العراق ومستقبله، والالتزام بالإتفاق حول وقف إيران لبرنامجها النووي، شكلا المحور الأساسي للمباحثات بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك، ورئيس مجلس الأمن القومي الإيراني حسن روحاني في باريس أمس.
وشدّد روحاني خلال لقائه الصحافيين على الانسجام في الموقف الفرنسي ـ الإيراني حيال العراق وضرورة نبذ السياسة الأحادية وتعزيز السياسات المتعددة الجوانب، وتعزيز دور الأمم المتحدة. كما أكد بالتوافق مع شيراك ان "الأمن والاستقرار لا يقومان إلا عندما تسود المبادئ الأخلاقية".
وفي تفاصيل الموقف الإيراني كما عرضه روحاني على شيراك ووجد توافقاً منه حوله. "التأكيد على وحدة العراق وسيادته على أراضيه وخروج الاحتلال بأسرع وقت". كما أشار الى "أن إيران ترى أن نقل السلطة الى العراقيين من طرف الأميركيين يجب ان يكون كاملاً، لأن النقل الجزئي وغير الحقيقي وغير الكامل سيعقد الأمور".
الى جانب ذلك، فإن تعزيز العلاقات الفرنسية ـ الإيرانية ومن ثم الأوروبية ـ الإيرانية، شكل محوراً إضافياً للمباحثات خصوصاً ان الدور الأوروبي في الملف النووي وفك الاشتباك الإيراني الأميركي فيه، فتح صفحة مهمة بين إيران وأوروبا.
وخلال لقاءات روحاني السريعة مع الصحافة العربية قال ان "الوضع الداخلي المتأزم حالياً في إيران هو من طبيعة الحياة السياسية الإيرانية في كل مرة كانت فيه الجمهورية الإسلامية على موعد مع استحقاق انتخابي"، وأضاف ان "الإيرانيين قادرون دائماً على حل خلافاتهم بالطرق الدستورية".
وشدّد روحاني على تضامن إيران مع سوريا، وتأييدها الكامل لمشروع نزع سلاح الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط، وسخر من التسريبات الإسرائيلية حول تحميل الطائرات التي حملت معونات سورية الى المتضررين من الزلزال الأخير في بام بالأسلحة لحزب الله قائلاً "ان "حزب الله" لديه ما يكفي من الأسلحة وليس بحاجة الى الأسلحة".
وكشف روحاني أن التعاون الأمني بين إيران والسعودية هو تعاون مهم وان طهران سلمت الرياض لوائح بالأعضاء السعوديين لديها من "القاعدة"، كما أن الاعتقالات الأخيرة التي جرت في السعودية ضد المتطرفين السعوديين جاءت في إطار التعاون الأمني، ونتيجة للمعلومات القيّمة التي سلمتها طهران للسعوديين".
من جهة أخرى علمت "المستقبل" أن روحاني الذي يمسك بملف الاتفاق حول نزع السلاح النووي الإيراني، جاء الى باريس ليتأكد أولاً من استمرار الإلتزام الفرنسي ـ الأوروبي بالاتفاق خصوصاً إذا ما حاولت واشنطن الإخلال به بأي طريقة من الطرق وموقف باريس من طلب الهيئة الدولية للسلاح النووي تدمير كل البنى التحتية لتخصيب اليورانيوم وليس فقط التخلص من الكميات الموجودة، ذلك ان طهران التي قبلت على مضض التخلص من هذه الكميات ووقف إنتاجها تريد الاكتفاء بالتفتيش المفاجئ لمفاعلها النووي وملحقاته وليس تدميره لانه برأيها يتجاوز الاتفاق ويشكل منفذاً للأميركيين لضرب الاتفاق نفسه.
وتم الاتفاق على آلية واضحة للتنفيذ لئلا تستغل واشنطن أي خلل لضربه.
وأخيراً فإن روحاني الذي يعتبر واحداً من أبرز المرشحين لخلافة الرئيس محمد خاتمي، أراد من هذه الجولة الدولية وخصوصاً لقاءه مع شيراك "تقديم نفسه على المسرح الدولي وتلميع صورته كشخصية معتدلة قادرة على التفاهم مع الأوروبيين".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.