19 آذار 2023 | 08:10

أخبار لبنان

المفتي حجازي يفتتح دار الإفتاء في راشيا: مسيرة بناء المؤسسات بدأت ولن يعيقنا أي شيء

المفتي حجازي يفتتح دار الإفتاء في راشيا: مسيرة بناء المؤسسات بدأت ولن يعيقنا أي شيء


أقيم السبت حفل افتتاح دار الافتاء في راشيا في بلدة البيرة - عزة برعاية وحضور مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق حجازي وحشد مهيب من فعاليات دينية وسياسية وبلدية ومخاتير وفعاليات المجتمع المدني. 

قدم للحفل عريف الاحتفال الشيخ محمد علي إمام بلدة عزة وافتتح اللقاء بتلاوة قرآنية للشيخ الدكتور أيمن عثمان، ثم تحدث رئيس اتحاد بلديات الاستقلال رئيس بلدية البيرة فوزي سالم فقال: "أهلا بكم في بلدة البيري التي شكلت في تاريخها نقطة تواصل بين أهلنا في قضائي البقاع الغربي وراشيا وحملت رسالة حب وانفتاح جسدها رجال كبار شكلوا مشاعل مضيئة وقيمة في السياسة والعلم والأدب في تاريخ لبنان الحديث، منهم النائب الراحل ناظم القادري الذي كان أول ممثلا للطائفة السنية في قضائي البقاع الغربي وراشيا ونذكر أيضا سماحة مفتي راشيّا المرحوم الشيخ رؤوف القادري الذي لم يحمل هم المسلمين في المنطقة وحسب بل حمل هموم الأمة وقضاياها لعقود من الزمن، وكان مثالا للخير والعطاء والتسامح والوحدة، ولا يسعنا إلا أن نذكر بالخير سماحة المفتي المرحوم الدكتور أحمد اللدن.

وأضاف: "اليوم نعيش في مرحلة استثنائية جاءنا رجل استثنائي ليكمل مسيرة العطاء صاحب رؤية تسعى لنشر الوعي وتوحيد المجتمع، جمع في شخصيته العلم والإيمان والمعرفة تحققت فيه صفة القوي الأمين إني أعني به صاحب السماحة الدكتور وفيق حجازي، لقد حملتَ الأمانة في الوقت الصعب وفي الزمن الصعب ومجتمعنا في حالة من الارتباك والضياع في وقت تعاني منطقتنا من مواقع المأزوم نتيجة الأزمات الاقتصادية وغياب الحلول وعدم العدالة وتوفير القرص بما يستوجب العمل الدؤوب لتوحيد الصف وجمع الشمل واستعادة الدور الريادي لمنطقتنا".

وتحدث قائمقام راشيا نبيل المصري فقال: "قال الله تعالى: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، فكيف إذا كان هذا التعارف تحت سقف هذه الدار، دار إفتاء راشيا دار أسست على التقوى احتضنت أجراس الكنائس والمآذن لتنسج بحكمة أواصر المحبة والتآخي والتلاقي في منطقة تهادت عند سفوح حرمون فما عرف أهلها إلا طيبة القلب ونقائه كبياض ثلج جبل الشيخ".

وتوجه الى المفتي حجازي بالقول: " يا سماحة المفتي بالأمس القريب كانت التهنئة بانتخابكم مفتيا لراشيا و للتسمية دلالاتها المعبرة عن لباقة احتضانكم لباقة الورود هذه المتنوعة بألوانها وعطر أريجها من شريف علمكم في إدراك الواقع والذي يعتبر ركنا من أركان صناعة الفتوى الوسطية المعتدلة ونشر التيسير والسماحة والاعتدال هو نهج اعتدال من تولى قبلكم مسيرة إفتاء راشيا وينظرون إليه اليوم من عليائهم، وها نحن اليوم نبارك لكم ولأنفسنا افتتاح دار الود والمحبة والتواصل دار إفتاء راشيا التي ستكون تحت رعايتكم المأوى والملاذ الآمن واليد الممدودة والصدر الرحب لكل محتاج بما تمثله من قيم التسامح السامية الأصيلة والمتجذرة في نفوس أهل سماحتكم".

ثم تحدث صاحب الرعاية مفتي منطقة راشيا الشيخ الدكتور وفيق حجازي فقال : "أهلا وسهلا بكم جميعا في هذا العرس الإيماني والذي نلتقي لافتتاح مقر دار الإفتاء في رشيا، الدار الجامعة لكل أبنائها والتي تعمل على أن يكون هذا القضاء مزدانا بهذا التنوع الرائع وهذا الأنس الساطع، قضاؤنا يعتبر أنموذجا في الوحدة الوطنية بل والعيش الواحد بين أبنائه محققا لأبناء وطني بأسره عوالم القدوة ومعالم التلاقي من خلال الروابط المشتركة والعلاقات المتألقة بين جميع أبنائه".

وأضاف: "إننا وإذ نحتفل بافتتاح هذا المقر الرسمي لدار الإفتاء في راشيّا نعلن أن الانطلاق نحو بناء المؤسسات قد بدأ، فمهمتنا في الإفتاء هي رعاية أمتنا ومساعدتهم وتثبيتهم في أرضهم والمحافظة على نسيجهم وعيشهم وهذا الذي يميز قضائنا وبكل أطيافه، لن نغلق دار الإفتاء في وجه أحد، بل ولن تغلق الدار أبوابها أمام أي أحد، قافلة دار الإفتاء انطلقت ولن يعطلها أحد، الإنجازات بدأت تؤتي أكلها وثمارها وهذه من رياحينها قد تحققت، سنعمل مع الغيورين وهم كثر مقيمين ومغتربين من أجل تحقيق ما نصبو إليه لنكون ومن خلال تعاضد الجميع وتعاونهم مؤكدين تمام التأكيد على أن قرانا هي نماذج بها يحتذى في خدمة الناس وكل الناس، لسنا الأول ولن نكون الآخرين، سبقنا رجال قدموا لهذا القضاء الكثير سبقنا علامة لبنان ومقاومه الأول ومجاهده الفذ وعروبيه المسلم سماحة مفتي راشيا الشيخ أحمد رؤوف القادري رحمه الله تعالى الذي قدم كثيرا للبنان ولقضية فلسطين والقدس ولمقاومة المحتل الصهيوني حتى حيكت مؤامرات لاغتياله، لكن الله تعالى كتب لها الفشل، جاء بعده كذلك سماحة الشيخ أحمد اللدن الذي عمل كذلك من أجل قضاء راشيا أيضا وها هي سنة الله تعالى في خلقه وتلك الأيام نداولها بين الناس".

وتابع: "الحضور الكريم في عقيدتنا أن المفتي في الإسلام موقع عن رب العالمين وأنه سفير سيد العالمين وأنه مسؤول عن رعاية الناس أجمعين وأنهم مساءلون بتقصيرهم نحوه ونحو الشرع المبين وأمام هذه القاعدة الإسلامية الرصينة وأمام هذه الوجوه النيرة وفي هذا اللقاء العابق بأريج الحب وبحضور هذه الوجوه الطيبة وبأطيافها المتنوعة ومن خلال التنسيق الكامل مع كل فعاليات المنطقة كانت لغتنا واحدة مع الجميع في كل قرانا لغتنا واحدة أننا في مركب واحد ولن نسمح أن يخرق هذا المركز وأن أرض الأجداد أمانة في أعناق الأحفاد كما أن على الآباء أن يحرصوا على سلامة الأبناء لنعمل من خلال هذه الفلسفة على تأصيل وتأكيد وتأسيس معالم الوحدة الوطنية ثم لتيسير حياة الناس بكل ما نقدر عليه بإذن الله".

وقال: " لا مجال لطرف في الوقت، الزمن يسابقنا الوقت جوهرة سرعان ما ينقضي إن لم تقطعه ربما قطعك أو قطعك وعليه لن نسمح بالتعطيل ولا بالتعويق ولن نقبل عمل المعطلين ولا المعوقين ولن نرضى إلا أن نكون في المقدمة لخدمة هذا الوطن لأننا خدام".

وتابع: " أن يكون في راشيا مقر للإفتاء فهذا طلب الكل وأن تكون في راشيا دار للأمة فهذا أمل جميع وأن يكون فيها عمل فهذا ما نريد وهذا فضل وإكرام من الله تعالى وقد تحقق بإذن الله، لذلك أنعم الله تعالى على راشيا بهذا الإنجاز الذي يفخر به الأحرار ويسعد به الغيارى ويعتز به الشرفاء".

المفتي الشيخ الدكتور وفيق حجازي وإذ أعلن افتتاح المقر الرسمي لدار الإفتاء في راشيا، أعلن أيضا عن العمل من أجل بناء مؤسسات دار الإفتاء بكل مرافقها واستكمال ما تم من بناء في عهد سماحة المفتي الشيخ أحمد اللدن ليكون ضمن مؤسسات دار الإفتاء في راشيا بعد استكمال الإجراءات القانونية المتعلقة بها واسمحوا لي ونحن نستشرف استقبال شهر عظيم مبارك شهر الخير شهر رمضان أن أعلن لكم عن إنشاء صندوق الزكاة في راشيّا ليكون متناغما مع صندوق الزكاة في البقاع ومتعاونا وليكون عمله خدمة أهلنا في هذا القضاء وليتم من خلاله تنمية قضائنا وقرانا لأن الصدقة برهان ولأننا في أوقات الأزمات يتأكد لنا أن التكافل الاجتماعي شعار إسلامي فإن أسعد الناس لمن أسعد الناس وما عبد الله بشيء بعد الفرائض أحب إليه من جبر الخواطر.

وتابع: "رسالتنا هي التنمية لا التعمية هي رعاية شؤون منطقتنا وأمتنا هي إقامة المشاريع الاستثمارية لخدمة قضاء راشيا ولبنان هي البوتقة في ربط العلاقة بين المقيمين والمغتربين هي خدمة الدعوة إلى الله تعالى هي في المحافظة على القيم الدينية ومواجهة موجات الفساد ونشر الفوضى والإلحاد، مشروعنا أننا بنات وطن وأن الوطن لجميع أبنائه بل نعتبره عيشا واحدا ونؤكد على أهمية القانون عدالة ومساواة هذه هي رسالتنا في دار الإفتاء في راشيا والتي عنونها سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان حفظه الله تعالى عندما أعلن في تحد واضح عن إنجازه انتخابات الإفتاء في المناطق اللبنانية فكان ما كان وقيد الله تعالى أن يكون من يستلم خدمة الناس في قضاء ر شيئا من يتكلم بين حضراتكم جميعا".

وشكر "كل من ساهم في إنجاز واستكمال هذا البناء بدعم مادي وتقني ودعوي ورعوي مقيمين ومغتربين أهلين وأحبة لجان وقف أشكر لهم ما قاموا به وعلى أمل إنجاز استحقاقات قادمة بإذن الله تعالى".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

19 آذار 2023 08:10