18 تموز 2022 | 17:25

أخبار لبنان

عون: لحكومة جديدة تتابع المفاوضات مع صندوق النقد وعدم التأخير في الترسيم

عون: لحكومة جديدة تتابع المفاوضات مع صندوق النقد وعدم التأخير في الترسيم

المركزية - اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "الاحداث الراهنة في لبنان لم تأت من باب الصدفة، بل نتيجة واقع سبب عقما في عمل المؤسسات السياسية في البلاد، والفساد الذي نخر المؤسسات والادارات الرسمية وامتناع المسؤولين على مر السنوات الماضية عن معالجته، ما زاد الامور تعقيدا".

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفد "مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان" برئاسة السفير السابق أد غبريال وعضوية نجاد فارس وجاي غزال، في حضور السفيرة الاميركية دوروثي شيا، وعن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشارين رفيق شلالا واسامة خشاب.

وعرض رئيس الجمهورية امام الوفد للاوضاع الراهنة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، و"الاسباب التي اوصلت لبنان الى الوضع الذي يعاني منه حاليا على مختلف الاصعدة وفي كل القطاعات"، واشار الى انه لم يوفر جهدا الا وبذله "من اجل تحقيق الاصلاح المنشود"، لكنه كان يصطدم في كل مرة "بمعوقات داخلية تركت آثارها السلبية على تطور الاوضاع"، ولفت الى ان "المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وصلت الى نتائج محددة لا بد من استكمالها"، وشدد على "ضرورة تشكيل حكومة جديدة لمتابعة هذا الملف الاساسي والحيوي بالنسبة الى مستقبل النهوض الاقتصادي".

واكد الرئيس عون ردا على سؤال اعضاء الوفد، "عدم جواز تأخير عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية"، مركزا على "ضرورة تفعيل الوساطة الاميركية التي يقوم بها السفير آموس هوكشتاين للوصول الى خواتيم سريعة وتمكين لبنان من استثمار حقوقه من النفط والغاز في مياهه من جهة، مع المحافظة على استقرار الحدود من جهة اخرى وعلى اهمية عامل الوقت في هذا المجال".

غبريال: بدوره، نقل السفير غبريال الى الرئيس عون "وقوف المجموعة الى جانب لبنان واللبنانيين وبذلها الجهود المطلوبة مع ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن ومع الكونغرس الاميركي، من اجل ملاقاة مطالب الشعب اللبناني خصوصا في ظل هذه الاوضاع الصعبة التي يعاني منها"، وشدد على "اهمية الاسراع في احداث التغييرات والاصلاحات اللازمة لان الوقت لم يعد عاملا مساعدا".

وبعد اللقاء تحدث السفير غبريال الى الصحافيين فقال: "اود ان اشكر فخامة الرئيس على الوقت الذي خصصه لمجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان، لمناقشة مسائل تواجه هذا البلد والعلاقة مع الولايات المتحدة. لقد اجرينا محادثات جيدة للغاية وتطرقنا الى اهمية لبنان ومساندته للجهود الاميركية بالنسبة الى روسيا والعلاقات الثنائية الاخرى التي كان لبنان فيها مساندا للولايات المتحدة. والاهم، بحثنا في الواقع المقلق الذي يواجهه لبنان واهمية التحرك بسرعة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي قبل فوات الاوان، وهذا الوقت يقترب بسرعة، كما بحثنا في اهمية اتخاذ الحكومة خطوات سريعة تجاه البرنامج الاصلاحي لصندوق النقد الدولي والبرامج والسياسات الاخرى التي تتعلق بحاجة اللبنانيين، والوقت في هذا المجال اساسي. وآمل انه خلال هذا الاسبوع الذي سنمكث فيه لقاء مسؤولين آخرين في الحكومة واعضاء من المعارضة البرلمانية ومؤثرين في صناعة القرار، وسنحمل هذه الرسالة المهمة للغاية ليتخذ لبنان الخطوة ويعمد الى التغيير السياسي قبل فوات الاوان، فالوقت يقترب واردنا ان يعلموا ان المجتمع اللبناني- الاميركي يقف خلف الشعب اللبناني بحزم لمحاولة تحقيق تقدم في هذا المجال، وهذا هو هدفنا هذا الاسبوع".

اضاف: "ان مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان تهتم كثيرا بالشعب اللبناني وبلبنان، وسنعود الى اميركا ونعمل بجهد لتلبية حاجات اللبنانيين، ونأمل ان تصبح الحكومة شريكة مع الولايات المتحدة لحل مشاكلها".

سئل: كيف تقيمون زيارة الرئيس بايدن الى المنطقة وتأثيرها على لبنان؟

اجاب: "لم ينس الرئيس بايدن لبنان، وقد اثار خلال لقاءاته مسائل عديدة تؤثر على هذا البلد، وشدد على اهمية سلامة وسيادة الاراضي اللبناني، واود ان اشير الى انه خلال العالم الفائت قدمت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة اكثر من700 مليون دولار الى الشعب اللبناني، وهذا الامر يظهر التزاما كبيرا بهذا البلد، ولكن هناك حاجة الى شريك ويجب ان يكون هذا الشريك هو الحكومة اللبنانية التي عليها ان تتحرك بسرعة لان الوقت ينفذ. وفي هذا السياق، فإن الرئيس الاميركي والحكومة والكونغرس يقدرون تماما اهمية لبنان، ويأملون في اتخاذه الخطوة الاولى والاهم".

منظمة الاغذية: من جهة ثانية، اكد رئيس الجمهورية خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الممثلة الجديدة لمنظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة "الفاو" في لبنان نورة اورابح حداد، ان لبنان يولي القطاع الزراعي اهمية كبيرة لانه جزء اساسي من اقتصاد الانتاج بعدما كان لسنوات خلت يعتمد على الاقتصاد الريعي، معتبراً ان الارض اهم شيء بالنسبة الى الانسان، وان الاستقرار في الحياة يأتي من الارض. وخلال اللقاء الذي حضره وزير الزراعة عباس الحاج حسن، اشار الرئيس عون الى ضرورة الاهتمام بتأمين القمح في ضوء الازمة العالمية التي نتجت عن الحرب الاوكرانية- الروسية، كما طلب مساعدة "الفاو" لتسهيل تصريف الانتاج الزراعي والفاكهة من لبنان الى الخارج لمواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.

ونقلت حداد في مستهل اللقاء، تحيات المدير العام لمنظمة "الفاو" شو دونيو مشيرة الى ان اللقاء الذي عقده مع الرئيس عون خلال وجود رئيس الجمهورية في روما في 31 آذارالماضي، كان مناسبة للتأكيد على اهمية التعاون بين لبنان و"الفاو" من خلال المشاربع التي تنفذها المنظمة في لبنان والتي ستواصل العمل مع وزارة الزراعة والجهات المعنية في سبيل استمرار تنفيذها. كذلك تحدث الحاج حسن عن التعاون القائم مع "الفاو" وابرز المشاريع التي تنفذ بدعم من المنظمة، كما تطرق الى اوضاع القطاع الزراعي وحاجات المزارعين ومسألة زراعة القمح في لبنان وانتاج الحليب وموضوع تصدير التفاح اللبناني الى الخارج.

وبعد اللقاء، تحدثت حداد الى الصحافيين فقالت: "سعدت جداً بلقاء فخامة الرئيس وتم البحث في طرق التعاون والتأكيد على دور القطاع الزراعي واهمية الامن الغذائي في الظروف الحالية التي يعيشها لبنان، وبعض الاولويات التي ستطرح وتتوج بالتعاون مع وزارة الزراعة ومعالي الوزير لوضع خطة وبرنامج متكاملين لمساعدة لبنان وتحقيق الامن الغذائي الذي يعتبر اولوية بالنسبة الى "الفاو".

كما عرضنا اهمية الشراكة مع المعنيين واصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص والمزارعين ومنظماتهم. وتم التأكيد خلال اللقاء، على ضرورة وضع الخطة الطارئة بالتعاون مع وزارة الزراعة لدعم البلد في تحقيق الامن الغذائي، وضمن البرنامج المتكامل الذي سوف ننفذه مع كل المزارعين والجمعيات الزراعية والقطاعين العام والخاص والوزارات وفي مقدمها وزارة الزراعة، سوف يتم التركيز على اولويات رفع انتاج البلد، وبعض السلاسل القيّمة مثل القمح، واخرى ذات القيمة الاضافية التي ستحمل مردوداً عالياً للبلد والمواطن اللبناني. كما تم التطرق الى ادارة الموارد الطبيعية وهو امر مهم جداً حالياً بما فيه الموارد المائية وادارة الغابات التي يتميّز بها البلد بشكل عام، لتحقيق الامن الغذائي واستدامة النظم الغذائية في البلد فلا يتم النظر الى القطاع الغذائي بشكل عام كقطاع منفصل، بل الى النظم الغذائية من الانتاج الى الاستهلاك ووضع سياسات ودعمها لتحقيق الامن الغذائي واهداف التنمية المستدامة."

وزير الزراعة: ثم تحدث الحاج حسن فقال: "تمحور اللقاء حول الملف الزراعي والامن الزراعي والغذائي. وقد اكد الرئيس عون ان الاولوية اليوم يجب ان تكون للامن الغذائي وتأمين القمح، زراعة وانتاجاً، وهذا موضوع ستساعدنا به الدول المانحة ومنظمة "الفاو" التي نعوّل كثيراً على ادائها في الفترة المقبلة. هناك مواضيع كثيرة طرحناها على فخامة الرئيس الذي اكد وجوب تنشيط هذا الملف كونه مسألة امن قومي بامتياز، وبالتالي نأمل ان تكون الايام المقبلة معقودة بالنجاح، والعمل تكاملي بين مختلف الوزارات كالاقتصاد والداخلية والدفاع وغيرها، فالكل مدعو لانجاح هذه الخطة واعادة الثقة بالقطاع الزراعي".

سئل: كيف تطمئنون المواطن اليوم بالنسبة الى واقع الزراعة ومحاصيل القمح؟

اجاب: نتحدث اليوم عن اشهر حول المحاصيل الزراعية بالنسبة الى القمح والشعير، وقد تم التأكيد من قبل مجلس الوزراء مجتمعاً في جلسته الاخيرة التي عقدت برئاسة فخامة الرئيس، على إلزام وزارة الاقتصاد شراء كل الكميات المتوافرة ضمن الالية التي تضعها. وقد تواصلت بالامس مع وزير الاقتصاد بالنسبة الى وجوب وضع الآلية وتحديد السعر بشكل فوري مرتبطاً بالسعر العالمي، على ان يكون سعر صرف الدولار وفق السعر الحالي. ونسمع الكثير من شكاوى المواطنين ومعاناتهم متسائلين عن تحرك وزارة الاقتصاد، لن آخذ دور هذه الوزارة، ولكنني اؤكد ان الجميع وفي مقدمهم الحكومة –وان كانت في مرحلة تصريف الاعمال لان الامور الحياتية لا تتوقف عند تصريف الاعمال- تتحمل مسؤولية لان التاريخ سيلعننا اذا لم نأخذ هذه الاولوية في الاعتبار.

وفي ما خص الرسالة التي نحملها للايام المقبلة، فإن وزارة الزراعة قدّرت المساحات المزروعة حالياً من قمح وشعير وقمح طري وصلب بـ210 آلاف دنم، واتمنى ان تتضاعف هذه المساحة بالقمح الطري. وقد وضعنا آليات وتواصلنا مع عدد من الدول الاوروبية والمنظمات العربية ومنها "الفاو" التي تعنى بتأصيل البذور لشرائها، واتمنى ان تكون كلها بشكل مجاني او على الاقل بنسبة 70 في المئة منها، لحث المزارعين على زراعة القمح الطري من دون ان يكون ذلك على حساب الخضار والفواكه، فالتنوع هو حياة حقيقية واستمرار وديمومة للقطاع الزراعي. ليس هناك من داع للخوف، فعلى الرغم من الازمة العالمية، نحن قادرون على زراعة القمح واستهلاكه محلياً كما كنا نفعل منذ سنوات.

سئل: في السابق كان المزارع يبيع محصوله بأبخس الأثمان. وبعد قراركم شراء المحصول، لم توضع بعد الآلية الكفيلة بتحقيق ذلك، فإلى متى الانتظار؟

اجاب: كنت اتمنى ان يتيح لي الدستور والقوانين، كوزير للزراعة، ان اقوم بهذا العمل بشكل متكامل، ولكننا محكومون بمراسيم وقوانين يجب مراعاتها، اضافة الى توازنات البلد. اما التأخير فليس عن سوء نية بالتأكيد، فالنية الحسنة موجودة انما يجب تخطي التعقيدات، وعلينا ان نصارح الناس وكشف المعرقلين اياً كانت صفتهم ومراكزهم. علينا ان نتعامل مع الامور بمسؤولية تامة لاننا على المحك، فخلال الحرب الاهلية لم نصل الى ما وصلنا اليه اليوم، وليس من المسموح مشاهدة طوابير الناس في انتظار ربطة الخبز.

وفي ما خص السياسات التي كانت تنهك المزارع، فهي تعود الى الآليات التي كانت غير واضحة وتحمل عدم شفافية وهدرا، وعلينا التعلم من اخطاء الماضي ولم يعد الوقت الى جانبنا، علينا اعتماد الشفافية وتحمل المسؤولية بالمطلق اكنا مزارعين ام مسؤولين.

واقع القضاء: الى ذلك، رأس رئيس الجمهورية ظهرا اجتماعا حضره وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال القاضي هنري الخوري، ورئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود واعضاء المجلس، ونائب الرئيس المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، والقضاة: عفيف الحكيم، حبيب مزهر، الياس ريشا، داني شبلي، ميراي الحداد.

وتم خلال الاجتماع، البحث في الاوضاع القضائية الراهنة وعمل المحاكم والنيابات العامة، حيث شدد الرئيس عون على "ضرورة الاسراع في بت القضايا العالقة، لا سيما تلك المرتبطة بالدعاوى المالية وجريمة انفجار مرفأ بيروت حيث لا يزال ينتظر اهالي الضحايا والموقوفين كلمة القضاء". كما تطرق البحث الى السبل الكفيلة بتحقيق العدالة في اسرع وقت ممكن.

كما اكد الرئيس عون انه "من غير الجائز تعطيل العمل القضائي تحت اي ذريعة، وصولاً الى معاقبة المرتكبين في اي موقع كانوا"، معتبرا ان "المدخل للوصول الى الاصلاح الحقيقي ومكافحة الفساد، هو من خلال السلطة القضائية التي ينبغي ان تبقى محصنة حيث لا تتأثر بالضغوط او المغريات".

واعتبر الرئيس عون ان" اللبنانيين والدول الشقيقة والصديقة، يتطلعون الى تحقيق العدالة ومكافحة الفساد، وانجاز الاصلاحات من دون تلكؤ، وللسلطة القضائية في هذا المجال الدور الاساسي في تعزيز الثقة بالمؤسسات وفعاليتها".

برقيات تهنئة: من جهة ثانية، تلقى الرئيس عون المزيد من برقيات التهنئة بحلول عيد الاضحى المبارك من قادة وزعماء دول عربية. وفي هذا السياق، ابرق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون والرئيس الفلسطيني محمود عباس مهنئين بالعيد، ومتمنيين للبنان وشعبه وللرئيس عون الصحة والعافية والازدهار. 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 تموز 2022 17:25