"نعم انها الحرب. والشعب يحتاج الى جنرال لطرد الذين يغتصبون دستورنا، ويُشتمون القيم الانسانية. أنا مايكل مور، أحب جنرالاً. لم أتخيل ذلك يوماً ولم أشاهده حتى في أحلامي. لكنه زمن اليأس وهذا الزمن يتطلب اجراءات يائسة، جنرال ويسلي كلارك، اقفز الى الماء على الأقل لتسمع الأمة، ما هو خلف هذه الحرب ضد العراق".
كاتب هذا النداء، الى الجنرال ويسلي كلارك المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، هو مايكل مور الذي قد لا يعني الكثير، لغير هواة السينما الجادة. فهو حاز على الرغم من كل الحملات ضده، جائزة أوسكار عن الفيلم الوثائقي لهذا العام. وبدلاً من التعبير عن شكره، كما جرت العادة في حفلة الأوسكار كل عام الى الجمهور والذين شاركوا في فيلمه، ألقى خطبة نارية ضد الحرب على العراق، في وقت كانت في أيامها الأولى.
ومايكل مور معروف في الولايات المتحدة، بصرف النظر عن مهنيته العريقة، والتي برزت في فيلمه الوثائقي ضد السلاح وحمله في بلاده، لكونه أحد الوجوه البارزة في اليسار الأميركي الجديد. ولذلك فإن اصطفافه الى جانب الجنرال ويسلي كلارك وعودته عبر الانترنت لتأييده وتحويل عنوانه الالكتروني الى عنوان لحشد المؤيدين لحملة الجنرال، قد يلعب دوراً أساسياً في تغيير موازين القوى بين المرشحين التسعة داخل الحزب الديمقراطي، اذ أن مور كان حتى أيام قليلة، وكما أكد بنفسه مع المرشح اليساري داخل الحزب هوارد دين.
رسالة مايكل مور، التي تناقلتها الصحف الأميركية، بعدما عممها على الانترنت، تكاد أن تشكل "مانيفست" حقيقي للأسباب التي تدفع باليسار الأميركي لتأييد الجنرال كلارك. وقد اشاد في البداية بوقوفه الى جانبه اثناء الحملة القاسية التي شنها المحافظون المتشددون ضده، معدداً أبرز محطات كلارك العسكرية، ومنها "قيادته لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا، وإثباته دائماً بأنه رجل أخلاقي لا يخاف قول الحقيقة". بعد هذه المقدمة يشرح مايكل أسباب موقفه هذا، وهي ان الجنرال كلارك:
ضد "باتريوت آكت" ويعارض توسيع مجالات تطبيقه.
وهو مؤيد لحق الاجهاض.
دعم في رسالة وجهها الى المحكمة الفيدرالية الحملة التي تقودها جامعة ميشيغان ضد الفصل الايجابي.
يؤيد إلغاء "التخفيضات الضريبية التي فرضها بوش ويشدد على ضرورة أن يدفع الأغنياء الضريبية التي يجب أن يدفعوها.
يحترم آراء حلفائنا ويرغب بالعمل مع باقي المجتمع الدولي.
وقف ضد الحرب وأعلن أنها يجب أن تكون دائماً آخر الوسائل، وأعلن ان العسكريين هم ضد الحرب لأن الجنود هم الذين يدفعون من حياتهم الثمن.
وبعد هذه الأسباب الأميركية البحتة، التي تعزف على وتر التوجه السياسي للأميركي العادي وبالتالي خياره أمام صناديق الاقتراع، يقول مايكل مور: "أحب جداً هوارد دين (المرشح اليساري في الحزب الديمقراطي)، ولكن الآن ومن أجل بقاء بلادنا وانقاذها، فإن الهدف هو العثور على شخص يستطيع هزيمة جورج بوش وشركائه، لأنهم يحرضون على الحرب، ضدنا، أي الحرب ضد الطبقة المتوسطة وضد الفقراء والبيئة والمرأة وضد كل من يرفض هيمنة أميركا، كائناً من كان".
وينهي مور رسالته ـ المانيفست قائلاً: "نعم ان بلادك، بحاجة إليك لتقوم بمهمة جريئة هي هزيمة عدو داخلي تستطيع الاعتماد على عنواننا وهو يحمل اسم: "نحن، الشعب"!.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.