أكدت مصادر فرنسية مطلعة ان غداء العمل الاستثنائي الذي سيضم الرئيسين جاك شيراك وجورج بوش يوم 21/2/2005، في بروكسل، وقبل يوم واحد من انعقاد القمة الاطلسية، يتخذ اهمية خاصة على صعيد بناء العلاقات الاميركية ـ الفرنسية والاوروبية ـ الاميركية، طوال فترة الولاية الثانية للرئيس بوش، كما سيمهد للقاء القمة المقبل في واشنطن والذي لم يحدد موعده بعد بين الرئيسين الاميركي والفرنسي.
وأضافت هذه المصادر "ان الشرق الأوسط سيكون في قلب المحادثات، لأن كل الملفات الساخنة فيه". وتسعى الدبلوماسية الفرنسية بقوة وتصميم كما اضافت هذه المصادر ومنذ الاعلان عن فوز بوش بالرئاسة والتأكد من ان ابرز "صقور" المحافظين سيتولون الحقائب الاساسية في ادارته، الى "الحؤول دون ان ينفخ المحافظون في النار المشتعلة او الكامنة في منطقة الشرق الأوسط".
واذا كان النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي يشغل حيزاً مهماً في المباحثات الاميركية ـ الفرنسية، لأن باريس ومعها اوروبا تعتبر ان هذا النزاع يشكل المركز في نزاعات منطقة الشرق الأوسط، فان الرئيسين سيبحثان ايضا في متابعة القرار 1559 وآلية تنفيذه على ضوء المسار الانتخابي التشريعي في لبنان ابتداء من القانون الذي سيحدد الدوائر الانتخابية وصولاً الى شفافية الانتخابات ونتائجها". وتضيف المصادر انه من الطبيعي ان يحتل العراق قلب المحادثات خاصة ان اليد الاميركية في قلب النار العراقية. وقد لوحظ تركيز الصحف الفرنسية على ارتفاع الكلفة المالية والبشرية الاميركية للحرب. واذا كانت باريس تؤيد بقوة الانتخابات التشريعية في العراق، فانها ما زالت ترى ان وضع اجندة واضحة للانسحاب العسكري الاميركي من العراق هو الذي يفتح باب الاستقرار في هذا البلد".
أما اللافت للنظر وكما اكدت مصادر فرنسية ـ ايرانية متطابقة، فهو ان الملف النووي الايراني، سيكون في مقدمة الملفات التي سيبحثها شيراك وبوش، لأن الدبلوماسية الفرنسية ومعها الاوروبية قلقة من تعبير "المعركة العادلة" التي تسود خطاب المحافظين المتشددين الاميركيين في ما يتعلق بايران ووصول معلومات اميركية الى باريس تفيد أن هذا التيار يبدي "امتعاضه" من الموقف الاوروبي من هذا الملف وخاصة ما يتعلق منه بالموقف البريطاني الفعال والموحد لهذه الجبهة.
وكانت صحيفة "لوكانار انشنيه" الساخرة قد كشفت ان تقريراً سرياً مرفوعاً من قيادة القوات الجوية الاميركية حصلت عليه باريس افاد أن هذه القيادة وبعد عمليات الاستطلاع الواسعة والعميقة التي قامت بها فوق ايران اضافة الى تقارير خاصة حصلت عليها اكدت عدم قصف المواقع الايرانية لأن ذلك سيؤدي الى "ارتفاع منسوب الفوضى في العراق وفي المنطقة، وامكانية وقوع عمليات إرهابية داخل الولايات المتحدة الاميركية، والأهم حصول ارتفاع جنوني في اسعار النفط".
وأشارت الصحيفة الى ان باريس ومعها العواصم الاوروبية، أبدت قلقها بعد وصول هذا التقرير من ان يقوم ارييل شارون وبتكليف مباشر او ضمني من واشنطن، بضرب المواقع النووية الثلاثة في ايران، ما سيؤدي الى "حرائق على صعيد العلاقات بين العالم الاسلامي ومجمل الغرب". ولذلك تحذر الدبلوماسية الاوروبية الناشطة واشنطن من اعتماد الخيار الاسرائيلي.
وكشفت مصادر فرنسية ـ إيرانية متطابقة ايضا ان طهران تكثف من المبادرات الايجابية باتجاه باريس وباقي عواصم الترويكا الاوروبية وهي بون ولندن. وانها لذلك حولت جزءاً مهماً من احتياطها النقدي الى اليورو ووضعته في البنوك الفرنسية والاوروبية. كما ان الرئيس محمد خاتمي اوفد مبعوثاً خاصاً الى باريس قبل ايام من اطلاق الصحافيين الفرنسيين شينو ومالبرينو، لابلاغ الرئيس شيراك باقتراب "الموعد السعيد".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.