جسر الفنون الجميلة، في باريس، لم ينقل من مكانه الذي يصل بين أكبر وأعظم صرحين: متحف اللوفر والأكاديمية الفرنسية. العشاق من جميع الاجناس والدول لونوا الجسر بألوان عشقهم وغيروه فأصبح جسر اقفال العشاق.
يومياً، يشهد جسر الفنون الجميلة عشرات العشاق وهم يعلقون اقفالاً من مختلف الاشكال والالوان والاحجام، تحمل احرفاً وحتى الوان علم بلادهم. وبعد قبل طويلة وصورة للذكرى، يرمي العشاق الاقفال في نهر السين ليحفظ سرهم ويحتضن ديمومة غرامهم في اعماقه.
هذا الجسر الخشبي الفريد من نوعه بين عشرات الجسور. عام 1802 قرر نابليون بناء الجسر ليعبره المارة بهدوء ويتمتعوا بسحر موقعه على نهر السين، طول عقود، مر عليه العشاق والفنانون الذين خلدوه في مئات اللوحات. الحرب العالمية الثانية، وحوادث مرور بحرية اصابت من جسر الفنون الجميلة مقتلاً. عام 1977 تقرر منع المرور عليه، وبعد عامين غرق جزء اساسي من الجسر على عمق 60 متراً بعد اصطدام باخرة نقل به.
عام 1981 اعيد بناء الجسر بعد ان اختصرت الاقواس التي تحمله الى ستة. وفي 27 حزيران من العام 1984 افتتح جاك شيراك رئيس بلدية باريس انذاك الجسر الجديد ليعود جسراً لكل الفنانين والزائرين والمشاة.
لم يقف تخليد الجسر على الفنانين، السينما خلدته في عدة افلام احدها يحمل اسمه، ايضاً حتى اليوم، ينشد العابرون على الجسر اغنيات بينها: على جسر الفنون، انتبهي، احذري من الهواء واخرى انتبهي وحافظي على قبعتك من الهواء.
اما اليوم، فان آلاف اقفال العشاق اثقلت الجسر. في البداية حاولت بلدية باريس الحد من هجومهم، لكنها استسلمت في النهار، ومارست في الليل هواية جديدة وهي التخفيف من الاقفال برمي المئات منها في نهر السين، مع مفاتيحها وهي بذلك تترك مجالاً للعشاق القادمين من مختلف انحاء العالم لتعليق اقفال جديدة.. علها تنجح في حفظ عشقهم حتى الموت معاً كما تقول الأغنية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.