أبلغ السيد الكشميري ممثل الإمام علي السيستاني في أوروبا، "المستقبل"، أن الإمام علي السيستاني "بخير وبصحة وعافية"، وأكد أن "الحصار الذي فرض على منزل الإمام السيستاني وباقي المراجع في النجف قد استمر لفترة موقتة وانتهى عندما نزلت العشائر والشخصيات، وقامت بحراسة الإمام. لكن الكشميري حذّر من "ان المخاطر ما زالت موجودة ما دام السلاح منتشراً بأيدي الغوغائيين والوضع الأمني غير سليم".
وهنا نص الحوار مع ممثل السيستاني:
كيف ترى الوضع حالياً في النجف، خصوصاً وأنكم على اتصال دائم بها؟
ـ الوضع في النجف ما زال يحتاج إلى الأمن والاستقرار. الوضع لا يزال غير سليم، وبين الآونة والآونة وليلة وأخرى نسمع طلقات نارية. والحقيقة أنه طالما أن الأسلحة موجودة بأيدي المواطنين وماكو (لا يوجد) سلطة مركزية ولا قوى تضبط الوضع، فإن هذه الفوضى ستظل موجودة.
أين توجد القوات الأميركية؟
ـ القوات الأميركية لم تدخل إلى وسط مدينة النجف وهي على مشارفها.
وماذا عن اللجان الأمنية التي تشكلت أثناء ذكرى أربعين الإمام الحسين؟
ـ الحقيقة أنها لا تزال في طور الإنشاء، وهي حتى الآن لم تكتمل مهمتها، وهذا الأمر يحتاج إلى بعض الوقت.
هل الخلافات داخل النجف وراء هذا التأخير؟
ـ تعرفون أنه عندما لا توجد سلطة مركزية ويجب التنسيق الكامل بين الوجهاء والشخصيات، فإن الترتيبات تأخذ وقتها. إلى جانب ذلك فإن الأسلحة ما زالت متوافرة جداً بأيدي المواطنين العراقيين.
وماذا عن الشيوخ والوجهاء؟
ـ لقد كان حصار منزل الإمام علي السيستاني لفترة موقتة، وقد فكّ الشيوخ والوجهاء الحصار، لكن المخاطر لا تزال قائمة والسلاح متوافر بأيدي الغوغائيين.
ماذا تقصدون بالغوغائيين؟
ـ لن أذكر أسماء الآن، لكن لعلكم تسمعون عبر القنوات الفضائية بين آونة وأخرى عن أشخاص يظهرون.
صدر تصريح عن ممثل للسيد مقتدى الصدر مفاده أن المرجعية كما أوصى السيد الصدر هي للإمام الحائري ما رأيك بذلك؟
ـ ليس لدي معلومات في هذا الشأن.
وفي التصريح نفسه كلام عن "الحوزة التقليدية"، و"الحوزة الناطقة" وأن أصل الخلاف في الانتماء إلى إحدى الحوزتين.
ـ ماكو مجال للمقارنة بين السماء والأرض. الحوزة التقليدية هي الحوزة الرئيسية ممثلة بوجود المراجع وعلى رأسهم الإمام السيستاني والعلماء وهم الذين يُعبر عنهم بالحوزة العلمية وبالمرجعية العليا، ما عدا ذلك فهذا كلام يتعين عدم الاعتماد عليه.
لكن يتم التأسيس على هذا التمايز في الموقف من الأميركيين، والقول إن الحوزة التقليدية لا تأخذ موقفاً من الأميركيين لأنها لا تتدخل في السياسة؟!
ـ ليس هناك تشكيك بين السياسة والدين، فهما عملة واحدة لها وجهان، كل ما هنالك أن المرجعية العليا ترى الوقت المناسب والظرف المناسب، ولكي تكون الكلمة نافذة ونافعة لا نستطيع القول بأن مراجعنا العظام لا يعرفون في السياسة، بل هم يعرفون كل شيء غير أنهم يرون متى الكلام ينفع ومتى يثمر ومتى يتكلمون. أما ألا يكون لكلامهم فائدة فإنهم لا يفعلون مثل هذه الأمور التي ربما تضر باسم الحوزة وباسم التشيع.
أعلن آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله أنه يفكر بالعودة إلى النجف..
ـ مثلما سمعتم سمعنا.
وما هو رأيكم؟
ـ هذا الأمر يرجع إليه شخصياً.
وما هو موقفكم؟
ـ طالما أن الحوزة العلمية موجودة والمرجع الأعلى للطائفة موجود، فإن وجوده يغطي على الكل داخل العراق وخارجه.
وماذا عن القول بأن النجف وحوزتها تستعيد مكانها من قم وحوزتها؟
ـ لكل حادث حديث. الوضع العراقي لا يزال غير مستقر. أما متى استقرت الأوضاع، فالنجف مدينة علم النبي ومرقد الإمام علي بن أبي طالب، وبطبيعة الحال هذا الكلام وارد، النجف هي العاصمة الأولى للعلم ومضى على تأسيسها ألف عام، فلا ضير أن يعود إلى النجف وضعها الطبيعي، كما عهدته قبل أربعين عاماً.
وما هو موقفكم من القوات الأميركية؟
ـ نحن نحمّل قوات التحالف مسؤولية كل ما يحدث من أمور لا تنسجم مع النظام العام.
وماذا عن مؤتمر بغداد؟
ـ كما رأيتم رأينا ولا نزال نسمع، ونحن لم نصل إلى نتيجة، ولم نرَ قرارات للمؤتمرين لنعلّق عليها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.