كتب خالد صالح:
حطّت سداسية "النهاية" التي أعدّها الزميل الأستاذ جورج بكاسيني رحالها، بعد أن أماطت اللثام عن الكثير من الحقائق التي كانت موضعَ "التباسٍ" عند اللبنانيين، وأسقطت كلّ الحجج الواهية التي تمسّك بها البعضُ في مسار "تسويقه" للأضاليل السياسية والاعلامية، ووضعت الجميع أمام مسؤولياتها فيما وصلنا إليه من "بئس المصير" ..
لم تكن السداسية مجرّد "سلسلة توثيقية" لتراكم الأحداث منذ الـ 2005 وحتى اليوم، بل هي حقيقة مرحلة من المراحل السود التي عايشناها مرةً كالعلقم، والتي بلغنا في نهايتها مستقرًا في قعر "جهنم"، التي لم يخجلوا يومًا في الجهر بها، جهنم التي بات فيها الشعب يبحث عن رغيف خبز أو حبّة دواء أو عن ذلك "المرقد" الذي كنا نتباهى أننا نملكه في هذا الوطن ..
ليس القصد من هذه الكلمات تقييم هذا العمل، فهو بحدّ ذاته قيمة كبيرة وتأريخ موثّق، بل هي رسالة شكر لحدود المعرفة التي بلغناها من خلالها، كانت المعلومة دقيقة ومبسّطة وواضحة وجلية لا لبس فيها، ومؤكدة بـ "الصوت والصورة" من رجالات عايشت المرحلة من كل نواحيها، فأسقطت كل الذرائع ووضعت كل النقاط على الحروف، وأعادت توجيه بوصلة المسؤوليات بدقة عن الواقع المذري الذي بلغناه ..
وليس القصد من هذه الكلمات إعادة سرد ما ورد في السداسية من حقائق، بل القول كم من "براميل" المياه الباردة سقطت فوق الرؤوس الحامية، وكم من "أوراق توت" تطايرت مع رياح الوضوح في التفاصيل التي سِيقت لنا، لأن الرؤوس الحامية التي كانت "تلعلع" فوق المنابر أصبحت كمن يعلوها الطير، وسقطت جريرة أفعالها ومخططاتها لا بل مؤامراتها التي دبرتها بليل أو ما بعد منتصف الليل ..
أرخت سداسية "النهاية" علينا نسائم الاطمئنان والسلام الداخلي، أن ما ندافع عنه هو الحق في وجه الباطل، لاسيما عندما رأينا تلك الأفواه التي كانت "ترغد وتزبد" وقد أطبقت كصمت الكهوف "لا حس ولا خبر"، ولم يجروء أحد من الذين كالوا الاتهامات وحاكوا المؤامرات على الخروج نافيًا لأي تفصيل أو معلومة أو واقعة حدثت، فقد زادتنا هذه السلسلة قناعة فوق قناعة أن النهج الذي نسير عليه والذي أسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحماه بأشفار العيون الرئيس سعد الحريري "نهج الاعتدال" هو الباقي وهو المنتصر ..
شكرًا للأستاذ جورج بكاسيني ولكل من عمل على أن تبصر الحقائق النور، صحيح أنها "النهاية" لكنها نهاية مسلسل طويل من "الأكاذيب" و "الأضاليل"، وهي نهاية لكل الذين حاولوا تحريف الحقائق وتزوير الأحداث، وهي "نهاية" عذابات الكثيرين الذين قضّ الشك مضاجعهم من القرارات الوطنية الكبرى التي اتخذها الرئيس الحريري، فحلّ "اليقين" الراسخ في النفوس والقلوب، نهاية لألام الذين ضمّدوا جراحاتهم بالصبر، نهاية لقلق المحبين الصادقين الأوفياء .. ولوطننا الحبيب كل السلام ..
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.