نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إقليميين وأميركيين مطلعين أن ملامح اتفاق محتمل بين إسرائيل ولبنان بدأ يتبلور بما يفتح باباً للتفاؤل الحذر بخصوص التوصل إلى تسوية.
وذكرت الصحيفة إنّ تفاصيل تنفيذ التسوية بشأن لبنان لا تزال بحاجة إلى اتفاق، مشيرة إلى أنّ الاتفاق المحتمل يتضمن هدنة 60 يوماً تنسحب خلالها إسرائيل من لبنان، في حين ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.
وحذر المسؤولون من أنّ التفاصيل الحاسمة المتعلقة بالتنفيذ لا تزال بحاجة إلى العمل عليها وأن الخلافات يمكن أن تفسد أي اتفاق. لكن البعض أشار إلى أسباب تدعو للتفاؤل الحذر وفق ما أوردت الصحيفة.
وأكّد بعض المسؤولين إنّ الاتفاق المقترح يدعو إلى هدنة مدتها 60 يوماً، تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وينسحب مقاتلو حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وخلال تلك الفترة، سيكثف الجيش اللبناني وقوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة انتشارهما في المنطقة الحدودية، وستضمن آلية إنفاذ جديدة برئاسة الولايات المتحدة بقاء حزب الله وإسرائيل خارج المنطقة وفق ما أوردته الصحيفة.
وقال المسؤولون إنّ القضايا الرئيسية التي لا تزال عالقة تدور حول التنفيذ. ويستند الاتفاق المقترح إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي صدر بعد الحرب الكبرى الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، والذي نص على أنّ القوات العسكرية الوحيدة المسموح لها بالتواجد في جنوب لبنان هي الجيش اللبناني وقوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل".
وأضافوا أنّ الحل المقترح هو تشكيل لجنة إشراف جديدة بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة انتهاكات الهدنة. ولا يزال من غير الواضح ما هي الدول الأخرى التي قد تشارك في هذه الآلية وكيف ستعمل، على الرغم من أنه لم تجرِ على ما يبدو أي مناقشة لدور عسكري أميركي مباشر. وقد سعت إسرائيل إلى الحصول على حرية التدخل ضد أي نشاط لحزب الله قد تكتشفه في جنوب لبنان، وهو مطلب من المرجح أن يقاومه الجانب اللبناني.
وفي حال صمدت الهدنة خلال فترة الستين يوماً، يأمل المفاوضون أن تصبح دائمة، وهو احتمال إن حدث، فمن المرجح أن يحدث في ظل إدارة ترامب.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى قبل ثلاثة أسابيع إنّ القوات الإسرائيلية اقتربت من تحقيق هدف القضاء على البنية التحتية لحزب الله في الشريط المتاخم للحدود الذي يبلغ طوله 2.5 ميل، مما يقلل من خطر أي تسلل على غرار ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى إسرائيل من الشمال. ومن شأن توسيع الحملة أن يزيد من الضغط على قوات الاحتياط الإسرائيلية المنهكة أصلاً.
وقد قدر مسؤولو الاستخبارات الأميركية أيضاً أن العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله كانت أكثر نجاحاً بكثير مما توقعت واشنطن، حيث قضت على قادة عسكريين وسياسيين مهمين في جميع أنحاء سلسلة القيادة. كما يعتقدون أنّ إسرائيل قد قلصت إلى حد كبير من قدرة حزب الله على شن ضربات بعيدة المدى على تل أبيب والمدن الإسرائيلية الكبرى الأخرى.
لكن المسؤولين الإسرائيليين يعترفون بأن اتفاق وقف إطلاق النار هو وحده الكفيل بوقف الهجمات الصاروخية اليومية على شمال إسرائيل، والحفاظ على الإنجازات العسكرية دون الحاجة إلى إبقاء قوات إسرائيلية على الأرض، والسماح بعودة الذين تم إجلاؤهم من الشمال إلى ديارهم.
ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم واثقون من أن إسرائيل تبدو أكثر حرصاً على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان منها في غزة، وذلك استناداً إلى انخراط إسرائيل في محادثات لبنان والتقييم الواقعي لخيارات إسرائيل العسكرية.
كما حذّروا من أنّ استمرار حزب الله في إطلاق الصواريخ سيحول دون عودة الإسرائيليين إلى الشمال، ويعتقدون أن المفاوضين الإسرائيليين يدركون أن أسهل طريقة لوقفها هي اتفاق وقف إطلاق النار.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.