لأنها صيدا .. حاضنة القضية الفلسطينية وعاصمة اللجوء الفلسطيني في لبنان المساندة دائما للحق الفلسطيني ، ليس غريباً أن يكون ايقاع الحياة في المدينة هذه الأيام مضبوطا على توقيت فلسطين والقدس وغزة ..
ذلك دأب عاصمة الجنوب منذ بدء الحرب الاسرائيلية المستمرة على غزة بما تحمل يومياً من مجازر وتشيع من شهداء ومع ما تسجل ساعاتها ويومياتها من صارخ وأنين آلاف الجرحى ومعاناة آلاف العائلات النازحة التي تنشد ملاذاً آمناً فلا تجده ولو في مستشفى ولا حتى كنيسة، لأنهم يواجهون كياناً لا يراعي شرعة انسانية ولا حرمة بيت عبادة ..
فلا يكاد يمر يوم من دون ان تسجل صيدا أو يسجل في صيدا أكثر من تحرك وموقف يدين حرب الابادة التي يرتكبها العدو الاسرائيلية بحق اطفال ونساء وشيوخ وشباب غزة وما يمارسه من جرائم قتل واعتداء واستباجة للمقدسات في الضفة الغربية والقدس .. ولا يمر نهار دون أن تعبر المدينة ومنطقتها بكل أطيافها ، كما مناطق عدة عن تضامنهم مع اهلهم في غزة وفي كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة ، فيخرجون مواطنين وهيئات مجتمع مدني وأهلي وبلديات وقطاعات ومنظمات شبابية واحزاباً وسياسيين ، الى جانب اخوانهم من ابناء مخيمات المدينة وفصائلها وتنظيماتها الفلسطينية بكل تنوعها .
واليوم كانت صيدا على موعد مع تظاهرة جماهيرية حاشدة دعت اليها حركة حماس انطلقت بعد صلاة الجمعة من ساحة الشهداء وسط المدينة تأييدا للمقاومة الفلسطينية في المعركة التي يخوضونها ضد الكيان الصهيوني ، ونصرة لأهالي غزة والقدس والضفة الغربية ، حيث جابت التظاهرة بعض الشوارع الداخلية قبل ان تسلك شارع رياض الصلح الرئيسي وصولا الى ساحة النجمة وسط المدينة .
وتقدم التظاهرة ممثلون عن أحزاب وتنظيمات لبنانية وفصائل فلسطينية وطنية واسلامية، وشاركت فيها حشود من أبناء صيدا ومخيمي عين الحلوة والمية ومية ، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات حماس والجهاد وعدد من الفصائل الفلسطينية مرددين شعارات منددة بالجرائم والمجازر الاسرائيلية وداعين المقاومة في غزة وفي كل فلسطين المحتلة الى تكثيف الضربات الصاروخية ضد المحتل الاسرائيلي .
وفي ختام المسيرة القى ممثل حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي كلمة أعلن فيها أن " الآلاف من " الأسود " و" النخبة " في إشارة الى مقاتلي حماس في غزة جاهزون لمواجهة العدو اذا ما فكر القيام باجتياح بري. وقال " اما نتانياهو الذي يتبجح ويرفع شعارات من قبيل انه سيقضي على حماس فسيهزم وتبقى المقاومة وطوفانها سيغرق الإحتلال ونتانياهو بإذن الله تعالى".
مسيرة بحرية لكسر الحصار على غزة
وتضامناً مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، واستنكاراً للمجازر الإسرائيلية في القطاع ، انطلقت من ميناء الصيادين في مدينة صيدا مسيرة بحرية رمزية تحت شعار " كسر الحصار عن غزة " ، بدعوة من اتحاد عمال فلسطين – فرع لبنان ونقابة صيادي الأسماك في الجنوب شارك فيها عدد كبير من الناشطين من ممثلي احزاب لبنانية وفصائل فلسطينية الى جانب عشرات الصيادين اللبنانيين والفلسطينيين والذين استقلوا عدداً من مراكب الصيد التي ترفع الأعلام الفلسطينية وأبحروا بها في محيط قلعة صيدا البحرية مطالبين بفك الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية الى أبنائها المحاصرين .
وألقيت كلمات كان ابرزها للنائب عبد الرحمن البزري و أمين سر اتحاد نقابات عمال فلسطين - فرع لبنان غسان بقاعي ونقيب صيادي الأسماك في صيدا نزيه سنبل حيث اكدت الكلمات على دعم الشعب الفلسطيني في غزة ومقاومته للعدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع وطالبت المجتمع الدولي بوضع حد للمجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وكل دول وشعوب العالم الحر للضغط من أجل كسر الحصار المفروض على القطاع ، مؤكدين أن " لخروج مراكب الصيد الى بحر صيدا تضامنا مع غزة وفلسطين رمزية لما تمثله صيدا كعاصمة للشتات الفلسطيني ومدينة للمقاومة وللعروبة ، وعنواناً للمطالبة بكافة حقوق الشعب الفلسطيني ، مطالبين بكسر الحصار على غزة ، ووقف انجياز الدول الكبرى واساطيلها البحرية والجوية للصهاينة ".
وقفة تضامنية في مركز لبيب الطبي
ونفذت أطباء وموظفو وادارة مركز لبيب الطبي في صيدا وقفةً تضامنيةً مع الشعب الفلسطيني في غزة واستنكاراً لمجزرة المستشفى المعمداني التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى. ومن بينهم اطباء وطواقم تمريضية معتبرين أنها جريمة حرب موصوفة ضد الانسانية جمعاء ، وهي من ضمن مسلسل الجرائم الصهيونية البشعة بحق الشعب الفلسطيني وانتهاك صارخ لكل المبادئ الدينية والقيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية التي يفترض ان تحمي المؤسسات الصحية ولاسيما المستشفيات".
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.