26 نيسان 2019 | 00:00

إقتصاد

شركة جديدة للمحروقات في لبنان؟

شركة جديدة للمحروقات في لبنان؟

"توتال لبنان" تضع يدها بيد "أي بي تي" لإطلاق "الشركة اللوجستية للمحروقات ش.م.ل" مملوكة بنسبة50% لكلٍّ منهما.



في وقتٍ لا تزال العيون شاخصةً إلى البحر وبلوكاته، ولاسيما منها البلوكين 4 و9، علىأمل أن يتمكن اللبناني يومًا ما، من استخدام نفطه الخاص وغازه الذي يوصف بأنه من أجود الأنواع، نقف اليوم حائرين أمام ما ينتظرنا. هل يُكشف النقاب عن أغلى ثروةٍ في لبنان مع نهاية العام 2019، كما أكدت وزارة الطاقة والمياه أخيرًا خلال مؤتمر القمة الدولية الخامسة للنفط والغاز في لبنان، في ظلِّ الخلافات السياسية وتهافت البلدان الخارجية على قطف الثمار؟



في الانتظار... 


 


توتال

في الانتظار، تأبى أن تبقى الشركات المحليّة مكتوفةً إلى حينه، بل وترمي نفسها في غمار الإبحار للبحث عن المزيد من النجاح، لتُريَ اللبنانيين آفاقًا جديدة سعت جاهدةً إلى الوصول إليها عن جدارةٍ تامة.



ها هي "أي بي تي"، الاسم الرائد في المجال النفطي، وعلى الرغم من أن الشركة لم تتجاوز بعد الثلاثين من العمر، تعقد اليوم شراكةً مع كبرى الشركات العالميّة، حصادها لما فيه خيرٌ للبنانيين.



وها هي "توتال" العملاقة تجد نافذةً لتركز موقعها في لبنان الذي يأتي ضمن لائحةٍ من 130 بلدًا تحوّل إليه الشركة منتوجاتها في الوقود والغاز الطبيعي والكهرباء المخفوضة الكربون.



"الشركة اللوجستية للمحروقات ش.م.ل" هي نتاج شراكةٍ استراتيجيّة بين "أي بي تي" و"توتال لبنان"لتقديم الخدمات اللوجستية ونشاط توريد المواد النفطية. هذه الشراكة التي تصوَّر برمتها أملًا جديدًا في لبنان، وتهدف إلى تحسين نوعية المنتوجات النفطية في السوق المحلّية والريادة في قطاع النفط والغاز، استأهلت إعلانًا لا يقلُّ جاذبيَّةً عن فحواها. فشهدت فيلا ليندا سرسق في الأشرفية فاعليات هذا الاحتفال الذي أقيم في 25 نيسان 2019، تحت شعار الشراكات الكبيرة طاقة للاقتصاد، برعاية وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني خوري ممثَّلةً بمستشارها داني سماحة، والنائب زياد حواط ممثلًا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والسفير فاسكين كافلكيان ممثلًا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والنائبة رلى الطبش والوزير السابق النقيب رمزي جريج والمديرة العامة للنفط أورور فغالي، إلى جانب عددٍ من الشخصيات ممثلةً الهيئات الاقتصادية وأعضاء الهيئات العامة والخاصة وممثلين من قطاع النفط وفاعليات إعلامية...




 


توتال

"الشركة اللوجستية للمحروقات ش.م.ل" تملكها كل من الشركتين مناصفة بنسبة 50% لكل شركة، وستسمح بخلق دينامية جديدة ومتقدمة في التعاون بين الطرفين، مما سينعكس إيجابًا ومباشرة على أكثر من صعيد، أبرزها رفع نوعية المواد النفطية المستورَدة ومواصفاتها وتطوير إجراءات الحماية والوقاية والسلامة العامة في مستودعات التخزين وفي سائر مكوّنات البنية التحتية اللوجستية التي تستلزمها أعمال استيراد المواد النفطية وتوزيعها ونقلها، وبصورة أشمل، ستسهم هذه الشراكة في تطوير الممارسة المهنية والمحترفة في القطاع النفطي في لبنان". هذا ما جاء في كلمة المدير العام لـ "توتال لبنان" السيد دانييل ألفاريز الذي اعتبر أن "توتال" قررت أن تبقي على عملها في لبنان، هذا البلد العظيم، على الرغم من الحرب التي اندلعت فيه. وقال إن هذه الشراكة هي نتيجة تشابه في الاستراتيجية التجارية وفي الممارسة المسؤولة للأعمال بين شركة "أي بي تي" و"توتال" التي تؤمن بالنزاهة والوفاء والاحترام.



هذه الشركة اللبنانيّة التي رسمت خطًّا لنفسها وكتبت بعرق الجبين قصة نجاحٍ تضاف إلى نجاحات اللبنانيين المشهود لها منذ فجر التاريخ، بدأت من أضيق الأبواب في بلدة عمشيت، مع مؤسسها ميشال عيسى، عبر محطة محروقات صغيرة أنشأها؛ والحلم الأكبر صار يقينًا. هي تصل اليوم إلى مرحلة إعلان شراكة استراتيجية واسعة في لبنان مع شركة نفطية عريقة، هي فرعٌ لخامس مجموعة نفطية في العالم،رأت في الشركة المحلية أوجه التشابه،مما دفعها إلى اختيارها شريكًا استراتيجيًّا لأنشطتها.



تأكيد النجاح هذا أتى في كلمة نائب رئيس مجلس الإدارة في "أي بي تي" الدكتور طوني عيسى الذي قال إن "الشراكة التي نعلنها هي سابقة من نوعها في لبنان وتطلق دينامية جديدة في السوق النفطية في لبنان، وربما تكون المفتاح أو البداية نحو شراكات مماثلة في المستقبل ضمن القطاع النفطي، تكون قادرة على أن تدفع في اتجاه تطوير هذا القطاع في لبنان والارتقاء به إلى مستويات متقدمة".وأكد عيسى أن هذه الشراكة مؤشر إلى دور الشركات المحلية الفاعل الذي يسمح بالاعتماد عليها في أي سياسة نفطية رسمية تنتهجها الدولة اللبنانية، فضلًا عن أنها تشكل خطوة مفصليّة تضعها "أي بي تي" من ضمن واجباتها في التوظيف والاستثمار والإنتاج وخلق المزيد من فرص العمل.



تملك "توتال لبنان" أكثر من 190 محطّة خدمة وتلتزم توفير المنتوجات الأعلى جودة لزبائنها منذ العام 1951،وتسعى مذذاك إلى تطبيق المعرفة والخبرة المكتسبتيْن من خلال نشاطات المجموعة في القارات الخمس. ومن شأن هذه الشراكة أن تساعد على إيصال منتوجات "توتال" إلى الزبائن عبر شبكة توريد متطوّرة.




 


توتال

نائب مدير العمليات في الشرق الأوسط وشرق آسيا السيّد جان بابيه، الذي غاب عن الاحتفال بسبب وجوده في المملكة العربية السعودية لتوقيع اتفاق آخر لتوزيع المواد النفطية مع "أرامكو السعودية"، وهو الأول من نوعه في البلاد، ألقى عنه ألفاريز كلمة مقتضبة، عبّر فيها عن سروره لعقد هذه الشراكة التي ستنتج عنها أمورٌ جيدة عدّة.



أمّا المدير العام لـ"الشركة اللوجستية للمحروقات ش.م.ل." أنطوان سلامة، فركز من جهته على عملية دمج الخبرات في مجال الصحة والسلامة في التخزين وفي تأمين حماية الموظفين ضد الحرائق وغيرها، ضمن معايير متَّبعة عالميًّا. وأكد السعي إلى تأمين أفضل منتوجات مستوردة من أوروباوتُنقل بمعايير دوليَّة صارمة، برًّا وبحرًا، وفي سفنٍ لا تُستخدم لأكثر من 25 سنة.



180 محطّة موزّعة على الأراضي اللبنانية كافّة تقدّم أجود أنواع المنتوجات والخدمات النفطيّة على مدار الساعة، وهي كفيلةٌ بأن تضمن أن اسم "أي بي تي" يتنامى ليس من عدمٍ، بل من خلال اعتماد معايير الصحة والسلامة في كل العمليات التجارية التي تقوم بها هذه الشركة المحلية، واضعةً الاستدامة من ضمن أولوياتها لضمان سلامة البيئة والمجتمع.




 


توتال

وليس غريبًا أن تصل إلى شبك الأيدي مع"توتال" العملاقة التي يستقبل قسم التسويق والخدمات فيها أكثر من 8 ملايين عميل يوميًّا في العالم، كرابع أكبر موزّع لزيوت التشحيم والموزع الأوّل للمنتوجات النفطية في أفريقيا.



هذه هي الطاقة المسؤولة التي تعبِّر عنها "توتال" في أعمالها، وهذه هي الطاقة اللبنانية التي تصل إلى مِصفِّ الشركات العالميّة وتعقد معها الشراكة مناصفةً! فماذا عن مصير الطاقة النفطية والكهربائيّة في لبنان؟ 




 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

26 نيسان 2019 00:00