علمت "المستقبل" ان السيد حسين مصطفى الخميني، حفيد الإمام الخميني، الذي وصل إلى النجف قبل نحو الشهر وانتقل منها إلى بغداد وكربلاء قد فاوض فور وصوله لشراء منزل والده السيد مصطفى في النجف، الذي ولد فيه والذي مات فيه والده في ظروف غامضة، تردد اثره، ان النظام الشاهنشاهي الذي أسقطه الإمام الخميني والثورة الإسلامية قد قتله بالسم.
وكان السيد حسين يردد دائماً انه "يخفي الهوى والروح" وهو يتكلم العربية بلهجة نجفية ويصرّ على الكلام بها بعكس العديد من رجال الدين والمسؤولين الإيرانيين الذين كانوا يتمنعون عن التكلم بالعربية بحجة الخوف من ان "يلحنوا" أثناء كلامهم!
وتقول مصادر إيرانية مطلعة، ان السيد حسين الخميني، وضع قيد الاقامة الجبرية أثناء حياة جدّه الإمام الخميني وبأمر منه، بعد أن ألقى خطبه في قم ولم يكن قد بلغ 24 عاماً، هاجم فيها سلطة رجال الدين، بعد سقوط أبو الحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية، وقال في خطبته المعروفة آنذاك "انني أسمع وقع الديكتاتورية يقترب من إيران على وقع نعال رجال الدين". وقد اعتبر كلامه ذلك تحريضاً ضد الجمهورية الإسلامية، وكاد يُعدم لولا تدخل جدته لدى الإمام الخميني.
وحول الكلام عن الحرية والنظام الديموقراطي الذي نسب إليه، تقول المصادر الايرانية نفسها، والتي استمعت إلى مقابلته على الهواء مع إذاعة فرنسا الدولية باللغة الفارسية ان حسين الخميني ركّز على نقطتين:
لا لحكومة دينية، لأن مثل هذه الحكومة تتطلب وجود إمام معصوم والعصمة ليست لأحد، وفي هذا رفض علني للحكومة الدينية في إيران وما يقال عن الولاية المطلقة وعصمة المرشد.
ان المشكلة الأولى اليوم هي الحرية، وكل من يأتي بالحرية يكون مقبولاً ذلك منه، سئل وهل هذا يشمل الأميركيين في العراق؟ أجاب: "عندما يحل الجوع، فإن كل من يحمل الخبز يكون ذلك منه مقبولاً".
وتشير المصادر نفسها إلى ان هذا الكلام للسيد حسين الخميني ليس بعيداً عن نشأته وتوجهاته منذ عودته إلى إيران مع جده الإمام الخميني. فهو يشدد على "الحرية"، وكان يردد دائماً خلال إقامته في قم "انه مشتاق للتنفس بحرية". وإلى جانب ذلك فإنه متأثر منذ بداياته بجد والدته الشيخ مرتضى الحائري وعم والدته الإمام مهدي حائري، ولذلك عندما سئل خلال المقابلة الإذاعية ما إذا كان يؤيد مواقف الإمام السيستاني حول الدولة وفصلها عن الدين، أجاب: "أنا أقول ما أقوله وما أعتقد به".
وتضيف هذه المصادر ان المعتقدين بالولاية المطلقة في طهران، إلى جانب المحافظين عموماً، وإن كانوا يعرفون ان السيد حسين الخميني لا يمكن ان يتحوّل حالياً إلى "قائد انتفاضة" في الداخل الإيراني إلا أن ما يتخوّفون منه هو ان يتحوّل إلى نقطة الزيت التي تنتشر في قم وحوزتها، وتؤدي إلى تشجيع "هجرة معاكسة" من قم إلى النجف وكربلاء، وكانت الهجرة الأولى قد جرت من النجف إلى قم، بسبب نظام الرئيس صدام حسين وقمعه المعروف، وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران بزعامة الإمام الخميني، وترفض الأوساط المناهضة لوقوع ذلك، ان تتم هذه الهجرة ولو على أساس الاغناء في اطار التعددية.
وتضيف المصادر الايرانية المطلعة ان أكثر ما تخشاه طهران هو محاولة آية الله العظمى حسين علي منتظري الانتقال إلى النجف خصوصاً وأنه يردد منذ رفع الاقامة الجبرية عليه ان حلمه هو في العودة والاقامة في النجف، لأن منتظري له مواقفه المعلنة، وموقعه المدعوم بشرعيتي تاريخه الثوري وأفقهيته.
ولا شك في ان إشارة السيد حسين الخميني إلى أمله بتحوّل كربلاء إلى "ملجأ" يتابع فيه الحوزيون دراستهم وأبحاثهم في ظل أجواء الحرية من دون ضغوط أو مضايقات، هو "رسالة" واضحة حول "المضايقات والضغوط التي يتعرض لها العديد من العلماء والحوزيين في قم". ومن الطبيعي ان تشكل أي موجة هجرة معاكسة إضافة جديدة لصالح الإصلاحيين في مواجهة المحافظين في طهران، ولذلك كله اكتسب كلام السيد حسين الخميني أهمية خاصة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.