9 أيلول 2019 | 00:00

منوعات

هل تجتاح "دببة البحر" القمريّة الأرض مجدّدًا؟

هل تجتاح

قد يكون قمرنا اليوم موطنا للآلاف من أكثر الكائنات الحية الأرضية منعة.

فالكائنات المعروفة بـ " Tardigrades"( التارديغرادا) والتي يطلق عليها أيضا اسم "دببة الماء"، هي حيوانات لا يتجاوز طولها ملليمتر واحد، ويمكنها العيش في ظروف لا يمكن للكائنات الحية الأخرى البقاء فيها. فبإمكان هذه الكائنات العيش في درجة حرارة تبلغ 150 درجة مئوية، كما يمكنها العيش في درجة حرارة الصفر المطلق (أي ناقص 273,15 درجة مئوية). وكان عدد من هذه الكائنات على متن مسبار إسرائيلي تحطم على سطح القمر في نيسان الماضي.



ويقول أحد مؤسسي المنظمة المسؤولة عن الرحلة الفضائية المذكورة إنه يظن أن هذه الكائنات ما زالت حية على سطح القمر دون أي شك. وكانت "دببة الماء" هذه قد جففت لإدخالها في غيبوبة قبل الرحلة، ومن ثم تم تغليفها بكهرب اصطناعي.

ويقول مدير مؤسسة رحلة آرش نوفا سبيفاك في هذا الصدد "نعتقد أن احتمالات نجاة التارديغرادا على سطح القمر عالية جدا".



وتحتفظ مؤسسة آرش بنسخ احتياطية لكوكب الأرض تشمل كافة مناحي العلوم الانسانية والإرث الأحيائي لإرسالها إلى أرجاء الفضاء في حال وقوع أي حدث قد ينهي الحياة في كوكبنا.

وكان مسبار بيريشيت الإسرائيلي، الذي تحطم على سطح القمر، يحمل هذه "المكتبة القمرية" التي تشبه قرص DVD يحتوي على أرشيف يبلغ حجمه 30 مليون صفحة هي عبارة عن ملخص للتاريخ الإنساني يمكن قراءته بالمجهر، كما يحتوي على نماذج من الحامض النووي الإنساني.

كما حمل المسبار على متنه تارديغرادات مجففة، بعضها مغلف بكهرب اصطناعي والبعض الآخر مغلف بشريط لاصق.

ومن المعروف أن التجفيف يقضي تلقائيا على حياة معظم الكائنات، إذ إنه من المستحيل تقريبا العيش دون ماء.

ولكن "دببة الماء" - أو "خنانيص الطحالب" كما تسمى أيضا - ليست مخلوقات عادية بأي حال.

فبالإمكان إعادتها إلى الحياة بعد سنوات من تجفيفها. واكتشف العلماء أن للتارديغرادات قوى قد تبدو خارقة. فعندما تجفف، تسحب رأسها وأطرافها الثمانية إلى داخل جسمها، وتكور جسمها وتدخل في غيبوبة تشابه الموت إلى حد بعيد. وتخسر كل ما في جسمها من ماء تقريبا، وتتباطأ فعالياتها الحياتية إلى 0,01 في المئة من حالتها الطبيعية. ولكن إذا توفر لها الماء بعد عقود، فبإمكانها العودة إلى الحياة ثانية.

كان من شأن كل هذه الخواص، إضافة إلى الحقيقة القائلة إن هذه المخلوقات أصبحت الأولى التي تمكنت من النجاة في الفضاء في عام 2007، جعلت منها المرشح المثالي لشمولها في مكتبة القمر التي أعدتها بعثة آرش الفضائية.

يقول نوفا سبيفاك "التارديغرادات مخلوقات مثالية لشمولها في المكتبة، لأنها كائنات مجهرية ذات خلايا متعددة وإنها علاوة على ذلك من أكثر أصناف الحياة في كوكب الأرض قدرة على التكيف والبقاء".

ولكن، ورغم الاحتمال الكبير أن تكون "خنانيص الأعشاب" قد تمكنت من النجاة من تحطم المسبار الإسرائيلي، فليس من المثير أن تكون قد نجت وبقيت على سطح القمر. تقول أستاذة العلوم الفضائية في جامعة لندن المفتوحة مونيكا غريدي "الذي يعنيه هذا أن بيئة القمر البِكر قد لوّثت".

يذكر أن المركبات الفضائية يجب أن تلتزم، بموجب اتفاقية الفضاء الخارجي، بالامتناع عن تلويث بيئة الفضاء الخارجي.

وتقول غريدي "يمكن القول إن الاتفاقية انتهكت في عام 1969 عندما وصل نيل آرمسترونغ وباو ألدرين إلى القمر، وهو أمر صحيح، ولكن منذ ذلك الحين أصبحنا أكثر وعيا بضرورة الحفاظ على هذه الأجسام السماوية". اضافت "لا اعتقد أن أي احد قد حصل على موافقة لنشر التارديغرادات المجففة على سطح القمر، ولذا فهذا ليس أمرا مفيدا بأي حال". وإذا وصلت التارديغرادات إلى القمر، فمن غير المرجح أن تعود إلى الحياة اذا لم يتوفر لها الماء.

ولكن من الممكن، نظريا على الأقل، إعادة هذه الكائنات إلى الأرض وإعادة إحيائها ودراسة تأثيرات البيئة القمرية عليها. ومهما يكن الأمر، فإنه من الممتع أن يعتقد من ينظر إلى القمر أن الآلاف من "دببة البحر" موجودة هناك تنظر إليه.

ثم هناك إمكانية أن تكون هذه القصة موضوعا لأفلام رعب أو أفلام خيال علمي عديدة.


ب

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

9 أيلول 2019 00:00