ضمن فعاليات النسخة الثالثة من برنامج" آرت ايفولوشن"، الذي ينظمه معهد "غوته " في لبنان، وفي اطار سلسلة جلسات "إمبلس- Impulse " التي انطلقت من بيروت في شهر حزيران وتستكمل في صيدا في شهر تموزالجاري وهي جلسات متاحة للجمهور ويديرها ضيوف منسقون يسعون لتشجيع المشاركة في الحوار على صعيد المجتمع المدني وتعزيز جو من النقاش المفتوح ، يستضيف "مسرح اشبيلية – صيدا " Impulse II" الذي يتضمن جلسات فنية تشكل بحسب المنظمين "طريقة لاستعادة المساحات والأصوات التي سلبتها وأخرستها الأنظمة القمعية السياسية-الاجتماعية، فتقدم فرصةً للناس لتحدّي منظومة السلطة، وللدعوة إلى التغيير".
ولأن المشهد الفني في لبنان كان دائماً متمركزًا في العاصمة، ما أدّى إلى إقصاء من يعيشون خارجها وإهمالهم وحرمانهم من فرصة المساهمة في هذا المشهد، كانت أهمية إضفاء الديمقراطية على الثقافة وطرق الوصول إليها، والأهم من ذلك السماح للفنانين باختبار أشكالٍ تعبيرية جديدة. ومن هذا المنطلق، ارتأى المنظمون استكشاف القيمة الاجتماعية-السياسية للعروض الفنية في المساحات العامة، وتأثيرها، من خلال سلسلة من الحوارات تحت عنوان: "العروض الفنية: استعادة المساحات والأصوات والتواصل مع المجتمع المحلي" وذلك من تنسيق وإدارة هبة ونهلا زيباوي .
وتنطلق هذه الجلسات في " اشبيلية – صيدا " يوم الجمعة 14 تموز2023 الساعة6:30 مساءً بـ "استعادة تاريخ المسرح العائم في صيدا" مع الفنان التشكيلي والناشط الثقافي زاهر البزري الذي يستعرض وبحكم كونه أيضاً نجل أحد مؤسّسي المسرح العائم في صيدا في ستينيات القرن الماضي والذي عُرضت على خشبته العديد من الفعاليات والمهرجانات، حيث يعود بنا البزري، إلى تاريخ هذا المسرح: ما الدافع لإنشائه؟ من هم المؤسّسون؟، من هم الفنّانون الذين عرضوا على خشبته؟ ، كيف جرى التخطيط له وتنظيمه وتنفيذه؟، ما هي الوسائط المستخدمة حينها للترويج له؟، وأيّ تأثير كان له على المدينة وناسها؟، لماذا اختفى هذا المسرح؟ وهل يمكننا إحياؤه من جديد؟ وكيف؟ .
يلي ذلك في اليوم نفسه الساعة 8.00 مساءً " جلسة عن " مواسم فن وثقافة: مساحاتنا العامة كفضاءات للفنون " مع أمل كعوش التي تأخذنا في رحلة استكشاف لكيفية تأثير العروض الفنية في المساحات العامة في العلاقة بين المواطنين ومدينتهم، وكيف تساعدهم على تصوّر المساحة الجغرافية بعدسة مختلفة. وكيف تحرّك هذه العروض مخيلاتهم وأفكارهم ومشاعرهم نحو المدينة التي يعيشون فيها؟ وتشاركنا أمل كعوش تجربتها ككاتبة أغانٍ ومغنية متعدّدة المهارات وأحد أفراد فريق نحيي الأرض الذي أسس الحديقة الأهلية في صيدا ، وهدف من خلالها إلى صنع نموذج للزراعة البيئية التشاركية. وسيتطرّق الحوار أيضاً إلى العروض الأدائية والفعاليات الفنية التي استضافتها الحديقة الأهلية.
وتتواصل الجلسات يوم السبت 15 تموز الساعة 6:30 مساءً بجلسة عن " الحكايات كأداة للخيال الاجتماعي السياسي" مع علي السمرة كون الأساطير والحكايات لطالما استخدمت في إيصال رسائل أخلاقية أو سياسية، ولا زالت تشكل أداةً فعّالة للتعبير عن الرأي ونقد المجتمع في سياقات مختلفة. ويعكس العرض أيضاً تأثير الأحداث الإجتماعية والسياسية على محتوى الحكايات ومواضيعها، فتستكشف الحكايات في عصرنا الحالي مواضيع العدالة الاجتماعية والحركات البيئية وحقوق الإنسان من خلال الحيوانات وغيرها من الشخصيات. كما تُستخدَم في التعليم لتلقين دروس هامة، وفي البروباجاندا للترويج للأفكار السياسية. ويسلط السمرة الضوء على الحكايات التي أثّرت فيه كطفل وُلد وتربّى في صيدا وجعلته يرغب في شق طريقٍ له في عالم المسرح.
وفي اليوم نفسه الساعة 8:00 مساءً تختتم الجلسات بـ "مسرح إعادة التمثيل: جسر يربطنا بالآخَر" مع فرح ورداني من خلال رصد دوره الإجتماعي-النفسي والسياسي، لا سيّما خلال الأزمة اللبنانية الحالية وكيفية اسهام هذا المسرح كأداةٍ تساعد في مدّ الجسور ومحاكاة الحالة الإنسانية. فتناقش فرح ورداني، وهي أحد مؤسّسي" لبن" ( منظمة لبنانية غير ربحية تستخدم المسرح كأداة للتغيير النفسي والاجتماعي والسياسي) أداء الفرقة في المساحات العامة وأمام مجموعات مختلفة في عدة مدن وقرى في لبنان.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.