مجد بو مجاهد في "النهار":
لا يخفت تحلّق الأنظار على النشاطات الداخلية المرتبطة بطابع سياسي على صعيد تيار "المستقبل" بعد خطاب عزوف الرئيس سعد الحريري. وتتركّز "بروجيكتورات" إعلامية فوق معطى دعوة الأمين العام أحمد الحريري إلى اجتماع للمكتب التنفيذي.
وتنال هذه الحركيّة اهتمامات تلقائية بعد التعليق التقليدي للعمل السياسي، في وقت كانت سلّطت الأضواء قبل أسابيع على العشاء التكريمي لسفير دولة الكويت عبد العال القناعي الذي أقيم في "بيت الوسط" بحضور كوادر "مستقبليّة".
وقد اعتادت العدسات مدى سنوات أن يكون "التيار الأزرق" محور الأحداث السياسية، فإذ به يقلّص وتيرة الظهور إلا في حالات معينة منها تستدعي إصدار بيانات أو التعبير عن مواقف من خلال تغريدات وتصريحات. وتطرح أسئلة راهنة حول توقيت الدعوة لانعقاد اجتماع للمكتب. وأي متابعات سياسية أو تنظيمية يتخذها على عاتقه؟ وهل ثمة مؤشرات رجوع مرتقب عن العزوف في مرحلة قريبة؟ تشير معطيات "النهار" المنبثقة من مصادر رسمية مسؤولة في تيار "المستقبل" إلى أجوبة واضحة على التساؤلات المتداولة، كالآتي:
- لم تتوقف الاجتماعات الدورية لتيار "المستقبل" على الرغم من تعليق العمل السياسي بالمعنى التقليدي، إلا أنّ عمل الهيئات التنظيمية ومكاتب تيار "المستقبل" مستمرٌّ في سياق تنظيمي مجتمعي قائم على التواصل مع الناس. ولم يقل الرئيس سعد الحريري في خطاب العزوف الانتخابي أنه تمّ إقفال تيار "المستقبل" أو حلّ منسقياته وهيئاته، بل إن "التيار الازرق" يواصل عمله كحزب ويستمر على الأراضي اللبنانية مع هيكلية تنظيمية في كلّ المناطق. ولم يلغِ نفسه بل علّق المشاركة النيابية والوزارية في السلطة فحسب. ويأتي تصويب بعض الإعلام على نشاطات "المستقبل" بعد تعليق عمله السياسي التقليدي، من باب محاولات الإثارة أو "الزكزكة" لاعتبارات مقابلة.
- يعمل تيار "المستقبل" راهناً على تفعيل آلية العمل الاجتماعي مع الجمعيات المنتمية إلى مدرسته، وعلى رأسها "بيروت للتنمية" و"إمكان". وكانت حصلت زيارة حديثة قام بها أحمد هاشمية إلى عكار لتقديم سيارات إطفاء للحرائق إلى جبل أكروم. ويتم حالياً إعادة إحياء المستوصفات في المنية. ويبقي "بيت الوسط" أبوابه مفتوحة للناس. ويُعتبر العمل الاجتماعي الانساني في صلب قرار الرئيس سعد الحريري المتّخذ، من خلال العودة إلى النقطة التي انطلق منها الرئيس الشهيد رفيق الحريري للعمل مع الناس والتي طبعت مراحل سيرته الذاتية.
- يستمرّ "المستقبل" في حصر الاهتمامات بصيغة العمل التنظيمي والاجتماعي إلى حين بروز معطى جديد في قرار الحريري المتخذ لجهة تعليق العمل السياسي التقليدي النيابي والوزراي الذي لا يعتبر بمثابة اعتزال للسياسة. ولا يزال تيار "المستقبل" يصدر مواقف لناحية أي تطورات أو مواضيع أو تجاوزات تحصل في البلد، سواء من خلال تغريدات رئيسه أو تصريحات أمينه العام أو البيانات الصادرة عن المكتب الاعلامي.
- لا يزال موضوع عقد المؤتمر العام لتيار "المستقبل" قيد البحث بتأنٍّ، مواكبةً لكلّ العناوين وخطّة العمل التي يريدها للمرحلة المقبلة. ولا مواعيد محدّدة للانعقاد حتى اللحظة، في ظلّ سقف تعليق العمل السياسي بالدرجة الأولى. ويستمرّ درس كل الجوانب المحيطة بالمؤتمر مواكبة للمرحلة التي تعيشها البلاد، والتي تحتاج مقاربة سياسية تنظيمية اقتصادية اجتماعية مختلفة عن السابق. ولا يعتزم "المستقبل" اتخاذ خطوة عقد المؤتمر لمجرّد القيام بها، إذا لم تنسجم قولاً وفعلاً مع دراسة المعطى وتحديد موعد محدّد للانعقاد. ويبقى العمل قائماً على إنجاز الخطوات المرتبطة بالمؤتمر العام، للانطلاق بإطلالة جديدة مواكبة للمرحلة التي تشهدها البلاد راهناً.
- تُعتَبر صورة العشاء الذي انعقد في "بيت الوسط" تكريماً للسفير عبد العال القناعي واضحة، لناحية اقتصارها دعوة وحضوراً على النواب والوزراء السابقين الذين التزموا بقرار الحريري بعدم خوض الانتخابات النيابية. ولم تتم دعوة أحد من الذين ترشّحوا سواء فازوا أو خسروا على صعيد الكوادر السابقة أو النواب المنضوين سابقاً في كتلة "المستقبل". ويشكّل الاجتماع رسالة واضحة، بحسب المطلعين، لكلّ الإعلام الذي يتحدث عن "كتلة نيابية حريرية" غير مباشرة. ويتعيّن على كلّ الذين خالفوا خيارات رئيس "المستقبل" القيام بمبادرة أو خطوة تصحيحية. ويجدّد "المستقبل" التأكيد على غياب أي حضور برلماني أو عمل متعلّق بالنيابة أو الوزارة، الذي كان جمّد منذ لحظة نهاية ولاية مجلس النواب الماضي. وتؤكد مقاربة "المستقبل" أنه كان يستوجب على الكوادر الذين ترشحوا للانتخابات ولم يلتزموا بقرار الحريري الوقوف إلى جانب قراره، انطلاقاً من الاعتبارات التي حدّدها في خطاب العزوف عن خوض الانتخابات.
- يرى تيار "المستقبل" أن مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية أكّدت عدم القدرة على تغيير واقع البلاد، مظهّرة صوابية قرار الرئيس سعد الحريري بالعزوف مع استمرار واقع الهيمنة الايرانية على لبنان وتصاعد الأزمة الاقتصادية. وتوجّه أجواء كوادر فيه انتقادات للنواب المحسوبين على قوى التغيير، في قراءتهم خيبة على صعيد أدائهم نتيجة التلهي بمسائل لا تشكل أساسيات وعدم مقاربة أي معطى متعلّق بأصل المشكلة في البلاد لجهة سلاح "حزب الله". وإلى ذلك، لا يقرأ "التيار الأزرق" مؤشرات وحدة على صعيد النواب السنة الذين أفرزتهم الانتخابات في ظل محاولات تنسيقية من خلال بعض الاجتماعات، في وقت يشير إلى أن هناك مسؤوليات مترتّبة عليهم باعتبار أنهم طرحوا أنفسهم بديلاً والناس بانتظارهم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.