لعلّ شعار "لا للحرب" الذي أطلقته منظمة غرينبيس (السلام الاخضر) في حملتها العالمية القائمة ضد العدوان الاميركي ـ البريطاني على العراق، يكاد يكون الشعار الأكثر انتشارا في دول العالم حيث يتحرك الناس رفضا للحرب.
"المستقبل" التقت المسؤول الاعلامي في مكتب غرينبيس المتوسط ـ بيروت، رالف شين الذي أوضح "ان الحملة ضد الحرب كانت باكورة نشاطات غرينبيس في العام 1971، حين قامت المنظمة بتنفيذ خطة شاملة من اجل السلام وإيقاف التسلح النووي وأسلحة الدمار الشامل.
وتوجهت في ذلك مجموعة من ناشطي المنظمة في قارب الى موقع خصص للتجارب النووية في ولاية الاسكا في الولايات المتحدة الاميركية، تعبيراً عن رسالة واضحة ضد مخاطر هذه التجارب على العالم، قبل ان تكرس المنظمة نشاطها لحماية البيئية.
أضاف: "عملت غرينبيس طويلا من اجل السلام وضد التسلح في كل من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، وحاولت مرارا تجييش الرأي العام ضد استخدام هذه الاسلحة والضغط بشدة لايقاف تجاربها.
ولا تزال تعمل في هذا الاتجاه، مؤكدا انها تمكنت في وقت لاحق من ايقاف الكثير من هذه التجارب، وذلك بالضغط الذي مارسته والمساهمة في اصدار القرارات الخاصة على هذا الصعيد.
وشرح شين موقف المنظمة الحالي من الحرب على العراق قائلاً: "من المؤسف القول اننا ابدينا كل ما في وسعنا كمنظمة للسلام لردع الحرب قبل وقوعها ولم نلق اي تجاوب ملموس".
لكننا، لا نزال نحاول جاهدين في هذا الشأن، ونقوم حاليا بحملة "لا للحرب" نبثها في كافة ارجاء العالم عبر وسائل الاعلام على امل ان تلقى تأثيراً إيجابياً لدى الرأي العام العالمي.
وتابع: "ان محاولتنا هذه، تهدف الى التأثير في مجريات الحرب التي وقعت تحت ذريعة القضاء على اسلحة الدمار الشامل في وقت تملك فيه الولايات المتحدة وغيرها من الدول المشاركة في الحرب مثل هذه الأسلحة.
وقال: "لا نخفي مخاوفنا من احداث مشاكل بيئية تسببها هذه الحرب، لذلك نحن نعمل كل ما في وسعنا لايقاف الحرب التي ستودي بحياة الكثيرين على المدى البعيد، نتيجة للاسلحة المستخدمة فيها"، لافتا الى امر أشد خطورة يتعلق باستعمال مادة "اليورانيوم المستنفد" في غالبية الاسلحة وهذا امر بات شبه مؤكد.
لذلك وجب لفت نظر المجتمع العالمي إليه وإلى ما ستخلفه هذه المواد من تأكسد يبث في الجو والتسبب بكوارث ليس فقط في العراق إنما في مختلف الدول نتيجة لانتشار هذه المواد عبر الهواء، وفي مواد الطعام.
وأكد ان غرينبيس عممت في لبنان شعارها "لا للحرب" على كافة وسائل الاعلام المحلية، وتسعى الى تعميمه على وسائل الاعلام العربية.
عن فكرة الاعلان لهذا الشعار، قال: "انه رمز لشكلين بيضاوين، احدهما "البيضة" وهي سبب وجود الانسان، والآخر "القنبلة" وهي سبب موته.
حول جهود غرينبيس عالمياً من أجل وقف الحرب على العراق، قال شين ان المنظمة تهدف حاليا الى دعم الجامعة العربية من اجل تطبيق "الاتحاد من اجل السلام" وذلك انفاذا للقرار 377 الذي يمكن اللجوء إليه عند تحقيق الاكثرية في مجلس الامن الدولي او في الجمعية العامة، مشيرا الى انه قد تمت الاستعانة بهذا القرار عشر مرات في السنوات الخمسين الاخيرة لدى غياب الاجماع بين الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي، بعد ان بات هذا الاخير عاجزاً عن لعب دوره الاساسي وحفظ الامن والسلام الدوليين.
ولفت شين الى بيان صحافي اطلقت غرينبيس العالمية منذ ايام، يتضمن مطالبة كافة الدول بالوقوف جنبا الى جنب للتصدي لنظام عالمي جديد تمليه الولايات المتحدة، وذلك بالاستعانة بأي اداة قانونية متوافرة في اطار نظام الامم المتحدة في سبيل وقف الحرب.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.