3 تموز 2022 | 16:04

أخبار لبنان

فياض من القاهرة: المجتمع الدولي يمتنع عن مدّ يد العون ‏للبنان

فياض من القاهرة: المجتمع الدولي يمتنع عن مدّ يد العون ‏للبنان

ترأس وزير الطاقة والمياه وليد فياض اجتماع "عرض دراسة ‏تقييم أضرار قطاع المياه والصرف الصحي في غزة جراء ‏العدوان الاسرائيلي الاخير" في مقر الامانة العامة لجامعة ‏الدول العربية في القاهرة.‏

وألقى فياض كلمة، جاء فيها: "الأمين العام المساعد في ‏جامعة الدول العربية سعد ابو علي، رئيس شبكة خبراء المياه ‏العربية مازن غنيم وزير المياه الفلسطيني، أصحاب المعالي، ‏الحضور الكريم،

أتوجّه بالشكر لجمهورية مصر العربية لإستضافتها هذا ‏الإجتماع المهم اليوم وهي السبّاقة دوماً الى الدفاع عن القضايا ‏العربية والوقوف الى جانب أشقائها العرب في محنهم كما هو ‏الحال أيضاً مع لبنان، فلها الشكر. ‏

أشكر أيضاً الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد ‏أبو الغيط ممثلاً بمبارك الهاجري وفريق عمل شبكة ‏خبراء المياه العرب ورئيس الشبكة معالي المهندس مازن ‏غنيم على العمل الإعدادي لهذا الإجتماع وأتمنّى التوفيق ‏للجميع في الخروج بنتائج مثمرة. ‏

في العاشر من أيار سنة 2021 شنّت قوات الإحتلال عدواناً ‏حربياً واسعاً على قطاع غزة استمّر احد عشر يوماً استهدفت ‏خلاله الطائرات والبوارج والمدافع "الإسرائيلية" السكان ‏المدنيين وممتلكاتهم، والمباني الرسمية والبنية التحتية في ‏القطاع المقاوم ما أدى الى تعطّل الحياة هناك".‏

وأضاف: "إزاء هذا الإعتداء الغاشم تدهورت الأوضاع ‏الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني يرزحون تحت الحصار ‏منذ أربعة عشر عاماً، وأفتقد السكان المدنيون خلال العدوان ‏للخدمات الاساسية والضرورية اللازمة لتمكينهم من البقاء ‏على قيد الحياة والعيش بكرامة. عانى سكان قطاع غزة خلال ‏فترة العدوان من انقطاع امدادات مياه الشرب لفترات طويلة ‏وقد اضطرت السلطات المحلية الى تشغيل آبار المياه المالحة ‏لتعويض هذا النقص بسبب استهداف الإحتلال للمرافق المائية ‏بشكل مباشر بغية تدميرها وحرمان السكان من أبسط حقوقهم. ‏واستُهدفت ايضاً خطوط الصرف الصحي ما أدى الى تحويل ‏المياه المبتذلة الى الأحواض العشوائية أو ضخّها الى البحر ‏دون معالجة مع ما يحمله ذلك من مخاطر على البيئة البحرية ‏وعلى الصحة العامة. إن مشهد الدمار الهائل الذي حلّ بقطاع ‏غزّة وطال آلاف المنازل ومئات المرافق الحيوية ومنشآت ‏البنية التحتية يتطلّب الشروع فوراً بعملية إنعاش مبكر وإعادة ‏إعمار غير أن التجارب السابقة كعدوان عام 2014 تُنبئ ان ‏عملية الإعمار سيواجهها تحديات كبيرة ليس أقلها الحصار ‏الاسرائيلي وتخلّف المانحين الدوليين عن الوفاء بالتزاماتهم ‏المالية لاسيما ان عدة دول مانحة ما زالت لم تفِ بتعهداتها في ‏‏" مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة" الذي عقد عام ‏‏2014". ‏

وقال فياض: "السيدات والسادة، لقد عانى لبنان من هذه ‏التجربة مع العدو مرّات عديدة إبان الإجتياح عام 1982 ‏وعملية عناقيد الغضب عام 1996 وعدوان تموز عام ‏‏2006 جرى خلالها تدمير معظم بناه التحتية من كهرباء ‏ومياه وصرف صحي وجسور وطرقات. وقد استطاع هذا البلد ‏الصغير بمقاومته الإقتصادية والعسكرية والشعبية الوقوف ‏بوجه أعتى قوة عسكرية وهزيمتها والنهوض مجدداً بعد كلّ ‏كبوة. لكن الحمل الإقتصادي الهائل فعل فعله في نهاية ‏المطاف، وشكّلت أزمة النزوح السوري القطرة التي أفاضت ‏الإناء، وها هو هذا البلد يعاني اليوم من أسوأ ازمة مالية في ‏تاريخه، أدت، بالاضافة الى الحصار المقنّع المفروض عليه، ‏الى توقف بناه التحتية عن العمل، ليس بسبب الحروب هذه ‏المرّة، بل بسبب انهيار العملة الوطنية ومعها المؤسسات ‏الحيوية في وقتٍ يمتنع المجتمع الدولي عن مدّ يد العون اليه ‏ويمارس الضغوط لعدم عودة النازحين السوريين الى ديارهم. ‏لذلك، ومن هذا المنبر ننادي لمضاعفة الجهود من أجل ‏المساعدة على العودة الآمنة للأشقاء السوريين وهو أمر بحدّ ‏ذاته سيسهم بشكلٍ كبير بإستعادة التوازن للأمن المائي في ‏لبنان وفي عدد من دول الإستقبال.‏

إن طمع الجوار في المياه العربية شكّل دوماً تهديداً كبيراً ‏لأمننا المائي. فأطماع العدو بمياه الفلسطينيين وبنهر الأردن ‏وبمصادر المياه في الجولان المحتل ونهري الحاصباني ‏والليطاني، والنزاعات المائية على نهري دجلة والفرات ‏والأهم اليوم التهديد الكبير الذي يمثله سدّ النهضة للأمن ‏المائي للشقيقة مصر يتطلّب منا موقفاً موحّداً وحازماً في كل ‏مرة إحتاجت إحدى دولنا لهذا الموقف، بغض النظر عن ‏الاعتبارات السياسية أو الجيوسياسية؛ لأنه في موضوع الماء ‏لا وجود للمساومات وللمراضاة".‏

‏ وتابع: "السيدات والسادة، إن لبنان، الذي وقف الى جانب ‏القضية الفلسطينية وما زال، واستقبل اللاجئين الفلسطينيين ‏على أرضه الصغيرة منذ العام ١٩٤٨ وما زال، يقف اليوم ‏مجدّداً الى جانب الشعب الفلسطيني المقاوم ويتمنى، بصفته ‏رئيس المجلس الوزاري العربي للمياه، من الأشقاء العرب ‏المجتمعين اليوم في القاهرة الخروج بخطة اعمار شاملة ‏ومتكاملة تكون عمليةً قابلةً للتنفيذ وللتمويل على أن يتم تحديد ‏الاحتياجات بمختلف القطاعات المتضررة وفقاً للأولويات ‏وطبقاً لمعايير الشفافية المطلقة، علّنا بذلك نساهم، ولو بنزرٍ ‏قليل، برفع المعاناة عن شعبٍ عانى خمسة وسبعين عاماً من ‏ظلم الإحتلال. وشكراً".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

3 تموز 2022 16:04