قطع السيد حسين مصطفى الخميني "جسر العودة" الى الجمهورية الإسلامية في إيران بعد تصريحاته حول عدم معارضته تدخلاً أميركياً ضد النظام "لتحرير" الإيرانيين على غرار العراقيين من صدام حسين ونظامه.
والتعتيم الواسع على تصريحات السيد حسين الخميني في إيران ليس وليد خوف رسمي من تحول حفيد الإمام الخميني الى "قيادة خارجية" تقود عملية التغيير في الداخل على يد الإيرانيين أو بمعاونة الأميركيين. فالسيد حسين الذي يتميّز كما يقول عارفوه بـ"الجرأة والانفتاح والذوق العلمي وفضيلة المعرفة"، الا انه "ليس على درجة الاجتهاد ولا على طريقه"...، لكن ذلك لا يمنع من تحوّل السيد حسين الى "مثال" لعلماء وشيوخ في توجههم الى النجف من جهة، وللشباب الإيرانيين الذين يمثلون أكثر من 75% من المجتمع والذين يتوزع 80% منهم على يمينه ويساره في مواقفهم من التغيير في إيران.
وهذا التحول لدى الشباب الإيراني من السيد حسين، أنه يمتلك ثلاث شرعيات لا يمتلكها أي سيد أو رجل دين في إيران. الشرعية الأولى هي كونه ابن "بيت الخميني"، فهو ابن السيد مصطفى الخميني وحفيد الإمام الخميني. والشرعية الثانية انه ابن "بيت" الحائري من جهة والدته، ذلك أن جده هو عبد الكريم الحائري مؤسس حوزة النجف والمعارض الكبير للثورة الدستورية المشروطة في إيران. كذلك فإن خاله هو الشيخ مرتضى الحائري الذي لعب دوراً خاصاً وأساسياً في التأثير عليه، والسيد مرتضى الحائري كان سيداً معمّماً وذهب الى الولايات المتحدة الأميركية حيث أقام بعد أن نزع العمامة وعاد مدنياً يدرس الفلسفة.
والشرعية الثالثة أن السيد معارض تاريخي يتمتع بمصداقية دفع ثمنها دوراً وموقفاً وحرية شخصية، إذ عاش في قم طوال العقدين الماضيين محاصراً وشبه منفي، على الرغم من أنه كان باستطاعته تبوّؤ مواقع بارزة في المؤسسة الإيرانية الحاكمة مع تقديمه لأي تنازل بسيط، خصوصاً بعد وفاة عمه السيد أحمد الخميني. وكان السيد حسين ولا يزال يردّد أن جده الإمام الخميني حيلَ بينه وبين متابعة تحولات داخل إيران كان بإمكانه منعها لو علم بها مبكراً.
وهذه "الشرعيات" الثلاث التي يتمتع بها السيد حسين المرفقة بجرأة غير محدودة كانت بداياتها الوقوف الى جانب أبو الحسن بني صدر في مواجهة جده الإمام الخميني، الى جانب تركيزه على عودة النجف مركزاً للعلم بحرية ومن دون ضغوط ولا مراقبة، تفتح "الباب" واسعاً أمام تشجيع العلماء للعودة الى النجف، وعلى رأسهم كما يردّد الإيرانيون آية الله حسين علي منتظري إذا ساعدته صحته وآية الله صانعي، وتشجيع الشباب الإيرانيين على اتخاذ مواقف أكثر علانية وتمظهراً في مطالبتهم بالتغيير من الداخل، أو فليكن إذا استحال ذلك، بمساعدة من الخارج!
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.