"يأمل الرئيس جاك شيراك أن يُهزم جورج بوش في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعد هزيمة خوسيه ماريا اثنار رئيس الوزراء الاسباني"، تقول مصادر فرنسية مطلعة، مضيفة "ان شيراك أبدى علناً فرحته عندما وقع "الزلزال السياسي" في اسبانيا.
وتذهب هذه الأوساط الفرنسية الى القول ان شعوراً عاماً يسود الأوساط الرسمية الفرنسية الحاكمة، على الرغم من انها من اليمين الجمهوري، مفاده ان "زلزال اسبانيا" يشبه "زلزال الربيع" في فرنسا الذي دفع بالفرنسيين الى الشوارع للتظاهر والى صناديق الاقتراع للتصويت لشيراك في مبادرة شعبية لتشكيل سد منيع ضد صعود جان ماري لوبن ومعه اليمين المتطرف".
وترى الأوساط الفرنسية الديبلوماسية التي كان تتحدث في الذكرى السنوية الأولى للضربة الأميركية الأولى في الحرب ضد العراق "ان الارهاب لا يحارب بالحروب"، ذلك أن الحرب ضد الارهاب يتطلب سياسة كاملة عبّر عنها شيراك بوضوح خلال قمته مع المستشار الألماني غيرهارد شرودر وهي متشعبة سياسياً واجتماعياً وثقافياً وأمنياً.
وتوصل الأمر بالموقف الفرنسي في تقويم الحرب ضد العراق الى درجة أن "النجم الصاعد" في فرنسا دومينيك دوفيلبان وزير الخارجية قال علناً: "الحرب في العراق كانت غلطة، بل انني أقول بأنها كانت خطأ". وهو في هذا الموقف تقاطع مع رومانو برودي رئيس المفوضية الأوروبية المعروف بصراحته الجارحة عندما قال: "حصيلة الحرب في العراق سلبية، وهي كذلك خارج العراق، فالارهاب أصبح أكبر وأخطر من السابق".
وقد "سخرت" مختلف الأوساط الفرنسية من التصريحات الأميركية والبريطانية، القائلة ان سياسة الزعيم الاسباني الجديد خوسيه ثاباتيرو في شأن الانسحاب في العراق تعني ان "القاعدة" حققت انتصاراً واضحاً، وأن ثاباتيرو رضخ للارهاب. واعتبرت هذه الأوساط ان هذا الاتهام هو استخفاف بالأسباب ومشاعرهم، خصوصاً وانهم اكثر الشعوب الأوروبية التي دفعت ثمن الارهاب، فإسبانيا خسرت أكثر من 16000 قتيل نتيجة لإرهاب منظة "ايتا" الباسكية، كما ان الاسبان هم الذين نزلوا بالملايين الى الشوارع ليقولوا لا للارهاب. وأخيراً فإن هذا الاتهام يعني ان الحرب ضد الارهاب، ومنها الحرب في العراق، أدت الى انتشار الارهاب بدلاً من استئصاله والقضاء عليه.
وتعمل باريس كي تشكل القمة الأوروبية المقبلة، فرصة جديدة لإعادة بناء "أوروبا القديمة" المرتكزة على الترويكا الفرنسية الألمانية الاسبانية، كون هذه الترويكا قادرة على الامساك بقوة بدفة القيادة لبناء اتحاد أوروبي واسع قادر على وضع حد لأي محاولة للتفرقة بين أوروبا قديمة وأوروبا جديدة، وذلك في اشارة الى تصريح وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد في شأن انقسام أوروبا.
وفي اطار أوروبا الواحدة، فإن القمة الأوروبية المقبلة ستشهد صياغة سياسية أوروبية واحدة وموحدة ضد الارهاب، على أن تكون هذه الحرب متعددة الجوانب وشاملة لمختلف القطاعات، اذ لا يمكن الحديث عن حرب ضد الارهاب بدون ابعاد "شبح مواجهة شاملة بين الغرب والعالمين الغربي والاسلامي، وهذ كله يتم بالمساعدة على التنمية والاصلاح وبناء الديموقراطية على نحو يأخذ بالاعتبار خصوصية كل دولة وكل اقليم في المنطقة. وفي هذا فإن الأوساط الفرنسية نفسها نقلت ترحيب الرئيس الفرنسي "الحار"، بالرسالة التي تلقاها من ملك المغرب محمد السادس حول حصيلة لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك، وما نقله سيف الاسلام عن والده العقيد معمر القذافي حول رفض الجماهيرية لمشروع الشرق الأوسط الكبير. وتضيف هذه الأوساط أن المهم ماذا سيصدر عن القمة العربية في تونس من قرارات، وهل سيكون رفض هذا المشروع الأميركي بنداً على جدول أعمالها!. لأن مثل ذلك التمهيد لسياسة عربية ـ أوروبية أكثر تكاملاً وأغنى في نتائجها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.