1 آب 2019 | 00:00

ثقافة

"vis a vis" مسلسل إسباني يشوّه صورة العرب والمسلمين وللبنان حصّة من المغالطات

 



ينطلق في 30 آب الجاري، عرض الموسم الثالث من المسلسل الإسباني vis a vis  (locked up ) عبر منصة نتفليكس.


المسلسل الذي حقّق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، يروي قصة "ماكارينا"، الشابة التي تغرم بمديرها فيورّطها في قضايا اختلاس ويتنصّل من المسؤولية ويتركها فريسة السجن حيث تدور كل أحداث المسلسل.


في السجن، تتعرّف ماكارينا إلى سجينة تقتل ليلة وصولها، وتكتشف أنّها تخبىء 8 ملايين يورو سرقتها مع صديقها وخبأتها في مكان سرّي.


ولأنّ كفالة خروجها من السجن تساوي مليون دولار، تقترح السجينة على والدها أن يأخذ المال من المكان السرّي، وأنّ يدفع كفالتها. في هذه الأثناء، يتسرّب خبر معرفة ماكارينا بالمبلغ المسروق إلى زميلتها "زليما زاهر"، التي تلعب دور الممثلة الإسبانية من أصل أردني نجوى نمري.


زليما نفسها التي قتلت صاحبة المبلغ المسروق، تجد نفسها في ورط بعد أن بات المبلغ بحوزة عائلة زميلتها، ومن هنا تبدأ سلسلة حوادث عنف.


لا تتورّع زليما المغربية المغرمة بحنبل حمادي الإرهابي المصري عن ارتكاب الجرائم دون أي وازع، في المسلسل هي العربية التي عندما يشتمها زملاء السجن يطلقون عليها اسم المسلمة القذرة.


أما حبيبها فهو "المصري"، الذي يستولي على المال، ويرتكب سلسلة حوادث قتل، ويرسل إلى حبيبته في السجن رسالة مفادها "طهري نفسك".


دج

 




يبحث والد ماكارينا عن معنى  هذه الجملة في الإسلام، فيقرأ عبر محرك البحث "غوغل" أنّ هذه الجملة تعني أنّ المسلم يطهّر نفسه بالماء والنار ليدخل الجنّة، وعليه تقوم زليما بإحراق نفسها بطريقة وحشية، وتنقل إلى المستشفى، على أمل أن يساعدها حبيبها في الهروب.


لا يفوّت صنّاع المسلسل فرصة لتصوير العرب أنّهم مجموعة حثالة إرهابيين، فالشرطي يتوقّع أن يحضر المصري لينقذ حبيبته المغربية برفقة عصابة من لبنان وسوريا واليمن وأميركا الجنوبية، يقولها ممتعضاً.


وفي مشهد آخر، يتحدّث عن مجرم دولي يدعى كريم السوري، تدرّب على العمل كقنّاص في لبنان وسوريا.


في المسلسل، السعودي يشتري نساءً من بلغاريا ليبيعهنّ في سوق النخاسة، والجزائري يقطع اليد اليسرى لشريك عصابة خان العهد، يقول الشرطي لزليما "هذا موجود في دينكم الإسلامي" وتهزّ رأسها موافقة.


والليبي أيضاً مشارك في مؤامرة تهريب السجينات والأموال المسروقة.


ط

 




أما الأسوأ، فهو أنّه في كل مرّة تنتقل فيها الكاميرا إلى المغرب حيث تمارس العصابة نشاطاتها الإرهابيّة نسمع صوت الأذان.


المسلسل بعيداً عن المغالطات التي لم يعرف ما إذا كانت مقصودة أم مجرد معلومات خاطئة من كاتب لم يكلّف نفسه عناء البحث، يكرّس الصورة السلبية للعرب ككائنات همجية، وللمساجد كأوكار إرهاب، وللمسلمين كعصابات مسلّحة تقتل وتسرق وتغتصب ثم تفرش سجّادة الصلاة وتصلّي.


ورغم كل السلبيات التي يتضمّنها المسلسل، تمكّن من شد اهتمام المشاهدين العرب، وإثارة نوع من الجدل، حول المسؤول عن فكرة العربي القذر التي يروّجها المسلسل الغربي، هل هو العربي نفسه الغارق في حروبه؟ هل هي الممارسات المرفوضة لبعض أبناء الجاليات العربيّة في أوروبا؟ هل هي البروباغندا الغربيّة التي تعمّم صورة العرب ككائنات متخلّفة؟


ويبقى الأخطر، أنّ المسلسل الذي نال علامة عالية من IMDB لم يستفز النقاد العرب ليكتبوا عن المغالطات التي تضمّنها، واكتفوا بالإشادة فيه، وهو للأمانة مسلسل متكامل درامياً، يدور في حيز جغرافي ضيّف، لكن المشاهد لا يشعر بالملل، بل ثمّة خط تصاعدي للأحداث، يجعل من متابعة العمل متعة حقيقيّة، تجعل من مرور المغالطات ما يشبهدس السمّ في العسل.


حك

 



يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

1 آب 2019 00:00