"الأميركيون لا يريدون صدام حسين شهيداً، ولا تحول مكان مقتله مزاراً، ولذلك يكررون الكلام عنه وكأنه هارب ومختبئ وأنهم عاجلاً أو آجلاً سيلقون القبض عليه لدى أول إطلالة لرأسه". هذا ما يقول صديق عربي قديم لطارق عزيز، كان قد غادر بغداد قبل الحرب بأيام قليلة.
ويؤكد هذا المصدر العربي المطلع "ان الرئيس صدام حسين ومجموعة من أقرب المساعدين له قتلوا في الغارة الجوية في السابع من الشهر الجاري في حي المنصور في بغداد".
ويروي المصدر "ان 7 نيسان هو اليوم الموافق لعيد حزب البعث، وأن العادة كانت تقضي قبل الحرب وطوال السنوات الماضية مشاركة نحو 30 شخصية من الحزب الرئيس صدام حسين بهذه الذكرى في احتفال خاص. والشخصيات هذه هي عدي وقصي وأعضاء القيادتين القطرية والقومية للحزب، ولكن بسبب ظروف الحرب، اقتصر الاحتفال هذه المرة على عدد محدود، على أن يكون مناسبة لاستعراض الوضع وتفاصيله، خصوصاً مع اقتراب القوات الأميركية من بغداد بعد معركة مطار بغداد. ولأن صدام حسين كان ملاحقاً ليلاً نهاراً، بكل أنواع التكنولوجيا المتطورة، إضافة إلى العملاء من المخابرات الأميركية الذين تسللوا إلى بغداد، فقد تم رصده، وجرى استدعاء طائرة "بي 52" على عجل فقصفت المكان فجر 8 نيسان.
ويقول المصدر العربي ان الغارة الأميركية التي وقعت لم تستهدف الجانب الراقي من حي المنصور حيث يوجد نادي الصيد ومبنى المخابرات، بل الجانب الأقل رقياً من الحي، حيث يوجد منزل يشكل تغطية لتحركات صدام حسين مثل مواقع أخرى، وتحته يوجد مقر من 3 طبقات وأنفاق على غرار المواقع الأخرى التي يتم اكتشافها حالياً أو لاحقاً.
ويشدد المصدر العربي على ان الشخصيات المرجح وجودها في الموقع إلى جانب صدام حسين وقتلت معه هي ولداه عدي وقصي، وطه رمضان الجزراوي، ولطيف ناصيف (جاسم)، وطارق عزيز، وعبد حمود السكرتير الشخصي والمرافق له كظله وهو ظهر معه في شارع المنصور وأمام جامع الكاظمية الذي قصف، وأحمد السامرائي رئيس الديوان الرئاسي وملا حويج مسؤول التصنيع العسكري. أما عدم وجود الصحاف فيعود إلى انه لم يكن عضواً في القيادة القطرية. ويلاحظ المصدر ان الصحاف الذي ظهر لآخر مرة في 8 نيسان، قطع جولته أمام الكاميرا بعدا ان أشار أحدهم إليه بالمجيء وبعدها لم يظهر في التاسع من نيسان أي يوم دخول المارينز إلى فندق فلسطين. ويضيف المصدر "في تقديري الشخصي ان القصف المتعمد لمكتب الجزيرة ولفندق فلسطين والذي قتل فيه صحافي وجرح آخران، كان القصد منه إشغال الصحافيين بهذا الحدث بعيداً عن الموقع المفترض مقتل صدام حسين ورفاقه فيه". ويشير المصدر إلى ان مشهد صدام حسين في الكاظمية، يظهر فيه صدام وقد كسر عنفوانه وعليه مظهر اليأس، إلى درجة انه سمح للناس بالاقتراب منه.
وحول رواية الخيانة لصدام حسين، يرى المصدر العربي ان انتشار خبر مقتل صدام في رأس هرم السلطة، فتح الباب أمام كل الاحتمالات ومنها تخلي البعض عن معركة أصبحت خاسرة، إضافة إلى ان مركزية السلطة الشديدة بين صدام حسين تدفع متى تعرضت هذه المركزية لضربة أو حتى لاشاعة مقتله ولم يستطع أحد نفيها إلى تحلل وتفتت النظام وسقوط حلقاته بسرعة واحدة بعد الأخرى.
وفي شأن غياب أسماء أخرى كبيرة منها علي حسن المجيد، فإن كل شيء يشير إلى انه قتل في البصرة، أما عزت الدوري فقد كان في الموصل يدير المنطقة التي خصصها صدام حسين له للدفاع عنها يساعده في ذلك سمير النجم الذي القي القبض عليه.
وأما بخصوص أعضاء القيادة القومية، فإن معظمهم عادوا إلى بلادهم، ذلك ان قاسم سلام رجع إلى اليمن وأحمد الشوتري إلى الجزائر وسيد مدثر من المرجح انه عاد إلى السودان. وأما الرئيس الأسبق أمين الحافظ فقد سمح له بدخول سوريا مع الياس فرح وآخرين يوم الأحد الماضي.
ولا تنتهي الروايات حول مقتل صدام حسين ورفاقه عند هذا الحد، بل تمتد إلى "مجزرة" سرقة متحف بغداد، إذ تشير مصادر عدة منها المصدر العربي نفسه وآخرون من العاملين في القطاع الثقافي إلى ان سرقة متحف بغداد جزء من محاولة تدمير ما يؤشر إلى سبي نبوخذ نصر لبني إسرائيل إلى بابل بعد فتح القدس، حيث كتب بنو إسرائيل التوراة، وأن صدام حسين كان قد ركز كثيراً على هذا الجانب في المتحف. ويلاحظ في الخزائن الأساسية، وكما ظهرت في التحقيقات التلفزيونية، انها لم تهشم وإنما فتحت بطريقة منظمة وجرى نقل معظم الآثار وأثمنها وعددها يصل إلى 200 ألف قطعة في 18 شاحنة، وبحضور الجنود الأميركيين، وبالتالي لم تكن عملية فوضوية ونتيجة للفوضى والفلتان الأمني، ولذلك فإنه للأسف لن يسترجع معظمها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.