طالب غسان سلامة نائب الممثل الراحل للأمين العام للأمم المتحدة في العراق سيرجيو فييرا دي ميللو بأن لا يبقى العراق رهينة روزنامة الانتخابات الأميركية، وبإعطاء العراقيين الأمل بوجود ضوء في آخر النفق.
وأشار سلامة في محاولته رسم مسار هذا الحل أمام جمع كبير من الصحافيين في نادي الصحافة العربية في باريس، إلى وجوب قلب المسار باتجاه إعطاء المسؤولية للعراقيين أنفسهم بأن يتم وضعهمفي الخط الأول ومن ثمّ تأتي أدوار الآخرين مثل الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومنظمات العمل الانساني.
وعن كيفية العمل للوصول إلى انجاز هذا التحوّل، قال سلامة "سياسياً يجب العمل على خطين، تقوية البنى المؤقتة مثل مجلس الحكم والحكومة المؤقتة الحالية وذلك عبر منحهما المزيد من الصلاحيات من طرف الأميركيين، والعمل على إقامة بنى نهائية".
وأوضح سلامة أنه "من المهم جداً وضع روزنامة لانسحاب القوات الأميركية والأجنبية من العراق، وذلك حتى لو لم يتم الالتزام بتنفيذها حرفياً". وأشار إلى أن "زيادة عديد القوات الخارجية ليس هو الحل، وأن مشكلة الأميركيين انهم تعاملوا مع العراقيين على أساس: انظروا نحن نعطيهم دوراً، في حين أن كل ما فعلوه هو وضع العراقيين واجهة لهم".
وحول الأمم المتحدة ودورها في تطوّرات العراق التي ساهم فيها بنفسه إلى جانب دي ميللو، قال سلامة: ان "سياسة الأمم المتحدة كانت في استنزاف الولايات المتحدة الأميركية إلى حين قبولهم بما نفرضه، ومثال على ذلك فإن (بول) بريمر الحاكم المدني للعراق، لم يكن يريد عندما وصلنا إلى العراق أكثر من تشكيل مجلس أعيان، ثم مع الوقت والسياسة المتحركة لدي ميللو والأمم المتحدة قبل بريمر بالمجلس الموقت ثم تشكيل الحكومة"، لكن سلامة أضاف معترفاً انه بسبب المقاومة تحصل تراجعات أميركية.
وعن موقف الجامعة العربية من الحكومة الحالية وتمثيلها للعراقيين والعراق قال سلامة: "اذا قلنا ان هذه الحكومة تمثل بعض العراقيين وليس كل العراقيين، فإن ذلك صحيح. كذلك فإن مسألة إجراء انتخابات ينبثق عنها تمثيل واسع للشعب العراقي غير ممكنة حالياً، ولذلك يجب المساعدة لتقوية هذه البنى المؤقتة".
واعترف سلامة بأن الأميركيين ارتكبوا خطأ استراتيجياً عندما فككوا الدولة العراقية فحلوا الجيش والأمن وباقي المؤسسات وحزب البعث، مع أن البعث ليس الحزب النازي الألماني بعد الحرب العالمية الثانية". وحذر من خطر نشوب حروب أهلية وخاصة بوجود ثلاثة عوامل رئيسية وهي تفكك الدولة وانعدام الأمن والتدخلات الأجنبية. وأشار سلامة إلى ان "الخوف من توجيه ضربة إلى الأمم المتحدة ودورها في العراق تعزز قبل أيام من عملية الفندق التي راح ضحيتها دي ميللو، خاصة بعد ان لاحظنا وجود انزلاق في العمليات باتجاه عدم حصرها بالأميركيين ومنها قصف سجن أبو غريب ونسف أنبوب المياه في بغداد وضرب السفارة الأردنية".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.