31 أيار 2024 | 23:39

إقتصاد

إنعقاد ملتقى الإستثمار في الجزائر في غرفة بيروت وجبل لبنان



نظمت سفارة الجزائر في لبنان برعاية وزير الصناعة اللبنانية وبالشراكة مع الهيئات الاقتصادية اللبنانية ‏ورابطة اللبنانيين خريجي الجامعات والمعاهد الجزائرية، يوماً إعلامياً متخصصاً حول تشجيع الاستثمار ‏في الجزائر على ضوء قانون الاستثمار الجديد، تحت عنوان: تحت شعار: "نستثمر معاً.. ننتج معاً.. ‏نصدر معاً" اليوم في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، بمشاركة وزير الصناعة جورج بوشيكيان، وزير الزراعة ‏عباس الحاج حسن، رئيس الهيئات الإقتصادية اللبنانية الوزير السابق محمد شقير، سفير الجزائر رشيد ‏بلباقي، رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني الجزائري وسام العريس ورئيس رابطة اللبنانيين خريجي ‏الجامعات والمعاهد الجزائرية أيسر أحمد حجازي ووفد جزائري من الوزارات والدوائر المتخصصة في ‏موضوع الإستثمار، وبحضور حشد من أعضاء من الهيئات الإقتصادية ورؤساء النقابات والجمعيات ‏الإقتصادية ورجال الأعمال والإعلاميين.‏

‏ وتم خلال الملتقى خلال اللقاء تقديم عروض من قبل الوزارات والمؤسسات الجزائرية المعنية، عن الفرص ‏الإستثمارية المجدية والواعدة في عدد من القطاعات الاقتصادية الأساسية، فضلاً عن الحوافز والتسهيلات ‏التي توفرها الدولة الجزائرية للمستثمرين والأسواق التي يمكن التصدير اليها‎.‎

مكتب لتنمية العلاقات

وفي نهاية الملتقى، أعلن شقير عن إنشاء مكتب في غرفة بيروت وجبل لبنان لتنمية العلاقات الإقتصادية ‏اللبنانية الجزائرية.‏

شقير ‏

بدايةً استهل شقير كلمته مرحباً بالحضور في غرفة بيروت وجبل لبنان "بيت الإقتصاد اللبناني"، التي ‏لطالما أعطت أولوية قصوى لتوسيع وتنمية آفاق التعاون الإقتصادي مع الدول الشقيقة والصديقة، موجهاً ‏الشكر للسفير بلباقي مبادرته الهامة.‏

وقال شقير "مما لا شك فيه، إن دولة الجزائر الشقيقة تعتبر وجهة إستثمارية هامة لما تختزنه من إمكانيات ‏وثروات على إختلافها وللإتفاقيات التجارية الحرة التي تربطها بالكثير من الدول والكيانات الإقتصادية، ما ‏يؤهلها كي تكون مركزاً للإستثمار وللصناعات على إختلافها". أضاف اليوم وفي ضوء قانون الإستثمار ‏الجديد، فإن هذه الفرص ستكون واعدة جداً، ونحن من جهتنا كهيئات إقتصادية وكممثلين للقطاع الخاص ‏اللبناني، نشجع رجال الأعمال البنانيين على إستكشاف الفرص في الجزائر، كما أننا سنعمل على تعزيز ‏التعاون بين القطاع الخاص في البلدين".‏

واعتبر شقير إن الملتقى البداية، وبالتأكيد ستتبعه خطوات في ضوء الأفكار والإقتراحات التي سيتم جمعها ‏خلال هذا النهار، لوضع خارطة طريق لتقوية العلاقات الإقتصادية اللبنانية الجزائرية، التي نولي أهمية ‏كبيرة لها لتنميتها على مستوى التبادل التجاري وتنشيط السياحة البينية وأيضاً على مستوى الزراعة ‏والصناعة والإستثمار وتبادل الخبرات وغير ذلك. ‏

بوشيكيان ‏

أما بوشيكيان فقال "نجتمع اليوم في بيت الاقتصاد اللبناني مع أصدقاء وأحبّة لبنانيين وجزائريين يحبّون ‏لبنان، ولذلك نراهم بيننا. وما تقومون به كممثلّين عن القطاع الخاص هو عين الصواب، بمبادرة من ‏الوزير الصديق محمد شقير الذي لا يألو جهداً ويفتّش عن كلّ فرصة، ويحاول في كلّ الاتّجاهات من أجل ‏ابقاء الاقتصاد اللبناني متحرّكاً غير جامد". وأضاف في مثل هذه الأيام قبل ثلاثة أشهر كنت في الجزائر ‏وأجريت محادثات بنّاءة جداً، وطرحت فكرة التكامل والتبادل في صناعات موجودة في بلد من البلدين وغير ‏موجودة في الآخر. وهذا يعزّز الشراكة الحقيقية والفعلية بين دولتين وشعبين شقيقتين". ‏

وقال بوشيكيان "أن لبنان يمرّ بأزمات كبيرة ومتلاحقة، سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية. وقد زاد تفاقم ‏الحالة اندلاع الحرب في غزة، وتطاول العدوان الاسرائيلي على لبنان. ولكن رغم هذه الصعوبات، يواجه ‏اللبنانيون هذه التحديات بكلّ تصميم وقوة وارادة، مؤكداً التصميم على ابقاء الصناعة اللبنانية تنبض ‏بالحياة. ‏

وشدد بوشيكيان على "أنه لا زال يمكننا عمل الكثير بين لبنان والجزائر. فكلّ بلد، يتميّز بانتاج معيّن قد ‏يحتاج إليه البلد الآخر. فلم لا نعطي التبادل السلعي الافضلية بين صناعاتنا؟ نبدأ بتحقيق ذلك عبر تبادل ‏المعلومات والاحصاءات واعداد قوائم مشتركة عن حاجات كلّ من البلدين، معتبراً أن اعادة تسيير الرحلات ‏الجوية المباشرة بين البلدين شكلت أساساً يُبنى عليه، للاقتصاد والسياحة، وتقارب الشعبين بالدرجة ‏الأولى..‏

الحاج حسن

من جهته أعتبر الوزير الحاج حسن ان لقاء اليوم خطوة تضاف إلى تاريخ من العلاقات الودية الأخوية ‏نريد لها أن تتعزز أكثر فأكثر، فالجزائر حكومةً وشعباً وقفت إلى جانب لبنان في أصعب الظروف وليس ‏غريباً على الجزائر تحمل راية فلسطين بوابة عبور إلى بث الروح القومية العربية من جديد". ‏

وقال الحاج حسن "نحن في وزارة الزراعة نتطلع لتوسيع الشراكات بين القطاعين العامين والخاصين في كلا ‏البلدين وللتكامل بين أسواقنا مع الميزة التفاضلية في كل من الجزائر ولبنان. ونحن من مقر غرف التجارة ‏والصناعة والزراعة ندعو إلى تطوير العمل المشترك في وزارة الزراعة اللبنانية والجزائرية وباقي القطاعات لا ‏شك لأن فيه خير لبلدينا"، داعياً وزير الزراعة الجزائري إلى زيارة بيروت للاطلاع على تفاصيل القطاع ‏الزراعي بكل إمكاناته متاحة للاستثمار للقطاع الخاص الجزائري في لبنان أو القطاع الخاص اللبناني في ‏الجزائر وفي مختلف القطاعات النباتية منها والحيوانية".‏

وأعلن الوزير الحاج حسن "نحن قاب قوسين أو أدنى في الإعلان عن خطة وزارة الزراعة للنهوض بقطاع ‏الأسماك والاستزراع السمكي البحري والنهري، سأوجه دعوة لوزير الزراعة الجزائري لحضور هذه الاحتفالية ‏التي ستكون برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والتي ستضم عدد من وزراء الزراعة من دول المنطقة". ‏

بلباقي

أما السفير بلباقي فقال إنّه لمن دواعي سروري أن أفتتح هذا اللقاء الاقتصادي التعريفي بالمناخ الجديد ‏للاستثمار بالجزائر آملا أن تتوج أشغاله بنتائج في مستوى علاقات الأخوة والتضامن والتعاون القائمة بين ‏بلدينا. ترنو التظاهرة الاقتصادية المنظمة تحت شعار:"نستثمر معا... ننتج معا ... نصدر معا "، لإضفاء ‏ديناميكية جديدة لبعث الشراكة بين الجزائر ولبنان، وتعزيز التعاون الاقتصادي والرقي به إلى آفاق أرحب ‏ودرجات أعلى، تتناسب والقدرات الاقتصادية الكامنة التي يزخر بها البلدان، معتبراً إنّ تنظيم هذه الفعاليات ‏الاقتصادية رغم الظروف الاقتصادية غير المسبوقة التي يعرفها لبنان يأتي لتأكيد الإرادة السياسية القوية ‏لمرافقة لبنان الشقيق متطلعين لتجاوزه لأزمته واستثماره طاقاته الخلاقة للثروة‎.‎‏ وتتميز المرحلة التي ننظم ‏فيها هذا اليوم الإعلامي بمباشرة الجزائر العديد من الإصلاحات الاقتصادية من خلال تحسين ترسانتها ‏القانونية ذات الصلة بالنشاط الاقتصادي وأبرزها ما تعلق بقانون الاستثمار ونصوصه التطبيقية والعقار ‏الاقتصادي الذي يشمل المشاريع الصناعية، الفلاحية، السياحية والخدماتية التي دخلت حيز التنفيذ مؤخرا‎.‎

في هذا المسعى أقبلت الجزائر على وضع تشريعات محفزة لببيئة الاستثمار والأعمال، على غرار قانون ‏النقد والقرض والقانون الجديد للصفقات العمومية، أساسها الشفافية، حرية المبادرة والاستثمار، وتتّسم ‏بالاستقرار القانوني والمساواة بين المستثمرين، فضلاً عن المزايا والضمانات والإعفاءات الجبائية وغير ‏الجبائية التي سيتم عرضها وشرحها من قبل خبراء جزائريين حضروا معنا اليوم هذا المنتدى‎.‎

كل ما يسعني أن أقوله باختصار أن بلادنا تتمتع بكل مقومات نجاح الاستثمار الاقتصادي. نسعى من ‏خلالها إلى التخلص من الاعتماد على الاستيراد وضمان الحق في الاستثمار في ظل تدابير تحفيزية ثورية ‏تقضي في نهاية المطاف إلى إنتاج وتصدير منتوجنا إلى بلدان القارة الأفريقية وذلك فضلا عن كون ‏أسواقها لا تزال مفتوحة، فإنها جغرافيا تمثل امتدادا لنا‎.‎‏ وأضاف إن انضمام الجزائر لعدد من اتفاقيات ‏التبادل الحر من شأنه أن يعطي هذا المنبر فرصة لتوحيد وتكثيف الجهود للولوج سويا إلى الأسواق ‏الإقليمية والدولية من خلال شراكة إنتاجية لسلع ذات جودة تنافسية، مشيراً إلى أن الجزائر وقعت على 47 ‏اتفاقية حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات و34 معاهدة جبائية لتفادي الازدواج الضريبي‎.‎

عريس ‏

وتحدث عريس فقال "إننا أمام فرصة هامة جداً لتنمية العلاقات الإقتصادية اللبنانية الجزائرية من بوابة ‏الإستثمار في الجزائر. فالجزائر في كل المراحل كانت تشكل وجهة هامة للإستثمار، أما اليوم ومع قانون ‏الإستثمار الجديد في الجزائر، ومع إيلاء الدولة الجزائرية موضوع تشجيع الإستثمار أهتماماً شديداً، فإن ‏الإستثمار في الجزائر سيأخذ بعداً مضاعفاً، لعوامل كثيرة لعل أبرزها: التسهيلات والحوافز التي يتضمنها ‏قانون الإستثمار الجديد والتي تستجيب لمتطلبات المستثمرين الأجانب، الفرص الكثيرة والواعدة المتاحة في ‏الجزائر في مختلف القطاعات، صناعة، زراعة، سياحة، وعقارات، وغير ذلك، تمتع الجزائر بإمكانيات كبيرة ‏وهائلة وثروات طبيعية وأراضي شاسعة وإمكانات مالية وبشرية لا تتوفر إلا لدى القليل من الدول. هذا ‏فضلاً عن السمعة الطيبة للمستثمرين اللبنانيين في الجزائر، ومحبة الأشقاء الجزائريين للبنانيين الذين ‏يعملون في بلادهم، تشكل ارض للبناء عليها لتحقيق تقدم فعلي وشراكة قوية بين رجال الأعمال اللبنانيين ‏والجزائريين.‏

وقال عريس "أننا أمام فرصة هامة وحقيقية، ولا بد من العمل سوياً لتحديد آفاق التعاون، والفرص المتاحة ‏في القطاعات المختلفة، وإيصال المعلومات الكاملة لرجال الأعمال اللبنانيين، وتحديد أطر التواصل مع ‏المسؤولين الجزائريين أو مع الدوائر المعنية، لتمكينهم من الحصول على كامل المعلومات، للبناء على ‏الشيء مقتضاه في ما خص الإستثمارات المستهدفة. وما يهمنا هو أن نخرج من اللقاء اليوم بخارطة ‏طريق لتسهيل إستثمار رجال الأعمال اللبنانيين في الجزائر".‏

حجازي ‏

أما حجازي، فقال "عندما تفتح الجزائر ذراعيها ، مرحّبة بالمستثمرين بشكل عام، وباللبنانيين بشكل خاص، ‏فهذا يدل على رفعة مكانة لبنان، في ضمير أبناء الجزائر، وإتاحة الفرصة ، لتفعيل المشاركة والتعاون، ‏والإستفادة من التسهيلات خاصة تسيير الرحلات المباشرة للخطوط الجوية الجزائرية بين الجزائر وبيروت. ‏والحوافز التي يوفرها قانون الإستثمار الجديد الصادر عام 2022، ولا يغيب عن ذهننا الموقع الاستراتيجي ‏للجزائر الذي يربط ما بين دول حوض البحر المتوسط وأوروبا وافريقيا، وهذا ما يشجع القطاعات المهنية ‏وقطاعي الصناعة والزراعة للإنخراط في عملية الإستثمار والإنتاج والتصدير".‏

ميدالية تكريمية للسفير

بعد جلسة الإفتتاح قدم شقير بإسم الهيئات الإقتصادية وبإسم القطاع الخاص اللبنانية ميدالية الهيئات ‏الإقتصادية اللبنانية الى السفير بلباقي تقديراً لعطاءاته والجهود التي يبذلها لتنمية العلاقات بين لبنان ‏والجزائر.‏

جلسات وعروض عن الإستثمار في الجزائر

وجرى بعد الافتتاح تقديم عروض من قبل الوزارات والمؤسسات الجزائرية المعنية، عن الفرص الإستثمارية ‏المجدية والواعدة في عدد من القطاعات الاقتصادية الأساسية، فضلاً عن الحوافز والتسهيلات التي توفرها ‏الدولة الجزائرية للمستثمرين والأسواق التي يمكن التصدير اليها تخلله نقاش مع الحضور. ‏

وتم عرض جدوى الاستثمار في القطاع الصناعي قدمته المديرة العامة للاستثمار الصناعي وترقية ‏المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني آسيا زعرور، كما عرضت مديرة ‏بالوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار خولة مصطفاي لقانون الاستثمار الجديد، وتحدثت المديرة العامة للوكالة ‏الوطنية لترقية التجارة الخارجية – وزارة التجارة وترقية الصادرات غنية أوشعيت، ثم تحدث المدير العام ‏للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة حسين زاوي، ثم تحدث الأمين العام لمجلس التجديد الاقتصادي الجزائري ‏فيصل واقنوني.‏

بعد ذلك دار ناقش بين الحضور وبين الوفد الجزائري تم خلاله الإستفسار عن كل ما يتعلق بالإستثمار في ‏الجزائر على ضوء القانون الجديد.‏

‏ ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

31 أيار 2024 23:39