8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مثّل الحريري في حفل تأبين أقامه "تيار المستقبل" للفقيدة عايدة الشريف حوري: لن نسمح بالعودة إلى ما قبل الطائف

كما بادلتهم دوماً الوفاء، بادلوها بالإخلاص، فلم يكن غريبًا على تيار المستقبل، تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يكرّم فقيدة نذرت حياتها في سبيل رفع مشعل النهج الحريري عالياً فناضلت من أجل إحقاق العدالة حتى آخر ومضة في العمر.
فبالأمس وفي قاعة البيال التي زيّنت بصور شهداء الاستقلال وذكريات ثورة الأرز، ارتفع علم تيار المستقبل عالياً في الحفل التأبيني الذي أقيم تقديراً ووفاء لمنسقة نساء المستقبل الفقيدة عايدة الشريف فكانت أمسية تذكر فيها الحضور ـ الحشد صوتاً أخلص لنهج الرئيس الشهيد.
فقوبل الوفاء بآخر، سطرت حروفه في مدرسة الرئيس الشهيد، إذ أعلن في هذه المناسبة عن إطلاق اسم الفقيدة عايدة الشريف على المركز الطبي الاجتماعي التابع لمؤسسة رفيق الحريري الذي يتم انشاؤه في حارة الناعمة، بناء على قرار السيدة نازك الحريري والنائب سعد الحريري، وأعلن كذلك عن إطلاق اسمها على قاعة الاجتماعات المركزية في المبنى الرئيسي لتيار المستقبل في القنطاري في بيروت، وذلك بتوجيه من النائب سعد الحريري.
هذا ما أشار إليه بالأمس ممثل رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، النائب عمار حوري الذي ألقى كلمة في المناسبة.
الحضور
حضر الاحتفال ـ الحشد إلى النائب حوري وعقيلته زينة، أحمد مصطفى الحريري ممثلاً النائب بهية الحريري وعقيلتا الوزيرين أحمد فتفت وحسن السبع، رولى ودلال. وعقيلة النائب محمد الحجار منى والمنسق العام لقطاع المهن الحرة في تيار المستقبل النقيب سمير ضومط والمنسق العام المساعد في تيار المستقبل صالح فروخ ومدير عام مؤسسة رفيق الحريري مصطفى الزعتري ومستشار النائب سعد الحريري الدكتور داود الصايغ ونائب رئيسة نساء المستقبل ليلى الترك، ومنسق شؤون الاغتراب في التيار نادر النقيب، وذوو الفقيدة والنائب السابق سامي الخطيب ومدير عام مديرية الصحة الاجتماعية نورالدين الكوش وعقيلته ومدير العلاقات العامة لمكتب النائب الحريري الحاج عدنان الفاكهاني ومستشارون سابقون للرئيس الشهيد ومنسقو تيار المستقبل في بيروت وصيدا والشمال والبقاع والاقليم ومنسقو التيار في قطاعات المهن الحرة، ورؤساء بلديات ومخاتير ورئيسات جمعيات نسائية وحشد كبير من نساء المستقبل في بيروت والبقاع والشمال وعكار ترأسته منسقتي البقاعي وعكار نوال مدللي وهناء المرعبي ووجوه إعلامية وتربوية وثقافية.
الترك
بعد النشيد الوطني كانت كلمة ترحيب من عريف الحفل مسؤولة اللجنة الثقافية في "نساء المستقبل" نجاح مجدلاني خوري ثم كلمة "نساء المستقبل" ألقتها ليلى فليفل الترك استهلتها بتوجيه كلمة لرئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ممثلاً بالنائب حوري مشيرة إلى ان مبادرة تكريم الشريف أتت من وفاء النائب سعد الحريري لرمز الأمانة لنهج الرئيس الشهيد ومن رمز النضال السيدة نازك الحريري ورمز الكفاح النائب بهية الحريري.
وعددت الترك مزايا الراحلة وتحدثت عن قوميتها العربية "حين كان للقومية رجالها" ورددت ما كانت تقوله الفقيدة عن مفهومها للنهضة وللوطنية بعيداً عن الطائفية لافتة إلى دورها الرائد في تأسيس "نساء المستقبل" مشيرة إلى أن ذكراها وأعمالها ستبقى في سجلها الذهبي مفخرة للوطن ولتيار المستقبل.
شعراني
وألقت صديقة الفقيدة، الدكتورة أماني كبارة شعراني كلمة استهلتها بتوجيه التحية إلى السيدة نازك الحريري ثم تحدثت عن مسيرة نضال الشريف ودورها الاجتماعي من خلال مؤسسة الحريري حين كانت تمثل المؤسسة في اللجان التأسيسية لمتابعة قضايا المرأة.
وقالت شعراني مخاطبة روح الشريف: "اختارتك السيدة نازك للقيام بمهمة متابعة جمعية نساء المستقبل في أصعب الظروف التي يمر بها الشعب اللبناني فنزلت إلى ساحة الكفاح لتكوني جسراً يعبر عليه الآخرون نحو الاستمرار في الحياة".
وأضافت: "أسست الشريف نساء المستقبل برعاية السيدة نارك فعكست طموحها وأحلامها"، وأشادت بشخص السيدة نازك التي تسلقت بعطائها قمما كبيرة داخل لبنان وخارجه فحملت مخزوناً كبيراً من الحب والوفاء لزوجها الرئيس الشهيد.
وتحسّرت شعراني على الظروف الصعبة التي يمر بها البلد قبل وفاة الشريف وبعدها.
حوري
ثم ألقى النائب عمار حوري كلمة رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري فنقل مشاعر المحبة والتقدير والوفاء من النائب سعد رفيق الحريري ثم قال: "نلتقي اليوم في ذكرى رمز من رموز العمل الإنساني والاجتماعي والمؤسساتي، ذكرى سيدة فاضلة جمعت نكران الذات وحب العطاء، في مدرسة اختصت بهذا النهج مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
نلتقي اليوم في ذكرى الكبيرة المعطاءة المتفاتية دون كلل أو ملل، ذكرى عايدة الشريف، ومن لم يعرفها، لم يعرف رغبة العمل الدافق بصمت، متكاملاً مع الاتقان، متفانياً في سبيل الإنسان وخيره، بعيداً عن الأنا، بمضمون المحبة للغير ورغبة العطاء، ضمن روح الفريق، فإليكِ يا أستاذة عايدة نقول: لن ننساك، ولن ننسى ما قدمت، سواء على مستوى العمل المؤسساتي في جمعية نساء المستقبل، أو على كل مستوى شاركت فيه وتركت أثراً طيباً للخير والعمل والعطاء".
وأضاف: "ويأتي حفلنا التأبيني اليوم من حيث المكان في وسط سيدة العواصم عاصمة الحضارة ست الدنيا بيروت، والتي عايشت صبرها على المحن وعلى ما فعله بها بعض مَن ينتسبون لهذا الوطن، وبعض مَن يحقدون على رفيق الحريري وعلى بيروت، فاحتلوا وسطها ولا زالوا، يتسببون بخراب البلاد وبيوت العباد، ويدّعون زوراً أنهم يمارسون حقاً سياسياً في التعبير، يحاصرون لقمة عيش الناس، ويرفضون الخير لأي كان، جئنا إلى هذا المكان اليوم، لا لنتحدى الغير، ولكن لنتحدى أنفسنا أولاً، في ضبط النفس على ما يفترون، فلغة الشتائم تليق بمن أطلقها ولا تليق بنا كمنتسبين لمدرسة رفيق الحريري، رفيق الحريري الذي أصرّ على تجاوز كل التجريحات والهجومات التي قذفوها بها، وأصرّ برغم ذلك على مراعاتهم لإيمانه بفكرة الوطن والدولة، وأنت يا أستاذة عايدة تابعت حملتهم الشيطانية الشهيرة على الرئيس الشهيد بين عامي 89 و2000، والتي أصرّوا على متابعتها بعد ذلك على شخصه وعلى برامجه وإنجازاته في كل الوسائل المتاحة، وصولاً للحملة الشهيرة التي سبقت جريمة العصر باغتياله. استشهد رفيق الحريري ولم يتعبوا من إصرارهم على محاربته من خلال محاولة طمس الحقيقة في جريمة اغتياله، ومنع المحاكمة عن المجرمين، ونحن كنا نقول: المحكمة آتية، لكننا نقول اليوم وبحمد الله: المحكمة أتت.
نعم، المحكمة أتت برغم اعتكافهم ثم استقالتهم. المحكمة أتت برغم ما ارتكبوه بحق الوطن والمواطن في محاولة لتعطيلها، المحكمة أتت وستشرق معها شمس العدالة، وسيزيد ليل الظالمين سواداً. المحكمة أتت برغم ثلثهم المعطل، وبرغم صراخهم وعويلهم وشتائمهم، وبرغم محاولتهم الدائمة لإلغاء الرأي الآخر.
المحكمة أتت برغم حصارهم للسراي الحكومي ولحكومة المقاومة الديبلوماسية برئاسة فؤاد السنيورة، والرمزية التي يمثلها، والثقة التي يتمتع بها من كامل عقول اللبنانيين ومعظم عواطفهم.
المحكمة أتت، ودم رفيق الحريري وباقي الشهداء لن يذهب هدراً، ولن نسمح لأحد وتحت أي حجة أن يغتال شهداءنا مرة أخرى، هذا هو العهد والوعد، لرفيق الحريري ولحامل رايته سعد الحريري".
وقال حوري: "تسألون جميعاً، إلى متى سيستمر التعطيل؟ وإلى متى سيستمرون بلعب هذا الدور بالوكالة لصالح الراعي الاقليمي؟ وإلى متى سيستمرون بمسرحيات الثلث المعطل والعشرات الثلاث إلى آخر مسرحيتهم الممجوجة الفاقدة للحس الوطني، والمستأثرة بكل ثقل الدم، والمعطلة لعقل أصحابها قبل أي تعطيل للوطن وأهله؟ إلى متى سيستمرون بأسلوب البلطجة وقطع الطرقات والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة؟ إلى متى سيمنعون انتخاب رئيس للجمهورية؟
واليهم نقول: إن للديموقراطية أساليبها، ونحن جاهزون لنعلمكم الديموقراطية، بعيداً عن التهديد بالشارع، هذا الشارع الذي يقابله شارع أيضاً، سعينا كثيراً لضبطه، نحن جاهزون لنعلمكم كيف يكون انصهارنا الكامل مع الشعب اللبناني، كل الشعب اللبناني، بكل طوائفه ومذاهبه ومناطقه، فهكذا هو قدر الكبار، كما علمنا رفيق الحريري، وهكذا سنستمر مع النائب سعد الحريري، فلبنان أولاً، وسيبقى لبنان. سيبقى لبنان، شاء من شاء وأبى من أبى. نعم، لصبرنا حدود، ونحن نمتلك الكثير من الحلول الدستورية، والتي لن نتردد في استعمالها في الوقت المناسب".
وتابع: "لا تسمحوا لأحد أن يعيدنا إلى ما قبل وثيقة الوفاق الوطني ـ اتفاق الطائف، هذا الاتفاق الذي كان مهندسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأجمع اللبنانيون عليه، هذا الاتفاق الذي حسم هوية لبنان العربية، ضمن نظام ديموقراطي برلماني، في وطن سيد حر مستقل نهائي لجميع أبنائه، مصانة فيه وحدة الأرض والشعب والمؤسسات، محترمة فيه الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، ضمن مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها، وتكريس النظام الاقتصادي الحر الذي يكفل المبادرة الفردية والملكية الخاصة.توجهنا جميعاً ينبغي أن يكون في هذا الاتجاه، فلا عودة للوراء، لا للحرب الأهلية ولمن يلوح كالبوم لعودتها، ولا للنعرات المذهبية الرخيصة التي يسعد بها بعض الناس لبعض الوقت، ويدفع ثمنها الوطن كل الوطن طوال الوقت، كل منا يفتخر بانتمائه الديني والسياسي والمناطقي، لكن ذلك لا يعني استفزاز الآخرين، بل يعني أن نتكامل في هذا الوطن لنجعل من التعددية نعمة لا نقمة، ومصدر ثروة وطنية للبنان، كل لبنان. إننا في كل الأحوال لن نتراجع عن التزامنا بهذا الميثاق، وعن الارتقاء بالخطاب السياسي ترفعاً عن مهاترات وتجاوزات وصغائر، فنحن أم الصبي، قدرنا وواجبنا أن ننتسب إلى كل لبنان، ولا يمكننا أن نتصرف من منطلق سياسة الزواريب وردات الفعل، هكذا علمنا رفيق الحريري وهكذا سنستمر في مدرسته، قدرنا أن نستوعب الآخرين، لقد واجه رفيق الحريري التجني ببناء الجسور والطرق، وواجه الكيدية السياسية بتعليم الأجيال وبناء المستشفيات، وواجه الحقد الأعمى بتشييد المدارس والجامعات، وواجه النفوس المريضة بمشاريع التنمية والإعمار، كان سلاحه وكما سلاحنا اليوم، سلاح سعد رفيق الحريري وفؤاد السنيورة وكل الشرفاء في هذا الوطن هو الموقف والعقل والكلمة والإيمان بفكرة الدولة. ولن نسمح لأحد بأن يزحزحنا عن هذه القناعة. فالشعب اللبناني يستحق بعد الآلام الطويلة والحروب المستعرة، فرصة للاستقرار، وفرصة للنمو، وفرصة لبناء المستقبل".
وقال: "من خلال الألم ينبت شعور الإنسان محمّلاً بالطهر والقداسة، حيث يُنتزع الأمل من أعماق اليأس، والنور من ثنايا الظلام، ولذلك نقول يا أستاذة عايدة الشريف: لأن نهج الرئيس الشهيد كان ولا زال الأمر والنور والمستقبل، فإن حلمه باق فينا، كما آمنت دائماً، باتجاه مستقبل واعد للأجيال القادمة، لقد أثبتت بعض نتائج المرحلة الماضية ان الإصلاح والنهوض أخطر من أن يترك امره للكيديين والجهلة، وإن محاولة إقامة جدار فصل بين العلم والحقيقة لا بد أن تنتج الفشل، إن قوانين العفو لن تشمل في يوم من الأيام جريمة الوقت الضائع الذي أهدروه، ومحاربة العلم الذي ارتكبوه، وتشويه الحقائق الذي مارسوه، لقد طُلب ولفترة طويلة من المقتول أن يتحلى بالصبر، ومن المغدور أن يتروّى، لأن المرتكب أراد أن يجرّب نظرياته البالية والتي ثبت فشلها أصلاً ففاقد الشيء لا يعطيه، وبالتالي لا مجال لمقولة عفى الله عما مضى".
وختم حوري قائلاً: "وبعد، فإليك يا أستاذة عايدة الشريف، يا جارة الرضا، يا زهرة أعطت عطرها الرائع سريعاً وذهبت كلمح البصر، إليك أقول: لا تخافي، فها هم نساء المستقبل كما أردت وأردنا جميعاً، وها هو تيار المستقبل يتعملق في كل مكان، مع رئيسه وأمل لبنان النائب سعد رفيق الحريري.
ولأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري علمنا كيف يكون الوفاء، فيشرّفني أن أعلن قرار السيدة الفاضلة نازك رفيق الحريري والنائب سعد رفيق الحريري بإطلاق اسم عايدة الشريف على المركز الصحي الاجتماعي التابع لمؤسسة رفيق الحريري والذي يتم انشاؤه في حارة الناعمة، كما يشرفني ايضاً، أن أعلن وبناء على توجيهات النائب سعد الحريري إطلاق اسم عايدة الشريف على قاعة الاجتماعات المركزية في المبنى الرئيسي لتيار المستقبل في القنطاري في بيروت".
الشريف
بعد ذلك ألقت شقيقة الفقيدة، فايزة الشريف كلمة العائلة وتحدثت عن نضال الفقيدة حتى اللحظة الأخيرة وعن إيمانها بإقرار العدالة والمحكمة، مشيرة إلى ما قالته لها في آخر لحظاتها: "أتمنى أن أعيش لأعرف الحقيقة".
ونوّهت الشريف بمحبة السيدة نازك الحريري لشقيقتها الفقيدة وبالودّ الذي كانت تكنه عائلة الرئيس الشهيد لها.
واختتم الاحتفال بتقديم درع تكريمي من النائب سعد الحريري إلى ذوي الفقيدة قدمه النائب عمار حوري حمل شعار تيار المستقبل.
وكانت فرقة كشافة لبنان المستقبل استقبلت الوفود وودعتها، وتخلل الاحتفال توزيع منشور حمل السيرة الذاتية للفقيدة اعدته "نساء المستقبل" تضمن عبارات لصديقاتها في الجمعية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00