6 آب 2022 | 11:42

أخبار لبنان

أضواء اجتماع مكتب "المستقبل": أيّ كواليس؟

مجد بو مجاهد في "النهار": ‏



لا يخفت تحلّق الأنظار على النشاطات الداخلية المرتبطة بطابع سياسي ‏على صعيد تيار "المستقبل" بعد خطاب عزوف الرئيس سعد الحريري. ‏وتتركّز "بروجيكتورات" إعلامية فوق معطى دعوة الأمين العام أحمد ‏الحريري إلى اجتماع للمكتب التنفيذي. ‏

وتنال هذه الحركيّة اهتمامات تلقائية بعد التعليق التقليدي للعمل السياسي، ‏في وقت كانت سلّطت الأضواء قبل أسابيع على العشاء التكريمي لسفير ‏دولة الكويت عبد العال القناعي الذي أقيم في "بيت الوسط" بحضور ‏كوادر "مستقبليّة". ‏

وقد اعتادت العدسات مدى سنوات أن يكون "التيار الأزرق" محور ‏الأحداث السياسية، فإذ به يقلّص وتيرة الظهور إلا في حالات معينة منها ‏تستدعي إصدار بيانات أو التعبير عن مواقف من خلال تغريدات ‏وتصريحات. وتطرح أسئلة راهنة حول توقيت الدعوة لانعقاد اجتماع ‏للمكتب. وأي متابعات سياسية أو تنظيمية يتخذها على عاتقه؟ وهل ثمة ‏مؤشرات رجوع مرتقب عن العزوف في مرحلة قريبة؟ تشير معطيات ‏‏"النهار" المنبثقة من مصادر رسمية مسؤولة في تيار "المستقبل" إلى ‏أجوبة واضحة على التساؤلات المتداولة، كالآتي:‏

‏- لم تتوقف الاجتماعات الدورية لتيار "المستقبل" على الرغم من تعليق ‏العمل السياسي بالمعنى التقليدي، إلا أنّ عمل الهيئات التنظيمية ومكاتب ‏تيار "المستقبل" مستمرٌّ في سياق تنظيمي مجتمعي قائم على التواصل مع ‏الناس. ولم يقل الرئيس سعد الحريري في خطاب العزوف الانتخابي أنه ‏تمّ إقفال تيار "المستقبل" أو حلّ منسقياته وهيئاته، بل إن "التيار الازرق" ‏يواصل عمله كحزب ويستمر على الأراضي اللبنانية مع هيكلية تنظيمية ‏في كلّ المناطق. ولم يلغِ نفسه بل علّق المشاركة النيابية والوزارية في ‏السلطة فحسب. ويأتي تصويب بعض الإعلام على نشاطات "المستقبل" ‏بعد تعليق عمله السياسي التقليدي، من باب محاولات الإثارة أو ‏‏"الزكزكة" لاعتبارات مقابلة.‏

‏- يعمل تيار "المستقبل" راهناً على تفعيل آلية العمل الاجتماعي مع ‏الجمعيات المنتمية إلى مدرسته، وعلى رأسها "بيروت للتنمية" ‏و"إمكان". وكانت حصلت زيارة حديثة قام بها أحمد هاشمية إلى عكار ‏لتقديم سيارات إطفاء للحرائق إلى جبل أكروم. ويتم حالياً إعادة إحياء ‏المستوصفات في المنية. ويبقي "بيت الوسط" أبوابه مفتوحة للناس. ‏ويُعتبر العمل الاجتماعي الانساني في صلب قرار الرئيس سعد الحريري ‏المتّخذ، من خلال العودة إلى النقطة التي انطلق منها الرئيس الشهيد ‏رفيق الحريري للعمل مع الناس والتي طبعت مراحل سيرته الذاتية. ‏

‏- يستمرّ "المستقبل" في حصر الاهتمامات بصيغة العمل التنظيمي ‏والاجتماعي إلى حين بروز معطى جديد في قرار الحريري المتخذ لجهة ‏تعليق العمل السياسي التقليدي النيابي والوزراي الذي لا يعتبر بمثابة ‏اعتزال للسياسة. ولا يزال تيار "المستقبل" يصدر مواقف لناحية أي ‏تطورات أو مواضيع أو تجاوزات تحصل في البلد، سواء من خلال ‏تغريدات رئيسه أو تصريحات أمينه العام أو البيانات الصادرة عن ‏المكتب الاعلامي.‏

‏- لا يزال موضوع عقد المؤتمر العام لتيار "المستقبل" قيد البحث بتأنٍّ، ‏مواكبةً لكلّ العناوين وخطّة العمل التي يريدها للمرحلة المقبلة. ولا ‏مواعيد محدّدة للانعقاد حتى اللحظة، في ظلّ سقف تعليق العمل السياسي ‏بالدرجة الأولى. ويستمرّ درس كل الجوانب المحيطة بالمؤتمر مواكبة ‏للمرحلة التي تعيشها البلاد، والتي تحتاج مقاربة سياسية تنظيمية ‏اقتصادية اجتماعية مختلفة عن السابق. ولا يعتزم "المستقبل" اتخاذ ‏خطوة عقد المؤتمر لمجرّد القيام بها، إذا لم تنسجم قولاً وفعلاً مع دراسة ‏المعطى وتحديد موعد محدّد للانعقاد. ويبقى العمل قائماً على إنجاز ‏الخطوات المرتبطة بالمؤتمر العام، للانطلاق بإطلالة جديدة مواكبة ‏للمرحلة التي تشهدها البلاد راهناً.‏

‏- تُعتَبر صورة العشاء الذي انعقد في "بيت الوسط" تكريماً للسفير عبد ‏العال القناعي واضحة، لناحية اقتصارها دعوة وحضوراً على النواب ‏والوزراء السابقين الذين التزموا بقرار الحريري بعدم خوض الانتخابات ‏النيابية. ولم تتم دعوة أحد من الذين ترشّحوا سواء فازوا أو خسروا على ‏صعيد الكوادر السابقة أو النواب المنضوين سابقاً في كتلة "المستقبل". ‏ويشكّل الاجتماع رسالة واضحة، بحسب المطلعين، لكلّ الإعلام الذي ‏يتحدث عن "كتلة نيابية حريرية" غير مباشرة. ويتعيّن على كلّ الذين ‏خالفوا خيارات رئيس "المستقبل" القيام بمبادرة أو خطوة تصحيحية. ‏ويجدّد "المستقبل" التأكيد على غياب أي حضور برلماني أو عمل متعلّق ‏بالنيابة أو الوزارة، الذي كان جمّد منذ لحظة نهاية ولاية مجلس النواب ‏الماضي. وتؤكد مقاربة "المستقبل" أنه كان يستوجب على الكوادر الذين ‏ترشحوا للانتخابات ولم يلتزموا بقرار الحريري الوقوف إلى جانب ‏قراره، انطلاقاً من الاعتبارات التي حدّدها في خطاب العزوف عن ‏خوض الانتخابات.‏

‏- يرى تيار "المستقبل" أن مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية أكّدت عدم ‏القدرة على تغيير واقع البلاد، مظهّرة صوابية قرار الرئيس سعد ‏الحريري بالعزوف مع استمرار واقع الهيمنة الايرانية على لبنان ‏وتصاعد الأزمة الاقتصادية. وتوجّه أجواء كوادر فيه انتقادات للنواب ‏المحسوبين على قوى التغيير، في قراءتهم خيبة على صعيد أدائهم نتيجة ‏التلهي بمسائل لا تشكل أساسيات وعدم مقاربة أي معطى متعلّق بأصل ‏المشكلة في البلاد لجهة سلاح "حزب الله". وإلى ذلك، لا يقرأ "التيار ‏الأزرق" مؤشرات وحدة على صعيد النواب السنة الذين أفرزتهم ‏الانتخابات في ظل محاولات تنسيقية من خلال بعض الاجتماعات، في ‏وقت يشير إلى أن هناك مسؤوليات مترتّبة عليهم باعتبار أنهم طرحوا ‏أنفسهم بديلاً والناس بانتظارهم.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

6 آب 2022 11:42