إحياء الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في باريس، كان هذا العام حدثاً مميزاً بحجم شخصية ذات حضور مميز في وطنه وفي محيطه العربي والعالم، هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان حاضراً فيه وبين محبيه.
كانت المناسبة على مسافة خطوتين من مباشرة المحكمة الدولية أعمالها فاكتسبت معنى آخر، قال فيها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ان ما من شيء يمكن أن يمنع هذه المحكمة مؤكداً أنا مقتنع بذلك.
ورغم دموع الحزن التي غمرت مآقي الحضور وخصوصاً السيدة نازك رفيق الحريري، كان الأمل بتحقيق العدالة يضفي جواً من الصفاء، أقله لأن خسارة بحجم الخسارة التي مني بها اللبنانيون باغتيال الرئيس الشهيد، سيعوضها تحقيق عدالة لوطن بكامله بات على طريق الحرية والسيادة والاستقلال.
فتحوّلت المناسبة إلى حدث تاريخي حمل شهادات عديدة في رجل دولة عرفه العالم ولم يندم.
هي ذكرى الاستشهاد الرابعة، أحيتها منسقية تيار المستقبل في فرنسا مساء أمس في احتفال تكريمي حاشد في الصالة التي ساهم الرئيس الشهيد شخصياً في تأهيلها، صالة معهد العالم العربي في باريس في حضور الرئيس شيراك وعقيلته برناديت والسيدة نازك رفيق الحريري والسيد فهد الحريري وعقيلته مايا، والآنسة هند رفيق الحريري والدكتور نزار دلول وعقيلته جمانة.
مثّل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان السفير بطرس عساكر وحضر الاحتفال وزير العدل السابق شارل رزق، والسفير السابق جوني عبدو وعقيلته والمحامي باسيل يارد وعقيلته والشيخة روضة آل ثاني من العائلة القطرية المالكة وحشد من النواب والسفراء والديبلوماسيين العرب والأجانب ووزراء سابقون وأصدقاء الرئيس الشهيد ومديرعام مؤسسة رفيق الحريري مصطفى الزعتري ومدير عام مديرية الصحة الاجتماعية د. نور الدين الكوش ومدير مكتب المساعدات عصام عرقجي وحشد من أبناء الجالية اللبنانية في فرنسا.
استهل الاحتفال بترحيب مدير عام المعهد مختار دياب باسم رئيسه دومينيك بونيس، بعدها تحدثت منسقة تيار المستقبل في فرنسا ريما طربيه، وقالت ان مرارة غياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا زال وقعه عميقاً.
وروت طربيه معرفتها بالرئيس الشهيد قائلة: هو الرجل الذي علمني ان لبنان هو مجموعة من الطوائف.. وإذا كان من درس نتعلمه من اغتياله من خلال تيار المستقبل الذي يرأسه النائب سعد الحريري فهو ان يبقى الانفتاح واقعاً كل يوم.
بعدها وقف الجميع دقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأرواح رفاقه الشهداء. ثم كلمة ألقتها السيدة نازك رفيق الحريري في المناسبة تحت عنوان شهادة الحاضر.. للمستقبل قالت فيها:
نازك الحريري
بسم الله الرحمن الرحيم
لو كان للشّوق فمٌ لتكلّم عن لوعة البعاد. ولكن، أيّ كلام يصحُّ في بُعدك يا رفيق، وأي نطقِ يروي حرقة الفراق. أيامٌ طويلةٌ من السنوات الأربع أعدّها بعد رحيلك، من سنوات الغربة الباردة. أقبع في منفى الذكريات، فأرى صوراً لا تذبل لرجلٍ دوّن حكايته في كتاب الحياة وحفر ذكراه في الإنسان والبنيان.
رفيق العمر، أجلس اليوم في شرفة تطلّ على الأمس، فأراك بعين القلب، رجلاً آمن بالله وأخلص للوطن. وأسمعك تقول: قضيّتي قضيّة وطن اسمه لبنان، قضيتي هي الحرية والسيادة والاستقلال، قضيتي هي البناء والإعمار والتنمية لهذا البلد الحبيب، وسأدافع عن هذه القضية، كما أدافع عن لبنان ودوره ومستقبله.
وضعت للمستقبل حجر زاوية سمّيته كرامة الإنسان. كانت رؤيتك سلاماً، ومشروعك زرع البسمة على شفاه الناس. كنت بارعاً في تنفيذ المشاريع.. وفي تحقيق الأحلام.
أقلب أوراق الماضي، وأرى ذلك الشابّ الحالم الذي حدثتني عنه كثيراً، بكل فخرٍ وعزة، يقطف ثمار النجاح، من أرض المملكة الخيرة، كما قطف حبات الليمون من بساتين ارض الجنوب الخصب. ولقد حمل طموحه وفي القلب دمعةً على لبنان الرازح تحت الحرب والدمار، ثم عاد الشاب ومعه جنى عمره، ورؤياه لشعبٍ متمسك بإرادة الحياة.
ما زال رنين صوتك يتردّد على مسمعي وأنت تقول: كلّ خطأٍ يمكن أن يغتفر، إلا أن يبقى لبنان كما هو أسير الخراب، إنّ مقياس الوطنية، هو العطاء والبناء، وإزالة آثار الحرب عن اللبنانيين ومناطقهم. وأسمعك تقول: إذا كان لرفيق الحريري مهمة في لبنان، فهي هذه المهمة.
لم يبق كلامك حبراً على ورق. ولأنك وثقت بنفسك، وبقدرة اللبنانيين وعزمهم تعاونت مع إخوانك في الوطن لتنفيذ عمليّة البناء الكبرى للبنان عموماً ولبيروت خصوصاً. فكان لبنان الحديث، لبنان المشتاق لدروب الحريّة ولطعم الاستقلال.
طريق الاستقلال والحرية بنيتها في حياتك يوم جمعت شمل لبنان بعد حربٍ مزّقته، ثم توجتها بدمائك، عندما ارتقيت شهيداً لأجل لبنان.
وأضافت: يا رفيق عمري، كان ظنّهم أن يقتلوا استقلال لبنان باغتيالك، ولم يعرفوا أنّ الحرية لا تموت وأن لبنان لا يموت، لأنّه منبت الحياة. وغاب عنهم أنك راسخٌ فيه كسيل الحياة.
وفيما لبنان يحاول النهوض اليوم من جراحه، تجرّح فلسطين كل يوم بوحشية العدوان. أخاطبك والقلب على غزة، وعلى الدمّار الذي تركته فيها حربٌ مجرمة على الأبرياء العزَّل من شيوخٍ ونساءٍ وأطفال. أكاد أرى يدك تمتدّ يا رفيق لتمسح دمعة تلك الفتاة الصغيرة، تحضن أخاها الطفل الجريح. وتعده بأن تحضر له أمّه، والأم ترقد تحت التراب.
أراك تعتلي منابر الدنيا، لوقف الحرب على شعب فلسطين، ولإعادة بناء ما هدّمه العدوّ الهمجي. أراك تكرس ليلك ونهارك، لقيام دولة فلسطين السيدة الحرّة، وللدفاع عن حق العودة، وعن كل حقوق العرب وقضاياهم المحقّة.
أين أنت يا رفيق من مصاب الأمة. فأطفال العرب ضاقت بهم الارض وحتى المقابر. وأهلنا يشرّدون ويذبحون مرّة في جنوب لبنان ومرةً في بغداد العراق والعراقة وبالأمس في غزة. ولا ذنب لهم سوى أنهم قرّروا أن يتمسكوا بتراب الأوطان.
أين أنت يا رفيق لتضع يدك في يد إخوانك العرب وتجوب المعمورة لتثبت حقّهم في الأرض وفي الحياة.
وحياتك الغالية إنّ أيّ خطأٍ يمكن ان يغتفر إلا أن نترك الأمة غارقة في حفر الخراب وفي أقبية التشرذم. وحسبنا أن نصون لواء العروبة الذي رفعته شعاراً ودافعت عنه قولاً وفعلاً. ودعاؤنا أن يؤلف المولى تعالى بين قلوبنا ولا يتخلّى عنّا في هذه المحن.
وتابعت: يا صاحب المبادرات والحلول، نفتقدك في زمانٍ نكاد نخسر فيه أبسط حقوقنا. إننا اليوم أحوج ما نكون إلى رؤياك التي تبصر النور من خلف ستار الظلمة، وتلمس الأمل في عتمة اليأس وفي دمعة المظلوم.
نفتقد لمستك على المبادرة العربية لوقف النزف في غزة، وعلى الجهود التي يبذلها العرب بقيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وبدعم كافة الدول العربية، لضمان وحدة الأمّة.
فاطمئنّ يا رفيق في عليائك، إنّ تمسّك العرب بوحدتهم كان الرادع لهذا العدو الغاشم، يقيناً منهم بأنّ يد الله مع الجماعة.
واطمئنّ يا رفيق إنّ ابننا سعد هو أيضاً مؤتمنٌ على مسيرتك ونهجك وما أردت لهذا البلد الحبيب وشعبه الطيّب، وللوطن العربي أجمع. فنحن على خطاك سائرون وطنياً واجتماعياً وإنسانياً لنبصر النور مجدداً في نهاية النفق المظلم الذي نسلكه منذ رحيلك.
يا شهيد الحق والحرية، لو كنت هنا اليوم، لقلت بإيمانك وبحكمتك المعهودة لا خوف على لبنان ولا على عالمنا العربي طالما عندنا رجالٌ ونساء، شبابٌ وشابات يكافحون التخلّف بالتقدم، والجهل بالتعلّم، واليأس بالتحدي.
قتلوك يا رفيق كما يقتلون كلّ صاحب حقِّ وقضية. قتلوك يا رفيق ليدفنوا الحياة في قلوبنا والحرية. قتلوك يا رفيق وما قتلوا إلا أنفسهم وضمائرهم. والله أكبر منهم وهو الأقوى على طغيانهم وجبروتهم. وهو الذي يمهل ولا يهمل.
وأضافت: هذه شهادة حقٍّ أقولها في ذكرى رحيلك الرابعة، وما اصعبها ذكرى. واسمح لي يا رفيق أن أستعين ببعضٍ من عباراتك، لأشهد من عمق ذكرياتنا لبيروت الحبيبة للبنان الحبيب وللأمة جمعاء شهادة العارف الصامت والبعيد الأقرب، شهادة القلب للعقل، شهادة الحاضر.. للمستقبل.
يا رفيق العمر، لك منّا الدّعاء دوماً بأن يجعل الله مثواك الجنّة، وأن يظهر لنا الحقيقة التي نصبو إليها ما حيينا، وأن يحقّ الحق. فدمك لن يذهب هدراً أنت يا شهيد لبنان ولا دم رفاقك الذين استشهدوا معك ومن بعدك، رحمة الله عليكم جميعاً.
نعم،
إنّ معرفة الحقيقة سيهدئ نفوسنا وسيخفف الحزن والأسى والآلام التي أصابت قلوبنا، ولو أنّ في قرارة نفسي سيبقى ميزان الخسارة أكبر بفقدانك وفراقك. إنّ كشف الحقيقة سيثلج صدورنا ويحقق سيادة بلدنا الحبيب لبنان، ويأتي باستقراره وسائر البلاد العربية. وهذا حلمك وهذه آمالك التي كنت تريدها لبلدنا الحبيب، وهذه شهامتك وعروبتك التي كنت تتحلّى بها. إنّ كشف الحقيقة سيكون درساً قاسياً لمرتكبي الشّر، وللذين خلت قلوبهم من الرّحمة، وطمست ضمائرهم ونفوسهم وضمروا الشرّ لمن يريدون خير لبنان والأمة مثلك أيّها الرئيس الشهيد، يا رفيق الدّرب.
واكب كلمة السيدة الحريري عرض وثائقي أعدّه الزميل حسين الصانع استعرض أبرز محطات الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحطات أخرى.
كلمة شيراك
بعد ذلك ألقى الرئيس شيراك كلمة خاطب فيها السيدة الحريري والحضور قال فيها: أتحدث إليكم بتأثر كبير وأتوجه إليكم بعد أربع سنوات من الاغتيال الجبان لرفيق الحريري، كما أتوجه من صميم قلبي بتحية حارة إليك السيدة حريري، أنحني أمامك بعاطفة واحترام واسمحي لي بهذه اللحظة أن أتحدث عن تأثري في ذلك حيث تشرفت بتقليدك شرف جوقة الشرف.
وخاطب الرئيس شيراك أعضاء العائلة فقال: هذه العائلة التي كان يفتخر بها الرئيس الحريري وكانت مهمة جداً بالنسبة إليه كانت تربطني برفيق الحريري صداقة كبيرة وعميقة وأخوة بالروح والقلب.
وتابع: لا يمر يوم إلا وأذكره فيه ولا يمر يوم إلا وأتذكر فيه حماسته وطاقته وقوة قناعاته، ويوماً بعد يوم نحيي الذكرى، تفتح جراحنا ولكن رفيق ترك لنا مثالاً ومفترقاً مهماً بالنسبة إلينا بكرمه أولاً بالنسبة للشباب إذ فتح أمامهم أبواب المعرفة في الجامعات والمدارس.
واضاف: ورفيق الحريري كان يتمتع بنبوءة معينة وبمستقبل للبنان الغد وكل شيء في هذا البلد فيه دمغة الرئيس الشهيد، كان رجل الدولة المتفاني لخدمة بلاده وكان رجل الحوار وبالتالي أراد أن يصالح اللبنانيين في ما بينهم ويبني دولة حرّة مستقلة. كان يريد أن يعيد لبلاده مكانتها في العالم هذا كان الهدف الذي رسمه لنفسه وللبنان وقد استشهد بطلاً في نظرته ورؤياه وفي تفانيه لبلاده.
وعلق شيراك مضيفاً: هذه الجريمة البشعة لن تبقى دون عقاب بالرغم من كل العوائق وبالرغم من كل التأخير ان العدالة الدولية قد بدأت بعملها تحت رعاية الامم المتحدة ولا يمكن الرجوع عنها والتشديد عليها اليوم وعمل لجنة التحقيق يشارف على نهايته والمدعي العام سيتم تعيينه قريباً، كما سيتم إلقاء الضوء على كل هذه الجريمة ولا شيء اليوم يمكن ان يمنع ذلك وأنا مقتنع بذلك.
وأضاف بالنسبة إلينا رفيق الحريري ما زال حاضرا،ً ذكراه في نفوسنا وإلى ابنه سعد وإلى أسرته وإلى الجميع أتمنى أن يواصل رفيق الحريري في انارة الدرب أمامنا وأمام بلاده وأن يستمر النائب سعد الحريري في التشديد على درب المصالحة الوطنية والديموقراطية والمستقبل.
بعد ذلك طلب شيراك من السيدة الحريري أن تتقدم بشهادتها.
شهادة
قالت: أعتقد ان العالم العربي والدول العربية كلها واقفة للرئيس الشهيد وأقدّر وجودكم معنا من وزراء وسفراء ومن كل الحضور الذين يشاهدوننا عبر التلفاز.
وشكرت كل من أحيا هذه الذكرى وساهم فيها. واضافت: سنعمل معاً للحفاظ على مهمة رفيق الحريري فالمهم أن نكون معاً وأن ندافع عن التضامن العربي معاً ويجب أن نفتح الأبواب أمام اوروبا وبقية العالم ونعلمهم عن آلامنا ومأساتنا. والرئيس الحريري لم تخسره العائلة فقط وزوجته بل خسره كل بيت في لبنان وبيوت الشرق الأوسط والبلاد العربية حتى العالم أجمع. وأتمنى أن نكمل مسيرته ونهجه الذي يريده الوحدة العربية والوفاق العربي ونكون يداً واحدة في لبنان كي نساعد الدول الأخرى العربية التي تعيشها وتصعب العين المجردة ان تراها كما يحصل في جنوب لبنان والعراق وفلسطين.
وقالت: وعد مني أن أضع يدي بيدكم ويد الله مع الجماعة ونكون أقوياء لمساعدة الجميع، وعد مني ومن العائلة الصغيرة والكبيرة إذا كنت أمون عليها، واضع يدنا مع ابننا سعد الذي يتولى تكملة مسيرة والده السياسية ونحن ندعمه مع جميع المسؤولين.
وأضافت: اعتبر ان 14 شباط هي قضية كل لبناني وعربي لأن قضية 14 شباط هي قضية لبنان، أنا أكيدة ان ذكرى 14 شباط هي التي ستجعلنا نعرف الحقيقة ونعرف الاستقلال وستجعلنا نبتعد عن أمور أخرى لا أريد أن أسميها، لا أريد أن اقول ان قضية لبنان هي قضية 14 شباط.
ونوّهت بما يقوم به الرئيس شيراك من دعم للبنان والمحكمة الدولية ومعرفة حقيقة مَن اغتال رفيق الحريري وأصدقاءه، ولماذا قُتلوا؟ لماذا قُتلوا في لبنان؟ لو دافعنا عن لبنان يعني ذلك ان لا أحد يستطيع أن يرتكب مأساة مثل هذه المأساة.
وتابعت: في النهاية سيستقر لبنان والشرق الأوسط والعالم أجمع وأود أن أشكر أيضاً الأمم المتحدة التي تساعدنا كثيراً، إذ انهم يصغون إلينا باستمرار ويساعدون الرئيس شيراك ويصغون إلى أقواله وسيساعدون لبنان إلى إيجاد الحقيقة.
شارل رزق
بعد ذلك ألقى الوزير السابق شارل رزق كلمة أشاد فيها بمزايا الرئيس الشهيد وبجهود الرئيس شيراك بالدفاع عن فكرة المحكمة الدولية وبنهج الرئيس نيكولا ساركوزي في متابعة الموضوع. وقال: بعد 4 سنوات سيحلّ المدّعي العام لهذه المحكمة مكان المدعي العام اللبناني واصبحت هذه المحكمة حقيقة، ولكن ما زال هناك من خطر الا وهو خطر التسييس لذلك نذكر بأن هذه المحكمة لها مسؤوليات قانونية لمعاقبة المجرمين. وبرهنت التجربة في العلاقات بين الدول انه في مجال العدالة تتابع الامور بعدالة، وبجهود الرئيس شيراك وكذلك الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي وهذا خير ضمان لنا.
الزعتري
ثم ألقى المدير العام لـمؤسسة رفيق الحريري مصطفى الزعتري كلمة تناول فيها معلومات عن المؤسسات الانسانية والصحية والتربوية وقال: الكلام عن رفيق الحريري متنوّع ومتشعّب لتعدّد مزاياه وتنوّع نشاطاته، والكلام عنه فيه الكثير من الحنين إلى أيام تحققت فيها أحلام كثيرة، وفيه ألم الفراق الذي يزداد يوماً بعد يوم.
وتناول الزعتري انجازات مؤسسة رفيق الحريري التربوية والإنسانية والصحية وما قدمته الى المجتمع اللبناني والعربي والدولي.
وأضاف: تعمل هذه المؤسسة معتمدة سياسة التنمية التربوية والصحية والاجتماعية بمعناها الواسع التي تساعد الناس وتحرص دوماً على دعم المؤسسات التعليمية ومساعدتها على متابعة رسالتها في لبنان بالرغم من الظروف التي مرّت، كما تعمل على تأمين تعليم بمستوى متميز جامعي ودون الجامعي وتمكين شباب لبنان من الالتحاق بالتعليم الجامعي وعدم التمييز بين الخدمات التربوية بين المواطنين.
وأشار إلى أن متابعة الرسالة التي تركها الرئيس الشهيد امانة في يدي السيدة نازك، فبرامج المؤسسة تنفذ والمنح ما زالت تعطى والمدارس وجامعة الحريري الكندية تتابع رسالتها وتتوسع.
ولفت إلى أن برنامج المساعدات الجامعية حتى نهاية عام 2008 بلغ نحو 35651 طالباً وطالبة موزعين على الجامعات والمعاهد العليا في لبنان والعالم، مشيراً إلى أن هذا البرنامج لا زال مستمراً برعاية السيدة نازك لرعاية المتفوقين من أبناء لبنان الذين لا تمكّنهم امكاناتهم المادية بمتابعة الدراسة الجامعية.
وتطرق في كلمته إلى برامج تربوية ما زالت محل عناية مؤسسة رفيق الحريري. وتناول برنامج مساعدات الحريري وبرنامج الخدمات الصحية التي تهتم بها المؤسسة وما قدمته من مراكز وأقسام صحية منتشرة على كافة الاراضي اللبنانية، مشيراً إلى ميزة هذه المراكز وانها قدمت حتى اليوم خدمة طبية لـ 37810 مريض في 3.609.915 خدمة صحية.
شهادات
أعقب ذلك سلسلة من الشهادات من عدد من الصحافيين الأجانب والعرب واصدقاء للرئيس الشهيد.
فتحدث المسؤول السابق عن البعثة الفرنسية جان فلينيل وتناول مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في تعليم الطلاب اللبنانيين في مجمع صوفيا انتيبوليس في فرنسا، وتطرق الى أسباب فتح بعض مدارس الليسيه الفرنسية في لبنان وعن تأسيس شركة سعودي أوجيه وكيف حظي الرئيس الشهيد بثقة المملكة العربية السعودية، ونوه بالعلاقة التي كانت تربط فرنسا بالرئيس الحريري.
بعدها ألقت الصحافية نهى بستاني، التي كانت تعمل مراسلة فايننشنال تايمز في لندن بشهادة قالت فيها: ان رفيق الحريري كان انساناً يحقق الأحلام. وذكرت برجل الأعمار وبدوره بمحو آثار الحرب والاحتلال الاسرائيلي عن بيروت وكيف كان يفكر وسط الأحداث بمستقبل لبنان.
ثم تحدث مراسل الـسي.ان.ان برانت سادلر عن الصداقة التي ربطته بالرئيس الشهيد وعن لقائه الأول به وعن مواكبته لاعادة اعمار وسط بيروت وعلاقته بالصحافة الدولية. ونقل سادلر في شهادته شعور اللبنانيين نحو الرئيس الشهيد وأشار الى لقائه به في برشلونة يوم نال وسام الأمم المتحدة وتفاؤله الدائم رغم ظروفه الصعبة آنذاك.
ثم تحدثت الصحافية لارا مارلو، مديرة مكتب ماغازين تايم التي روت كيف التقت الرئيس الشهيد في قصر المؤتمرات في الطائف وكيف كان عليها أن تكتسب ثقته عكس السياسيين العرب التي عرفتهم. وقالت: كان من النادرين الذين لم يبنوا ميليشيا ومن خلاله تعلمنا الكثير عن لبنان والمنطقة.
واختتم الاحتفال بكلمة للزميلة الاعلامية اللبنانية وردة الزامل من اذاعة صوت لبنان فنوهت برجل الدولة والأعمال والاعمار وقالت رجل دولة من الطرازا لأول.. تميز في مسيرته السياسية بالصلابة في المواقف والجرأة في القرارات في خدمة لبنان.. حمل الوفاق الوطني وحماه في كل الظروف والأزمات.. كان رفيق الحريري دائماً يقود بلدي الى شاطئ الأمان.
وتناولت الزامل الشخصية الانسانية للرئيس الشهيد فتطرقت الى المشاريع الانمائية والتنموية التي قدمها لوطنه وتناولت في كلمتها رجل الاعمار والذي لولاه لما قامت بيروت من تحت الركام والدمار ولما عادت اليها المرافق والبنى التحتية..
وعددت مزايا الرئيس الشهيد ودوره في التربية والتعليم وفي بناء المجتمع الأهلي وفي العيش المشترك وذكرت بقوله المأثور ما حدا أكبر من بلاده.
وتطرقت الزامل الى ظروف معرفتها بالرئيس الشهيد ولفتت كيف عرفته كإعلامية ولاحقاً بصفة شخصية حيث كانت تطلعاتهما السياسية متباعدة أحياناً ومتقاربة أحياناً أخرى.
وأشارت الزامل الى مدى حاجة لبنان اليه لو كان حياً.. لما كان على اللبنانيين ان يتوجهوا الى الدوحة ليحلوا خلافاتهم.. ولو كان حياً لكان حتماً قد وظف علاقاته وصداقاته في الاطارين العربي والدولي في تخفيف الماساة التي تعيشها غزة.
وختمت منوهة بوجود السيدة نازك رفيق الحريري وأبنائه الذين عاهدوا اللبنانيين اكمال مسيرته من خلال تيار المستقبل لمستقبل لبناني افضل.
واختتم الاحتفال بعزف موسيقى للسوبرانو اللبناني ماتيو خضر.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.