يرى هاني الحسن مسؤول تنظيم فتح في الضفة الغربية، ووزير الداخلية السابق، أن إسقاط رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لم يعد عملية مستحيلة كما كان سابقاً، وأن الأهم حالياً هو إسقاط الشارونية كنهج وسياسة "لأن الشارونية يمكن أن تستمر من دون شارون، خصوصاً في المجتمع الإسرائيلي حيث اليمين المتطرف هو المهيمن وحزب العمل في غرفة الغاية الفائقة".
ويقول هاني الحسن في حديث خاص الى "المستقبل" إن عوامل كثيرة تساهم حالياً في إضعاف شارون الى درجة قد تدفعه الى إجراء انتخابات مبكرة لئلا يضطر الى الاستقالة تحت ضغط القضاء بتهمة الفساد. ويشدد على أن "شارون تجاوز أولاً مبلغ الـ75 ألف دولار المخصصة قانونياً للحملة الانتخابية، وهو تجاوزها أكثر بكثير بمبلغ يتراوح بين مليون ونصف وثلاثة ملايين دولار. ولا تجد التبريرات التي يقدمها حول القرض الذي أخذه من رجل الأعمال في افريقيا الجنوبية سيريل كيرن، مصداقية سواء لدى الرأي العالم أو القضاء الإسرائيلي".
الى جانب هذا العامل الشخصي، فإن هاني الحسن يذكر أن الشارونية هي خلاصة لمبدأ اعتمده أرييل شارون منذ 1948 حتى اليوم وذلك طوال تاريخه العسكري المليء بالمجازر، ويقوم هذا المبدأ على "أضرب بشدة حتى يقبل خصمك ما تريده، وإذا لم يقبل فاضربه بشدة أكبر".
ويضيف الحسن: "شارون وعد الإسرائيليين بحل المشكلة الأمنية بعد بدء الانتفاضة خلال مئة يوم، والذي حصل أن الانتفاضة مستمرة منذ 1400 يوم، وهي أدت الى سقوط 900 قتيل إسرائيلي، والى رفع عديد الجيش الإسرائيلي من طريق استدعاء الاحتياط من 75 ألف جندي الى 215 ألف جندي، علماً أن الجندي الإسرائيلي الذي يُستدعى من الاحتياط يُضاعف راتبه ويحفظ حقه في الوظيفة، مما يُرتب مضاعفات اقتصادية إضافية. والأهم من كل ذلك أن النمو في إسرائيل انخفض الى مستويات ما قبل العام 1960. فقد كانت نسبة النمو قبل الانتفاضة زائد 8 في المئة أما الآن فإنها ناقص 1 في المئة. وبدورها فإن البطالة وصلت الى 11 في المئة. والخطير في البطالة أنها للمرة الأولى تطاول اليهود الغربيين الذين اعتادوا على حياة رغدة ومدخول مالي ممتاز. وقد ضربت الشركات الـ97 التي تشكل قاعدة الاقتصاد الإسرائيلي.
وأمام هذه الأزمة بدأت تكتمل، يقول الحسن، "أزمة ضمير داخلية في إسرائيل وما عمليات الرفض المتزايدة لدى الجنود والضباط الإسرائيليين للعمل في الضفة والقطاع إلا الوجه الذي يطفو على السطح، ذلك أن الأزمة بدأت تمتد عميقاً وهي ضربت أخيراً أجهزة الاستخبارات". وحيال هذا الوضع اضطر رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال يعلون الى الاعتراف بأنه لا يوجد حل عسكري لأنه لا يمكن فرض هذا الحل على الفلسطينيين".
وينهي الحسن حديثه حول الوضع الإسرائيلي بقوله "إن التناقضات الإسرائيلية كثيرة، ذلك أن شارون ما زال أمام امتحان مطالبة اليسار بقيادة ليبيد بحل وزارة الأديان، لأنه سيخسر اليمين المتطرف وإذا أراد العودة الى السلطة بعد انتخابات مبكرة فإنه مضطر للتحالف مع حزب العمل هذه المرة، وهنا سيكون عليه تقديم تنازلات. ولذلك كله نرى أن هذا العام هو عام ركوع شارون وهذا لن يتم سوى بمزيد من المواجهات اليومية".
من جهة أخرى يستبعد الحسن حرباً أهلية فلسطينية "خصوصاً بعد فشل خيار محمد الدحلان"، لكنه في الوقت نفسه يعترف بأن بقاء الرئيس ياسر عرفات باعتباره الرمز للفلسطينيين مهم جداً "لأنه يشكل صمام أمان أمام أي محاولة لتفجير صدامات فلسطينية فلسطينية".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.