أكد السيد عبدالمجيد الخوئي، في اتصال هاتفي أجرته معه "المستقبل" عبر الأقمار الصناعية في النجف، أن الوضع هادئ وآمن في النجف، وأنه لا توجد قوات أميركية أو بريطانية داخل المدينة، وإنما حولها. وأضاف أن الإمام السيد علي السيستاني وباقي المراجع الكبار بصحة وعافية، وأن الأمور في النجف بدأت تعود إلى طبيعتها في وقت يجري فيه تشكيل لجان إدارية من الأهالي لإدارتها بعدما "تحررت المدينة نهائياً" قبل 4 أيام.
وكان السيد الخوئي ابن المرجع الأعلى الراحل الإمام الخوئي قد وصل إلى النجف قبل 4 أيام قادماً من بريطانيا عبر الكويت. وهو يجري اتصالات مع كل الأطراف وخصوصاً الدكتور أحمد الجلبي لمواجهة الأوضاع وترتيب الحياة اليومية لسكان محافظات الجنوب العراقي.
وقد دار مع السيد الخوئي الحديث الآتي نصه:
بالله عليكم، كيف الحال في مدينة النجف الأشرف؟
ـ أنت أقسمت عليّ بالله وأنا أقول لك إن الوضع هادئ ومستقر ومطمئن في مدينة النجف الأشرف وليس هناك ما يعكّر صفو الحياة فيها ولله الحمد.
هل توقفت العمليات العسكرية في المدينة وحولها؟
ـ ليس هناك أي عملية عسكرية، ولا أي إطلاق نار، لا صباحاً ولا مساء، وكل هذا منذ ثلاثة أيام. لقد تحررت المدينة قبل أربعة أيام بشكل نهائي ومطلق، ولم يعد هناك أي وجود عسكري داخل المدينة، وإنما هناك بعض المواقع ونقاط التفتيش على مداخل المحافظة، وبعض السيارات العسكرية التي تجوب الشوارع للاطمئنان فقط.
وماذا عن العتبات المقدسة، هل هي سالمة وبخير؟
ـ العتبات المقدسة ولله الحمد بخير، وقد فتحت الأبواب أمام الزائرين صباحاً ومساء، وكذلك الأسواق مفتوحة.
وأين أنتم الآن، هل أنتم داخل المدينة أم خارجها؟
ـ أنا في السيارة على مشارفها، وسأصل إلى الداخل خلال ساعة.
وأين تتمركز القوات البريطانية والأميركية؟
ـ القوات البريطانية ليست في النجف إنما في البصرة. وأما القوات الأميركية فإنها منتشرة في أطراف المدن والمحافظات الجنوبية وداخلها، أي كربلاء والديوانية والحلة والناصرية والسماوة.
هل التقيت الدكتور أحمد الجلبي؟
ـ لقد تحدثت معه هاتفياً وناقشنا الوضع مطولاً. العراق لجميع العراقيين ولا يمكن لأحد أن يمنع عراقياً من العودة إلى بلده، كل فرد له الحق بالعودة، كما أنه لا يحق لأحد أن يمنع أي عراقي قاوم الظلم والاضطهاد داخل العراق من النشاط والتحرك.
وماذا عن الجنرالات وتحديداً الخزرجي وغيره، هل وصلوا العراق؟
ـ ليس لي علم بذلك.
كيف حال المرجع الإمام علي السيستاني؟
ـ الإمام آية الله العظمى السيد علي السيستاني صحته جيدة ووضعه بخير تماماً، وكذلك جميع المراجع العظام وأساتذة الحوزة وطلابها ينعمون بالصحة والسلامة ولا قلق أو خوف علي أي منهم.
ثمة معلومات وإشاعات تفيد أن الإمام السيستاني هو قيد الإقامة الجبرية..
ـ هذا ليس صحيحاً، ليس هناك أي جهة في النجف يمكنها أن تفرض هذه الإقامة الجبرية لا على سماحة آية الله العظمى السيستاني ولا على أي مواطن عادي. وجميع المراجع يتمتعون بحرية التنقل متي يشاؤون وكيفما يشاؤون ومتى يريدون.
هل التقيتم الإمام السيستاني؟
ـ لم ألتقه شخصياً بعد، لكنني زرت مكتبه قبل ثلاثة أيام والتقيت نجله الأكبر سماحة السيد رضا السيستاني، وكذلك بالنسبة للسيد آية الله العظمى عبدالمحسن الحكيم، فقد زرت منزله وكان خارجه لأنه جرى نقل المراجع إلى أماكن آمنة خلال المواجهات. لقد دخلت إلى المدينة قبل أربعة أيام ثم خرجت للتجوّل في المحافظات وأنا الآن عائد إليها إن شاء الله.
هل الحياة أصبحت طبيعية في المدينة؟
ـ الحياة طبيعية جداً باستثناء مشكلة انقطاع المياه والكهرباء، ولله الحمد. لقد عادت المياه بشكل عادي إلى جميع مرافق المدينة، وما زال هناك فقط مشكلة انقطاع التيار الكهربائي وهي مستمرة لأن محطة الضخ في بغداد والنظام هو الذي قطع الاتصال.
ومن يدير المدينة في ظل غياب الدولة والمؤسسات الحكومية؟
ـ حتى الآن ليس هناك إدارة على نحو منظم، الناس يديرون مناطقهم وهناك حالياً نواة أولية لتشكيل مجلس إداري محلي مع العلم أن معظم الدوائر معطلة والمدارس مقفلة، توجد حالياً لجان من المتطوعين الشباب لضمان الحراسة واستقرار الأمن، ويجري العمل لتأسيس مجلس إداري لكي يعود الموظفون إلى إداراتهم في المحافظة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.