"القبض على أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري قبل تشرين الأول لن يلعب دوراً مهماً في الانتخابات الأميركية، والدليل أن القبض على صدام حسين، استمر تأثيره على الرأي العام الأميركي شهراً واحداً فقط". هذا ما يقوله غيوم كاربنتييه أمام نادي الصحافة العربية وهو أبرز الخبراء الأوروبيين في الشؤون الأميركية. ويشغل حالياً منصب رئيس المركز الفرنسي للشؤون الأميركية الوثيق الصلة بمركز بروكينز الأميركي، فضلاً عن أنه باحث في مركز الدراسات الدولية وأستاذ العلاقات الدولية في السوربون.
ويرى غيوم كاربنتييه، "ان استمرار الوضع الحالي في العراق، أي سقوط بضعة قتلى يومياً، أمر سيء للإدارة الأميركية، لكنه يبقى مقبولاً لكونه قليل التأثير في الرأي العام الأميركي من زاوية الانتخابات الرئاسية. فقط حصول كارثة كبيرة في العراق قد يلعب دوراً ضد الرئيس المرشح جورج بوش وفي المصلحة النهائية فإن العراق يلعب دوراً ضئيلاً في الانتخابات".
ويتابع الخبير الفرنسي: "من المهم لدى الحديث عن الانتخابات الرئاسية الأميركية التشديد أولاً على أن تأثير السياسة الخارجية في الانتخابات قليل جداً، فانعكاساته على الرأي العام الأميركي وخياراته الانتخابية محدودة. ما يهم الأميركي العادي، خصوصاً في العمق الأميركي، هو الوضع الاقتصادي الداخلي". وفي هذا الإطار يقول كاربنتييه "الاقتصاد الأميركي يشهد حالياً نمواً جيداً لكن غير مترجم في الحد من البطالة".
ويضيف: "في الولايات المتحدة الأميركية الهزة الأمنية تخلق مباشرة التفافاً حول الرئيس. لذلك لا يمكن المراهنة على حصول "زلزال إسباني" في الولايات المتحدة الأميركية إذا وقعت عملية إرهابية جديدة".
وحول مجريات الانتخابات نفسها والفوارق ونقاط الضعف والقوة بين المرشحين جورج بوش الجمهوري وجون كيري الديموقراطي، يقول كارينييه: "هذه المرة تجري الانتخابات الرئاسية باكراً جداً، فالحزبان حسبما موقفهما واختارا مرشحهما باكراً، فالديموقراطيون الذين كانوا يتأهبون لمعارك طويلة وقاسية داخل الحزب بين المرشحين الكثيرين والمتكافئين أحياناً في القوة، وكل ذلك في ظلال خزينة العام 2000 الظالمة بالنسبة إليهم، اتجهوا غريزياً نحو الحسم واختيار الرجل الذي يعتقدون أنه الأكثر قدرة وقوة على مواجهة جورج بوش وهزيمته".
ويتناول كاربنتييه مواقع القوة والضعف لدى كيري فيقول: "كيري سيتفرغ لمعركة طويلة ضد بوش، وهو أمر جيد بمعنى أنه لم يخرج من الانتخابات التمهيدية داخل الحزب مثخناً بالجراح. لكن كون الحملة طويلة يُعرضه لاستنزاف إعلامي وربما سياسي، والمشكلة المهمة أن الصندوق المالي للحملة الانتخابية لكيري ما زال فقيراً علماً أن العامل المالي يلعب دوراً أساسياً وفاعلاً في الحملة لأن تمويل الحملة الإعلامية، خصوصاً المرئية منها، مكلفة جداً. جورج بوش جمع باكراً 120 مليون دولار وسيصل مجموع الأموال التي يجمعها الحزب له 200 مليون دولار. أما كيري الذي اعتمد هذه المرة وفي حركة ذكية منه على جمع الأموال لحملته عبر الانترنت فإنه لن يجمع أكثر من 120 مليون دولار، لكن المهم في هذه الأموال الآتية عبر الانترنت أنها ستأتي من الناخبين العاديين ممن سيرتبطون بكيري مباشرة وليس عبر مراكز القوى، فالانخراط المالي للأميركي العادي في الحملة الرئاسية، يصبح عملياً اكثر سياسياً بدفعه للانخراط بقوة في الحملة كلها".
الى جانب ذلك، فإن كاربنتييه يرى "أن الماضي العسكري اللامع جداً لكيري، يمنحه مصداقية تتجاوز بكثير "تظاهرة" بوش على حاملة الطائرات بلباسه العسكري وهو الذي أمضى خدمته العسكرية في تكساس في الوقت الذي حصل فيه كيري على أرفع الأوسمة العسكرية في فيتنام. ولذلك كله، يبدو كيري أكثر اهتماماً بمصير الجنود الأميركيين في العراق، ولهذا أيضاً يلتقي حوله قدامى المحاربين".
وفي ما يتعلق بالقوى المؤثرة في الرأي العام الأميركي واتجاهات الجاليات في الاقتراع، يقول الخبير: "أولاً لا يجب الاعتماد كثيراً على الصوت العربي ـ المسلم، خصوصاً وأن المؤثرين داخل الجالية العربية هم اللبنانيون المسيحيون. وحتى الآن لا يمكن الحديث عن تأثير فعلي للصوت المسلم في الانتخابات الرئاسية حيث أن هذه الجالية فقيرة وضعيفة التأثير".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.