*مفتي زحلة والبقاع من منبر الجمعة: "نحن أمة تقول الحق وتعمل به حتى يقيم الله الحق بها"*
بعد أسبوع من تحرير الشعب السوري وسقوط النظام في سوريا استهل سماحة مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزاوي، خطبة الجمعة التي ألقاها في بلدة السلطان يعقوب التحتا بتلاوة الآية الكريمة: (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون)، مؤكداً أن عدالة الله في الأرض لا تترك الظالم دون عقاب، وأنه سبحانه يغير الأحوال ويمحص الأمة ليمحق الكافرين ويحق الحق بكلماته الحق.
وفي ظل زوال الظلم الذي طال الشعب السوري لعقود أشار سماحته إلى حتمية زوال الظلم وعدم استمراره، قائلاً: "لقد سعى بعض الأقوام إلى السيادة عبر الظلم، لكنهم لم يجدوا قراراً ولا استقراراً، بل استأصلهم الله بظلمهم، وهكذا يفعل سبحانه بكل ظالم ومعتدٍ".
ووجّه المفتي الغزاوي رسالة محبة وتوجيه إلى الشعب السوري، داعياً إلى التمسك بالشريعة الإسلامية كأساس للنجاح والاستمرار، قائلاً: "نريد للنصر أن يستمر ونريد لبسمات المؤمنين أن تبقى ولذلك إن تمسكنا بشريعتنا حتى لا نكون مثل غيرنا هو الطريق لبقاء حكمنا وهذه رسالة إلى أهلنا في سوريا العزيزة لا ينبغي أن تكونوا مثلهم حتى يبقى الملك في الأرض، بل ينبغي أن تكونوا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأضاف أن الله جعل من الظالمين عبرةً للحكّام والشعوب، مؤكداً: "سينصر الله عباده المظلومين ولو بعد حين. ونقول لكل من أعان ظالماً، ارجع إلى ربك وأعد الحقوق إلى أهلها قبل أن يحين الأجل".
كما تطرق سماحته إلى مكانة لبنان ودوره التاريخي في مساندة قضية بلاد الشام، موضحاً أن لبنان دفع ثمن ذلك أفراداً ودولةً، قائلاً: "كم من أفرادٍ وعلماء وساسة قُتلوا، ولكن نريد أن نعيش بسلام مع غيرنا، دون انتقام أو عدوان، وأن تكون علاقاتنا قائمة على الطمأنينة".
وشدّد على أهمية إنجاز الاستحقاقات الوطنية، قائلاً: "نطالب بأن يُشارك جميع أبناء الوطن بكل أطيافهم وأحزابهم أن ينتجوا إدارة تدير بلدنا دون أن يستقوي على الإدارة أحد، وإدارة شؤونه عبر مؤسسات فاعلة، بدءاً من رئاسة الجمهورية وصولاً إلى البلديات، لتلبية حاجات الناس وتخفيف معاناتهم في هذه المرحلة الحرجة".
ودعا سماحة المفتي إلى إطلاق سراح المسجونين ظلماً، خصوصاً أولئك الذين اعتقلوا لدعمهم قضايا الحق، قائلاً: "ها هم إخوانهم الذين أرادوا نصرتهم قد نصرهم الله. آن الأوان أن تسرع المحاكم والعدالة في إنصافهم والإفراج عنهم، حتى لا يلحق بنا ما لحق بغيرنا من الدول التي تجاهلت العدل".
واختتم المفتي الغزاوي خطبته برسالة مؤثرة، قائلاً: "نحن بحمد الله أمة تقول الحق، وتعمل به، وتسعى لتحقيقه، حتى يقيم الله الحق بنا".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.