25 آذار 2019 | 00:00

أخبار لبنان

لا تغيير في سياسة واشنطن اللبنانية

 لا تغيير في سياسة واشنطن اللبنانية
المصدر: الجمهورية

الهدف الأساس للإدارة الأميركية إبقاء طهران، واستطراداً "حزب الله"، في موقع المتهم وعلى خط الدفاع في انتظار ان تفعل الضغوط فعلها لجلب إيران الى طاولة المفاوضات، او الذهاب إلى الحرب.

كلام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو العالي اللهجة والشديد النبرة موجّه الى "حزب الله" وخلفه طهران، وفحواه انّ أكبر دولة في العالم تصنِّف هذا المحور في خانة الشرّ الذي يجب التخلُّص منه، وتخوض حرباً اقتصادية شرسة ضده، والحروب الأساسية في هذه الأيام اقتصادية اكثر منها سياسية، بدليل انّ الحرب نفسها دفعت إيران الى طاولة المفاوضات النووية، وهذه الحرب بالذات ستدفعها مجدداً الى الطاولة نفسها ولكن هذه المرة تحت عنوان دورها الإقليمي.

فما قاله بومبيو في وزارة الخارجية يعكس بدقة توجه الإدارة الأميركية في المواجهة مع إيران وكل أذرعها العسكرية في المنطقة، ولا يجب التعاطي مع كلامه بخفة واستسهال، فعدا عن كونه في موقع وزير خارجية فإنّ التوجّه الذي يتحدث عنه استراتيجي الطابع وبعيد كل البعد عن اللغة الديبلوماسية المعهودة، وتحوّل جزءاً لا يتجزأ من أدبيات الإدارة الأميركية والتحريض العالمي المركز على الدور الإيراني، ولا يوجد ما يؤشّر حتى اللحظة الى احتمال تراجع هذه الإدارة عن هدفها إلزام إيران بتغيير دورها.

وإذا كان صحيحاً انّ الإدارة الأميركية السابقة لم تتعامل بالعدائية نفسها مع إيران إبّان المفاوضات النووية، غير انه يصعب الرهان على عامل الوقت لتغيير الاستراتيجية الاميركية الحالية لسببين:

لأنه امام الإدارة الحالية مُتّسع من الوقت لتحقيق هدفها، ولأنه يصعب على اي إدارة جديدة ان تنقلب على توجهات الإدارة الحالية في حال لم يتمكن الرئيس دونالد ترامب من ان ينتخب لولاية ثانية، خصوصاً في ظل نظرة أميركية موحدة وهي انّ طهران انقلبت على حسن تعامل الإدارة السابقة معها، فأخذت ما تريده من الاتفاق النووي من دون ان تقدِّم ما هو مطلوب منها ومتّفق عليه على مستوى دورها في المنطقة.

ولا يجب ايضاً استسهال العقوبات الاقتصادية، فالأجسام العسكرية لإيران في المنطقة، والتي تُقتطع لها موازنات ضخمة، بدأت تتأثر وسيكون من الصعب عليها التكيُّف طويلاً مع هذا الوضع المستجد، فضلاً عن انّ اشتداد العقوبات وتأثيراتها تضع طهران على مفترق طرق أساسي بين ان تترك الأمور تنزلق نحو انفجار داخلي، وبين ان تستلحق نفسها بالدخول في عملية تفاوضية لا مفر منها عاجلاً ام آجلاً، بل يجب على القيادة الإيرانية ان تنطلق من مبدأ أنها لن تستطيع تحقيق أكثر مما حققته عن طريق الثورة، فهذا أقصى ما كان يمكن تحقيقه، وان تحوّلها الى منطق الدولة سيحوِّل دورها الإقليمي من غير شرعي في نظر المجتمع الدولي الى شرعي وبغطاء دولي، بل من مصلحتها ان تشرِّع أدوار المكونات التي تدور في فلكها، فدور "حزب الله" مثلاً سيكون في تركيبة مثل لبنان أقوى من دون سلاح من دوره الحالي.

انّ الذهاب في المواجهة الى النهاية قد ينتج هزيمة عسكرية وأضراراً جسيمة، فيما المفاوضات تشهد مقايضات وتسويات وتنازلات، فضلاً عن انّ الرغبة الأميركية العميقة تكمن في الحفاظ على التوازن في المشهد الإقليمي، شرط ان تتخلى طهران عن دورها الثوري وان تنتظم تحت سقف الشرعية الدولية، إنما الأكيد في كل هذا المشهد انّ المنطقة في مرحلة دقيقة وخطيرة، وكل المؤشرات تؤكد ان المواجهة تتجه أكثر فأكثر الى التسخين، وإذا كان لا نية أميركية في الحرب وأنها تكتفي بالعقوبات الاقتصادية، إلّا انها تحاول استفزاز طهران بمواقفها العالية النبرة وكأنها تحاول تحدّيها بغية دفعها الى الخروج عن سياسة ضبط النفس وجرّها الى اشتباك عسكري، وذلك تماماً على غرار ما تفعله تل أبيب بقصفها المركّز للمواقع العسكرية الإيرانية في سوريا.

لقراءة النص كاملاً اضغط هنا.



 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 آذار 2019 00:00