احتلت الصين الشعبية أمس جادة الشانزيليزيه في باريس وأشعلت برج ايفل بالأنوار الحمراء، وأبدى الفرنسيون فرحتهم بهذا "الاحتلال" وهذه "النار الحمراء" في مناسبة "سنة فرنسا ـ الصين"، وهي أيضاً سنة القرد في الأبراج الصينية، وزيارة الدولة الأولى للرئيس هو جنتاو لفرنسا.
جادة الشانزيليزيه لم تكتفِ بتعليق العلم الأحمر الصيني ونجومه كما جرت التقاليد بمناسبة زيارة الدولة للرئيس الصيني، بل فتحت ذراعيها لواحد من أجمل الاستعراضات التي تشهدها عندما انتشر سبعة آلاف راقص وراقصة وملأوا الشانزيليزيه بالفرح، في سياق نقل احتفالات السنة الصينية من "الغيتو الصيني" في دائرة باريس الثانية عشرة إلى ما بين ساحتي الشانزيليزيه ـ كليمنصو، وقوس النصر. وطوال ساعات وقف نحو 300 ألف باريسي، يملأون أعينهم بدهشة الألوان الصينية وحركات الراقصات والراقصين ولاعبي الكاراتيه، فيما كان يتسلل أطول تنين إلى الجادة، إذ بلغ طوله 110 أمتار، ولتحقيق النجاح الكامل لهذه التظاهرة الفنية التي تقاسمتها تكاليفها (نصف مليون يورو) بلديتا باريس وبكين، فإن وزارة الثقافة الصينية أوفدت 800 راقص وراقصة لجعل الاستعراض، عرضاً فنياً متكاملاً يليق بعاصمة الفن والثقافة في العالم.
يبقى لمن يحب معرفة طابع سنة القرد الصينية، كما ينقل الفرنسيون، فإنها تمتاز بأنها سنة غنية بالأحداث والانتفاضات والفضائح وأنواع القمع. وهي سنة عدم الاستقرار على مثال القرد الذي لا يمكن توقع حركته ولا قفزاته، ولكنها أيضاً غنية بالاكتشافات العلمية والتقنية. ولمنح هذه الرؤية الصينية مصداقية فرنسية، فإن الخبراء الفرنسيين يقولون ان سنوات القرد، عاشتها فرنسا أحداثاً لا تُنسى: عام 1848 سقطت الملكية وبدأت الجمهورية الثانية في ما عرف بثورة شباط، وعام 1944 نزل الأميركيون ومعهم الحلفاء على شواطئ النورماندي، وبدأت بذلك معركة تحرير فرنسا، وعام 1968 وقعت ثورة الطلاب وانسحاب الجنرال ديغول.
هذا على الصعيد العام، أما على الصعيد الشخصي ففي مواجهة حالة عدم الاستقرار يجب الحذر والتعقل، مع التحفز دائماً للقفز على الفرص الاستثنائية دون تناسي حساب المخاطر بدقة وعقلانية!
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.