دعت فرنسا الى ضبط النفس واحترام "الخط الأزرق" بين لبنان واسرائيل، معتبرة ان سوريا لا تزال "لاعباً" مهماً في المنطقة، وذلك تعليقاً على التوتر الذي شهدته الحدود اللبنانية في اليومين الماضيين.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية: "استنتجنا وبقلق استئناف التوتر امس بين لبنان واسرائيل والذي ادى الى مقتل جندي اسرائيلي ومواطن لبناني، وندعو كافة الاطراف لضبط النفس واحترام الخط الأزرق والعمل لمنع خلق بؤر توتر جديدة، في منطقة مضطربة اصلا بسبب التأزم القائم".
وذكّر الناطق بما كان قاله وزير الخارجية دومينيك دوفيلبان في حديث الى احدى الاذاعات المحلية اول من امس ومفاده ان الغارة الاسرائيلية على الأراضي السورية "حدث بالغ الخطورة، ذلك انها المرة الأولى منذ عام 1974 التي تقوم اسرائيل بضرب الاراضي السورية... ونرى ان في الامر خرقاً غير مقبول للقانون الدولي".
وكان دوفيلبان اشار كما الناطق باسمه الى ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها شرط الا يكون ذلك من خلال خرق القانون الدولي وسيادة الدول. وقال: "انا شخصيا لا يمكنني ان اتصور ان سوريا لا تقوم بكل ما بوسعها لمنع رد حزب الله، ونريد الاقتناع ايضا بان سوريا ستواصل عملها بما في ذلك العمل على أرضها بغية استئصال الإرهاب، وهناك ضرورة للتحرك من قبل الجميع، وفي الوقت نفسه يجب توفير مبادرة سياسية لأنه لا يمكن توفير حل للوضع في المنطقة سوى سياسياً وديبلوماسياً".
وفي رد على سؤال بشأن الاستعدادات الأميركية لمعاقبة سوريا عبر ما يسمى "قانون محاسبة سوريا" الجارية مناقشته حالياً في الكونغرس الأميركي، وبشأن الاتهامات الأميركية لدمشق بدعم وإيواء منظمات إرهابية، قال الناطق الفرنسي: "ان سوريا لا تزال لاعباً مهماً في المنطقة"، رافضاً تقييم الخطوات الأميركية.
وإذ ترى الأوساط الفرنسية ان العدوان على الأراضي السورية هو رسالة وأن لا شيء يشير إلى احتمال تكرار الضربات الإسرائيلية في الوقت الراهن، فإن اتصالات عدة جرت في اليومين الماضيين بين باريس وبعض العواصم المعنية سواء مباشرة أو عبر السفراء بغية العمل لضبط النفس والبحث في كيفية إعادة إطلاق المسارات السلمية.
وفي هذا السياق كرر الناطق الفرنسي أمس الفكرة الفرنسية المستندة إلى المرحلة الثانية من "خارطة الطريق" والقاضية بعقد مؤتمر دولي وإرسال مراقبين وإيجاد آلية للمراقبة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وفي اعتقاد فرنسا ان المضي قدماً في خطة "خارطة الطريق" لا بد وأن يضع المنطقة مجدداً على مسار السلام حتى ولو ان الاقتناعات الفرنسية الضمنية تفيد بأن حكومة ارييل شارون ليست حكومة سلام وأن الدور الأميركي قد يضعف مع الدخول أكثر في مرحلة الانتخابات الرئاسية الأميركية.
في دمشق، قالت وكالة الانباء السورية "سانا" ان الرئيس الأسد تلقى امس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي جاك شيراك اعرب خلاله الاخير عن "إدانته للعدوان الاسرائيلي على الاراضي السورية".
ونقلت الوكالة ان الاسد وشيراك "بحثا سبل التنسيق بين سوريا وفرنسا في المشاورات الجارية في مجلس الامن بشأن الشكوى السورية على العدوان الاسرائيلي كما بحثا الوضع في العراق".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.