أكد السيد عبدالعزيز الحكيم شقيق آية الله محمد باقر الحكيم زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، في اتصال هاتفي مع "المستقبل" من كربلاء ان لجاناً أمنية شكلتها الحوزة هي التي تدير الأوضاع وتشرف على الأمن في كربلاء، وان الجنود الأميركيين يتمركزون بعيداً عن المدينة ولا يظهرون أبداً أمام الجماهير والوفود التي تؤكد على وحدة العراق والعراقيين ورفضها للوجود الأميركي.
وأعرب السيد عبدالعزيز الحكيم، وهو أرفع مسؤول في المعارضة الشيعية المدعومة من إيران، الذي مثّل المجلس في مؤتمر لندن للقوى المعارضة "عن سعادته للعودة إلى العراق وكربلاء في ذكرى أربعينية الإمام الحسين والوصول إلى مرقد الإمام الحسين المبارك، الذي حرمنا منه منذ ثلاثين عاماً". وقدّر المؤمنين الذين وصلوا إلى كربلاء في هذه المناسبة بالملايين "كانوا يرددون رداتهم الهادرة والمسموعة عبر الاتصال الهاتفي".
ولم يستبعد السيد عبدالعزيز الحكيم وقوع عمل يؤدي إلى ضرب الذكرى والجماهير، خصوصاً وأن بقايا من النظام السابق موجودة داخل كربلاء وفي العراق، لكنه أكد انه منعاً لوقوع أي عملية تخل بالأمن "جرى تشكيل لجان أمنية واتخاذ إجراءات أمنية مشددة، نجحت حتى الآن ـ ليل أمس ـ في إدارة المدينة وتأمين الراحة والخدمات للزائرين".
وعن طبيعة اللجان الأمنية وتشكيلها قال السيد الحكيم "ان الحوزة العلمية هي التي أشرفت على ذلك"، لكنه رفض ان يقول ما إذا كانت الحوزة العلمية في النجف هي التي قامت بذلك مشدداً على عمومية الحوزة، وبالتالي انها شكلت عنواناً لكل ذلك. وأضاف الحكيم "ان المجموعات الأمنية منتشرة في مختلف الطرق والمفارق والتقاطعات وعند أبواب الصحن الكريم، وهي تراقب كل التحركات".
وحول وجود الجنود الأميركيين والبريطانيين قال: "انهم بعيدون مسافة كبيرة عن كربلاء، وهم لا يتواجدون داخل المدينة أو بالقرب منها وهم لا يتدخلون داخل المدينة وخصوصاً في الليل".
وتناول "الردات" التي تطلقها الوفود القادمة من مختلف أنحاء العراق إلى كربلاء، فقال: "أهم الردات الولاء للامام الحسين سلام الله عليه، والاعلان عن العهد والسير على نهجه، رفض الذلة، والوحدة بين المسلمين، وبين الشعب العراقي وشعار التبعية للمرجعية الدينية، وأيضاً التبعية للعلماء الاعلام". وبعد ان أشار الحكيم إلى انه لم يسمع شخصياً بردات واضحة ضد الأميركيين عاد فاعترف بان الجو العام في كربلاء هو ضد نظام صدام حسين "لأنه منعهم من أداء هذه الزيارة والذكرى طوال الفترة الماضية، وكذلك عدم القبول بواقع الوجود الأميركي وإنما التأكيد على استقلالية العراق وإرادة التحرير".
وسئل الحكيم مع من ينسق في العراق وهو القادم بعد غربة طويلة، فأجاب انه ينسق مع أبناء شعبه، لأنه "ليس من الغرباء"، ولدى سؤاله عما إذا كان ينسق مع المراجع الأربعة الامام السيستاني وآية الله السيد الحكيم وآية الله بشير وآية الله اسحق فياض، لم يؤكد أو ينفي هذا التنسيق مكتفياً بالتأكيد على "الاحترام الخاص للمراجع الأربعة، فلهم موقعهم الخاص وهم مهمون ولهم موقع لدى المسلمين ومن الطبيعي ان نحترم مشاعرهم واراداتهم وتوجيهاتهم، فهذا هو خط عام لكل الشعب العراقي".
وعن عودة آية الله محمد باقر الحكيم إلى العراق قال السيد عبدالعزيز الحكيم "ترك الباب مفتوحاً حول موعد عودته"، مؤكداً انه سيدخل في الوقت المناسب "وقد وجه بياناً إلى الجماهير يؤكد فيه أسفه لعدم وجوده بينها في هذه المناسبة وأنه سيتواجد في أقرب فرصة ممكنة".
أما الخطوات التالية بعد انتهاء هذه المناسبة على خير: "أهم شيء في هذه المرحلة إيجاد الاستقرار وتوفير الخدمات العامة لأبناء الشعب العراقي وكل ما يحتاجه بشكل ملح، المسألة التالية الملحة هي تشكيل الحكومة العراقية".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.