5 تموز 2022 | 08:34

أخبار لبنان

التشكيل في "دوامة من التحدي": لا حكومة ولا من يحزنون؟

التشكيل في

كشفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة الجديدة لـ"اللواء"، أن مسار ‏التشكيل معقد، وقد دخل عمليا، في دوامة من التحدي، طرفاها رئيس ‏الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل من جهة، ورئيس ‏الحكومة المكلف نجيب ميقاتي والجهات السياسية التي سمته لرئاسة ‏الحكومة، وعلى رأسها الثنائي الشيعي، من جهة ثانية وقالت: "لا يبدو ‏بالأفق ما يشير الى إمكان تحقيق اختراق قريب بعملية التشكيل، لأنها ‏توقفت عمليا عند رفض التشكيلة الوزارية التي قدمها ميقاتي لرئيس ‏الجمهورية ميشال عون، وسربها باسيل على الفور لوسائل الإعلام، ‏لنسفها وتعطيل مفاعيلها، لانها لم تعرض عليه مسبقا، ويدخل تعديلاته ‏الجذرية عليها، كما كان يفعل سابقا.‏

واشارت المصادر الى ان ممارسات رئيس التيار الوطني الحر بفرملة ‏التشكيلة الوزارية اصبحت على المكشوف، وعلى قاعدة، اما ان تتضمن ‏التشكيلة الوزارية، مطالب وشروط باسيل، من الشكل السياسي للحكومة، ‏وعدد الوزراء والحقائب المطلوبة، مع لائحة التغييرات والتعيينات، التي ‏باتت معروفة، فلا تشكيل حكومة، ولا من يحزنون.‏

ولاحظت المصادر ان تعاطي فريق باسيل مع التشكيلة الوزارية التي ‏قدمها ميقاتي، وبالاسلوب الرافض لها، باختراع حجج واسباب واهية، ‏كالقول بأن ميقاتي تسرع مثلا، او لم يتشاور مع رئيس الجمهورية فيها ‏مسبقا، انما هي ذرائع سخيفه، وتعبر بوضوح عن الصدمة القوية التي ‏تلقاها من ميقاتي، ويحاول من خلال هذه التبريرات غير المقنعة، لاعادة ‏الاعتبار الى موقعه كممر الزامي، لاي تشكيلة، لا يمكن تجاهله اوالقفز ‏فوقه، مهما كانت الظروف والاعتبارات.‏

وكشفت مصادر ان تصرفات باسيل بتعطيل التشكيل، لم يكن موضع ‏ارتياح لدى البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي تطرق في عظته ‏الاخيرة اليه، ومعبرا بعبارات قاسية عن رفضه للعراقيل امام تشكيل ‏الحكومة، وواصفا مايحصل بالكيدية، ما اعطى اشارات اعتراضية ‏رافضه للتعطيل . ‏

من جهة أخرى وبينما بدا واضحاً، بحسب "نداء الوطن"، من جولات ‏ميقاتي المكوكية على المرجعيات الدينية المسيحية أنه يعمل على تحصين ‏تكليفه وتأليفه بـ"ميثاقية روحية" تعزز موقعه التفاوضي مع العهد ‏وتياره، فإنه على المقلب الآخر بات جلياً عزمه على المضي قدماً دون ‏هوادة في مواجهته المفتوحة مع باسيل على قاعدة "العين بالعين"، لا ‏سيما وأن مكتبه الإعلامي لا يكاد يترك "شاردة أو واردة"، حتى على ‏موقع "التيار الوطني" الالكتروني، إلا ويسارع إلى تسطير بيان الردّ ‏عليها.‏

وعشية زيارته الجديدة المرتقبة إلى قصر بعبدا، توقعت مصادر مواكبة ‏أن تخيّم أجواء التوتر المحتدمة بين الرئيس المكلف وباسيل على أجواء ‏لقائه رئيس الجمهورية، خصوصاً وأنّ الحملة التي تشنها الدوائر المقربة ‏من باسيل باتت تركز على محاولة تحوير الاشتباك مع ميقاتي "من ‏سياسي إلى رئاسي"، وهذا ما عبّر عنه النائب غسان عطالله صراحةً ‏أمس بالتوجه إلى الرئيس المكلف بالقول: "إسمحلنا فيا مش إنت بتفرض ‏على رئيس الجمهورية شروطك ومش إنت بتسمح لرئيس الجمهورية ‏يغيّر أو لا بالوزراء، مهمتك أن تتشاور معه".‏

‏ الى ذلك، افادت معلومات "الأنباء" الكويتية ان الوسطاء يعملون على ‏اقناع الطرفين، ميقاتي وباسيل بترك وزارة الطاقة التي يتمسك بها فريق ‏باسيل، ويرفض ميقاتي ابقاءها في عهدته بعد اليوم، لشخصية مقبولة من ‏الطرفين.‏

إصراران متناقضان! ‏

بدورها، لفتت "الجمهورية" الى ان الموقعة الليلية بين الرئيس المكلّف ‏و«التيار الوطني الحر»، الذي يتطابق موقفه مع موقف رئيس ‏الجمهورية، تعكس بلا أدنى شك، عمق الهوة الكامنة في مسار التأليف، ‏وحدّة الانفعال من التشكيلة التي قدّمها الرئيس المكلّف، والاعتراض على ‏انتزاعها وزارة الطاقة من يد التيار.‏

ومع هذه الموقعة، بحدّة التخاطب التي تخلّلتها، دخل الحديث عن تأليف ‏حكومة في دائرة الاحتمال الأضعف، حيث لم يعد خافيًا انّ وزارة الطاقة، ‏باتت العقدة التي يبدو أن لا طاقة متوفرة لدى أي طرف لحلّها، وبالتالي ‏تشكّل العبوة السياسية الناسفة لإمكانية توليد حكومة، وتبعًا لذلك بات ‏مسار التأليف محكومًا بإصرارين:‏

الأول، إصرار واضح من قِبل الفريق الرئاسي على فرض المعايير ‏الرئاسية وبالتالي البرتقالية على التشكيلة الحكومية الجديدة، ويندرج في ‏صدارتها إبقاء وزارة الطاقة في يده، عبر وزير يسمّيه هو ويزكّيه رئيس ‏الجمهورية.‏

الثاني، إصرار في المقابل من قِبل الرئيس المكلّف على رفض إسناد هذه ‏الوزارة الى التيار بصورة مباشرة او غير مباشرة، لأسباب عديدة، ‏غالبيتها مرتبطة بما آل إليه حال الكهرباء، وبأداء التيار في هذه الوزارة ‏طيلة الفترة التي تناوب فيها وزراؤه على تولّيها، وبعضها مرتبط بسبب ‏رئيسي، وهو انّ التيار لم يسمِّ ميقاتي في الاستشارات الملزمة، كما انّه ‏أعلن انّه لن يشارك في الحكومة، وبحسب ما نُمي إلى الرئيس المكلّف، ‏فإنّه لن يمنح الحكومة الثقة، فكيف والحالة هذه أن يكون له الحق في أن ‏يطرح شروطًا ومعايير ويتمسّك بوزارة الطاقة؟

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 تموز 2022 08:34