29 أيلول 2022 | 23:16

عرب وعالم

شيرين عبادي: الاحتجاجات الإيرانية غير مسبوقة و"مقدمة لإسقاط النظام"

شيرين عبادي: الاحتجاجات الإيرانية غير مسبوقة و

قالت الناشطة الحقوقية الإيرانية، شيرين عبادي إن الاحتجاجات بإيران، اندلعت في أكثر من 100 مدينة وموقع وتشارك بها كافة أطياف الشعب الإيراني، مشيرة، اليوم الخميس، إلى أن المتظاهرين يرفضون بقاء الجمهورية الإسلامية بعد 40 عاما من الحكم السيء.

وأضافت الحقوقية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل، في تصريحات لقناة الحرة، بأن للنظام الإيراني "قوات محدودة ومستنزفة لا تستطيع قمع كافة التظاهرات"، معتبرة بأن هذه الاحتجاجات تختلف عن سابقاتها، "وستكون مقدمة لإسقاطه".

وشددت عبادي على "ألا دور لأي قوة أجنبية في الاحتجاجات الإيرانية"، مطالبة دول أوروبا بسحب سفرائها من طهران، وتقليل علاقاتهم السياسية مع النظام الإيراني.

وأشارت الناشطة الحقوقية إلى أن للإيرانيين "صوت واحد، رافض للجمهورية الإسلامية والاستبداد الديني، لأن النظام خلال 40 سنة لم يستجب لمطالبهم وتقهقرت أوضاعهم الاجتماعية".

وتعيش إيران على وقع احتجاجات قوية اندلعت منذ منتصف سبتمبر، عقب حادثة وفاة الشابة مهسا أميني، 22 عاما، بعد اعتقالها من "شرطة الأخلاق" بتهمة عدم ارتداء الحجاب الإسلامي بالشكل الصحيح.

وأشعلت هذه الحادثة موجة احتجاجات، قادتها نساء في الساحات العامة بمختلف المدن الإيرانية. ويطالب المتظاهرون بالحرية واحترام حقوق المرأة، كما رددوا هتافات مناهضة للنظام الحاكم في إيران.

صمود رغم القمع

وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل عشرات المتظاهرين واعتقال المئات، كما قررت السلطات الإيرانية على خلفياتها فرض قيود صارمة على الإنترنت.

وقال مسؤولون إن 41 شخصا، بينهم أفراد من الشرطة ومسلحون موالون للحكومة، لقوا حتفهم خلال الاحتجاجات. وأعلنت منظمات إيرانية لحقوق الإنسان عن حصيلة قتلى أعلى، حسب رويترز.

وحذرت قيادة الشرطة الإيرانية، أمس الأربعاء، من أن وحداتها ستواجه "بكل قوتها" المتظاهرين.

وقالت القيادة في بيان "اليوم يسعى أعداء جمهورية إيران الإسلامية وبعض مثيري الشغب إلى العبث بالنظام العام وأمن الأمة باستخدام ذرائع مختلفة" مضيفة أن "عناصر الشرطة سيواجهون بكل قوتهم مؤامرات مناهضي الثورة".

ويصف الإعلام الرسمي الإيراني المحتجين بأنهم "منافقون ومثيرون للشغب ومخربون ومحرضون على الفتنة"، وقال التلفزيون الرسمي إن الشرطة اشتبكت مع "مثيري الشغب" في بعض المدن.

وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن الإيرانية ردت على الاحتجاجات باستخدام "القوة غير المشروعة، بما في ذلك استخدام الذخيرة الحية والخرطوش وطلقات معدنية أخرى مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة مئات آخرين".

وعلى الرغم من القمع الشرس للاحتجاجات، تظهر مقاطع فيديو، تواصل خروج المتظاهرين ومطالبتهم بإسقاط المؤسسة الدينية في مدن طهران وتبريز وكرج ويزد وقم والعديد من المدن الإيرانية الأخرى، ويهتف المحتجون "اذهبوا إلى الجحيم يا ملالي!" و"الموت للديكتاتور!" و"الموت للزعيم بسبب كل هذه السنوات من الجريمة!"، حسب التسجيلات المنشورة.

ضغوط دولية

ودعت متحدثة باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الثلاثاء، رجال الدين الذين يحكمون في إيران إلى "الاحترام الكامل للحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات".

وقالت رافينا شمدساني، في بيان إن التقارير تشير إلى "اعتقال المئات، منهم مدافعون عن حقوق الإنسان ومحامون ونشطاء مجتمع مدني وما لا يقل عن 18 صحفيا".

ونُظمت في عدد من دول العالم، تظاهرات دعما للاحتجاجات في إيران، خلال عطلة نهاية الأسبوع من بينها وقفات بالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

واستدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير الإيراني في برلين، بداية الأسبوع الجاري بسبب قمع الاحتجاجات.

وردا على سؤال حول احتمال فرض مزيد من العقوبات على طهران بسبب الاضطرابات، قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية "سننظر في جميع الخيارات" مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

والأسبوع الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية بسبب مزاعم الإساءة للنساء الإيرانيات، قائلة إنها تحملها المسؤولية عن وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في الحجز.

وأفادت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية، اليوم الخميس بأن إيران استدعت القائم بالأعمال الفرنسي في طهران بشأن موقف باريس من الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ أسبوعين على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني في حجز للشرطة.

وذكرت الوكالة الإيرانية، حسبما نقلته رويترز أن الخطوة الإيرانية، تأتي "ردا على البيان الذي ينطوي على تدخل من جانب وزارة الخارجية الفرنسية، ومشاركة ثلاثة مسؤولين فرنسيين في احتجاجات في باريس، والعمل السخيف الذي أقدمت عليها مجلة شارلي إبدو، فقد تم استدعاء القائم بأعمال السفارة الفرنسية في طهران لوزارة الشؤون الخارجية".




الحرة

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

29 أيلول 2022 23:16