عاصمة الجنوب صيدا كانت صباح اليوم " الخميس" على موعد مع الافتتاح الرسمي لسوق السمك الجديد " الميرة " الذي تم انجازه مؤخراً وبمواصفات حديثة ومتطورة مكان السوق السابق عند مدخل ميناء الصيادين على الواجهة البحرية للمدينة ، وتم تنفيذه من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمويل من الحكومة البريطانية عبر الوكالة البريطانية للتنمية (من الشعب البريطاني) بالشراكة مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والأشغال العامة والنقل، وشمل المشروع إعادة بناء وتجهيز السوق وتوفير مرافق وغرف ومعدات جديدة للصيادين المحليين، بهدف تنشيط قطاع الصيد في المدينة ما من شأنه تعزيز الظروف المعيشية لـ 450 صيادا في صيدا، ومجتمعهم الأوسع، وامكانية دعم وتحسين أوضاع مراكبهم البالغ عددها 150 قارباً.
شارك في حفل افتتاح السوق : وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار،النائب عبد الرحمن البزري ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري وممثل النائب اسامة سعد مدير مكتبه طلال أرقدان ، سفير بريطانيا في لبنان هميش كويل، والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان ميلاني هاونشتاين، ورئيس بلدية صيدا محمد سعودي، ورئيس مصلحة الأملاك العامة البحرية في وزارة الأشغال العامة والنقل محمد نحلة، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان بسام حمود ورئيس قطاع صيدا في حزب الله زيد ضاهر ، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الجنوبي عبد اللطيف الترياقي وأمين سر اتحاد نقابات عمال فلسطين – فرع لبنان غسان البقاعي، وأمين سر تجمع المؤسسات الأهلية ماجد حمتو ، المدير الاقليمي للأمن العام في الجنوب المقدم علي قطيش ، ورئيس مكتب مخابرات صيدا الرائد هادي الحاج شحادة ، ورئيسة مرفأ صيدا ميريام سليمان ، ورئيس نقابة الصيادين في صيدا نزيه سنبل، رئيس جمعية أصدقاء زيرة وشاطىء صيدا ربيع العوجي وعدد من اعضاء مجلس بلدية صيدا وعدد من الصيادين.
بعد قص شريط الافتتاح جال الحضور في السوق الجديد للسمك وغرف الصيادين وباقي اقسام المشروع، وتخلل الجولة مزاد علني للسمك شارك فيه السفير البريطاني مزايداً ومشترياً بعدما رسا عليه المزاد!
واعقب ذلك لقاء للسفير البريطاني والوزير الحجار مع بعض الصيادين وأصحاب مزادات وبسطات السمك ، ومن ثم قاما بمشاركة ممثلة الـUNDP بجولة بحرية في محيط مرفأ صيدا وقلعتها وصولا الى جزيرتها " الزيرة " ومن ثم مجددا الى ميناء الصيادين .
وقال السفير البريطاني اثر الجولة : مسرور أنه تم استكمال مشروع سوق السمك الذي ابصر النور وقمنا بجولة في داخله وراينا جميع انواع الأسماك الطازجة ، ومن خلال مساعدة الصيادين نكون بذلك نساعد مدينة صيدا وسكانها وهذا يسرنا أيضاً . وخلال جولتنا شهدنا مزاداً علنياً لأنواع من الأسماك وكان لي نصيب بشراء بعض منها لكنني لم اعرف كم دفعت ثمنها ! ، متوجها بالشكر لأحد الصيادين الذي حيا الدولة البريطانية لتمويلها مشروع السوق ومساعدتهم لتطوير سبل عيشهم من هذه المهنة .
من جهته قال الحجار : زيارتنا مجتمعين اليوم لنؤكد التزام بريطانيا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والوزارة بالتنمية لهذه المدينة الساحلية التي يعود عمرها التاريخي لقرون من الزمن ، الأمر الآخر الذي اتينا من أجله هو الاطلاع على مشاريع نفذت بتمويل من انكلترا ومساهمة الامم المتحدة وبدعم ومواكبة الدولة اللبنانية ووزارة الشؤون الاجتماعية .
وأضاف: على الجميع أن يعرف بأن الواح الطاقة الشمسية والبالغ عددها 160 لوحاً ووضعت لخدمة سوق السمك هي ممولة من بريطانيا بتنفيذ ومتابعة مع الـUNDP وبالتنسيق مع وزارة الشؤون ، وهو عمل مشكور ومبارك . أتمنى على الصيادين حماية هذه الصفائح الكهربائية ، كما عليهم حماية الشاطئ ونظافته وعدم إبقائه على حاله كما هو اليوم مبدياً استعدادي للمساهمة معكم كصيادين وكبلدية وجمعيات أهلية واهالي صيدا . وانا على استعداد أن اتي لقضاء نهار معكم . هذا الشاطئ لنا فلنعمل لسلامتنا وسياحتنا ، والإنارة التي تم وضعها تساعدنا جميعاً للتجول أثناء الليل بأمان مع عائلاتنا شاكراً القيمين على هذا المشروع وانجاحه .
وتابع : أما المشروع الثاني فله ميزة وله دلالة مهمة جدا لمدينة صيدا التي تعتمد على الصيد البحري.. وشواطئنا ليست لتصدير المهاجرين بل هي للعمل الاقتصادي المهم وللصيف لتعتاش منها مئات العائلات. لأجل ذلك تم إنجازه اليوم ومشكورين عليه ، كما وتم أيضاً تامين المرفق الصحي فيه وكذلك ضم السوق غرفاً للصيادين على أمل أن نطور هذا المشروع . داعياً الصيادين لتحمل إدارة المشروع بشكل جيد لأنه ما قدم من مال لإنجازه لا يمكن أن يقدم مرة أخرى ، وطالبهم بالحفاظ على المكان بشكل جيد لتشكل هذه الخطوة حافزاً لبريطانيا والأمم المتحدة على المساهمة بمشاريع ذات اهتمامات مختلفة وكثيرة بصيدا خاصة للحفاظ على التراث التاريخي فيها.
وقال: نعول عليكم كأهالي لهذه المدينة المحافظة عليها ونقف بجانبكم لتأدية هذا الدور الذي لا يستطيع أن يؤديه أحد بدلا عنكم ، كذلك نعول على البلدية والجمعيات متمنياً من الدولة البريطانية والأمم المتحدة لإبقاء أعينهم على الشاطئ اللبناني وخاصة المناطق الجنوبية والمقصودة صور وصيدا والمنطقة الممتدة بينهما لرمزيتهما .
من جهته شكر نقيب صيادي الأسماك نزيه سنبل الدولة البريطانية والأمم المتحدة والدولة اللبنانية ممثلة بوزارة الشؤون الإجتماعية لدعمهم تحسين ظروف عيش الصيادين من خلال إنجاز المشروع الذي كان حلما بالنسبة لهم وتحقق متمنيا أن يتحقق في كل مناطق لبنان وليس فقط في صيدا وآملا أن " نكون دائما عند حسن ظن الجميع "، وواعداً بالحفاظ على هذا الإنجاز.
بدوره اكد عضو مجلس بلدية صيدا المهندس محمد البابا أن " هذا المشروع جاء بناء لطلب الصيادين وهم تلقفوه . وقال: ان مشروع سوق السمك لم يكن المشروع الأول والوحيد في المدينة الذي تنفذه الـ UNDP التي ومنذ عشر سنوات تعمل في صيدا وخاصة في صيدا القديمة التي تشكل معلما ًمن معالم المدينة السياحية التي نفتخر فيها والتي يعود عمرها إلى 6000 سنة وتضم اكثرمن 60 معلماً سياحياً شاكرا بريطانيا على دعمها ومساهمتها بهذا المشروع وداعيا إياهم لتنفيذ المزيد من المشاريع الإنمائية في المدينة . وداعيا السفير البريطاني والرعايا البريطانيين لزيارة المدينة والاطلاع على انجازاتها التي هي نتاج تعاون المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والنقابات الموجودة تحت مظلة البلدية .
وهنأت هاونشتاين كل الذين شاركوا بهذا المشروع واصفة إياه بالجميل وقالت: في ظل هذه الأزمة من المهم ان نقوم بمساهمة لنساعد بتعزيز معيشة الناس .وهناك مبدأ بمجال التنمية يقول لا تعطوا الصياد سمكة ولكن اعطوه وسيلة لصيد السمك. ولاحظنا تجسيد هذا الشيء الذي استحدثه هذا المشروع وطبعا لا يوجد تنمية من دون أمن ونحن قمنا بتركيب الإضاءة الشمسية لنؤمن سلامة المواطنين والمشاة ، وهذا سيكون لخير السياح الذين سيزورون الكورنيش والمنطقة وايضا سوق السمك .
وأضافت: نحن كأمم متحدة دعمنا الكثير من المشاريع بما في ذلك الشرطة البلدية ، والاهم هذا المشروع الذي يعمل فيه الجميع من البلدية والوزارة والمجتمع المدني والصيادين جميعهم اشتركوا وعملوا معا لإنجاحه وهذا له رمزيه كبيرة ويبين أننا اذا عملنا كلنا سوية نستطيع تأمين التنمية والازدهار في صيدا وفي كل لبنان .
وكان السفير البريطاني استهل زيارته لصيدا بجولة تفقدية برفقة الوزير الحجار ومسؤولة ووفد برنامج الأمم المتحدة الانمائي لمشروع تجهيز الكورنيش البحري بنظأم الانارة بالطاقة الشمسية والممول ايضاً من المملكة المتحدة عبر الـUNDP.
إشارة الى أن سوق السمك الحديث في صيدا مجهز بمرافق للصيادين، بهدف جذب المزيد من الأعمال وتعزيز الاقتصاد المحلي، كما يتضمن غرفاً للصيادين للحفاظ على معدات الصيد الخاصة بهم من العوامل البيئية المختلفة .
ويوفر المشروع معدات الصيد الأساسية للصيادين، لتخفيف بعض الضغوط المالية الناجمة عن الأزمة الاقتصادية الحالية، إلى جانب تركيب نظام إضاءة يعمل على الطاقة الشمسية على طول ميناء الصيد بهدف الحد من السرقات، وتعزيز الأمن في الميناء ، وخفض تكاليف الطاقة.
كذلك تضمن المشروع جلسات تدريب لبناء القدرات تهدف إلى تمكين أعضاء النقابة والعاملين في سوق السمك من إدارة المرافق والخدمات الجديدة على النحو الأمثل.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.