29 أيلول 2019 | 00:00

أخبار لبنان

شقير بذكرى تأسيس "مجموعة فرعون": القطاع الخاص مستمر بمواجهة الصعاب

شقير بذكرى تأسيس
المصدر: وطنية

أقام رئيس "مجموعة فرعون" الوزير السابق ميشال فرعون، احتفالا حاشدا في ساحة النجمة في ‏وسط مدينة بيروت، لمناسبة مرور 150 عاما على تأسيس "مجموعة فرعون"، بحضور نائب ‏رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ممثلا الرئيس نبيه بري، وزير الاتصالات محمد شقير ممثلا ‏رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، الرئيس تمام ‏سلام، ممثلي رؤساء الطوائف، النائب عماد واكيم ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير ‏جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، نواب، سفراء، رئيس مجلس بلدية بيروت جمال عيتاني ‏وأعضاء المجلس البلدي، مشايخ، مخاتير بيروت وممثلين عن غرف تجارية ونقابية عدة ‏وإعلاميين، بالإضافة إلى شخصيات اجتماعية واداريي وموظفي شركات مجموعة "فرعون" من ‏لبنان والخارج‎.‎

كما حضر المطران جورج بقعوني ممثلا بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف الاول العبسي ‏الذي ألقى في المناسبة كلمة متلفزة لوجوده خارج لبنان، مباركا لمجموعة فرعون في عيدها ‏ال150، و"للعائلة صاحبة التاريخ العريق في المبادرة في أعمالها الخاصة في لبنان وعلى مدى ‏الشرق ولأفرادها الذين تميزوا بروح التضحية والعطاءات الكبيرة في الخدمة العامة، على صعيد ‏الوطن والإنسان، من دون تفرقة"، منوها ب"صفات الوزير ميشال فرعون بالحكمة والثقة اللتين ‏يتحلى بهما‎".‎

هذا وقد تم اختيار موقع الاحتفال على بعد خطوات قليلة من المنزل الذي ولد فيه المؤسسان ‏ميخائيل وروفائيل فرعون ومن المبنى حيث كان يقع مصرف "فرعون وشيحا"، وذلك لإزاحة ‏الستارة عن مقعد فني عام، من تصميم أناستازيا نيستن المتحدرة من جذور لبنانية والتي فازت ‏بمسابقة خصصت للمناسبة‎.‎

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني ثم دخول "علم الاستقلال الأول" الأصلي الذي وقع عليه ابن العائلة ‏هنري فرعون مع ستة نواب بالشكل الذي اقترحه وقتها وتم تبنيه، تلاه عرض وثائقي يختصر ‏تاريخ العائلة ومساهماتها الكبرى في تاريخ لبنان‎.‎

شقير

ثم ألقى الوزير شقير كلمة أكد فيها "أن مناسبة الفرح هذه هي أفضل رسالة من القطاع الخاص، ‏فعلى الرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها يبقى القطاع الخاص مؤمنا بالبلد ومستمرا في ‏مواجهة ما نمر به من صعوبات‎".‎

وتوجه الى "بعض الوزراء الذين يزايدون في موضوع الضرائب" بالقول "زيحوا عن القطاع ‏الخاص ليستمر هذا البلد، فعلى الرغم من كل شيء ما زلنا مؤمنين ومستمرين وسننهض من ‏جديد بالبلد الى ما كنا نتمناه‎".‎

وهنأ شقير فرعون على مرور 150 عاما على تأسيس مجموعة "يفتخر بها جميع اللبنانيين‎".‎

فرعون

وتحدث فرعون عن "رحلة البحث في تاريخ من 150 عاما هو عمر المجموعة، وعند متابعة ‏خيوط الرحلة التي بدأها ميخائيل وروفائيل فرعون في العام 1868 في هذا المكان بالذات قبل ‏ساحة النجمة التي تأسست في العشرينات، والبيت والمكتب كانا هنا قرب الكنيسة، تبين لنا بعض ‏الثوابت‎:‎

الثابتة الأولى: كانت في الإيمان والمثابرة في العمل ورفض الوقوع في الإحباط عند النكسات ‏والتمسك بروح المبادرة والدينامية وابتداع الحلول، مهما كانت الظروف أو ثمن التضحيات‎.‎

الثابتة الثانية: هي بيروت، حب بيروت، خدمة بيروت والإيمان بمستقبل بيروت، منذ ان كانت ‏ضمن ولاية الشام الى ان أنشئت ولاية بيروت في 1880 تمتد على الشاطئ من اللاذقية الى ‏عكا، بتطور مرفئها، ومؤسساتها ومستواها الحضاري، قبل ان يبدأ التحرير عندما اصبحت ‏عاصمة الانتداب، عازمة ان تكون ايضا عاصمة لبنان المستقل دون أن تعلم الاطماع المتصاعدة ‏عليها. ففرض أهلها احترام الإرادة الشعبية للاستقلال في هذه الساحات، بمظاهرات كبيرة وعبر ‏رسم وتبني النواب السبعة في المجلس المحاصر ومن ثم كل لبنان علمها الأول، رمز السيادة ‏والاستقلال اللبناني‎.‎

حب بيروت، ولو كانت مجروحة، كما ظهرت في جسمها الجراح الكثيرة منذ الحرب اللبنانية‎.‎

وحب العطاء لبيروت التي تستحق ان نعطيها أكثر من أن نأخذ منها، كما فعل الرئيس رفيق ‏الحريري ويفعل دولة الرئيس سعد الحريري، فبيروت وأهلها بحاجة الى الكثير الكثير من ‏الاهتمام، في وقت لا يرى فيها البعض إلا مركزا للنفوذ او الكباش‎.‎

أما الثابتة الثالثة: فهي واجب الانخراط في الشؤون العامة بكل أشكالها، من اجل بيروت وأهلها ‏ولبنان والايمان بالهوية العربية، ووضع أي نجاح أو طاقة في خدمة المصلحة العامة وليس ‏العكس، ليبقى الضمير حيا في كل عمل ينجز، إن كان في القطاع الخاص او في خدمة المجتمع‎.‎

ولم نر خلال الرحلة انقطاعا لهذه الروحية والاداء عبر الأجيال، منذ 1868 حتى اليوم، ولو ‏كانت على حساب مصالح أو منافع خاصة‎".‎

أضاف: "نرى عند الكثيرين، وعند الرئيس الحريري في مشروع "سيدر"، الإيمان والعزم ‏والشجاعة والصمود لتجاوز صعوباتنا الكبيرة، ونرى ايضا الألم والقلق واحيانا الغضب، لأننا ‏نعرف أنه إن لم تكن هناك يقظة ضمير جامعة للترفع عن المصالح الفئوية والضيقة، والمضي ‏قدما بإصلاحات كبيرة ووقف الهدر والفساد، ستدفع بيروت، وسيدفع لبنان واللبنانيون، من دون ‏تفرقة، ضريبة جديدة قاسية من تخبط ومشاكل اقتصادية واجتماعية وأزمات تؤدي مجددا الى ‏الهجرة بعد ضريبة الدم التي توقفت مع اتفاق الطائف‎".‎

وتابع: "إن لم نلتزم فعلا تحييد لبنان عن سياسة المحاور، سندفع ايضا ضريبة الوقوع في آلام ‏كبيرة بدل أن نسلك طريق النمو واستكمال الحوار الوطني، وتفعيل دور لبنان التلاقي والرسالة ‏للعالم لتعود بيروت منارة الشرق والعاصمة العربية للسياحة والفن والثقافة والاستشفاء والتعليم ‏والحضارة‎".‎

عيتاني

وتوجه عيتاني بالتهنئة الى فرعون والمجموعة، "لمساهماتهما الكثيرة عبر السنوات في بيروت ‏التي أعاد بناء وسطها الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، شاكرا المجموعة على المقعد الفني العام ‏الذي تم تقديمه للعاصمة‎.‎

وأكد "أن مشاريع كثيرة للبلدية باتت على سكة التنفيذ وسيشهد أبناء العاصمة وسكانها تطورا ‏ملحوظا في أكثر من مجال‎".‎

في الختام، تم تدشين المقعد الفني العام الذي أهدته المجموعة إلى مدينة بيروت والذي أرادته ‏العائلة تكريما لمؤسسي إحدى أقدم المجموعات التجارية في البلاد والمنطقة‎.‎

وكانت المجموعة قد أطلقت مسابقة فنية لابتكاره بالتعاون مع بلدية بيروت و"سوليدير"، ودعت ‏المبدعين اللبنانيين الشباب للتفكير في الأماكن العامة من خلال تصميم وتنفيذ قطعة فنية فريدة ‏ترمز للحوار بين المواطنين والتلاقي في قلب المدينة، مستوحاة من روح المبادرة لشركة عائلية ‏تمكنت، على مدى 150 عاما، من تعزيز النشاط الصناعي والاقتصادي في لبنان. إضافة إلى ‏تكريم رواد "مجموعة فرعون" الذين، ومن خلال صناعة الحرير وتجارته، أسسوا مجموعة ‏نشطت في لبنان والمنطقة، في مجالات المال والتجارة والنقل البحري والتأمين لتشمل في ما بعد ‏المنتجات الصيدلانية والكيميائية والزراعية، وتشتهر بعد ذلك بشغفها بالخيول العربية ومساهماتها ‏في الشأن العام والمجتمعي والسياسي‎.‎

وختاما وزع على المشاركين كتاب بعنوان "150 عاما... روح المبادرة والالتزام المدني" ‏يعرض تاريخ العائلة والمجموعة، منذ إنشائها في العام 1868 وحتى يومنا هذا‎.‎

نبذة عن عائلة فرعون

في أواخر القرن التاسع عشر، أنشأت الشركة مؤسسة تجارية مزدهرة للسلع المصنعة والشرانق ‏والحرير في لبنان وسوريا. ونجحت أيضا في ذلك الوقت في إقامة علاقات تجارية مع فرنسا ‏وإيطاليا بشكل أساس. وبهدف تأمين تمويل صناعة الحرير وتجارته، أسس ميخائيل وروفائيل ‏فرعون أيضا عام 1876، بالتعاون مع عدد من الشركاء، شركة مالية كبرى لتصبح بعد سنوات ‏قليلة، وتحديدا عام 1882، أقدم مصرف خاص في بيروت هو "بنك فرعون وشيحا"، والذي ‏بقي حتى عشية اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، من أكبر مالكي العقارات في لبنان‎.‎

في أوائل القرن العشرين، وسعت الشركة التي اصبحت "ر. فرعون وابنائه" نطاق نشاطاتها في ‏مجالي استيراد الفحم والنقل البحري على امتداد ساحل محافظة بيروت الذي كان يصل آنذاك الى ‏اللاذقية في الشمال، ونابلس في الجنوب وبذلك، ساهمت الشركة في تطوير مرفأ بيروت الذي ‏شاركت في إدارته على مدى قرن. إلا أن هذه النشاطات تراجعت بعد اندلاع الحرب العالمية ‏الأولى وتسببت بخسائر كبيرة للمجموعة. ولكن ما أن انتهت الحرب، أسست عائلة فرعون شركة ‏نقل في فلسطين وشاركت في إنشاء ميناء حيفا. غير أن المجموعة أجبرت بعد ذلك على مغادرة ‏فلسطين والعراق في العام 1946. واستثمرت في مصر وعززت نشاطها التجاري مجددا في ‏لبنان وسوريا، في مجالات التأمين والوكالات البحرية، واستيراد المنتجات الصيدلانية وتوزيع ‏غاز البوتان الذي حل تدريجيا محل الكيروسين في المطابخ‎.‎

كذلك، تعرضت المجموعة لنكسة أخرى في أواخر الخمسينيات مع تأميم الشركات الخاصة في ‏مصر وسوريا. عندها قامت مجموعة فرعون بتكثيف نشاطاتها في لبنان، حيث كان البلد في عز ‏ازدهار اقتصادي في ذلك الوقت. بعد إغلاق قناة السويس في العام 1967، قررت المجموعة ‏العمل مع دول الخليج الناشئة. ثم واصلت نشاطاتها في لبنان طوال الحرب الأهلية من خلال ‏مكاتب تقع في باريس وقبرص‎.‎

وفي نهاية الحرب اللبنانية، أعادت العائلة فتح مكاتبها في بيروت حيث واصلت عملها منذ ذلك ‏الحين‎.‎

تبوأ عدد من أبناء العائلة، عبر التاريخ، مواقع رسمية عدة، وشاركوا في مجالس تمثيلية منتخبة ‏خاصة في بيروت وايضا في البقاع والجنوب قبل الاستقلال وبعده، في مناصب نيابية و ‏وزارية‎.‎

فمجموعة وعائلة فرعون تحتل حتى اليوم مكانة مهمة في المشهد الاقتصادي والاجتماعي في ‏بيروت، الى جانب الدور الخاص الذي تلعبه على المستوى السياسي اللبناني. ولم يكف اعضاؤها ‏عن المساهمة في تنمية لبنان وعاصمته على مدى السنوات المئة والخمسين إذ لعبوا دورا اساسيا ‏وناضلوا سعيا الى الاستقلال، وجندوا، منذ الثلاثينات، كافة القوى والعلاقات العائدة للمجموعة ‏في لبنان والمنطقة في سبيل هذه القضية. وعملوا أيضا بلا كلل من أجل ضمان انتخاب الرئيس ‏الشيخ بشارة الخوري، الذي كان متزوجا من حفيدة رافاييل يوسف فرعون، ومستشارا من خلال ‏مكتبه المحاماة لكثير من مصالح العائلة قبل الرئاسة‎.‎

هنري فرعون شخصية سياسية بارزة في رحلة استقلال لبنان، وفي انتصار معسكر الاستقلال ‏في انتخابات عام 1943 وتأسيس الجامعة العربية‎.‎

بالاضافة إلى ذلك، كان أفراد العائلة ومسؤولو الشركة حاضرين بقوة في مختلف الأنشطة في ‏المجالات الصحافية والثقافية والاجتماعية والرياضية والتعليمية. وشغلوا، منذ إنشاء مجلس إدارة ‏‏"ولاية بيروت" عام 1888 وحتى اليوم، وظائف عامة، بلدية، برلمانية، ووزارية. ومنذ العام ‏‏1892، كان ميخائيل يوسف فرعون (1892) ويوسف رافاييل فرعون(1901) وفيليب رافاييل ‏فرعون (1911)اعضاء منتخبين في مجلس إدارة "ولاية بيروت"، كما كان يوسف فرعون ‏أيضا عضوا منتخبا بمجلس قضاء البقاع العزيز (1881)، حيث نشأت خلافات مع سلطات ‏الولاية خلال الحرب العالمية الأولى. وكان ميشال رفاييل فرعون وألبرت رفاييل فرعون وبيار ‏ميخائيل فرعون ايضا أعضاء في مجالس بلدية. وكان هنري فيليب فرعون نائبا لدورات عدة ‏في بيروت والبقاع ووزيرا لحكومات متعددة، وبيار ميشال فرعون نائبا عن قضاء جزين ‏ووزيرا في حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 1995. كما دخل ميشال بيار فرعون ‏المعترك السياسي منذ العام 1996 نيابة ووزارة لحكومات خمس ترأسها الرئيس الشهيد رفيق ‏الحريري والرئيس فؤاد السنيورة والرئيس تمام سلام والرئيس سعد الحريري‎.‎

تبقى عائلة فرعون حتى اليوم معروفة بشغفها وتمسكها بهويتها العربية والفن العربي وحماية ‏الخيول العربية وهم من كبار أصحاب الخيول العربية، وتولوا ادارة مضمار سباق الخيل في ‏بيروت لعقود عدة‎.‎

تعود مكانتهم المهمة في طائفة الروم الملكية الكاثوليكية إلى زمن ولادته في أوائل القرن الثامن ‏عشر في جسمه الكنسي والمدني، في لبنان وبلدان عدة. كما عرفوا لاعتدالهم وانفتاحهم على ‏جميع العائلات الروحية المسيحية والاسلامية‎.‎

من ناحية أخرى، تواصل "مجموعة فرعون" نشاطاتها في مجال التجارة وتوزيع الأدوية في ‏الكثير من البلدان من خلال مجموعة‎ Pharaon Healthcare ‎التي تأسست في الأربعينات. ‏وكانت بدأت بأنشطة التأمين للمجموعة وتوسعت في الكثير من البلدان في الشرق الأوسط ‏وأفريقيا تحت راية‎ Libano-Suisse.‎

كذلك في المجال الطبي، مع‎ Globemed ‎التي تقدم التغطية الصحية لملايين من الناس في ‏المنطقة، وتضم أكثر من 2000 موظف موزعين على 14 دولة حول العالم‎.‎

هي حكاية عائلة تشكل جزءا من تاريخ لبنان، بنجاحاته وإخفاقاته، بحروبه وفترات الازدهار ‏فيه. حكاية لن تنتهي مع الاحتفال بمئة وخمسين عاما، بل هي محطة لانطلاقة جديدة، لسنوات ‏كثيرة أخرى‎.‎

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

29 أيلول 2019 00:00