27 أيلول 2022 | 20:36

عرب وعالم

مجلس أمة ٢٠٢٢ : ثورة من فوق

الكويت - جورج بكاسيني

يستعدّ الكويتيون لخوض غمار استحقاق انتخابي هو الأول من نوعه بنكهته وخصائصه التي تميّزه عن كل ما سبقه من استحقاقات ، بوصفه رافعة لإصلاح غير مسبوق أُطلق عليه إسم "تصحيح المسار " .

فبخلاف الرتابة التي كانت تحاصر الدورات الإنتخابية السابقة ، والنتائج المتوقعة التي كانت تسبق افتتاح صناديق الاقتراع ، ينتخب الكويتيون بعد غد الخميس خمسين نائباً في خمس دوائر تصعب معرفة هويتهم قبل البدء بعملية فرز الأصوات ، خصوصاً مع إنشاء الجداول وفق بيانات البطاقة المدنية .

ذلك أن "تصحيح المسار" ليس مجرّد شعار ، هذه المرة ، وإنما خيار أعلنه ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد نيابة عن الأمير في حزيران الماضي ، مع تأكيده أن الحكومة ، وللمرة الأولى ، لن تتدخل في الانتخابات أو في انتخاب رئيس المجلس أو اللجان البرلمانية ، في خطوة جعلت من هذا الاستحقاق محطة مفصلية تنقل الكويت الى مرحلة جديدة ، هي الأقرب الى الديمقراطية الفعلية منها الى "الديمقراطيات" الفولكلورية التي تجتاح منطقتنا . فيما فتحت دعوة الناخب الكويتي لأن يكون هو محور "التصحيح"فيختار الأنسب لتمثيل الأمة ، الطريق أمام مشهد سياسي جديد مختلف وحقيقي يعكس تطلعات الكويتيين بعيداً عن الإملاءات .

هذا التحوّل الرسمي في التعامل مع هذا الاستحقاق وضع انتخابات الخميس على سكة النجاح قبل أن تُنجز . كما بدّل قواعد اللعبة بين لاعبَين أمعَنا في ضرب الاستقرار السياسي وفي تعطيل شؤون البلاد والعباد ، أي مجلس الأمة والحكومة اللذان تناوبا على التخلّي عن أدوارهما أو تدخّل الواحد في شؤون الآخر على نحوٍ أطاح مبدأ المحاسبة ، ومعه وضوح الرؤية والسعي الدؤوب من أجل التنمية وخدمة المواطنين .

الكويتيون على موعد ، بعد غد ، مع مجلس أمة جديد بالقول والفعل ، مدعوماً بإرادة أميرية كانت السبّاقة في فتح آفاق التغيير والمحاسبة ومكافحة الفساد ، في زمن تربّعت فيه ثقافة الشعبوية والتطرف مكان الخطط والبرامج ، والأوهام بدلاً من الأرقام .

عرفت دول كثيرة في منطقتنا ثورات وُلدت من حضن الجماهير ، فحملت شعارات مثل مكافحة الفساد والمحاسبة . أما في الكويت فالثورة تولد من فوق .

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 أيلول 2022 20:36