علمت "المستقبل" من مصدر غربي مطلع، أن طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء العراقي السابق، كان مختبئاً في أقبية مطرانية بغداد، وأنه انتظر حتى تهدأ الأوضاع ليسلم نفسه إلى القيادة الأميركية. واعتبر المصدر "ان طارق عزيز الذي لم يكن له دور في القرارات الأمنية والعسكرية رغم قربه الشديد من الرئيس صدام حسين منذ تسميته نائباً للرئيس أحمد حسن البكر، يبقى وجوده الأساسي في النظام العراقي السابق أمراً مهماً، وكذلك يشكل استسلامه نجاحاً كبيراً للأميركيين".
وكشف المصدر الغربي أن مظاهر الوهن التي بدت على طارق عزيز وذلك عندما شوهد خلال ظهوره العلني والشعبي الأخير قبل الحرب بأيام، مستنداً إلى يد أحد مساعديه وهو ينزل السلم، قد ساهم في ابتعاده عن البقاء إلى جانب الرئيس صدام حسين المتنقل دائماً لأسباب أمنية.
ويروي مصدر فرنسي واسع العلاقات وتربطه صداقات متشعبة بأطراف النظام العراقي السابق، وخصوصاً طارق عزيز، أنه وجد عزيز لدى لقائه به قبل أيام من الحرب، محبطاً ومصاباً باكتئاب واضح، وأنه كان ينظر إلى السقف وهو يسمع الأسئلة المطروحة عليه، وأخيراً قال له رداً على سيل الأسئلة: "لا فائدة كل شيء انتهى". ويضيف المصدر أنه عندما غادر القاعة شعر أنه الوداع الأخير مع طارق عزيز، وهو المسيحي الوحيد في الحكومة العراقية السابقة الذي ارتبط اسمه على مدى ثلاثة عقود بكل الأزمات الدولية المتمحورة حول العراق بصفته وزيراً للخارجية ونائباً لرئيس الوزراء.
ويرى المصدر الغربي، أن طارق عزيز يمكن أن يلعب دوراً أساسياً لدى الأميركيين في تفكيك الكثير من النقاط الغامضة في بنية النظام السابق، وبالتالي كشف وقائع الأيام الأخيرة لصدام حسين ومصير أركان النظام.
ويختم المصدر الغربي قائلاً إن شركة ألمانية أقامت نظام اتصالات معقّد ومتقدم للرئيس صدام حسين، هي التي كشفت للقيادة الأميركية حقيقة الجهاز مما مكّنها في إطار الحرب الالكترونية المرتكزة على شبكة متطورة جداً بين الأرض والأقمار الصناعية، من تحديد تحركاته وقصفه بسرعة في مخبأه الأخير في ليلة السابع من نيسان الجاري، وقتله مع من كانوا معه.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.