8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

جمعهما لقاء "طيّب وممتاز" في الاليزيه تبعه غداء عمل

بحث الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير "وسائل استجابة طلبات المجتمع الدولي التي عبّر عنها في قرار مجلس الأمن الدولي 1559". هذا ما أعلنه الناطق الرسمي باسم قصر الاليزيه جيروم بونافون، مضيفاً: "ان رئيس الجمهورية أكد إرادة الأسرة الدولية في أن ترى هذا القرار منفذاً بشكل كامل، وفي ضوء ذلك، فإن الانتخابات التشريعية التي ستجري تشكل مرحلة أساسية ستتم متابعتها باهتمام من الأسرة الدولية".
وشدد الناطق الرسمي على ان الرئيس شيراك "عبّر عن فرحه باستقباله البطريرك صفير "الذي هو احدى أهم الشخصيات في لبنان بما له من سلطة معنوية تتخطى الخلافات وتجسد تعلّق لبنان بالقيم الديموقراطية والحرية وإرادة العيش المشترك بسلام".
وخلال لقاء القمة بين شيراك وصفير، الذي استمر على انفراد لمدة 45 دقيقة، قبل أن ينضم إليهما أعضاء الوفد في غداء عمل أقامه الرئيس الفرنسي على شرف ضيفه "تم تبادل الآراء حول الوضع في لبنان وشدد شيراك على تمسك فرنسا باستقلال لبنان وحريته، خصوصاً وهو يواجه تحديات كبيرة".
ولدى خروجه من اللقاء اعترف صفير، الذي جاء إلى باريس حاملاً معه "الأسئلة الصعبة حول كيفية تنفيذ القرار 1559 مع الفصل بين مصلحة لبنان ومصالح الدول الكبرى"، كما أشارت مصادر لبنانية قريبة منه، بأنه "توجد صعوبات في تطبيق القرار 1559"، مضيفاً: "ان الذين أخذوا هذا القرار يعرفون كيف ينفذونه، وأن فرنسا لا تزال صديقة لسوريا".
وشدد صفير على ان القرار 1559 جاء موافقاً لما كنا نطالب به، أي استقلال لبنان وسيادته وقراره الحر"، مشيراً إلى انه لا يعتقد أن الدول الكبرى مختلفة على هذا القرار وهي جميعها تؤيده ولكن كيفية تطبيقه أمر آخر، وهذه الدول تعرف كيف تطبقه".
وإذ وصف لقاءه مع شيراك بأنه "كان طيباً وممتازاً كالعادة"، أشار إلى انه لم يطلب ضمانات حول قانون الانتخاب ولا القرار 1559، "ونحن نعرف ان موقف فرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة متفقة وهي تعمل في سبيل أن يعود لبنان حراً وسيداً ومستقلاً". وبعدما نفى علمه بوجود قانون أميركي يتعلق بـ"لبنان أسير"، قال: "إن لبنان سيتحرر أكثر". وحول "حزب الله"، قال: "ان حزب الله موجود في لبنان، والدولة اللبنانية تتعامل معه بطريقة مقبولة حتى الآن بانتظار ان تتحسن الأمور".
وفي ما يتعلق بقانون الانتخاب، قال صفير: "كنا نأمل أن يسن قانون يرضى عنه جميع اللبنانيين وأن يكون قانوناً ثابتاً"، معرباً عن اسفه لوضع "قانون جديد لدى كل انتخابات بدلاً من أن يكون هناك قانون ثابت لمدة خمسين أو مئة عام". ورأى انه "لا مجال في الوقت الحاضر لكي يطبق سواه، هذا القانون يجب ان يسمح للبنانيين بأن يختاروا الذين يعرفونهم، أي ان يكون المرشح معروفاً من الناخب، وأن يكون الناخب معروفاً من المرشح".
وحول طلب مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات المقبلة، أكد انه طلب رقابة دولية "لأن أكثر من عشرين وزيراً مرشحون للانتخابات، ولا بد لهم من التدخلات لكي ينجحوا، ولذلك يجب تشكيل حكومة من وزراء غير مرشحين وقضاة، على أن ينصرفوا إلى منازلهم بعد اجراء الانتخابات. لكن الآن لا مجال لتغيير الحكومة ولذلك يجب أن يكون هناك مراقبون دوليون على الأقل، وإذا لم يكن ذلك ممكناً فلأن البعض يقول انهم يتدخلون، فعلى الأقل أن يكونوا لبنانيين ليعرفوا ماذا حدث وكيف حدث".
وشدد على ان الانقسامات من طبيعة البشر، رداً على سؤال يتعلق بمطالبة النائب وليد جنبلاط بإعادة الانتشار السوري حتى البقاع، في حين ان أقطاباً آخرين في المعارضة يطالبون بالانسحاب الكامل للقوات السورية، وقال: "سيصار إلى البحث في التفاصيل لاحقاً، نأمل أن يكون هناك موقف موحد، وأن يتبصروا في أمورهم ويصلوا إلى اتفاق".
وختم صفير حديثه إلى الصحافة بالقول: "تفاءلوا بالخير تجدوه"، وذلك رداً على سؤال حول انطباعاته بعد لقائه شيراك.
وتوجه صفير بعد ذلك إلى وزارة الخارجية حيث التقى وزير الخارجية ميشال بارنييه، ثم عاد إلى فندقه، حيث سيلتقي صباح اليوم العماد ميشال عون الذي قال عندما سئل عما سيقوله له "ان روح القدس ستكون حاضرة".
وكانت "القوات اللبنانية" في باريس قد أصدرت بياناً أوضحت فيه ان وفداً منها برئاسة ايلي براغيد وعضوية جورج أبي رعد وبيار بوعاصي وايلي عبدالحي وزاهي هليط زار صفير وعرض معه مواضيع عدة أبرزها قضية الدكتور سمير جعجع والاستحقاق النيابي المقبل، كما وضعه في أجواء الاتصالات التي تقوم بها "القوات اللبنانية" لدى أكثر من عاصمة من عواصم القرار في العالم.
حديث
وكان صفير قال في حديث خاص الى "يونايتد برس انترناشونال" قبل لقائه شيراك وبارنييه: "ان لبنان لا يستطيع أن ينفذ وحده القرار 1559 لجهة انسحاب الجيش السوري من لبنان ونزع أسلحة الأحزاب اللبنانية والفلسطينيين". ودعا الذين اتخذوا القرار في مجلس الأمن الدولي، أي فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما، إلى "مساعدة لبنان"، مبديا بعض الحذر من موقف واشنطن.
اضاف: "لا يمكننا أن نقول اننا مطمئنون كل الاطمئنان لأننا كنا نطالب ولا نزال نطالب منذ زمن بعيد بأن يستعيد لبنان كل مقوماته وعلى رأسها السيادة والقرار الحر".
وقال: "جاء قرار الأمم المتحدة يقول بانسحاب السوريين وبنزع الأسلحة من يد الأحزاب اللبنانية أيضا ولا سيما حزب الله وبإرسال الجيش إلى الجنوب وبنزع الأسلحة من الفلسطينيين. هذه كلها أمور جيدة، إنما لا أعتقد أن في مقدور لبنان وحده أن يتم كل هذه الأمور. وعلى الذين أخذوا القرار 1559 أن يساعدوا لبنان. إنما يمكننا أن نقول شيئا هو أن لبنان لا يمكن أن يتنكر لجيرانه وبالأخص لسوريا"، مؤكدا "نحن نرغب في علاقات صداقة بيننا وبين سوريا على أن يتمكن كل بلد من أن يسيّر أموره بنفسه، وأن يكون له ملء الحرية في اختيار من يريد من الذين يتولون المسؤولية في بلدهم، لذلك لا نزال نطالب بالسيادة والقرار الحر والاستقلال الناجز. وهذا لا ينفي أن يكون هناك تعاون لتذليل كل الصعوبات المشتركة".
ورداً على سؤال عن اطمئنانه الى تطور الموقف الأميركي حيال لبنان في الأشهر الأخيرة، أجاب: "يبدو ان الموقف الأميركي يسير الآن في الاتجاه الذي يرغب فيه لبنان، ولكن أميركا دولة كبرى لها مصالحها ولها أيضا مآربها وغاياتها. همها الآن منصرف إلى ما يجري في العراق على ما أعتقد. والقضية الفلسطينية تهمها أيضا، ولبنان هذه المرة بعدما صدر القرار 1559 احتل حيزا من الاهتمام ، ولكن هل سيبقى هذا الحيز على ما هو أم سيتكثف أو سيتأخر؟ لا أدري، هذا رهن الظروف".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00