"لم يتم تحديد أي تاريخ لزيارة ارييل شارون الى باريس كل ما في الأمر انها كانت قيد البحث. أما الآن وبعد "إعدام" الشيخ أحمد ياسين وهو خارج من المسجد، فإنه لم يعد مطروحاً تحديد أي تاريخ للزيارة". هذا ما نقلته أوساط صحافية فرنسية عن قصر الإليزيه، رداً على تساؤلات حول صحة دعوة شارون، خصوصاً بعد ظهور ملصقات في شوارع باريس تدعو الى عدم دعوته واستقباله في قصر الإليزيه وذلك قبل أيام من اغتيال الشيخ أحمد ياسين.
وعلى الرغم من أن باريس الرسمية أبدت "ارتياحها" لقرار الرئيس جورج بوش بزيارتها وحضور الاحتفالات بالذكرى الستين للإنزال الأميركي على شواطئ النورماندي والذي شكل بداية تحرير فرنسا وانهيار ألمانيا النازية، فإن ذلك لم يوقف سيل الانتقادات الفرنسية غير العلنية للرئيس بوش وسياسته خصوصاً في الشرق الأوسط.
ونقلت الأوساط الصحافية الفرنسية عن أوساط مقربة من الرئيس جاك شيراك قولها "لم يكن يكفي الحرب والاحتلال للعراق، حتى يقدم شارون على الاستفادة من آثار مجزرة مدريد، فيقدم على اغتيال ياسين، ويخلق الأوضاع المناسبة لعمليات انتحارية إضافية".
وتعبر هذه الأوساط الصحافية عن قلقها الشديد من أن يستغل شارون وقوع عمليات فلسطينية، لكن يقدم على قتل الرئيس ياسر عرفات، أو حتى إحداث عملية "ترانسفير" واسعة للفلسطينيين المحاصرين بين "الجدار" والخط الأخضر. ومما يعزّز هذه المخاوف، أن جهاز الاستخبارات المضاد للتجسس رفع في أيلول الماضي الى قصر الإليزيه تقريراً حول إمكانية اغتيال عرفات في الوقت الذي يراه الإسرائيليون وشارون مناسباً لهم. والقلق الكبير من اغتيال عرفات ناشئ عن الفارق الكبير في تقدير العواقب والنتائج المترتبة على هذه العملية، ذلك أن شارون كما ترى باريس، ينفذ سياسته القائمة على استخدام مزيد من القوة ضد العرب لأن "العرب لا يفهمون سوى لغة القوة". وأن العالم مستعد لاغماض عينيه وبخاصة فرنسا في كل ما يعني إسرائيل خوفاً من تهمة معاداة السامية.
ولعل أكثر ما أثار الفرنسيين، وزاد من شعورهم أن شارون ومجموعة من "الصقور" الملتفة حوله، وقيادات المستوطنين الذين لا يرون أمناً في العالم خارج مستوطناتهم وبقائها وتوسعها، أن السفير الإسرائيلي في باريس نسيم سيلفي، لم يجد ما يقوله لأجهزة الإعلام الفرنسية تعليقاً على اغتيال الشيخ ياسين، سوى "لا يجب تحميل إسرائيل المسؤولية عن أي عملية إرهابية تقع في العالم سواء في الولايات المتحدة الأميركية أو افريقيا أو آسيا"، ويعني هذا الكلام حسب الفرنسيين أن أمن العالم لا يعني إسرائيل التي يعنيها ما يراه شارون جيداً لتنفيذ سياسته.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.