8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

تطابق كامل في المواقف الفرنسية والمصرية

لقاء وزير الخارجية المصري أحمد ماهر مع نظيره الفرنسي ميشال بارنييه، لم يكن هدفه التعارف فحسب، إذ سبق أن التقيا قبل 24 ساعة في دبلن في أثناء الاجتماع الأوروبي ـ المتوسطي. ويبدو أن العلاقة المشتركة المصرية ـ الفرنسية من جهة، ودقة الملفين الفلسطيني والعراقي في هذه المرحلة والتوافق في المواقف استوجبت تعميق البحث والاتفاق على الخطوات المقبلة، خصوصاً أن المرحلة المقبلة التي ستمتد حتى 30 حزيران موعد تسليم الأميركيين السلطة للعراقيين، ستشهد مواعيد دولية بارزة منها قمة الثماني الكبار وقمة حلف الأطلسي والاستعدادات لاستصدار قرار جديد من الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من أن أحمد ماهر وزير خارجية مصر التقى نظيره الإسرائيلي، إلا أنه نفى اطلاعه على الخطة الإسرائيلية التي تقول بوضع الأراضي الفلسطينية بعد الانسحاب الإسرائيلي منها تحت وصاية أردنية ـ مصرية. وقد ذهب الوزير المصري في تحفظاته ورفضه الضمني لكل ذلك إلى درجة القول "إن الفلسطينيين قادرين على إدارة أمورهم بأنفسهم".
وعن العراق، بدا الوزير المصري أكثر تحفظاً إذ أكد أن موقف القاهرة معروف وهو عدم إرسال قوات إلى العراق، علماً أن كل الأمور ستدرج في إطار استصدار قرار محتمل من مجلس الأمن وهناك مشاورات مستمرة في هذا الشأن، كما توجد أفكار كثيرة مطروحة وكذلك بالونات وشائعات كثيرة.
واستناداً إلى تصريحات أحمد ماهر والموقف الفرنسي المعلن من العراق، فإن التطابق في وجهات النظر يبدو كاملاً، فقد أعلن ماهر "ان مصر تطالب بانسحاب القوات الأجنبية بأسرع وقت ممكن، والسؤال متى سيتم ذلك. ويتبقى أن يسترد الشعب العراقي سيادته وأن تكون هناك حكومة شرعية، وتنفيذ الانسحاب إنما يدخل في إطار اختصاصات الحكومة الشرعية العراقية". ووصف تعذيب السجانين الأميركيين السجناء العراقيين بأنه "جرائم شنعاء".
أما فرنسا، فإنها وإن كانت ديبلوماسيتها لا تريد الوقوع في مواجهة علنية مع الولايات المتحدة الأميركية بسبب مسلسل القمم المقررة خلال الأسابيع المقبلة، فإن موقفها حول العراق في الفترة التي تجري فيها المشاورات والمباحثات لاستصدار قرار جديد يقوم أساساً على العناصر الآتية:
* التحديد الدقيق لدور الأمم المتحدة في العراق.
* وجود ضمانات دولية للمراحل اللاحقة لعملية نقل السلطة، والهدف من ذلك عدم تمييع الأميركيين للمراحل اللاحقة، من خلال وضع روزنامة دقيقة لكل المراحل وعملية تنفيذها.
* ضرورة القيام بعملية نقل حقيقي للسلطة إلى العراقيين بطريقة صادقة ومرئية.
وترى أوساط وزارة الخارجية الفرنسية أن الوضع اليوم خطير وقد يصبح غداً أخطر بكثير سواء بالنسبة للعراق أو النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. وتبدي هذه الأوساط خوفها وقلقها من حصول فوضى شاملة، خصوصاً في الأراضي الفلسطينية.
وترغب باريس في أن يصدر عن القمة العربية المقبلة التي ستعقد قبل قمة الثماني الكبار إعلاناً عربياً واضحاً حول كل ما يتعلق بالإصلاح والنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي والعراق بحيث يصدر عن قمة الثماني الكبار جواباً على هذه المبادرة من دون الوقوع في حساسية فرض المواقف من الخارج على العرب.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00