الدواء وستعيد تصديره إلى ‏لبنان

عرض وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس ‏الأبيض خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الصحة، نتائج زيارته ‏لواشنطن الأسبوع الماضي، حيث شارك في المنتدى السنوي السادس ‏للتمويل الصحي الذي نظمه البنك الدولي تحت عنوان "تمويل الرعاية ‏الصحية الأولية"، وعقد اجتماعات جانبية مع مسؤولي الوكالة الأميركية ‏للتنمية الدولية ‏USAID‏ وممثلين عن جمعيات للجالية اللبنانية، إضافة إلى ‏لقاء موسع عقده في غرفة التجارة مع شركات الأدوية الأميركية ‏والعالمية، وقد تركز البحث على المسائل المتصلة بتأمين أدوية ‏الأمراض السرطانية والمستعصية، والمساعدات المقدمة لدعم القطاع ‏الصحي إضافة إلى الرعاية الصحية الأولية.‏

الدواء ‏

في موضوع الدواء، أوضح الأبيض أنه عقد "اجتماعًا مهمًا في غرفة ‏التجارة مع الشركات العالمية التي كانت ترددت في تصدير الأدوية إلى ‏لبنان بعدما فاقت ديونها أربعمئة مليون دولار، ما أدى إلى انقطاع الدواء ‏في السوق اللبناني".‏

ولفت إلى أن "اللقاء المباشر مع ممثلي شركات الأدوية شكل مناسبة ‏للتذكير بالقرار الأخير الذي اتخذته الحكومة في جلستها الأخيرة، ‏والمتعلق بتأمين تمويل الدواء من حقوق السحب الخاصة في الأشهر ‏الأربعة المقبلة. وأمام الشرح المستفيض أبدت الشركات تفهمها للآلية ‏الجديدة مؤكدة قرارها بإعادة تصدير الأدوية".‏

وأشار وزير الصحة الى أنه "بناء عليه، تم تحضير كميات الأدوية التي ‏سيستوردها لبنان لمدة ثلاثة أشهر متتالية بدلا من أن يكون ذلك لشهر ‏واحد، ما سيضمن استمرارية أكبر لتأمين الدواء للمريض اللبناني"، لافتا ‏إلى "اجتماع عقد أمس في مصرف لبنان لتأكيد تغطية الاتفاق والبدء ‏بتحويل الأموال".‏

وأشار إلى أن "الإهتمام الذي توليه وزارة الصحة العامة لأدوية ‏الأمراض السرطانية انعكس في اللائحة الأخيرة للأدوية التي سيتم ‏استيرادها، والتي تظهر أن المبلغ المرصود لاستيراد أدوية الأمراض ‏السرطانية يبلغ عشرين مليون دولار بينما كان المبلغ لدى بداية ترشيد ‏الدعم بحدود ثلاثة عشر مليون دولار". وقال: "إننا ماضون قدمًا في تنفيذ ‏خطتنا في زيادة الدعم لأدوية الأمراض السرطانية، حيث يتم التركيز ‏على دعم المريض".‏

وقال: "نتوقع أن نلمس في الفترة المقبلة تحسنًا في سوق أدوية الأمراض ‏السرطانية والمستعصية. والعمل سيتركز على استمرار تمويل الدواء في ‏الفترة التي ستلي الأشهر الأربعة التي أقرها مجلس الوزراء".‏

أضاف: "إن البحث مع شركات الدواء تناول كذلك آليات جديدة للتفاوض ‏والإستيراد المباشر للدواء على أن يستكمل البحث في هذا المجال نظرًا ‏لأهميته في تأمين دخول الدواء إلى السوق اللبناني بكلفة أقل وكميات ‏أكبر. وهذا الموضوع جديد ليس فقط على لبنان بل على العديد من الدول ‏الأخرى كما الشركات. وسيتم البحث في كيفية تطبيقه من ضمن القوانين ‏المرعية في لبنان".‏

وتابع: "موضوع الدواء استأثر كذلك بمحادثات مع البنك الدولي لجهة ‏التعاون في تأمينه سواء بالتمويل أم الخبرات. كما تم التوقيع على اتفاقية ‏إطار مع جمعية ‏ANERA‏ لإرسال مساعدات وأدوية إلى لبنان ومنها ‏أدوية أمراض سرطانية، وقد تم بالفعل تسلم أول شحنة في هذا المجال".‏

وأعاد وزير الصحة التأكيد على أن "المبلغ المخصص لدعم الدواء في ‏لبنان يبقى أقل من الحاجات ولا تترك وزارة الصحة مناسبة إلا وتطالب ‏بزيادة الدعم"، مذكرا بأن "ميزانية الدواء التي كانت تبلغ شهريا مئة ‏وأربعين مليون دولار تقلصت إلى خمسة وثلاثين مليونًا. لذلك، يتم ‏اللجوء إلى المساعدات وإلى البحث عن اتفاقيات تخفف من كلفة الدواء ‏والتركيز في شكل أساسي على أدوية السرطان لتغطية النقص". ‏

‏ وأعلن أن "موضوع الرعاية الصحية الأولية الذي كان موضوع ‏المنتدى، كان قد ورد في البيان الوزاري للحكومة من ضمن الخطة ‏الإستراتيجية لوزارة الصحة العامة التي تركز على الرعاية الأولية ‏باعتباره خطوة في اتجاه تأمين الرعاية الصحية الشاملة للمواطن ‏اللبناني"، لافتا إلى أن "التمويل الذي كان واحدًا من العوائق لتنفيذ خطة ‏الوزارة في توسيع التغطية الصحية للمواطن شكل محور البحث في ‏الاجتماع الذي عقد في البنك الدولي إضافة إلى الإستفادة من تجارب ‏الدول الأخرى في مجال توسيع خدمات الرعاية الأولية، وذلك في موازاة ‏التحضير لمشروع مع الوكالة الأميركية للتنمية ‏USAID‏ بالتعاون مع ‏بعض المؤسسات الأكاديمية في لبنان".‏

وشدد على "ضرورة عدم الإكتفاء بالعمل على المدى القصير، بل على ‏المديين المتوسط والبعيد للتمكن من الخروج من الأزمة"، مؤكدًا "اتجاه ‏الوزارة للتركيز على الطب الوقائي والرعاية الأولية لانعكاس ذلك إيجابًا ‏على الواقع الصحي العام كما على الفاتورة الصحية".‏

وتطرق الأبيض الى اللقاءات التي وصفها بــ"الممتازة"، والتي عقدها مع ‏جمعيات الجالية اللبنانية بجهد مشكور من القائم بالأعمال في واشنطن ‏وائل هاشم، مشيرا الى أنها "شملت ‏American Task Force for ‎Lebanon، ‏Rene Moawad Foundation، ‏Empower ‎Lebanon، ‏ANERA‏ والدكتور راي هاشم رئيس الجمعية الطبية اللبنانية ‏الأميركية. وهدفت اللقاءات إلى توضيح واقع القطاع الصحي في لبنان ‏بحيث يحصل تطابق بين الحاجات والمساعدات فلا تتراكم المساعدات من ‏دون طائل بل يتم إرسالها إلى المكان المناسب".‏

ونوه وزير الصحة بدور الجاليات اللبنانية، واصفًا إياها بأنها "السلاح ‏السري للبنان في أزمته الحالية نظرا لما تبديه هذه الجاليات من مستوى ‏عال من الإلتزام ولديها اهتمام كبير بمساعدة لبنان في المجالات كافة ولا ‏سيما المجال الصحي". ولفت إلى أن "المشاركين في الإجتماع أبدوا ‏اهتمامًا بدعم العامل البشري سواء من خلال التدريب أم تأمين ‏الإستمرارية وغير ذلك".‏

وأوضح أن "الرسالة العامة التي تكررت في مجمل اللقاءات التي عقدها ‏الوفد اللبناني في العاصمة الأميركية، أجمعت على أهمية الإسراع في ‏الإتفاقيات مع صندوق النقد الدولي مع التشديد على ضرورة التزام لبنان ‏بأجندة إصلاحية في القطاعين المالي والمصرفي وذلك لضمان الإستمرار ‏بتمويل المساعدات، وإلا فسيكون من الصعب إرسال الأموال إلى نظام ‏يعاني من الكثير من المشاكل واحتمالات الهدر، ما سينعكس سلبًا على ‏القطاعات المختلفة".‏

من جهة ثانية، أعلن الأبيض عن مؤتمر صحافي في بداية الأسبوع ‏المقبل سيكون مخصصًا للوبائيات (كورونا - جدري القردة - إلتهاب ‏الكبد الفيروسي)، ونبه إلى "ارتفاع في أعداد الإصابات بكورونا ‏وسينعكس ذلك في الإصابات المسجلة في الساعات الأربع والعشرين ‏الأخيرة".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 حزيران 2022 17:32