"تلقت باريس في الأيام الأخيرة، رسائل سورية عدة تؤكد على الصداقة بيننا، وعلى علاقات التاريخية، وضرورة عدم السقوط في خصومة خاسرة للطرفين". ويقول مصدر فرنسي مطلع ان "هذه الرسائل وجهت عبر مصادر عدة وليس من مصدر واحد".
ويلوذ المصدر الفرنسي بالصمت عندما يُسأل عن ماهية وطبيعة الجواب الفرنسي على هذه "الرسائل الإيجابية"، لكنه يشير إلى "ان باريس كان باستطاعتها التركيز على استصدار قرار جديد من مجلس الأمن وبأغلبية تصل إلى أحد عشر صوتاً، وهي طبعاً كانت ضامنة عدم صدور فيتو صيني أو روسي، لكنها اختارت صدور بيان رغم انه أقل قوة من القرار، للتأكيد على ترك فسحة من الوقت أمام سوريا ولبنان لتنفيذ القرار 1559، وتحت رعاية وإشراف إجماع الدول الأعضاء في مجلس الأمن وليس تحت ضغط قسم كبير من هذا المجلس". فالمهم بالنسبة إلى الفرنسيين، حسب المصدر "هو الحصول على النتيجة وهي تمتع لبنان بكامل استقلاله وسيادته وليس الدخول في مواجهة أو ما يطلق عليه في المشرق معركة كسر عظم".
ولا ينفي المصدر الفرنسي المطلع أمام وقائع هذا العرض، ان فرنسا خففت من حدة موقفها معتبراً ان "البيان الذي صدر عن مجلس الأمن هو جرس دائم ولمدة ستة أشهر، يمكن قرعه لتنبيه دمشق بوجود خلل او تجاوز أو تناسي للقرار 1559". ويعترف المصدر ان "مرحلة الكلام عن أن القرار 1559 هو سيف مصلت على سوريا قد تراجعت لتصبح الجرس الذي يقرع لينبّه".
ويشير المصدر في الوقت نفسه إلى "ان صيغة الجرس وإن كانت أخف من السيف المصلت، إلا انها ليست دائمة، فهي عملياً ستستمر ستة أشهر أي حتى نيسان المقبل، وبعدها لكل حادث حديث". ويقول في معرض توضيح الغاية من فترة الستة الأشهر وليس الثلاثة أشهر فيقول: "انها فترة كافية لمعرفة أدق النوايا والاتجاهات، ثم انها مفيدة". وينبه المصدر إلى نقطتين هما "انه يجب دائماً الأخذ في الاعتبار الموقف الأميركي، فالمسألة ليست قدرة واشنطن على خيانتنا في العراق عبر الاتفاق مع دمشق، وإنما هي الأخذ في الاعتبار ان الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية تفرض ترك الباب مفتوحاً أمام ادارتها، فحتى لو اعيد انتخاب جورج بوش، فإن الادارة تحتاج إلى وقت لقراءة الموقف، خصوصاً أن أم المشاكل بالنسبة لنا هي النزاع العربي ـ الإسرائيلي وتحديداً الفلسطيني الإسرائيلي، وما يجب عمله للخروج من هذا النفق المسدود. وبطبيعة الحال، فإن بوش سيكون أمامه العراق بكل تعقيداته، والملف الايراني بكل ما فيه من قنابل موقوتة خصوصاً في الملف النووي". أما إذا انتخب جون كيري فإن الحديث لا يعود ممكناً عن سوريا ولبنان قبل نيسان المقبل.
وإلى العقدة الأميركية، يوافق المصدر الفرنسي نفسه على ان هذه الفترة الطويلة ستسمح بمتابعة حيثيات وتفاصيل الانتخابات التشريعية المقبلة في لبنان، لأن طريقة التحضير لها مهم جداً لمعرفة التوجهات السورية لاجرائها بشفافية وبعيداً عن التقسيمات التي تنتج نتائج معروفة سلفاً.
ويتمنى المصدر الفرنسي المطلع "ان تكون محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة "الرسالة" الأولى والأخيرة، لأن أي محاولة جديدة كائناً من كان المستهدف ستكون خطيرة ونتائجها سيئة بالنسبة إلى الجميع".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.