عرض وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض حصيلة محدثة بأرقام تفصيلية تظهر نتائج العدوان الإسرائيلي على لبنان قبل فترة توسع العدوان وبعد توسعه. كما تناول في مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة في منطقة بئر حسن مجمل استجابة الوزارة للتداعيات الصحية للعدوان والخدمات الطبية والإستشفائية التي تم تقديمها لجرحى الحرب والنازحين وكمية الأدوية والعلاجات التي تم توفيرها إضافة إلى الأضرار التي تعرض لها القطاع الصحي والحاجة لإعادة الترميم والإعمار.
إستهل الوزير الأبيض المؤتمر الصحافي بطلب الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى ونعمة الأمن والإستقرار لبلدنا لبنان متمنيًا السلامة للجميع.
وتوجه بالشكر الجزيل لكل العاملين في القطاع الصحي الذين أظهروا مستوى متقدمًا من المهنية والمسؤولية بدءًا من الأطباء إلى الممرضات والممرضين والمسعفين والقابلات والتقنيين والإداريين، وخصّ بالشكر العاملين في وزارة الصحة العامة الذين "لم يبخلوا في جهودهم وحضورهم فأدت الوزارة واجباتها كاملة رغم الظروف الصعبة والقاسية".
وتابع: أن" غرف العمليات الأربع الأساسية التابعة للوزارة والمتعلقة بالحرب على لبنان لا تزال تقوم بعملها، وهي غرفة عمليات طوارئ الصحة العامة التي لا تزال تصدر التقارير اليومية وتتابع العمل الميداني على الأض، ووحدة العمل على أمور النازحين الذين عادوا في غالبيتهم إلى بلداتهم وقراهم إنما لا تزال الإحتياجات كبيرة، والوحدة المسؤولة عن اللوجستيات والمساعدات وتوزيعها وفق نظام المكننة المعتمد، ووحدة ترصد الأوبئة وحملات التلقيح التي نفذت منها وزارة الصحة العامة في خلال الأشهر الماضية ثلاث حملات ضد الكوليرا وضد شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية والأبو كعب وضد الأنفلونزا".
حصيلة العدوان
ثم عرض الوزير الأبيض الجزء الأساسي من الحصيلة المحدثة للعدوان موضحًا أن ما "تتضمنه من أرقام يشمل آخر ما توفر من معطيات عند مركز الطوارئ في وزارة الصحة، أما التقارير المفصلة بحسب المحافظات والأعمار فسيتم نشرها تباعًا".
ولفت وزير الصحة العامة إلى أن "من واجب الوزارة توثيق يوميات الحرب على لبنان خصوصًا أن جزءًا كبيرًا منها يدخل في عداد جرائم الحرب ومن الواجب عرضها لإحقاق الحق وتحميل المسؤوليات عن هذه الإنتهاكات بموجب ما ينص عليه القانون الدولي". وأوضح أن" المعلومات يتم استقاؤها من المستشفيات والفرق الإسعافية والبلديات مضيفا أن هناك أعدادًا من الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض ما يرجح أن تكون الأرقام النهائية أعلى من الأرقام الموجودة حتى الآن".
وتم تقسيم الحصيلة إلى جزئين: ما قبل الخامس عشر من أيلول 2024 وما بعد الخامس عشر من أيلول 2024، وفق التالي:
• الحصيلة الإجمالية
قبل 15 أيلول 2024: عدد الشهداء 645، عدد الجرحى 1983
بعد 15 أيلول 2024: عدد الشهداء 3402، عدد الجرحى 14655
الحصيلة الإجمالية: عدد الشهداء 4047، عدد الجرحى 16638
• بالنسبة للأطفال:
قبل 15 أيلول 2024: عدد الشهداء 26، عدد الجرحى 197
بعد 15 أيلول 2024: عدد الشهداء 290، عدد الجرحى 1259
الحصيلة الإجمالية للأطفال: عدد الشهداء 316، عدد الجرحى 1456
ولفت الوزير الأبيض إلى أن أرقام إصابات الأطفال تظهر ارتفاعًا كبيرًا في مرحلة توسع العدوان بالمقارنة مع ما قبلها ما يؤكد أن الإسرائيليين استهدفوا المدنيين في مرحلة توسع العدوان.
• بالنسبة للنساء:
قبل 15 أيلول 2024: عدد الشهيدات 40، عدد الجريحات 304
بعد 15 أيلول 2024: عدد الشهيدات 750، عدد الجريحات 2263
الحصيلة الإجمالية: عدد الشهيدات 790، عدد الجريحات 2567
• بالنسبة للإعتداءات على القطاع الصحي:
قال الوزير الأبيض إن" الإعتداءات على القطاع الصحي لم تكن جانبية بل كانت سمة من سمات العدوان على لبنان للنيل من صمود القطاع الذي كان يقوم بواجباته تجاه أهله وهذا ما يظهره عدد شهداء القطاع الصحي. إذ أظهرت الحصيلة الإجمالية: 222 شهيدًا و330 جريحًا.
وجاء تفصيل الإعتداءات وفق التالي:
- أولا: المستشفيات
عدد الإعتداءات على المستشفيات: 67
عدد المستشفيات المستهدفة: 40
عدد المستشفيات المقفلة قسرًا: 7 (مستشفيات بنت جبيل الحكومي، الشهيد صلاح غندور، مرجعيون الحكومي، ميس الجبل الحكومي، المرتضى، بهمن، البرج)
عدد المستشفيات التي تعمل بشكل جزئي: 3 (مستشفيات قانا الحكومي، صور الحكومي، خروبي)
عدد الشهداء: 16
عدد الجرحى: 73
الآليات المتضررة: 25
- ثانيًا: الجمعيات الإسعافية التي تحملت العبء الأكبر من الإعتداءات على القطاع الصحي وسقط خمسون في المئة من المستهدفين شهداء ما يظهر ما تعرض له المسعفون من إستهداف مباشر.
عدد الإعتداءات على الجمعيات الإسعافية: 238
عدد الشهداء: 206
عدد الجرحى: 257
عدد المراكز الإسعافية المستهدفة: 66
عدد سيارات الإطفاء المستهدفة: 60
عدد سيارات الإسعاف المستهدفة: 177
عدد آليات الإنقاذ المستهدفة: 19
- ثالثًا: الاعتداءات على مراكز الرعاية الصحية الأولية
إقفال 56 مركز رعاية أولية من بينها 33 مركزًا تضرر في شكل كامل في مناطق كانت تتعرض للإستهداف ما شكل جزءًا من عملية التهجير لأن هذه المراكز كانت تقدم الخدمات للأهالي الصامدين في بلداتهم وقراهم.
في الخدمات المقدمة للنازحين
ثم تناول الوزير الدكتور فراس الأبيض الخدمات المقدمة للنازحين وذلك من خلال ثلاث غرف: واحدة مخصصة للجرحى والتنسيق بين المستشفيات والجهات الإسعافية، ثانية لتأمين الإستجابة للحاجات الصحية لأكثر من مليون وثلاثمئة ألف نازح، وثالثة لتنسيق المساعدات وتوزيعها.
وأوضح أن" 241 مركز رعاية من أصل 319 مركزًا عمل على التعاون مع 1005 مركز إستضافة لتقديم الخدمات الصحية قبل وقف إطلاق النار. وقد نسقت الوزارة مع 23 شريكًا لإقامة 268 عيادة وفرقًا نقالة لزيارة النازحين.
• بالنسبة إلى عدد علبة الأدوية التي تم صرفها بلغ عددها الإجمالي: 2684595 علبة وفق التالي:
1962430 علبة دواء تم صرفها من مستودع الأدوية المركزي
722165 علبة دواء تم صرفها من برنامج وزارة الصحة العامة للأدوية المزمنة عبر جمعية الشبان المسيحية.
• بالنسبة إلى حليب الأطفال:
بلغ عدد العلب التي تم توزيعها من مستودع الأدوية المركزي: 87141 علبة حليب
• بالنسبة إلى الخدمات المقدمة للنازحين:
عدد النازحين الحاصلين على الخدمات الصحية: 209700
عدد النازحين الحاصلين على معاينة طبية: 165443
وفي هذا المجال تم تقديم خدمات لأكثر من 1500 مريض يعانون من أمراض مزمنة وسرطانية ومستعصية.
كذلك تمت مساعدة أكثر من 600 سيدة احتاجت لخدمات الولادة.
• بالنسبة إلى الإستجابة عن طريق الخطوط الساخنة:
خصصت الوزارة ثلاثة خطوط: 1787 و1214 و1564 المخصص للصحة النفسية.
وبلغ عدد مجمل الإتصالات التي تمت الإجابة عليها من قبل الوزارة 47752 إتصالا من بينها 14% للإحالة إلى المستشفى و10 % للإستفسار عن خدمات الأمراض المزمنة و8 % للإستفسار عن خدمات غسيل الكلى و8% رعاية أمومة".
في موضوع المساعدات:
متناولا موضوع المساعدات، وجه وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض الشكر الجزيل للدول الشقيقة والصديقة والجاليات اللبنانية والسفارات والقنصليات التي وقفت إلى جانب لبنان وكذلك الشكر للفريق الذي عمل على استقبال وتوزيع المساعدات وذلك وفق التالي:
- 514 عملية توزيع للمستشفيات شملت 29 مستشفى حكوميًا و89 مستشفى خاصًا و7 جمعيات إسعافية.
- تم توزيع عبر الصليب الأحمر الدولي 352 ألف ليتر مازوت.
- القيمة التقديرية غير النهائية لما تم توزيعه من الأدوية على مراكز الضيافة تبلغ حوالى 5 ملايين دولار أميركي، ويرتفع الرقم إلى ما يزيد عن 7 مليون دولار أميركي مع إضافة المعدات والمستلزمات التي تم توزيعها، علمًا بأن الوزارة مستمرة حتى اليوم في عمليات التوزيع.
في الكلفة المادية لنتيجة الإعتداءات:
أوضح الوزير الأبيض أن "الكلفة الإجمالية التقديرية للعمليات الجراحية الأولية للجرحى وللعمليات الثانوية التي احتاج إليها عدد منهم وبلغ عددها أكثر من 250 عملية، فقد بلغت أكثر من عشرين مليون دولار".
ولفت إلى أن "اعتداء البايجر وحده والذي نتج عنه ما يزيد عن ثلاثة آلاف وخمسمئة جريح وشهيد في خلال فترة لا تتجاوز ساعة، فقد بلغت كلفة لعناية الصحية والطبية للجرحى ما يزيد عن 4 مليون دولار".
وقال إن" هناك أكلافا أخرى للعناية الطبية والصحية لم تقدر بشكل كامل حتى الآن". وأوضح أن" الغالبية العظمى من هذه الأكلاف تتحملها الدولة اللبنانية عبر وزارة الصحة العامة والإعتمادات التي تم رصدها لهذا الموضوع".
وتوجه بالشكر للمستشفيات آملا تسديد الفواتير قبل نهاية شهر شباط المقبل.
في موضوع إعادة الإعمار:
لفت وزير الصحة العامة إلى اجتماع مهم تم عقده أمس مع منظمة الصحة العالمية للتعاون مع جهات متخصصة بدراسة آثار الإعتداءات على القطاع الصحي من بينها جامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة الأميركية والجامعة الأميركية في لبنان بالتوازي مع جهود تبذل مع جهات أخرى مثل البنك الدولي ومنظمات الأمم المتحدة لإعادة الإعمار وتأهيل المستشفيات والمؤسسات الصحية التي تضررت كي تعود إلى عملها في أسرع وقت ممكن. وأكد إصرار الوزارة على إعادة ترميم المستشفيات ولا سيما الحكومية منها. ونوه بصمود المستشفيات التي كانت في الخط الأمامي رغم كل الظروف القاهرة".
وختم آملا أن "يكون لبنان قد عبر الزمن الصعب، وأن نكون في وزارة الصحة العامة قد قمنا بواجباتنا تجاه أهلنا"، لافتًا إلى أن "أي تقصير قد يكون حصل هو بالتأكيد غير مقصود وأضاف أن مسيرة تقديم الخدمات ستستمر كما هي عليه بشفافية والتزام".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.