8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الجنرال كلارك يدخل معركة البيت الأبيض بمدفعية ثقيلة

"في الحزب الديموقراطي، نجمان: هيلاري كلينتون وويسلي كلارك". هذا التوصيف هو للرئيس الديموقراطي السابق بيل كلينتون. وهو بهذا الكلام، أقنع "النجم" الذي يحمل أربع نجوم الجنرال ويسلي كلارك بأن يكون المرشح التاسع على لائحة المرشحين الديموقراطيين للمنافسة على كسب ترشيح الحزب له ضدّ الرئيس المرشح جورج بوش.
المرشح التاسع، أصبح بين ليلة وضحاها كما ترى مختلف الأوساط الديموقراطية "جوكر" الحزب ضد مرشح الحزب الجمهوري الرئيس جورج بوش، والجنرال كلارك، ربما هو أحد العسكريين النادرين في الولايات المتحدة الأميركية الذي يترشح على لائحة الديموقراطيين. ذلك أن كولن باول تردد كثيراً ثم اختار الحزب الجمهوري المحافظ مع بقائه في صفوف "الحمائم" فيما حسم الجنرال كلارك أمره بعد تردّد واضح ليعلن انضمامه الى الحزب في الرابع من هذا الشهر.
الجنرال ويسلي كلارك، الذي ظهر مرشحاً على الانترنت عندما تجمع مئات المعجبين بتاريخه الطويل وطالبوا بترشيحه قدموه على أساس "الرجل صاحب الرؤية لمئة عام". وهو الجنرال الذي خرج من الجيش قبل ثلاث سنوات وبعد استدعائه من كوسوفو قبل أربعة أشهر من نهاية قيادته لقوات حلف الأطلسي، لانه تجاوز البنتاغون واتصل بالرئيس بوش مباشرةً والأهم من ذلك علاقات شخصية وثيقة تربطه بكولن باول، يحمل ايضاً أعلى وسامين في الجيش الأميركي أحدهما "السعفة الفضية" وهو جنرال يعرف الحرب على الأرض وليس من مكاتب البنتاغون فقد جرح في فيتنام، وقاد الحرب على يوغوسلافيا، ولم يتأخر في النزول تحت رماية القناصة الى وادي عميق لإنقاذ مرافقه الذي أصيب اصابةً بالغة وقد أعاده سالماً. وهو كان قد تخرج أول من كلية ويست جوينت العسكرية ولم يكن قد بلغ سن الثامنة عشرة .
هذا الجنرال الميداني، وقف منذ البداية ضد الحرب في العراق. وقال: "من أجل تحقيق نجاح استراتيجي بتكاليف قليلة، يجب إقامة تحالف متين البنى، وان تكون عملياته ونشاطاته موجهة بالإجماع وان يحترم القانون الدولي". وبهذا الإطار الاستراتيجي لموقفه المعارض للحرب، نجح ويسلي كلارك في ابعاد الخصومة السياسية او الشخصية عن معارضته لقرار الحرب.. ولم يفاجأ الذين يعرفون كلارك بطريقته في إدارته لمعارضته للحرب التي يبدو انه وضعها قاعدة انطلاق له لتحقيق طموحاته. فالجنرال كلارك كما يصفه رفاقه: "رجل طموح جداً، حين يضع هدفاً له يكون الهدف دوماً القِمّة، وهو يتمتع بذكاء حاد وشخصية مسيطرة". وبسبب طموحاته التي، يبدو ان قمتها دخول البيت الأبيض، درس في اوكسفورد العلوم السياسية والاقتصاد.
ولا شك في ان قيادته لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا، قد اكملت دراساته الأكاديمية من خلال الاحتكاك بالأرض والاطلالة على العالم من أوروبا القديمة.. ولذلك فإنه في الوقت الذي كانت تشن الحملة على فرنسا بسبب مواقفها المعارضة للحرب في العراق قال: "فرنسا ليست عدواً لنا بل هي خصم فخور. أنا احترمها وحتى أني أعجب بها احياناً". وهو وضع كل مواقفه السياسية والاستراتيجية من معارضة الحرب في العراق وعدم مخاصمة فرنسا ومعها أوروبا القديمة في اطار وجوب ملاحقة الارهاب بالاستناد الى حلف دولي راسخ وعدم تشتيت القوى الأميركية في حروب جانبية. ولذلك رفض أيضاً فكرة الحرب على دول أخرى منها سوريا ولبنان والصومال وإيران كما يريد المحافظون المتشددون.
والنجوم الأربع التي يحملها ويسلي كلارك تقوم على كتفي أميركي نشأ في جوّ كاثوليكي عند والديه اللذين تبنّاه، علماً انه بروتستانتيّ الولادة، الى جانب أن أحد اجداده يهوديّ روسيّ مهاجر. وبذلك يقول نائب نيويورك شارل بنجل : "لن يستطيع احد المزايدة عليه، ولن يتمكن جورج بوش من ارتداء بذلة الطيار في مواجهته".
مشكلة ويسلي كلارك الأولى انه دخل المنافسة متأخراً، وأنه لا يملك المال اللازم للحملة الانتخابية، والمشكلة الثانية، انه لا يملك حتى الآن مقترحات اقتصادية واضحة فمواقفه في هذا المجال الأساسي في الحملة الانتخابية غامضة حتى الآن.
ويرى انصاره المعجبون به، أن دعم القاعدة الحزبية سيدفعه بقوة نحو المقدمة.
أما الجنرال كلارك الجنرال الخبير فيقول رداً على كل هذه الأسئلة ـ المخاوف: "لديّ مدفعية ثقيلة، والعدّة اللوجستية الكاملة".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00