8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

"حزب الدعوة الإسلامية" يعيد تنظيم صفوفه في العراق

تشير المعلومات الواردة من العراق الى ان القوى الاسلامية الفاعلة توافقت على الابتعاد عن المشكلات الداخلية والتركيز حالياً على رفض الاحتلال الأميركي والاعتراض على تشكيل أية حكومة عراقية برعاية أميركية وذلك من خلال تنظيم سلسلة تظاهرات في معظم المدن العراقية بدأت بوادرها أمس في بغداد والناصرية والنجف. ويشارك في هذه الحملة أنصار المرجع الراحل محمد محمد صادق الصدر وحزب الدعوة الاسلامية والمجلس الأعلى للثورة الاسلامية.
وعلمت "المستقبل" ان حزب الدعوة عمد مؤخراً الى إعادة ترتيب أوضاعه في العراق وبدأ قياديوه وكوادره العودة سريعاً الى العراق، في إطار تنشيط دوره السياسي والميداني، مع العلم ان للحزب حضورا فاعلا في مختلف المناطق العراقية ويتميز عن غيره من قوى المعارضة بكونه أحد أقدم الاحزاب الاسلامية (اضافة الى الحزب الاسلامي ـ الاخوان المسلمين وحزب التحرير).
وأبدت الأوساط الديبلوماسية الغربية اهتماماً خاصاً بمتابعة دور الحزب سابقاً وحالياً، ولاحظت ان هناك علاقة ايجابية بين أنصار المرجع محمد الصدر الثاني وحزب الدعوة، كما ان السيد جعفر نجل الشهيد محمد باقر الصدر الموجود حالياً في ايران يرتبط بعلاقة قوية وعائلية بالسيد مقتدى الصدر.
الى ذلك، طالب غانم جواد مدير مكتب الثقافة والإعلام في مؤسسة الخوئي آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله "بتكثيف جهوده لدعم الحوزة في النجف الأشرف، لانه شخصية مهمة ومحترمة من الجميع. اننا نعول عليه للخروج من هذا الوضع ولإعادة دور النجف التاريخي، وايقاف عملية اضعاف دور الشيعة العرب".
وأكد غانم جواد في اتصال هاتفي معه في لندن، ان السيد عبد الصاحب الخوئي شقيق السيد عبد المجيد الخوئي الذي اغتيل في النجف قبل أيام، وصل الى لندن ولن يتوجه الى النجف قبل ان تهدأ الأمور، وأن السيد عبد الصاحب سيهتم حالياً بالعمل لإعادة بناء المؤسسة في ظل غياب أمينها العام الذي قتل غيلة.
وكشف جواد لـ "المستقبل" ان أحد التجار من أصدقاء السيد الخوئي في النجف، هو الذي قام بسحب جسد الخوئي من حيث رمته الغوغاء ووضعه في تابوت وحاول نقله الى كربلاء لكن بسبب استمرار النزف اضطر الى دفنه ليلاً الى جانب قبر والده الامام الخوئي.
وشدد جواد الذي كان يحضر قراءة الفاتحة التي تقام في مركز المؤسسة في لندن من جمعيات ومؤسسات مختلفة وبالتداور يومياً منذ مقتل عبد المجيد الخوئي وحتى ذكرى أسبوعه، "ان العصابة التي قامت بالعملية مجهولة بالنسبة لنا، لكن وكما يتردد فإن المتهم فيها هو السيد مقتدى الصدر". أضاف "ان شخصاً يطلق على نفسه اسم رياض النوري او قد يكون اسمه صحيحا لكن لا نعرفه يعرّف عن نفسه بأنه المشرف العام على الحوزة العلمية، مع العلم ان المشرف العام هو المرجع او من يعيّنه فمن عيّن هذا النوري؟".
وأشار جواد الى أن المؤسسة ليست طرفاً في الصراع فعملها اجتماعي، وأن السيد عبد المجيد الخوئي كان ينشط من خلال موارده الخاصة ومن ضمن علاقاته الواسعة والعميقة بالشخصيات والمؤسسات الاسلامية في العالم.
وأكد الانباء التي اشارت الى تسلم العشائر الوضع في النجف، وان عشائر البوعمر والبوككل والروفاعية وبني حشيم من السماوة وغيرها من العشائر المنتشرة في البصرة والناصرية والديوانية جاءت الى النجف الأشرف لحماية المراجع الاربعة وفك الحصار عنهم وقد نجحت في ذلك خصوصا بعد ان سارت تظاهرات واسعة، نددت بما وصفتهم بـ"طالبان" الشيعة الذين لا يؤمنون سوى بالقتل والعنف، وان ادارة مدنية قد شكلت من ابرز اعضائها احد ابناء المرجع اية الله السيد محمد سعيد الحكيم.
وكشف مصدر شيعي عراقي بارز "ان حقيقة الصراع حالياً هو ادارة مرجعيات النجف واهلها واستعادة النجف مكانتها كعاصمة للتشيع في العالم. وان كل ما كان يريده السيد عبد المجيد الخوئي هو العمل على إعادة بناء مجد النجف الثقافي والفكري".
وتخوف مصدر شيعي مطلع "من وجود خطة لاضعاف الشيعة ودورهم المستقبلي عبر تخوين هذا وتكميم افواه البعض الآخر مما يسهل مهمة الأميركيين وغيرهم في ضرب الشيعة بعضهم ببعض واستبعادهم عن السلطة فعلياً".


"حزب الدعوة"

تأسس حزب الدعوة الاسلامية في العراق مطلع الخمسينات من القرن الماضي وأشرف على تأسيسه المرجع الديني السيد محمد باقر الصدر وعدد من العلماء والشخصيات الدينية وان كان السيد الصدر قد ترك الحزب لاحقاً. وقد اعدمه الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عام 1980 وشقيقته بنت الهدى بعدما عذبهما أشد تعذيب، وذلك خوفاً من ان يقود ثورة اسلامية عراقية على غرار الثورة الاسلامية في ايران.
معظم علماء الدين الذين كانوا في حزب الدعوة تركوه وعملوا بشكل مستقل او من خلال مؤسسات اسلامية انشأوها في العديد من الدول العربية والغربية. وانتشر الحزب اضافة للعراق في سوريا والبحرين والكويت ولبنان والامارات العربية المتحدة، كما توزع كوادر الحزب في العديد من الدول الغربية بعد الحملة القاسية التي شنها نظام صدام حسين على الحزب وإصداره مرسوماً جمهورياً بإعدام كل من يثبت انتماؤه للحزب.
وقد ساهمت كوادر الحزب في لبنان في تأسيس حزب الله بعد ان التزموا خط قيادة الجمهورية الاسلامية في إيران.
وللحزب اليوم حضور أساسي في عدد من الدول الاسلامية والعربية والأوروبية . ففي ايران للحزب وجود سياسي وإعلامي وتنظيمي بالاضافة لوجود جالية عراقية كبيرة مؤيدة للحزب. وفي سوريا يوجد للحزب مكتب يهتم بالشؤون السياسية والإعلامية ويتولى الإشراف عليه جواد المالكي (أبو اسراء) الذي عاد مؤخراً إلى العراق. وللحزب مكتب إعلامي في لندن يشرف عليه الناطق الرسمي باسم الحزب ابراهيم الجعفري، وفي بريطانيا يوجد العديد من الشخصيات التي كانت تعمل في إطار الحزب وتركته ومنها العلامة الشيخ حسين الشامي.
اما العلامة الشيخ محمد مهدي الآصفي الذي كان الناطق الرسمي باسم الحزب فقد قدم استقالته من الحزب وهو يتولى حالياً رئاسة مؤسسة آل البيت العالمية وهي مؤسسة تضم شخصيات شيعية من جميع أنحاء العالم ومقرها الرئيسي في طهران وكان لها فرع في بيروت لكن تم اقفاله.
وقد تعرض حزب الدعوة للكثير من الانشقاقات والانقسامات وذلك لأسباب سياسية او تنظيمية او فقهية او فكرية او شخصية، ومن أبرز المجموعات التي انشقت عن الحزب:
ـ "تنظيم الدعوة الاسلامية" ويرأسه عز الدين سليم (أبو ياسين) والذي شارك في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن.
ـ "الدعوة (خط ولاية الفقيه)" بقيادة آية الله السيد كاظم الحائري. والذي لديه الآن نشاط ديني مرجعي مستقل.
ـ مجموعة السيد أبو عقيل الموسوي.
ـ "كوادر الدعوة الاسلامية" وترأسها محمد عبد الجبار وقد أصبح أسمها حالياً "حركة الدعوة الاسلامية".
رفض حزب الدعوة المشاركة في مؤتمرات المعارضة العراقية التي عقدت في لندن وواشنطن بسبب رفضه أي تعاون مع الأميركيين لتحديد مصير العراق وكذلك لعدم وجود أسس موضوعية وصحيحة لكيفية تحديد ممثلي المعارضة. وقد عُرض على الحزب مراراً ان يكون العضو السابع في "لجنة المعارضة" المنبثقة عن مؤتمر المعارضة العراقية في لندن، لكنه رفض التجاوب.
وكان الحزب قد انضم الى المجلس الأعلى للثورة الاسلامية للعراق الذي يرأسه اية الله السيد محمد باقر الحكيم لكن عضويته في المجلس ذات طابع سياسي وليس له أي دور فاعل في مؤسسات المجلس.
لا توجد أية علاقة بين الحزب وأميركا لكن خلال زيارة الناطق الرسمي للحزب الدكتور ابراهيم الجعفري الى أميركا للمشاركة في مؤتمر اسلامي التقى بممثل الرئيس الأميركي في العراق زلماي خليل زادة الذي عرض عليه التعاون بين الحزب والأميركيين، لكن الحزب رفض ذلك، وان كان هناك عدد من الكوادر السابقين في الحزب لديهم اتصالات مع مؤسسات أميركية ومنهم الدكتور ليث كبة ومحمد عبد الجبار. كما شارك بعض أعضاء الحزب السابقين في مؤتمر المعارضة العراقية كالعلامة الشيخ حسين الشامي وعز الدين سليم.
وللحزب دور فاعل في العراق نظراً لدوره التاريخي ولارتباط العديد من الفاعليات العراقية بنشاطات الحزب الثقافية والدينية، ويتوقع ان يلعب الحزب دوراً كبيراً في المرحلة المقبلة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00