النهار
الحريري يرمي استقالته بوجه العهد والثنائي الشيعي
"القمصان السود" اجتاحوا الوسط والانتفاضة مستمرة
الجمهورية
الإستقالة تخرق جدار الأزمة.. واستشارات التكليف أواخر الأسبوع
اللواء
"صدمة الإستقالة" تطوي صفحة التسوية السوداء.. ومخاوف دولية على الإستقرار!
إنفراجات في الشارع: ضَيَاع في بعبدا وسلام الأوفر حظاً
نداء الوطن
عون: "منكمّل بللي بقيوا وبعدين منتحاسب مع الأجهزة"
"الثورة" تفرض إستقالة الحكومة... وخشية من "أزمة حكم"
أخيراً... يا شيخ
الأخبار
الحريري يقلب الطاولة هل أطاح الحريري التسوية الرئاسية وانضم الى المعارضة؟
الشرق الأوسط
الحريري في بيان الاستقالة: وصلت إلى طريق مسدود وبات لزاماً إحداث صدمة
أعلن تجاوبه مع إرادة اللبنانيين
الشرق
الاعتداء على الثوار سرّع استقالة الحريري
--------------------------
الحريري يرمي استقالته بوجه العهد تجاوباً مع إرادة الناس
توقفت الصحف عند اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته "تجاوبا مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير، والتزاما بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية".
ولفتت "الأخبار" إلى أن الحريري استجاب إلى مطلب المعتصمين الأول وهو استقالة الحكومة، من دون أن يقترن قراره باتفاق على تشكيلة جديدة للحكومة المقبلة.
وقال الحريري في مؤتمر صحافي عقده في بيت الوسط:
• وصلتُ إلى طريق مسدود وسأتوجه إلى قصر بعبدا لأتقدّم باستقالة الحكومة لفخامة رئيس الجمهورية والشعب اللبناني، تجاوباً مع إرادة الناس
• لتأمين شبكة أمان تحمي البلد
• ندائي إلى اللبنانيين تقديم مصلحة لبنان وحماية السلم الأهلي
• مسؤوليتنا اليوم كيف ننهض بالاقتصاد، توجد فرصة جدية لا يجب أن تضيع
• المناصب تأتي وتذهب ولا أحد أكبر من بلده
وبدا لـ"النهار" من مصادر بعبدا ان خطوة الرئيس الحريري بالاستقالة لم تكن منسقة مع رئيس الجمهورية. وعلم ان البيان الرئاسي سيصدر بعد معرفة التوقيت المناسب لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس تشكيل حكومة جديدة. وسربت المصادر ان "حزب الله" يرفض تشكيل حكومة يكون باسيل خارجها، انطلاقاً من رفضه كسر حليف أساسي يمثل اكثرية مسيحية نيابية وشعبية". ولم تستبعد ان يكون المخرج باعادة تسمية الحريري وبدخول الحكومة الحالية بفترة تصريف أعمال قد تمتد طويلاً اذا لم يتفق على الحكومة المقبلة.
ولاحظت "الجمهورية" أن القوى السياسية على اختلافها، كانت أمس في حال صدمة، وتحديداً لدى فريق رئيس الجمهورية الذي أكدت المصادر "انّ الحريري لم يضعه في جَو الاستقالة، الى حَدّ انّ الرئيس فوجِئ بها، خصوصاً انّ الاجواء التي كانت سائدة لدى فريق الرئيس تفيد أنّ جهوداً كانت تُبذل لعقد جلسة لمجلس الوزراء غداً".
وجزمت مصادر مطلعة على أجواء بعبدا لـ"الجمهورية" بأنّ الحريري قدّم استقالته من دون أي تنسيق مُسبق مع رئيس الجمهورية، الذي اطّلع على نيّته بالإستقالة من خلال وسائل الإعلام. وأشارت الى انّ الاتصالات اليومية التي كانت تجري بينهما لم تتناول القرار بالاستقالة.
وأضافت: "إنّ استقالة رئيس الحكومة حق دستوري وقرار يتخذه بنفسه وبلا شريك له إن أراد ذلك، وما كنّا نتمنّاه ونريده هو أن ينسّق مع رئيس الجمهورية في مثل هذه الخطوة قبل الاستقالة ،للتسريع في تشكيل حكومة جديدة".
وبدا لافتاً لـ"اللواء" ان نواب وقيادات "التيار الوطني الحر"، عزفوا جميعاً على وتر واحد، وهو انهم فوجئوا باستقالة الحريري، على الرغم من مرور 12 يوماً على انتفاضة 17 تشرين ومطالبة المتظاهرين بسقوط الحكومة والنظام وتشكيل حكومة انتقالية جديدة تحضر لانتخابات نيابية مبكرة، ومن غير المعقول ان لا يكون رئيس الحكومة تحدث مع أحد بموضوع استقالة الحكومة، أو حتى التعديل الوزاري. في أعقاب، رسالة الرئيس عون إلى اللبنانيين والتي دعا فيها إلى إعادة النظر بالوضع الحكومي، ما يعني اما تغيير الحكومة أو تبديلها أو تطعيمها.
ونفت أوساط "بيت الوسط" لـ"اللواء" ان يكون موضوع الحكومة لم يطرح خلال الأسبوعين الماضيين، معيدة إلى الأذهان ترحيب الرئيس الحريري بموقف الرئيس عون عندما دعا إلى إعادة النظر بالوضع الحكومي، باعتباره يلبي مطالب الشعب المحتشد في الساحات.
وكشفت انه كان هناك اتفاق مبدئي بين الرئيسين عون والحريري، على ان لا يكون هناك إعلان عن استقالة الحكومة قبل توافق جدي على شكل ومضمون الحكومة الجديدة، مشيرة إلى ان كل الاتصالات التي جرت خلال الأيام العشرة الأخيرة، تركزت على الخيارات المطروحة أو المتاحة، في هذا الشأن، بالتزامن مع اتفاق على إبقاء الحراك الشعبي في الساحات العامة، في إطاره السلمي وعدم التعرّض له من قبل القوى الأمنية والجيش، بل بالعكس تكليفه بحماية المتظاهرين.
وقالت هذه الأوساط لـ"اللواء" ان الرئيس الحريري، عندما انفجرت مسألة قطع الطرق بالنسبة للحل السياسي لا الأمني لمعالجة هذه المسألة، رغم انها كانت موضع خلاف مع مرجعيات أخرى، لا سيما مع "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وحركة "امل" التي كانت تضغط لأن يتدخل الجيش لفتح الطرق بالقوة، خصوصاً في كل ارتفاع مستوى الضغط الاقتصادي والمالي والتمويني، إلى جانب ان هذه الأطراف لم توافق معه على تشكيل حكومة حيادية تكنوقراط أو مختلطة مصغرة.
وتضيف المصادر، ان الحريري اتخذ قراره بالاستقالة منذ ليل أمس الأوّل، عندما تبلغ ان قراراً حزبياً اُتخذ بالتصدي لمسألة استمرار المتظاهرين في قطع الطرق، ولا سيما عند جسر "الرينغ"، فاستدعى وزير المال علي حسن خليل وطلب منه إبلاغ الرئيس برّي بأنه سيستقيل اليوم، لأنه لا يقبل إراقة نقطة دم واحدة، سواء من المتظاهرين أو من القوى الأمنية، وانه يرفض تحول الانتفاضة الشعبية إلى مواجهة مفتوحة بين شارعين.
إلا أن مصادر متابعة لحركة الاتصالات التي سادت في الايام الاخيرة قالت لـ"الجمهورية" انّ قرار الحريري بالاستقالة ليس وليد الأمس، بل انّ ما حصل في الشارع عَجّل به، اّلا انه قرار مُتّخذ منذ بدايات الحراك، وقد أوحى الحريري به حينما أعلن عن مهلة الـ 72 ساعة التي منحها لشركائه في الحكومة لتقديم تنازلات، أو بمعنى أدق خطوات تقنع المحتجّين في الشارع.
ورفضت مصادر قريبة من الحريري توصيف استقالته بـ"الهروب من المسؤولية"، مؤكدة لـ"الجمهورية" "انّ رئيس الحكومة جهد في الآونة الاخيرة في محاولة تدوير الزوايا، وبَلورة مخارج للأزمة الحالية، الّا أنها اصطدمت بالاعتراض عليها، فكان لا بد له من أن يُبادر الى هذه الصدمة، التي ينبغي على سائر المكونات السياسية ان تقاربها على انها صدمة إيجابية، يُصار من خلالها الى بلورة حلول سريعة، وتشكيل حكومة جديدة بحجم الازمة، وهذه مسؤولية الجميع من دون استثناء.
وعلمت "الأخبار" أن لقاءً عُقِد ليل أول من أمس بين الحريري (في منزله) والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله، الحاج حسين الخليل، الذي تمنى على رئيس الحكومة عدم الإستقالة منعاً للفراغ. لكن الحريري أصر على تعديل وزاري يُخرج باسيل ووزراء آخرين من الحكومة، أو الاستقالة. وبعد طرح عدة خيارات، أكّد الحريري لضيفه انه سيستقيل. كذلك حاول الرئيس بري أكثر من مرة ثني الحريري عن قراره، لكن رئيس الحكومة "بقي مُصراً على إصراره" كما قال بري أمام زواره أمس معتبراً أن "المرحلة حساسة جداً وتتطلب تعقلاً وحواراً بين جميع المعنيين للخروج من الأزمة".
وأشارت "نداء الوطن" إلى أن "حزب الله" آثر عدم التعليق على استقالة الحريري وفضل انتظار الكلمة التي سيلقيها أمينه العام بعد غد الجمعة. لكن مصادر مطلعة على أجواء "الحزب" قالت إن استقالة الحريري حصلت من دون اتفاق مسبق وهو التقى الوزير محمد فنيش مطولاً أمس الأول وأبلغه بأن الاستقالة غير واردة. وتقول المصادر نفسها إن عودة الحريري ستكون مشروطة بقبول "الحزب" خصوصاً أنه سبق وقال له: إذا استقلت فعودتك غير مؤكدة.
"النهار": "غارات" الرينغ ووسط بيروت من عناوين استقالة الحريري
كتب وجدي العريضي في "النهار": "غارات" الرينغ ووسط بيروت من عناوين استقالة الحريري
ينقل عن نائب مستقبلي سابق أن الرئيس الحريري كان يتابع ما يجري في الرينغ بتوتر، وما إن تفاعلت التطورات وتم الاعتداء على المنتفضين في الشارع، حتى سارع الى اتخاذ القرار بالاستقالة وأبلغ المقربين منه عن اتصالات جرت مع الداخل والخارج بتوجهه وحسمه لهذا الخيار. وكانت المعلومات أول من أمس تؤكد وجود غرفة عمليات أنشأها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" للاستعداد للنزول للشارع وفتح الطرق ولو بالقوة، وكانت بروفة الأحد المنصرم من خلال تظاهرات (الجديدة إلى جونيه) ولكن لم يستجب الكثير من مناصري التيار للتظاهر، وهو ما أظهرته أرقام المشاركين بوضوح، فكان أن أخذ "حزب الله" على عاتقه بالتكافل والتضامن مع بعض قيادي التيار من خلال الاتصالات المفتوحة على إنهاء حالة الشارع، بما يعني أن المسألة كان مخططا لها عن سابق إصرار وتصميم. من هذا المنطلق، فإن دمعة النائبة بهية الحريري عام 2005 في المجلس النيابي دفعت بالرئيس الراحل عمر كرامي إلى الاستقالة، وبالأمس أفضت "غزوة الرينغ" والعبث بساحتي الشهداء ورياض الصلح إلى استقالة الحريري بعد دموع كثيرة سقطت، لا بل بعد دماء أسيلت من خلال الاعتداءات التي طالت الثوار. وهنا تكشف مصادر سياسية عليمة لـ"النهار" أن تريث الحريري قد طال وكان الأجدى حصول هذه الاستقالة في اليومين الأولين، إنما أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً. وفي غضون ذلك، تفيد معلومات أن دولا أوروبية وحتى واشنطن وبعض العواصم الخليجية تمنت على الرئيس المستقيل أن يصمد لجملة اعتبارات وظروف، أولاً في حال الاستقالة وعدم تكليفه، فإن المجتمع الدولي سيغير أداءه في التعامل مع أي حكومة أخرى ولاسيما ليس هناك من أي "حيط عمار" بين الدول الغربية وواشنطن والدول الخليجية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و"التيار الوطني الحر" لسلوكهما أجندة "حزب الله"، لذا فإن الكثير من الدول طالبت الحريري بالصبر والهدوء إلى حين انقشاع الصورة، وحتى لا يقبض "حزب الله" على كل المؤسسات الدستورية. وتتابع المعلومات أن هذا الاستياء من "بيت الوسط"، والذي أوصل إلى الاستقالة، لم يكن عنوانه الأساسي فقط الاعتداءات على المتظاهرين، بل عدم التعامل الإيجابي الرسمي والسياسي والحزبي مع رئيس الحكومة، وخصوصاً الثنائي الشيعي، وصولاً إلى أن البعض ممن حاول زج المؤسسة العسكرية منذ أيام ودفعها الى قمع التظاهرات. ويؤكد أحد النواب لـ "النهار" بعد اتصال أجراه بأحد أصدقائه السفراء الأوروبيين أن لبنان لن يكون متروكاً للفوضى والاستيلاء عليه أو أن تكون هناك مقايضة بين بغداد وبيروت، بل ثمة تحركات ستحصل في أكثر من عاصمة عربية وغربية في الساعات المقبلة، وستتوالى الرسائل تباعاً من هذه العاصمة وتلك.
"نداء الوطن": إستشارات شكليّة بلا تأخير
كتب بشارة شربل في "نداء الوطن": إستشارات شكليّة بلا تأخير
سواء استقال سعد الحريري مرغماً تحت ضغط الشارع والوضع المالي الخطر، أو أخذ المبادرة شعوراً بالمسؤولية الوطنية وتجاوباً مع إرادة ملايين المتظاهرين، فسيُسجل له دائماً رفضه العنف وإراقة الدماء وانحيازه الدائم الى السلام والتنمية والعيش المشترك، تماماً على غرار والده الشهيد. دخلنا مرحلة خطرة نعم. لكن غير صحيح أننا لا نستطيع تفادي الوقوع في حبائل مفتعليها. والحل سهل إذا صفت النيات. وشرطه الأول الكف عن نظرية المؤامرة والتمويل المشبوه التي فشلت عند جمهور مطلقيها العريض، قبل ان يسفِّهَها الثائرون شابات وشباناً بفرحهم الممزوج بالأمل وبإرادتهم الصلبة التي لم تكسرها محاولات التحريض والتخوين. ندخل دائرة الخطر إذا كانت بقايا السلطة لا تريد الاعتراف بالهزيمة ولا الحل، وتفضل "الفوضى الخلاقة" رديفة العنف. لكن الناس تجاوزوا الخوف. والثورة بيضاء ناصعة، بعيدة عن أحزاب الطوائف، ومحصنة ضدّ النافخين في كير المذهبية المقيتة. فليقبل رئيس الجمهورية الاستقالة فوراً. وليدعُ الى استشارات شكلية (أكرر شكلية لأن البرلمان فاقد الشرعية عملياً)، تنتج حكومة حيادية لا شك في نزاهة أي من وزرائها. وليحصل ذلك بلا تأخير أو لعب على الوقت أو تلاعب بالشارع أو استخدام أي جهاز أمني أو ميليشيوي ضد الثورة والمتظاهرين. اللعبة مكشوفة. ومن أراد الحل سيجده أمامه. أما الخائفون على عروشهم فليعلموا أنها تزلزلت والأفضل أن يمنعوا سقوطها على رؤوسهم وعلى رؤوس الجميع.
"نداء الوطن": في اللحظات المفصلية: كي لا يتحوّل لبنان إلى حلبة مجدداً!
كتب رامي الرّيس في "نداء الوطن": في اللحظات المفصلية: كي لا يتحوّل لبنان إلى حلبة مجدداً!
لا شك أن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري أدخلت البلاد في منعطف جديد على ضوء الثورة الشعبية التي انطلقت في السابع عشر من تشرين الأول الجاري، وهي أتت على خلفية ضغوط شعبية وسياسية من مختلف الاتجاهات وتحققت بعد انتظار الشارع لها أكثر من 12 يوماً. ولا شك أيضاً أن مرحلة ما بعد الاستقالة هي الأكثر تعقيداً وحساسية. فالمرحلة الانتقالية، إذا صح التعبير، هي صعبة لأنها تكشف النوايا الحقيقية لكل الأطراف السياسية وقرار تلك القوى بكيفية التعاطي مع الحقبة الجديدة. التحدي الأكبر يكمن اليوم في كيفية التوفيق بين المطالب الشعبية المشروعة وضرورة إحداث التغيير المرتجى، وبين موازين القوى القائمة راهناً، سواء بفعل طبيعة النظام السياسي أو بفعل عناصر خارجية وداخلية أخرى تراكمت مع الوقت وأتاحت لاطراف معينة أن تتقدم بحضورها ونفوذها الواسع على أكثر من صعيد. لذلك، من الضروري جداً أن تعي الحركة الثورية وكل مكوناتها أن إدارة المرحلة الانتقالية يفترض ألا تتمّ على انقاض النظام السياسي الراهن بشكل فوري (لاستحالة حدوث ذلك من دون خسائر كبرى وليس تمسكاً به)، بل أن توفر الظروف السياسية واللوجستية الملائمة لتحقيق انتقال سلس، من خلال الاستفادة من اللحظة التاريخية التي تتيح النفاذ نحو قانون انتخاب جديد على أساس لاطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة.
لا شك أن التحديات كبيرة جداً والصعوبات جمة وإمكانية استفادة بعض المحاور الإقليمية من هذه اللحظة الإنتقالية اللبنانية لضم لبنان إليها هي أكثر العناوين تعقيداً وصعوبة ما يتطلب يقظة كبيرة لأن لبنان أضعف من أن يتحمل تبعات إستلحاقه في أي من المحاور أو أن يدفع أثمان صراعاتها ونزاعاتها كي لا يكون الحلبة مجدداً!
"نداء الوطن": لو فعلها جبران باسيل...
كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": لو فعلها جبران باسيل...
ما سرى على الحريري، كان يمكن أن يسري على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لو أنّه تعاطى بحكمة مع الأزمة، لكان "قطفها" قبله، كما يقول عارفوه. ً كان من الممكن لباسيل التصرف بعقلانية والتخلي عن المكابرة لاستيعاب غضب الشارع وامتصاصه في أيامه الأولى، من خلال الاستقالة مع فريقه الوزاري والدعوة الى تشكيل حكومة تحظى بثقة الشارع. كان من الممكن أن يربح نفسه لو فعلها في تلك اللحظة، ويربح الناس من جديد. يقول أحد الوزراء المطلعين إنّ الحريري لم يفاجئ سامعيه. إذ أبلغ من يعنيهم الأمر منذ ليل الاثنين الماضي، أنّه لن يكون بمقدوره الثبات في قيادة "المركب" الآخذ في الغرق. ولا بدّ من خطوة صادمة من شأنها أن تهدئ غضب الجمهور. ويذهب أحد النواب المتابعين للتأكيد أنّ الحريري وجّه أكثر من تحذير خلال الأسبوع الماضي بضرورة تعديل الحكومة أو تغييرها اذا اقتضى الأمر لتفادي الأسوأ. لكنه كان يواجه على الدوام بعلة أساسية وهي رفض باسيل الخروج من الحكومة. يؤكد النائب ذاته أنّ تعنّت رئيس "التيار الوطني الحر" كان حجر العثرة الذي حال دون تجديد التسوية الرئاسية وتنقيحها من بعض الوجوه الأساسية. ويؤكد الوزير المطلع أنّ الاستقالة لم تكن منسقة مع شركائه الحكوميين وتحديداً "التيار الوطني الحر" والثنائي الشيعي، بمعنى أنّ هؤلاء غير موافقين على تلك الخطوة، وكانوا يفضلون لو أنّ رئيس الحكومة تريّث في موقفه إلى حين ايجاد معالجات جدية. وبالتالي إنّ إعادة تكليفه لرئاسة الحكومة غير متفاهم عليها، وقد يفتح قرار الحريري الأحادي الجانب، الباب أمام سيناريوات تكليف جديدة. في المقابل، فإنّ رئيس "تيار المستقبل"، وفق الوزير ذاته، شبه متيقّن أنّ التضحية بالحكومة سيريح الجمهور ويعيده إلى المنازل تمهيداً للبحث في كييفة إعادة ترتيب السلطة. ويضيف: لذا علينا الآن انتظار رد فعل الناس وكيف سيتصرفون إزاء خطوة رئيس الحكومة، ومن بعدها لكل حادث حديث.
"النهار": استقالة تمنع "أقلمة" لبنان؟
كتب نبيل بو منصف في "النهار": استقالة تمنع "أقلمة" لبنان؟
قبل ان يقدم الرئيس سعد الحريري استقالة حكومته في محاولة دراماتيكية لاحتواء الانهيار الكبير تحول لبنان عنوانا من العناوين الاساسية لانتفاضات واضطرابات جوالة في قارات عدة من ابرزها راهنا تلك الجارية في العراق وتشيلي وكاتالونيا ومن خلالها اسبانيا بحيث صارت بيروت بدورها تزاحم عواصم هذه البلدان على صدارة الحدث المعولم. لن يكون الامر بمثابة حدث سعيد للبنان طبعا لانه يمتلك ما يكفي من رصيد متراكم و"عريق" من هذا النوع من الشهرة ولكن الاهم في ما يعنينا عبر مقاربة هذا الجانب من الحدث اللبناني بعدما استبقت استقالة الحكومة بغزوات فرق الشغب المعروفة الهوية امس والهجمات المنهجية المدبرة على مخيمات المعتصمين في وسط بيروت ان نتمسك بما افرزته حتى الآن انتفاضة الغضب اي ما يطلقه شبابها عبر شعار "سلمية سلمية". نقول ذلك باعتبار ان احدى افضل جوانب الاعتراض المتحضر الذي أثبتته الانتفاضة كانت باحباط رهانات الجهات التي توسلت اسالة الدماء في لبنان اسوة بالعراق تحديدا واستجرار صراع المحاور الاقليمية الى ساحات الانتفاضة اللبنانية. وتاليا فان التطورات التي تسارعت سترتب على هذه الانتفاضة وناسها بمثل ما تحمل السلطات السياسية والامنية مزيدا من مسؤولية حماية لبنان كلا من الانزلاق نحو أفخاخ "اقلمة" لبنان وجعله يتدحرج الى الدموية القاتلة التي ستقضي بالكامل على الدولة وتعيد لبنان الى الازمان الحالكة. واذا كانت انتفاضة 17 تشرين نفسها لم تجد بعد المسلك المفتوح الى عقول كثير من السياسيين اللبنانيين فكيف ترانا لا نراهن على القرار الجراحي والإنقاذي الذي اتخذه الرئيس الحريري مثبتا تحسسه الكبير ليفرمل الانهيار وكوابيسه وتداعياته المدمرة؟ ولكن على السلطة بكل رؤوسها ورموزها وقواها ان تعرف ان لسان حال اللبنانيين اليوم يختصر بالدعاء "اللهم انا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه". ولا تزال الفرصة متاحة على رغم كل شيء لفرملة انهيار قد يكون صار حتميا من دون ان يتحول الى إعصار جارف. فالهبوط الخشن للطائرة ينقذ ركابها من الهبوط القاتل شرط ان يمتلك الطاقم القائد الشجاعة الحاسمة للقرارات الاخيرة.
"النهار": استقالة تتبنّى الانتفاضة الشعبيّة!
كتب راجح الخوري في "النهار": استقالة تتبنّى الانتفاضة الشعبيّة!
هذه استقالة ضرورية بارعة وصريحة، صحيح أنها تأخرت، لكن لم يكن في وسع الرئيس سعد الحريري ان يذهب إليها قبل ان يبذل كل ما في وسعه وحتى ما فوق طاقته، في محاولة لمنع لبنان من الإنزلاق، أولاً الى الفوضى السياسية وما تنطوي عليه من خطر فراغ قد يكرّ الى حرب أهلية هناك من ينفخ في نيرانها، وثانياً الى الإنهيار الاقتصادي الذي يقرع الأبواب، وفي لبنان منذ ١٣ يوماً ثورة تصرخ في الشارع إعتراضاً على تاريخ من نظام الفساد والإهمال وإستغلال السلطة السياسية المتوحّشة. هذه إستقالة صريحة ومباشرة لأن الحريري لم يقدمها دستورياً الى رئيس الجمهورية فحسب، بل سياسياً الى الشعب اللبناني وبصراحة واضحة تماماً تتبنى الإنتفاضة الشعبية الهائلة، عبر القول إنه يقدم الإستقالة تجاوباً مع إرادة اللبنانيين الذين نزلوا الى الساحات مطالبين بالتغيير، وإلتزاماً بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية، بما يعني ضمناً ان ليس هناك من شبكة أمان تحمي البلد وأنه في خلال ١٣ يوماً، حاول مع الرئيس ميشال عون ان يصل الى تفاهم على تعديل وزاري او تشكيل حكومة جديدة، لكنه اصطدم على ما كان قد أعلن بشروط وموازين لم يكن ممكناً معها الخروج من الأزمة وأوصلت الأمور الى طريق مسدود! وعندما قال إنه يضع إستقالته بتصرف عون وكل اللبنانيين، وان المناصب تذهب وتأتي والمهم سلامة البلد وكرامة البلد، "وما في حدا أكبر من بلده" [وهو الشعار الذي طالما كرره والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري]، كان واضحاً تماماً ان ما عرقل تشكيل حكومة جديدة أو حكومة إنتقالية، هو تحديداً تمسك البعض بالمناصب وجعلها شروطاً لا فكاك منها، لكأن هؤلاء يعتبرون أنفسهم أكبر من بلدهم لبنان! وعندما كرر الحريري القول مرتين "الله يحمي لبنان الله يحمي لبنان" فلأنه يعرف على أي فوهة براكين يقف هذا البلد المتعوس، أولاً لأن الشروط التي منعت التغيير الحكومي لن تتغير غداً وهذا يعني أننا سنكون أمام أزمة وزارية طويلة، في بلد لا يستطيع ان يتحمل أياماً قبل ان يهوي إقتصادياً. وتبقى هذه إستقالة جيدة ولو تأخرت لمنع الإنهيار.
"النهار": الاستقالة المكلفة التي دُفع إليها الحريري
كتبت روزانا بو منصف في"النهار": الاستقالة المكلفة التي دُفع إليها الحريري
سجل الرئيس سعد الحريري خطوة استثنائية بإعلان استقالته في السياق الذي قدمه تلبية لمطالب الناس، معبرا عن تصرف رجل دولة. فقد وجه الحزب والحركة عناصرهم الحزبية نحو الاعتداء وضرب المتظاهرين على جسر الرينغ ووسط العاصمة قبيل إعلان الحريري استقالته، في رسالة واضحة قرأها السياسيون اعتراضا على الاستقالة وتهديدا له بانها ستؤدي الى المشهد الذي يشبه الاعتداءات التي تحصل في العراق من فوضى وفلتان. والغرض من هذه الرسالة ثنيه عن الاستقالة، على قاعدة أن البديل سيكون المشهد الذي قدموه بالاعتداء على الناس وضربهم. السؤال الاساسي حول الخطوة التالية للثنائي الشيعي ما بعد الاستقالة. هل سيقبل الحزب اعادة تكليف الحريري ام ان استقالته من دون التنسيق معه ستدفع في اتجاه معاقبته من خلال رفض تسميته لحكومة جديدة. وذلك في ظل تداول اسماء بديلة سبق ان جرى الكلام على التمهيد لاحتمال تكليفها مكان الحريري على غرار النائب فؤاد مخزومي مثلا باعتبار انه سبق ان تردد كلام على استدعائه من عون قبل بعض الوقت واثارته الموضوع امامه. وهل ان عدم تسمية الحريري كما حصل في 2011 ستؤدي الى عدم مشاركة الحزب التقدمي الاشتراكي خصوصا ان رئيسه وليد جنبلاط كان لمح ابان هذه الازمة الى عدم رغبته في المشاركة في اي حكومة جديدة فكيف اذا لم تكن برئاسة الحريري. وما هي كلفة حكومة تذهب عكس ارادة الشارع السني مع الضجيج الذي صم الآذان من جانب رئيس التيار العوني حول الاقوياء في طوائفهم على صعيد الرئاسات الثلاث. وهل ان حكومة تتألف فقط من قوى 8 آذار وباستمرار وجود الوجوه الاستفزازية يمكن ان تقلع ام لا. الذهاب الى حكومة من قوى 8 آذار ستكون وصفة سهلة وخطيرة للوصول الى الانهيار السريع. اما خيار اعادة تسمية الحريري وهو امر قد يكون مستبعدا لان من لم يعط الحريري في هذه الحكومة لن يقبل ان يضع هذا الاخير شروطا من اجل اعادة تأليف حكومة جديدة بل هو سيفرض على الحريري شروطا كما فعل في الآونة الاخيرة بحيث لا تكون تسميته مجددا الا وفق اتفاق يشترطه الحزب ومعه رئيس الجمهورية الذي دعم صهره على طول الخط وتمسك به على رغم رد الفعل السلبي الذي يستمر يثيره لدى الرأي العام اللبناني.
"النهار": عندئذٍ لكل حادث حديث
كتب الياس الديري في "النهار": عندئذٍ لكل حادث حديث
استقالة الرئيس سعد الحريري قد تكون هي المؤشِّر الجديد لانطلاقة لبنانيّة جديدة، على مختلف الصعد، وخصوصاً بالنسبة إلى الوضع الاقتصادي، ومجمل الحالات التي يُعاني منها لبنان. لنذهب الآن إلى أبعد من ذلك، ريثما تنجلي العوامل التي أدّت إلى هذه الاستقالة، وما سينجم عنها. وعندئذ لكلّ حادث حديث... ولنعد إلى ما قبل الاستقالة: لقد أدركتنا المحاذير الخطيرة، وها هي تُعلن عن نفسها. لقد استجابت لدعائكم، لمساعيكم. لبَّت طلباتكم. ألستم تسعون إليها منذ أشهر وسنين، وربّما عن قصد. التنافس السياسي موجودبنسب مختلفة. لكن "الاتفاق" على البقرة الحلوب على أتمّ مراحله. فكلٌّ يغنّي على حصّته، لا على ليلاه، ولا على ليالي لبنان. واليأس من السياسيّين والمتنعِّمين بما جادت به الأحداث والتطوّرات والأيّام والكراسي، وما إلى ذلك من ينابيع "تهدي" بعضهم دولارات لا ليرات. إنّما ذلك لا يمنع اللبنانيّين من رفع صوت الغضب والنقمة، وتالياً رفع الأيدي "بالعشرة" استسلاماً لواقع الحال. وعن حقيقة الوضع اللبناني. وهل يخفى الإنهيار المالي الذي يمون بكرمه على أكثر من نصف الشعب اللبناني؟ وإليه ومعه الاقتصاد، ودورة الحياة، والأكثريّة الساحقة من ذوي الدخل المحدود، ومن أولئك الذين كانوا يصونون دورة الحياة عبر ما يُسمّى "الطبقة الوسطى". ما الحل؟ هذا سؤال قديم. مَنْ يُبدي استعداداً للتضحية في سبيل حلٍّ يمنع وطن الثماني عشرة طائفة من السقوط في ورقة نقديّة لم يعد لها مكان، ولا تأثير؟ الدولار هو اليوم سيِّد الموقف. والعملة الوحيدة في التداول. وثلاثة أرباع اللبنانيّين لا يملكون عملة من هذا النوع، فإلى أين المصير؟ ومَنْ لهؤلاء الناس؟ مَنْ يسعفهم؟ من أين يأتيهم الإسعاف؟ مَنْ يُبالي بهم؟ المسؤولون؟ هو هو هو... لا مؤشِّرات لحلول صالحة، لحلول إنقاذيّة، لحلول مدعومة من المسؤولين، والمرتاحين، والمُمَلْينين. وما بينهم من أحدٍ مستعدٍّ لتقديم أيّة مساعدة، أي تنازل، أيّة تضحية، أي تساهل ازاء أيّ منصب أو كرسي، أو رافد، من أجل هذا اللبنان اليتيم. من أجل هؤلاء اللبنانيّين الذين وجدوا أنفسهم وقد استفردتهم الحاجة، وتفرَّق عنهم المسؤولون والمعنيّون والقادرون.
"الاخبار": هل أطاح الحريري التسوية الرئاسية وانضم الى المعارضة؟
كتبت ميسم رزق في "الاخبار": هل أطاح الحريري التسوية الرئاسية وانضم الى المعارضة؟
هل أطاح سعد الحريري بالتسوية السياسية الناظمة لاداء فريق السلطة منذ العام 2016؟ رئيس الحكومة كانَ يعقُد اجتماعات سرّية يومية مع مجموعات في الحراك للبحث في خيار حكومة التكنوقراط والطلب اليها وضع أسماء مقبولة في الشارع. ويتهم خصوم الحريري رئيس الحكومة بأنه كان يسعى الى مد جسور مع الناشطين على الارض، بقصد الظهور انه الى جانبهم وانه يؤيّد مطالبهم تمهيداً لاستقالة تجعله خارج شعار كلن يعني كلن. وقالت أوساط بارزة في 8 آذار إن الحريري كان يتذاكى في موضوع الورقة الإصلاحية التي وقعها كل أهل السلطة على بياض، فيما كان هو يستثمر في الحراك مانعاً التعرض للمتظاهرين وفتح الطرقات، كما اصر على استبعاد باسيل واخراجه من الحكومة. وهو اكد أمام المعنيين أنه لم يعُد قادراً على تحمّل باسيل والتعايش معه وأن شرطه الوحيد للبقاء داخل الحكومة إجراء تعديل يطال بالدرجة الأولى وزير الخارجية قبلَ أي وزير آخر. وحين حاول الحريري ابتزاز القوى السياسية بالإستقالة سمع كلاماً واضحاً بأنك حين كنت مع باسيل على انسجام تام في إدارة أمور البلاد كانت الأمور ماشية، والآن حين لم تعُد راضياً عنه تريد خراب البلد. هذه الإستقالة تعني الدخول في الفراغ المجهول، وانت بذلك تخرب كل شيء. وعلمت "الأخبار" أن لقاءً عُقِد ليل أول من أمس بين الحريري (في منزله) والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله، الحاج حسين الخليل، الذي تمنى على رئيس الحكومة عدم الإستقالة منعاً للفراغ. لكن الحريري أصر على تعديل وزاري يُخرج باسيل ووزراء آخرين من الحكومة، أو الاستقالة. وبعد طرح عدة خيارات، أكّد الحريري لضيفه انه سيستقيل. كذلك حاول الرئيس بري أكثر من مرة ثني الحريري عن قراره، لكن رئيس الحكومة بقي مُصراً على إصراره كما قال بري أمام زواره أمس معتبراً أن المرحلة حساسة جداً وتتطلب تعقلاً وحواراً بين جميع المعنيين للخروج من الأزمة. وتنظر الأوساط السياسية الى خطوة الحريري بوصفها انقلاباً وتماهياً مع الضغوطات الخارجية التي تعرض لها، وأكدت الأوساط أن الاستقالة جاءت بعد ضغوطات أميركية وفرنسية عليه، علماً أن المسؤولين الفرنسيين الذي تواصلوا مع عدد من الشخصيات اللبنانية أكدوا أنهم نصحوه بعدم الإستقالة. تقول المصادر أن خطأ الحريري هو اقتناعه بأن لا بديل عنه، وأن من سمّوه سابقاً سيكلفونه من جديد، علماً أنه لم يأخذ أي ضمانة في هذا الصدد.
"الشرق": سعد الحريري من الشعب وإلى الشعب
كتب عوني الكعكي في "الشرق": سعد الحريري من الشعب وإلى الشعب
لم تفاجئني استقالة الرئيس سعد الحريري لأنني كنت أتوقعها منذ زمن بعيد، والحقيقة منذ لحظة تكليفه وبدأت العصي توضع في دواليب الحكومة والشروط التعجيزية التي وضعها ولي العهد الذي يريد أن يستولي على كل شيء والذي أيضاً كان يتمنى أن يحصل على جميع الوزارات لأنّ 11 وزارة لا تكفيه. كنت دائماً أسأل نفسي: لماذا يتحمّل الرئيس سعد الحريري هذه الصعوبات كلها، وهذه التجاوزات كلها؟ ويكفي أنّ ولي العهد استغل وزارة الخارجية لتصبح منبراً دولياً لتصريحاته الاستفزازية التي يدّعي فيها أنه الوحيد الذي يعيد حقوق المسيحيين… هذا كان خطاب ولي العهد في مختلف أنحاء العالم الذي كان يجول في العالم ويقول للبنانيين المهاجرين منذ 200 سنة عودوا الى الوطن عودوا الى لبنان لأنني استرجعت حقوق المسيحيين التي سلبها المسلمون. كيف لرئيس حكومة أن يتعايش مع هذا الخطاب وهذا القليل من إنجازات ولي العهد؟ نعود الى استقالة الرئيس سعد الحريري الذي كان ينوي تقديمها كما قلت منذ زمن بعيد والشيء الوحيد الذي كان يمنعه هو ضميره، إذ كان يقول لي: علينا أن نتحمّل… علينا أن نضحّي… أنا أم الصبي… لبنان بيستاهل أن يضحّي المواطن من أجله… الوطن غالي وأغلى ما في الدنيا هو الوطن. الشعب اللبناني من أعظم شعوب العالم… وحقيقة الشعب اللبناني تختلف كلياً عن الذي جرى خلال الحرب الأهلية لأنها كانت مؤامرة على لبنان وعلى اللبنانيين. اليوم وبفضل هذه الثورة التي كنت أتوقعها منذ زمن بعيد عاد لبنان الى أصالته واللبنانيون أثبتوا أنهم فوق الطائفية البغضاء وأكبر دليل على ذلك ما نشاهده في ساحة الثورة: علم واحد هو العلم اللبناني والجميع رفضوا الطائفية… وفي ساحة الثورة اللبنانيون، من دون أي استثناء، يجمعهم العلم اللبناني والنشيد الوطني.
"الانوار": استقالةُ الحريري جريئةٌ رغم السَطْوةِ لمنعِهِ
كتب الهام فريحة في "الانوار": استقالةُ الحريري جريئةٌ رغم السَطْوةِ لمنعِهِ
أما وقد نفَّذ الرئيس سعد الحريري ما وعد به، وتقدَّم باستقالته، فإن الأزمة دخلت منعطفاً جديداً وحاسماً.
وفي الحقيقة، تحدّى الحريري كل السطوة لمنعه من الاستقالة. وربما أدرك أن الآتي بعد الاستقالة لن يكون أسوأ من وضع الاهتراء الحالي. فالبلد على شفير المجهول، بكل المعاني السياسية والمالية والنقدية. ولكي تؤتي الاستقالة ثمارها وتكون مدخلاً إلى الحلّ لا إلى تعقيدات وخيمة. الحلّ واضح للذين يريدونه. وبكل بساطة، على الرئيس ميشال عون أن يبدأ بتشكيل حكومة جديدة مصغَّرة، خلال ساعات، مؤلفة من ذوي الكفاءات والاختصاص المشهود لهم بالجدارة والخبرة ونظافة الكف. وتكون هذه الحكومة برئاسة قاضٍ يمتلك القدرة على تنفيذ القوانين الخاصة باسترجاع الأموال المنهوبة من جيوب الشعب، على مدى سنوات وسنوات، وتمّ تهريبها إلى الخارج. والآن... في المقلب الآخر: ماذا ستفعل الانتفاضة أمام هذا التحدّي؟ هل عليها أن تمضي وكأن الاستقالة لم تحصل، ويستمر المشهد الذي ساد الشارع في الأيام الأخيرة، أي مشهد المواجهات بين الانتفاضة على خلفية فتح الطرق أو إقفالها؟ وهذه الانتفاضة التي بدأت تعطي ثمارها، هل يجوز أن تُغرق عناوينها الكبيرة المحقّة في تفاصيل الخلافات حول فتح أو إقفال الطرقات؟ فلنقلها بمحبة وإخلاص. إن إقفال الطرق سيؤدي إلى مزيد من الضغط على الاقتصاد المشلول أساساً، والذي يوشك على الانهيار. وتذكَّروا: أهل الدولة بكل مؤسساتها تقاضوا رواتبهم بسلام على رغم إقفال المصارف. والأهم هو أن نوابنا ووزراءنا الكرام قد وصلت إليهم رواتبهم باكراً، وهم لن يجوعوا… ولكن، في القطاع الخاص كيف سيقبضون رواتبهم ومصالحهم مقفلة. وهناك كثير من المنتفضين أيضاً، لا عمل لهم أساساً، ولا ينتظرون راتباً، وهذا لبّ انتفاضة الشعب. فماذا نستفيد إذا انهارت الدولة بالكامل، ودفعت كل ما بقي عندها من مدّخرات لموظفي القطاع العام و… "سكَّرت" بوجوهنا؟ من أين سيحصل هذا الكم من الناس على مصدر رزقٍ يعيش منه، على أقله تعليم أولاده... للهجرة! نأمل ونرجو من شباب الانتفاضة أخذ البلد إلى الهدوء والأمان وإبعاده عن مخاطر أي فتنة أهلية.
"الجمهورية": الحريري انقلب على 4 تشرين الثاني!
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": الحريري انقلب على 4 تشرين الثاني!
بالنسبة إلى العديد من المعنيين بالانتفاضة، إنّ العودة إلى واقع 17 تشرين، من دون استكمال الانتصار الأولي الذي تحقق باستقالة الحريري، قد يضيع جهود الانتفاضة، بل إنه يضع البلد على المنزلق الخطِر الذي كان ينزلق فيه قبل 17 تشرين الثاني. ويقول هؤلاء: إذا كانت هناك نيّات جدية للإنقاذ، فمن الممكن تأليف الحكومة الإنقاذية في مدى لا يتجاوز نهاية الأسبوع الجاري. فإذا تحقق ذلك يصبح وارداً أن تدرس الانتفاضة خطتها الجديدة للمرحلة المقبلة. استطاع الحريري باستقالته أن يفتح الباب للحل. وثمة مَن يعتقد أنّ استقالته في اليوم الثالث عشر أفضل للانتفاضة من استقالته في اليوم الثالث. فلو استعجَل بعد 72 ساعة من انطلاقها واستقال لكانت نفَّست قبل أن تُظهِر قوّتها الجماهيرية. وثمة مَن يقول: ربما لهذا السبب، حرصت واشنطن والسفراء الأوروبيون، في الأيام الأولى، على دعوة الحريري إلى عدم الاستقالة. في السياسة، المواعيد لها أهميتها. الإثنين المقبل، 4 تشرين الثاني، ستكون ذكرى مرور عامين على أزمة «استقالة» الحريري الشهيرة. آنذاك، عانَد الحريري ودعمَه شركاؤه ليتشبّث بحكومته. إذا لم تكن هناك مناورة ما، تشبه الورقة الإصلاحية، خلف الأكمة، فإنّ الحريري يكون قد انقلب على 4 تشرين الثاني وشركائه... وعملياً فكّ ارتباطه بالتسوية. ويكون هو أيضاً عاد إلى ما قبل خريف التسوية، خريف 2016، وربما إلى ما قبل شتاء 2011، الشتاء الذي جرى فيه إسقاط حكومته باستقالة الوزير الملك، وكان سقوطه عظيماً. والآن، إلى أين؟
"الشرق الاوسط": استقالة الحريري
كتب مشاري الذايدي في "الشرق الاوسط": استقالة الحريري
ما حصل، حصل، واستقالة الحريري هي المسمار الأخير والأكبر في نعش التركيبة التي نسجتها بمزيج من الترغيب والترهيب، أنامل النساج الأصفر حزب الله، لاستخدام الدولة اللبنانية من أجل خدمة مصالحه الخاصة، التي هي مصالح النظام الإيراني حكماً. الحريري حاول، من دون جدوى، الهروب من السياسة، التي يمسك بها «حزب الله»، مباشرة، أو من خلال أداته المسيحية جبران باسيل، والتركيز على الاقتصاد والاستثمارات، وكأن لبنان إمارة موناكو المستقلة المحايدة. الدرس هو أنه لا فكاك بين السياسة والاقتصاد... وحاكم بنك لبنان المركزي رياض سلامة الذي عمله، من طرف العهد اللبناني الحالي، تطمين الناس، لم يطق صبراً، وقال صراحة، بعدما حاول تلطيف كلامه الصادم لـ«سي إن إن»، ومفاده قرب الانهيار الاقتصادي والمالي في لبنان، إنه لم يقل ذلك، لكنه قال إن لم يحصل حلّ سياسي قريب فالانهيار آتٍ... شكراً، كلّفنا خاطرك! هل تحدث استقالة الحريري الصدمة الإيجابية المطلوبة؟ وما هذه الصدمة المطلوبة أصلاً؟ صفوة القول، لبنان مخطوف من إيران عبر حزب الله؛ سياسته وأمنه واقتصاده، والثورة الحالية هي ثورة على هذا الاختطاف وأدواته، وهو الرهان - أعني الثورة - الذي كان ينتظر من محاصرة اقتصاد حزب الله وأدواته المسيحية وغير المسيحية. جماعة نصر الله في الزاوية الآن... وحمى الله لبنان.
"الشرق الاوسط": استقال الحريري... هل انتهت مشكلة الدولة؟!
كتب فهد سليمان الشقيران في "الشرق الاوسط": استقال الحريري... هل انتهت مشكلة الدولة؟!
ليست النهاية أن يستقيل الحريري ولا أن تأتي حكومة أخرى بصفاتٍ مختلفة، وإنما الرهان على تغيير طريقة الحكم من المحاصصة الطائفية إلى نظامٍ مدني علماني، به تتجه الدولة بناسها نحو المساواة وقوة الفرد بدلاً من التركيب الطائفي والانضواء خلف الزعيم.. ارتفع سقف مطالب المتظاهرين بلغ حد المطالبة بتنحية رئيس الجمهورية، وأياً كانت المآلات فإن الحدث اللبناني تأخر كثيراً، على الأقل برفع صوت احتجاج على الأوضاع القائمة، وإطلاق صرخة بوجه الزعامات التاريخية المغرورة والفاسدة والمنهارة والمتآكلة. الطريق وعرة، ومابني في ثلاثين سنة، يصعب هدمه في ثلاثين يوما، وإنما يستعان بهذه الأحداث وآثارها على تغييرات محورية في النظام السياسي، وإحداث هزة تاريخية يبنى على إثرها نظام أكثر إحكاماً وأقرب إلى مفهوم الدولة، ليست الفكرة في استقالةٍ حكومة ومجيء أخرى، وإنما في بناء دستوري جديد يحرر لبنان من أغلال الطائفية وقيودها. هناك، في وسط الأحداث يهتف العديد بتجربة السعودية، وتحديداً باسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يتمنون تحقيق حملة ساحقة على الفساد كالتي قادها الأمير، وهذا مجرد فصل واحد من كتاب التطوير، من مثل هذه التجارب تتعلم المجتمعات كيف تصنع الدول نماذجها الساحرة للأقربين والأبعدين.يحلم العرب برؤيةٍ كالتي رسمها الأمير محمد بن سلمان، في البرامج المتنوعة وساحات الاحتجاج بلبنان وحتى العراق، يطالب الناس بالقبض على الفاسدين، من يصدق أن بلداً مثل لبنان يعاني من هذا المأزق الاقتصادي المدمر؟! رغم توفره على إمكانيات مهولة يمكنه الاستناد عليها لتحقيق اقتصاد ناجح، والعجب أن الصراع على النفط وربما التخطيط لاقتسامه قد بدأ أو انتهى قبل التنقيب عنه، هذه مهزلة تاريخية كان على اللبنانيين الاحتجاج عليها منذ عقود. قبل استقالة الحريري، ساد العناد السياسي ضد مطالب المحتجين وهذا يفسر ضعف المؤسسة الديمقراطية في لبنان، عناد الذهنية المستبدة، ما الفرق بين طاغية يقول أحكمكم أو أقتلكم كما فعل القذافي وبشار الأسد وصدام حسين. في لبنان هناك من يعتبر نفسه الأجدر بحكم البلاد، أو المتفضل على الناس بعبقريته في إدارة الدبلوماسية وملفات الخارجية، بل قد يدعي حقه الأوحد بالسلطة في لبنان وشرعية الانفراد بها، وبالتالي فإن المحتجين مجرد هوامش لا قيمة لهم في التداول الديمقراطي.
"الشرق الاوسط": استقالة الحريري تلقى تأييداً من بري ومعارضة من عون
قالت مصادر وزارية مواكبة لاستقالة الحريري إنه كان على وشك إعلان استقالته يوم الجمعة الماضي عندما هاجم مناصرون لحزب الله المتظاهرين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، لافتاً إلى أن نزول مسؤولين أمنيين في الحزب إلى الساحة، وسحب مناصريهم منها، أرجأ الاستقالة. من جهتهم، قال زوار الحريري لـ"الشرق الأوسط": منذ اليوم الأول، كان الحريري يعطي الأولوية للحل السياسي، ويرى أن المشكلة سياسية وحلها سياسي، ولهذا رفض أكثر من مرة دعوة مجلس الدفاع الأعلى للانعقاد، لافتاً إلى أنه إثر انسداد الأفق السياسي، اندفع الحريري باتجاه نقلة نوعية لمواكبة المرحلة، وقال زواره نقلاً عنه: يجب أن نتحضر لمرحلة جديدة، ولهذا هناك ضرورة لنقلة تحدث صدمة سياسية، وهذه لن تتم إلا بإعادة النظر بالوضع الحكومي حتى نوازن بين مصلحة الوطن وضرورة التجاوب مع وجع الناس، هؤلاء ثروة لبنان ويجب أن نحافظ عليها. وكشف زواره أن الخطوة الأولى لدى الحريري تتمثل في الاستقالة، أما الخطوة الثانية فتقضي بتشكيل حكومة مصغرة تتألف من اختصاصيين، مشيرة إلى أن هناك ضرورة للإسراع بالخطوة لأنه لا يجوز أن ننتظر، والشارع ذاهب نحو المواجهة، وإذا لم نتدخل فسيذهب الشارع إلى مواجهة»، لافتة إلى أن تشكيل الحكومة المصغرة «هو لقطع الطريق على الاشتباك السياسي الذي يمكن أن تشهده البلاد خلال المفاوضات لتشكيل الحكومة. وقال زوار الحريري: الانتظار ليس من مصلحة البلد، وكان يقول إنه لن ينتظر سفك الدم كي يستقيل في إشارة إلى التوترات والمواجهات في الشارع، التي شهدت الساحات أمس فصولها. ولفت الزوار إلى أنه عندما تمت الضغوط على الحريري من أجل فتح الطرقات بالقوة، قرر قلب الطاولة، وكأنه يقول إن لا أحد يبتزني بقصة رئاسة الحكومة. في سياق متصل، قالت مصادر وزارية لـ"الشرق الأوسط" إن موقف حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري كان وسطياً خلال التعامل مع الأزمة، وكانا يصران على رفض التأزم الإضافي في البلاد، لافتة إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون كان يعارض خيار الاستقالة، ويعتبر أن هناك أجندات خارجية تحرك المتظاهرين، مستنداً إلى أنه دعاهم إلى الحوار ولم يستجيبوا. وقالت المصادر إن الحريري أبلغ خطوته لمدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، كما اتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري وأبلغه بقرار الاستقالة، ورد بري بأنه يؤيده لأنه لا يجوز أن نترك البلد للفوضى والذهاب نحو المجهول، ويجب أن نرى ما هي الحلول الممكنة لإنقاذ البلد.
رؤساء الحكومات السابقين: الحريري تحلى بإرث والده
ولاحظ رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، بعد اجتماع في منزل السنيورة في بلس ان الرئيس الحريري تحلى "عندما قدم استقالته بإرث والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبحكمته، وبشجاعته، وكذلك بحكم مسؤولياته الوطنية".
السنيورة: استقالة الحكومة بلا توافق ستدخلنا في نفق كبير
اكد الرئيس فؤاد السنيورة ان "استقالة الحكومة من دون التوصل الى توافق مسبق على حجم الحكومة الجديدة وتركيبتها ستدخل البلاد في نفق كبير". وقال في دردشة امس مع مجموعة من الإعلاميين سبقت اعلان الرئيس سعد الحريري استقالة حكومته: "ان الرئيس الحريري كان يسعى للخروج من المأزق، والتوافق على تشكيل حكومة جديدة مع الرئيسين عون وبري، ومع القوى الاساسية الاخرى، بحيث يكون هناك اتفاق على حجم الحكومة الجديدة ومكوناتها من اجل تسهيل عملية التأليف وتسريعها". ورأى ان "لبنان لم يعد لديه ترف الانتظار ولا ترف الاختيار"، وان "التسوية جرت بين الحريري وعون، وليس بين الحريري وباسيل. وهذا خلط للأمور واضافة عقد جديدة ستؤدي الى مشاكل، ما يعني انه لا يمكن تشكيل حكومة جميع اعضائها من خارج الطقم السياسي، فهي بحاجة الى قبطان. وهذا الكلام يعكس عدم تبصّر واستهتار بالناس". وقال: "لا اعرف ما الذي حصل في هذه التسوية، وهي جرت على اساس الاقرار بموقع لبنان في المنطقة، وضمن التوازنات الخارجية، لا ان تجعله اسيراً ومنقاداً الى معادلة التوازنات المستجدة.. الآن ما نراه هو ان هناك طرفا يقول: "نحن في محور الممانعة نريد فرض التغيير بموازين القوى"، بينما اعتقد ان المعارك لم تحسم بعد، وهناك من يتجاهل ما يجري في المنطقة، كما في العراق مثلاً وحالة انكار ما يجري هناك وانكار ما يجري هنا". ولفت الى ان "لبنان خلال هذه الفترة، ولا سيما منذ حصول التسوية الرئاسية، يتعرض لعملية شحن يومي لتخريب عقول اللبنانيين، وقد زادت حدتها بشعارات كالرئيس القوي واستعادة الحقوق، ما ادى الى ازياد كبير في تخريب العقول". وكشف ان "حجم الثروات بدأ يتراجع منذ العام 2011 الى الآن، وكذلك النمو الاقتصادي، وقد خرج الناس بسبب الضيق، وكان هناك من يتلاعب بأساسات البلد، وبوضعه في إشكالات مع الدول العربية، وهذا الامر انعكس على لبنان سلباً، ولم يعد بإمكانه الحصول على اموال خارجية. هذه الازمة التي لم يكن لها مخارج، دفعت الشباب الى الخروج باحتجاجاتهم". ورأى ان "تسوية الحريري وعون كان يجب ادارتها بشكل جيد"، وقال: "أنا مع حكومة من غير السياسيين. ورئيس الجمهورية يجب ان يكون مقابل الرئيس الحريري وليس وزير الخارجية جبران باسيل مقابل رئيس الحكومة. ويجب الاتفاق على الحكومة الجديدة. المسؤولية تقع على رئيس الجمهورية ليتصرف وفق ما يقتضيه موقعه لا التصرف كرئيس بلدية". وخلص السنيورة الى القول ان "استقالة الرئيس الحريري من دون توافق ستدخلنا في نفق كبير".
بري: سعيتُ شخصياً لإقناع الحريري بعدم الاستقالة
سألت "الجمهورية" رئيس مجلس النواب نبيه بري عمّا دار بينه وبين الرئيس سعد الحريري في لقائهما الأخير في عين التينة؟ فأجاب: "لم نترك شيئاً الّا وقمنا به في محاولة لاحتواء الموقف، وعدم بلوغ الأزمة الحد الذي بلغته. وقد سعيتُ شخصياً لإقناع الحريري بعدم الاستقالة، إلّا اننا اصطدمنا بإصراره عليها".
وسُئل بري أيضاً: ماذا بعد الاستقالة؟ فأجاب: "لا شك في انّ الوضع دقيق وحساس، وينبغي مقاربة ما حصل بكثير من التعقل وعدم الانفعال، والحؤول دون حصول أي أمر من شأنه ان يزيد الأمور تعقيداً. المطلوب هو أن تسود الحكمة ولغة الحوار بين المكونات اللبنانية في معالجة الأمور، خصوصاً انّ صورة الأزمة ليست طائفية او مذهبية".
جنبلاط: "الإشتراكي" لن يشارك في اي حكومة لا يترأسها الحريري
لفتت "النهار" إلى ان حركة اتصالات واسعة بدأت منذ أمس للتعجيل في التوصل الى حل مع اتجاه مبدئي الى اعادة تكليف الرئيس سعد الحريري مرة جديدة، خصوصاً ان الوجوه التي يمكن ان تكون مطروحة، باتت اسماء محروقة في الوسط السني قبل غيره في ظل تضامن مفتي الجمهورية ورؤساء الحكومات السابقين مع الرئيس المستقيل، في مواجهة اسماء بدأ تسريبها عبر الاعلام تكون أقرب الى التكنوقراط في ظل استبعاد كل وجوه 8 اذار.
وكشفت "نداء الوطن" أن التداول بأسماء مرشحين لخلافة الحريري بدأ وأبرزهم الرئيس السابق تمام سلام الذي رد، قبل الاستقالة، على سؤال عن استعداده لتولي المسؤولية بالقول إنه لن يطعن الحريري والموضوع يستوجب درساً. كما تردد أن عون سبق وسمّى محمد الصفدي وفؤاد مخزومي، والإسمان قد لا يرضى عنهما "حزب الله".
وعلمت "اللواء" ان الرئيس سلام هو الأوفر حظاً، للحلول مكان الرئيس الحريري، إذا ما أصرّ على البقاء خارج الحكومة، وتردد بقوة اسم نائب بيروت فؤاد مخزومي.
وأكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط لـ"النهار" ان حزبه لن يشارك في اي حكومة لا يترأسها الحريري، وأن "الاستقالة أتت نتيجة تعنّت تيّار سياسيّ معيّن بعدم الاستجابة لطلب الرئيس الحريري تغيير بعض الوجوه في الحكومة لتلبية الحد الأدنى من متطلّبات الحراك".
"الجمهورية": جنبلاط يدعم "إنتفاضة" الحريري ويُطمئِن حزب الله
كتب عماد مرمل في "الجمهورية": جنبلاط يدعم "إنتفاضة" الحريري ويُطمئِن حزب الله
بعد إعلان الحريري استقالته، بدا جنبلاط متعاطفاً معه، ومقتنعاً بأنّ الرجل بذل أقصى جهد ممكن خلال الأيام الماضية من أجل إيجاد تسوية للأزمة المستجدة، وقدّم أكثر من طرح في هذا الاتجاه، لكنه قوبل بالرفض والسلبية من قبل المعنيين بسبب إصرارهم على عدم الاستغناء عن بعض الأشخاص»، في تلميح واضح الى اسم باسيل. ويؤكّد جنبلاط لـ"الجمهورية" أنّه يؤيد إعادة تكليف الحريري برئاسة الحكومة المقبلة إذا كان مرشحاً او مستعدّاً للعودة الى السرايا الحكومية مجدداً، معتبراً انّه لا بدّ للعبة الديموقراطية من أن تأخذ أبعادها الكاملة وإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلّف. وفي انتظار إنجاز هذه الآلية الدستورية، يدعو جنبلاط الى احترام المتظاهرين وحقهم في التظاهر، وبالتالي عدم استخدام العنف ضدّهم، لكنّه في الوقت نفسه يطالب بالتوقف عن قطع الطرق، خصوصاً الأساسية منها، مثل طريق الشام وأوتوستراد الجنوب. وماذا عن طبيعة الحكومة المقبلة التي يحتاج إليها لبنان؟ يعتبر جنبلاط انّ المطلوب في هذه المرحلة الحساسة تشكيل حكومة تكنوقراط تتولى التصدي للأزمة الاقتصادية - المالية وترميم ثقة الداخل والخارج في الدولة، لافتاً الى انّه سبق له أن دعا مع بداية الحراك، الى إجراء تعديل وزاري جوهري يُخرج الأسماء المستفزة من الحكومة، ثمّ دعمت خيار التوافق على التغيير الشامل نحو حكومة تكنوقراط، إلّا انّ عناد البعض أوصلنا الى هنا. وقيل له لكنّ حزب الله ليس مؤيداً لتشكيل حكومة تكنوقراط وسيكون خارج صفوفها، خصوصاً في ظلّ الاستهداف الذي يتعرض له، فيسارع جنبلاط الى التأكيد أنّ حزب الله يجب الّا يشعر بالقلق، مشدداً على أنّ قضية سلاحه ينبغي أن تخضع لاحقاً لحوار طويل المدى، «علماً أنّ هذه المسألة تتوقف كذلك على الظروف الاقليمية. وفي رسالة لافتة الى الضاحية، قال: مسألة السلاح لا تُناقش في هذا التوقيت، وليس جائزاً لأحد أن يغامر الآن، بل انا أعتبر ان كل طرح من هذا القبيل يصدر عن اي جهة سياسية سيكون نابعاً من غباوة او تآمر. وعمن يتحمل المسؤولية عن الوصول الى المأزق الحالي، يتجنب التسمية المباشرة، مكتفياً بالتلميح الأبلغ من التصريح، قائلا: معروف من أوصلنا الى الافق المسدود.
روكز لـ"الشرق الاوسط": لتشكيل حكومة بصلاحيات استثنائية لتنفيذ الإصلاحات
كتبت بولا أسطيح في "الشرق الاوسط": روكز: لتشكيل حكومة بصلاحيات استثنائية لتنفيذ الإصلاحات
استغرب النائب شامل روكز في حديث لـ"الشرق الأوسط" اعتبار البعض أن استقالة الحكومة تُدخل البلد في الفوضى والمجهول، معتبرا أن البلد أصلا يرزح تحتهما والتغيير الحكومي سيكون حلا كافيا ووافيا للأزمة من منطلق أنه سيعطي انطباعا جديدا بالثقة سواء للشعب اللبناني أو للمجتمع الدولي. ودعا روكز الذي أعلن مؤخرا استقالته من تكتل لبنان القوي الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، لتشكيل حكومة من أصحاب الكفاءة والنزاهة وليس بالضرورة حكومة تكنوقراط، مع إمكانية أن تكون بصلاحيات استثنائية لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، مشددا على وجوب الاستفادة من الحيوية التي في الشارع لتتحول طاقة للحكومة الجديدة لتمضي بعملية الإصلاح ومحاربة الفساد. وقال: الأهم أن تنال أي حكومة جديدة ثقة الشعب قبل نيلها ثقة المجلس النيابي وألا تكون حكومة محاصصة، فكلما كبر حجم الحكومة تهافتت الأحزاب على تقاسم الحصص فيها. واستهجن روكز التعاطي مع الشارع وكأنه عدو، مشددا على أنه لم ولن يكون عدوا لا للدولة ولا لرئيسها، كما أنه لا ينفذ مؤامرة كما يُتهم من قبل البعض وإن كان هناك من يحاول استغلال الثورة المفترض أن يتم تصويبها، مضيفا: الناس خرجت إلى الطرقات نتيجة معاناة وبما أننا بلد ديمقراطي لا ديكتاتوري، فمن واجب المسؤولين الاستماع إلى صوت المحتجين ومطالبهم. واعتبر روكز أنه يتوجب التعاطي مع المرحلة الحالية بمسؤولية كبيرة، معرباً عن أمله بأن يستنبط رئيس الجمهورية كما الرئيس الحريري بالتفاهم مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حلاً، فلا يعمدوا إلى كسر الشارع بالقوة، لأنهم قادرون على ذلك لكن مزيدا من القهر والغضب والضغينة من قبل الشارع تجاه الدولة سيؤدي لانفجار ثان أكبر بكثير.. وأضاف: «صحيح أنني انسحبت من تكتل لبنان القوي لكن ذلك لا يعني انضمامي إلى صفوف المعارضة. أنا داعم للرئيس عون ومواقفه، كما لصوت الشعب المقدس.
"القمصان السود" اجتاحوا الوسط والانتفاضة مستمرة
رأت "النهار" أنه اذا كان الرئيس سعد الحريري استجاب لنداء الشارع، وقدم استقالة حكومته عصر أمس، نزولا عند الرغبة الشعبية في ذلك، ظنا منه ان هذه الخطوة ترضي الحراك المدني، فان غارات "القمصان السود" التي نفذها عناصر الثنائي الشيعي "حزب الله – أمل" والشعارات الطائفية التي اطلقها هؤلاء، والشتائم التي وجهوها الى المتظاهرين، ولدت ردات فعل عكسية، ودفعت الى مواصلة الحراك، والمؤسف انها أعادت تحريك الفتنة المذهبية السنية الشيعية. اذ ان نداءات "شيعة شيعة" و"حزب الله" وحركة "أمل" أيقظت الشارع السني الذي خرج ليلاً في غير منطقة، ورد على عناصر الشغب التي اسقطت هيبة الدولة اولا، وحركت المشاعر الدفينة ثانياً، وولدت نقمة على العهد ثالثاً اذ حملته مسؤولية الاعتداء على الناس واضعاف هيبة مؤسسات الدولة والاجهزة الامنية.
واعتبرت "الجمهورية" ان هذا الامر أثار بلبلة سياسية، وكان صدى هذا الهجوم في منتهى السلبية في "بيت الوسط"، وقالت مصادر سياسية مواكبة لحركة الاتصالات لـ"الجمهورية" انّ "هذا التطور السلبي، الذي تمثّل بالهجوم على المحتجّين على طريق "الرينغ" وفي وسط بيروت، شَكّل دافعاً أساسياً لتصميم الحريري على تقديم استقالته، وليتحمّل الجميع مسؤولياتهم".
ولاحظت "النهار" أن الغارات تأتي بعد تحذيرات ولاءات حددها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أعلن فيها رفضه استقالة الحكومة. وتبعتها سلسلة تصرفات ضيقت على المتظاهرين في غير منطقة خصوصاً في الجنوب.
"النهار": رجعلنا حقنا!
كتبت ميشيل تويني في "النهار": رجعلنا حقنا!
استقالت الحكومة بعد أيام من المطالبة بذلك في الساحات، والأهم الآن هو تأليف حكومة خبراء واقتصاديين واختصاصيين لمعالجة الأزمة الكبيرة التي يعيشها لبنان. "رجعلنا حقنا" اليوم عندما سقطت في الشارع حكومة لم تفعل شيئا سوى الفراغ والتعطيل من أجل مصالحها الخاصة. رجعلنا حقنا يوم من ادعى العفة قال له الشارع كفاك تمثيلاً. رجعلنا حقنا عندما سقطت حكومة تواطأت ورضخت وسكتت عن إحقاق العدالة منذ سنين في ملف جبران تويني. نعم رجعلنا حقنا لانهم سقطوا في الشارع بصوت كل لبناني ردد قسمه. رجعلنا حقنا عندما نظف اللبنانيون الشوارع وفرزوا النفايات أفضل من كل السلطة التي طمرتنا بالنفايات كل هذه السنين. الحق لا يمكنه إلا أن ينتصر مهما طال الوقت، والحق انتصر اليوم بوجه سماسرة قسموا البلاد الى حصص كي يزيد ربحهم وربح جماعتهم. مشهد الامس، وهو مشهد قطاع الطرق والزعران الذين كسروا الخيم وضربوا المتظاهرين، هو مشهد إضافي سيذكره منهم التاريخ لكل من يريد تخريب لبنان... هم الذين لا يريدون ان يفهموا انهم مهما دمروا وكسروا وضربوا فإرادة الشعب اللبناني بالتغيير والحياة الكريمة أقوى بكثير. نعم، تكسرون خيم متظاهرين سلميين لكننا نحن نعمر الوطن بأفكارنا، والفكرة لا يمكن قمعها او كسرها او إخفاؤها.. رأيتكم بالامس تضربون النساء والرجال السلميين بالعصي لانكم لم تتحملوا ان يكون هناك شعب موحد يقول: كفى للفساد وكفى للتبعية العمياء وكفى للطائفية وكفى لنهج ارهابي. لكن انتصرنا وسننتصر دومًا لاننا نحن والعلم اللبناني وارادتنا بالحياة، شعرنا بعد 14 عاماً من الاختناق بأننا نتنفس من جديد، ولو اننا نتنفس خائفين على الغد، ولكن على الأقل نتنفس...
"النهار": خيارٌ واحدٌ لـنصرالله: إنهاء الانتفاضة
كتب عبد الوهاب بدر خان في "النهار": خيارٌ واحدٌ لـنصرالله: إنهاء الانتفاضة
هذا النظام ليس في أزمة حكم، بل في أزمة وجود يعانيها كلٌّ من أطرافه. كل الخيارات الترقيعية المجرّبة لا تنقذه، وكلّ الخيارات التغييرية الجدّية تتطلّب تنازلات أو "تضحيات"، وكلّ تنازل حقيقي وغير مغشوش من شأنه أن يعمّق مأزق مَن يُقدم عليه. يُفترض أن يكون "العهد" اكتشف الآن تداعيات أن يُنتخب رئيسه ليصبح رهينة "حزب الله" وأن يهيئ صهره كرهينة أخرى لوراثته، فهذا لم يعنِ فقط أن هدفه كان المنصب بل كذلك ان السعي الى "صلاحيات" أكبر لا معنى له إذا كان نصرالله و"حزبه" يستحوذان عليها. ويُفترض أن رئيس الحكومة تأكد بالدليل الملموس أن "التسوية" ربما منعت انهيار الدولة آنذاك لكنها كانت أصبحت "دولة" نصرالله و"حزبه". لذلك جاءت انتفاضة الشعب رفضاً لهذا الواقع السقيم. الأكثر ادراكاً لما يعنيه شعار "إسقاط النظام" هو نصرالله، فهذا نظامه، ولا يفيده "النأي الكاذب بالنفس" عن "العهد" والحكومة، إذ اتخذهما أداتَين للسيطرة والترهيب والهيمنة وممارسة الحكم، ففشلا وفشل معهما. وعندما قال نصرالله إن "المقاومة هي الأقوى في المعادلة" فإنه أخطأ في لعب رصيده الثمين هذا، سواء باستخدامه لتهديد انتفاضة شعبية سلمية باسم "مؤامرة" خيالية، أو بتأكيده مجدّداً أن سلاح "المقاومة" موجّه خصوصاً ضد اللبنانيين كما وُجّه ضد السوريين. ولا شك في أن تخويفه اللبنانيين من "حرب أهلية" و"فراغ سياسي" كان تهديداً بأن إنهاء الانتفاضة بات حتميّاً لديه وبأن ثمّة "7 أيار" آخر بين خياراته، ولو استعان بشبّيحة النظام السوري لئلا يظهر "الحزب" في الواجهة. لكن أي محاولة لتخريب الانتفاضة ستُنسب حتماً الى "الحزب"، وسيتساوى فشلها ونجاحها في الارتداد عليه وعلى نظامه.
"النهار": أمراء السلام أقوى من خندقكم
كتبت موناليزا فريحة في "النهار": أمراء السلام أقوى من خندقكم
من سقط أمس هم أولئك الذين دفعوا شباناً رعاعاً بدراجاتهم النارية يكتسحون شباباً أعزل رفع شعارات سلمية وافترش الساحات للمطالبة بكرامة مسلوبة وحقوق منهوبة. ما سقط أمس هو تلك الأقنعة التي اختبأ خلفها كثيرون رافعين شعارات كاذبة. ما سقط أمس هو تلك التسويات الكبيرة التي ربّعت زعماء على مناصب ليسوا أهلاً لها. ما تبدّد أمس ليس الحلم الذي عشناه 13 يوماً، وإنما الوهم الذي فرض علينا منذ ثلاثين سنة. أياً تكن نتيجة الانتفاضة التي اجتاحها خفافيش الظهر الذين خرجوا من خندقهم، وسواء نجحت في ارساء أسس نظام جديد تتطلع اليه الغالبية العظمى من اللبنانيين أم لا، فثمة دينامية أرساها يوم 17 تشرين الأول لن تستطيع أية سلطة آتية، أيا كان شكلها، وقفها، ولا حتى تجاهلها بعد الآن. كشفت الساحات والشوارع التي حولها أمس أزلام الطوائف خراباً، شباباً وشابات لبنانيين هم في أكثرهم من جيل ما بعد الطائف، يعرفون معنى بناء الأوطان والمؤسسات، لا تدميرها وإفلاسها، منفتحين على الآخر ويعتبرونه شريكاً، لا فزاعة. جيل يحاجج بالأرقام لا بالأوهام، ويجادل بالنظريات الاقتصادية لا بنظريات المؤامرة. جيل متمسك بلبنان ويريده وطناً لا مزرعة، ويطالب بمعاملته كمجموعة مواطنين لا كقطيع. لا قدرة لأمراء السلام على مواجهة الاساليب البربرية التي استخدمت ضدهم في الساحات ولا هم مستعدون لذلك، لكن أولئك الذين اظهروا إخلاصاً ووعياً استثنائياً في الايام الاخيرة، لن يستسلموا وليس اصرارهم على البقاء فوق ركام خيمهم المحطمة، إلا دليل على أنهم يعرفون أن لبنان الجديد يحتاج اليهم أكثر من أي وقت.
"الاخبار": هلأ لوين؟ 2/2
كتب ابراهيم الامين في "الاخبار": هلأ لوين؟ 2/2
أعرف شخصياً السيد حسن نصر الله، وأعرفه منذ زمن بعيد، وأعرف الكثير عن عقله وقلبه، وأعرف متى يقسو على نفسه وعلى أهله من أجل القضية المحقة. وأعرف كم حمل وصمت عن كبائر ترتكب، فقط لحماية المقاومة. وأذكر أنه قال لي يوماً إنه لن يسأل عن ماء وجهه وهو يقود شباباً يخسرون حياتهم من أجل المقاومة، ولن يسعى الى بقاء صورته مرفوعة في بقاع الدنيا بينما تخسر المقاومة، ولن يقبل إغراءات الدنيا مقابل قناعاته الإلهية. لكنني أعرف ما هو أهم، أعرف إدراكه لمعنى الرجولة والشهامة واحترام الذات الإنسانية، وأعرف حجم حرقته على ظلم يلحق بطفل أو فتى أو صبية أو شاب أو أم أو أب. ولذلك، أسأله: هل يعقل أن لا تبادر الى منع هذا الظلم المستمر بحق إخوة لك في الخلق، لمجرد أنهم أعربوا عن رأي مخالف لرأي الزعيم ومحاسبيه؟ بهذا المعنى، سيكون الحديث واضحاً وصريحاً، حول المسؤولية المباشرة، والكاملة، لحركة أمل، من رئيسها الى قياداتها السياسية، الى وزراء ونواب ومجالس بلدية، الى ضباط ورجال أمن، الى رجال دين ونافذين وفتوة، الى جيش من المرافقين الذين يتولون مهمة إذلال الناس، ومعاقبتهم على رفع صوتهم اعتراضاً على أداء سلطة، تتولى «أمل» حصة كبيرة منها. السؤال هنا، ليس عن العقل العفن الذي لا يزال يتحكّم بمن يلاحق الناس لإذلالهم. وإنما عن الثمن الذي يجب أن يدفعه الناس حتى يتغير هؤلاء، أم أنهم يريدون من الغاضبين اقتناص أول فرصة جديدة، والتصرف هذه المرة، بدرجة من العنف الذي يلجأ إليه المقهورون دفاعاً عن الحق، في ليلة صالحة أو كالحة... إن تعرّض أيّ مواطن في بيروت والجنوب والبقاع لضغط أو إذلال لمنعه من التعبير عن رأيه، أو للعودة عن رأيه، أو لمنعه من الخروج من المنزل، هو عملية وحشية سيتم التشهير بالقائمين عليها، ومحاسبة الزعران، ومن يقف خلف بلطجتهم، هي مطلب لا يقل أهمية عن مطالب الناس الفقراء بدولة عادلة!!
"الاخبار": انتصار أوّل... برغم البلطجة
كتب ايلي الفرزلي في "الاخبار": انتصار أوّل... برغم البلطجة
سعى مناصرو حركة أمل إلى ترويع المعتصمين على جسر الرينغ وفي ساحتَي الشهداء ورياض الصلح، فكانت النتيجة مزيداً من الإصرار على استكمال المعركة في وجه السلطة. تحوّلت ساحة الشهداء وموقف العازارية إلى ما يشبه الأرض المحروقة. لا شيء بقي في مكانه من منصات وخيام ومسارح وستاندات.. كل ذلك كان يحصل أمام أعين قوى الأمن والجيش الذين ملأوا الساحتين، لكنهما فضّلا ترك المهاجمين يعيثون خراباً في المكان، مقابل حماية من أمكن من المتظاهرين الصامدين. لم يجد المهاجمون من يصدّهم، إلا في ساحة رياض الصلح. هناك حيث الشيوعيون واليساريون الموجودون فيها، دافعوا عن أنفسهم بما أمكن. وهناك، لولا القنابل المسيّلة للدموع، لكان الدم قد سال، بعدما أطبقت أعداد كبيرة من المهاجمين الخناق على المعتصمين، ومعهم مكافحة الشغب، هم الذين دخلوا إلى الساحة من المدخلين الوحيدين المفتوحين إليها (من جهة الإسكوا ومن جهة جامع محمد الأمين). كل ذلك نُسي لحظة الاستقالة، لتحلّ محلّه الاحتفالات التي لم تعكّرها تحليلات عن عوامل خارجية وداخلية، اقتصادية وسياسية، دفعت الحريري إلى تنفيذ خطوته. وهذا لا يعني أن هؤلاء المنتفضين لا يرون هذه العوامل أو يتغاضون عنها، بقدر ما يعني، في هذه اللحظة، أنهم مؤمنون بالتغيير وبقدرتهم على التغيير. ولذلك، لن يتراجعوا عن سلميتهم وعن حقهم في التظاهر والإضراب إلى أن تتحقق مطالبهم. قد لا تكون المطالب واضحة تماماً، وخاصة في ظل عدم وجود قيادة للحراك أو هيئة تنسيق جامعة، لكن أجواء الاتصالات بين المجموعات المختلفة، ولا سيما تلك الموجودة في رياض الصلح وموقف العازارية، تدور حول نقاطٍ عدة: 1- استقالة الحكومة مهمة لكنها ليست كافية، ولذلك لا خروج من الشارع. 2- البديل من الحكومة المستقيلة هو حكومة مدنية تضم مجموعة من الأسماء الموثوقة، من خارج قوى السلطة، وقادرة على أن تحوز ثقة الناس. 3- استكمال التظاهرات والإضراب العام. 4- يتم البحث أيضاً في فكرة تحميل الحكومة المقبلة مسؤولية حماية الطبقات الفقيرة والمتوسطة من مخاطر الانهيار المالي، الذي صار أمراً واقعاً.
"الجمهورية": "كلّن يعني كلّن" ولكن...
كتب جورج حايك في "الجمهورية": "كلّن يعني كلّن" ولكن...
لا يميّز المتظاهرون بين سياسي وآخر. هم يصرخون بأعلى أصواتهم كلّن يعني كلّن ويقصدون بذلك سياسيّي الأحزاب والتيارات السياسية المعروفين والممثلين في الحكومة والمجلس النيابي. مصادر التيّار الوطنيّ الحرّ لا تعتبر أنّ هذا الشعار يطالها لأسباب عدّة أهمها أنّ التيّار محصّن ويُدرك طبيعة الحملات المحضّرة والمبرمجة، وتشير إلى عتبها على بعض الجماهير لأنّها تعرف اسلوب حياة وزراء التيّار ونوابه وحال بيوتهم، فالسارق أو مستغلّ المال العام يظهر عليه بسرعة. لا شيء مخفياً وهناك قانون رفع السرية المصرفية سيكشف عن كلّ شيء. لذلك نعتب على الناس الذين يصدقون الشائعات. وتعتبر مصادر تيار المستقبل أنّ هذا الشعار يضعف الثورة، وخطورته انّ كلّ شخص يريد ممارسة الشأن العام صار يتردد من الآن فصاعداً على الانخراط فيه، لأنّ الناس سيشتمونه فيذهب الصالح بسبب «الطالح. أما أوساط حزب الله فتؤكد أنّها تؤيد توصيف كل شخص فاسد حقيقي لكن من دون أن يكون هناك تعميم، «لأن التعميم يقود إلى تجهيل الفاعل. يجب أن تكون لدينا الجرأة في تسمية الفاسدين مع إبراز الأدلة. وتلفت أوساط الحزب إلى أنّه كان من السبّاقين بفتح ملفات الفساد من خلال القضاء ولجنة التحقيق النيابية. وتبدو مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي أكثر تفهّماً لهذا الشعار ولا تنكر تورّط كلّ الطبقة السياسية بالفساد، وتقول: نحن لا نعتبر أنفسنا حزباً فاسداً في السلطة، لكنّ الحراك لا يستثني احداً وهذا من حقه. نحن معنيون بأن نقدّم رؤية أو أداءً أو طرحاً متجدّداً في المرحلة المقبلة لنعيد الثقة بالقوى السياسية إلى الناس، ونعتبر أنّ الحراك شكّل حافزاً لنا بالذات لطرح رؤيتنا الإصلاحية بثبات أكبر. لا تقبل مصادر حركة أمل التعميم في شعار كلّن يعني كلّن، لأنه يشجع على عدم المحاسبة الحقيقية، لكننا نعترف بأنّ الفساد ينخر كلّ مفاصل الدولة وكلّ أجهزتها وإداراتها، لكن من غير المنطقي أن تكون كلّ السلطة فاسدة، وهذا التعميم يخدم الفاسدين، وربما يرفع المحتجون هذا الشعار من باب عاطفي انفعالي وشعبوي، لكنهم غير موفقين فيه. وأخيراً تتفهم مصادر القوات اللبنانية نقمة الناس وأوجاعهم وغضبهم لما آلت اليه الأوضاع في الأعوام الأخيرة وصولاً إلى الانهيار، وهي تدرك أنّ الشعب لا يريد في لحظة غضب وجوع وكرامة أن يميّز بين طرف وآخر.
"الشرق الاوسط": الهجوم على وسط بيروت رسالة سياسية قبل استقالة الحريري
كتبت كارولين عاكوم في "الشرق الاوسط": الهجوم على وسط بيروت رسالة سياسية قبل استقالة الحريري
أكدت مصادر مقربة من الحريري أن العنف الذي تجسد في الشارع في المرحلة الأخيرة والاعتداء على المتظاهرين، ومحاولة البعض وضع شارع في مواجهة شارع زاد من قناعته بضرورة اللجوء إلى هذا القرار. ويؤكد وزير العدل السابق أشرف ريفي أنه ورغم محاولات حزب الله بالظهور وكأنه غير مسؤول عن كل الغزوات التي كانت تنفذ ضد المتظاهرين وكان آخرها وأكثرها عنفا تلك التي نفذت أمس، فهو الذي يتحمل مسؤوليتها. وفيما أكد ريفي أن الحريري اتخذ قرار استقالته واقفا مع إرادة الشعب وقناعة منه بأنه لا يمكن أن تكمل الأمور بهذا الشكل خاصة بعد كل الطروحات التي قدمها للخروج من الأزمة وقوبلت بالرفض، حذر في تصريح لـ"الشرق الأوسط" من أن تكون ردة فعل الحزب بتشكيل حكومة جديدة هي عبارة عن حكومة دمى ويبعد بالتالي الحريري، لأنه عندها سيكون مصيرها أيضا الإسقاط بالشارع. وأكد على ضرورة أن يعيد «حزب الله» النظر في كل ما يقوم به ويعمد إلى الاقتناع بضرورة تشكيل حكومة تخضع لإرادة الشعب وتحقق مطالبه. من هنا يؤكد ريفي أنه وبعد تقديم الحريري استقالته تبقى كل الاحتمالات واردة حيال ما قد يقوم به حزب الله ومنها تكرار ما حصل يوم أمس ضد المتظاهرين وغيرهم، داعيا إلى ضرورة أن تبقى القوى الأمنية واعية لكل ما يحصل. من جهته، لا يرى النائب إلياس حنكش في اعتداء مناصري الحزب والحركة قبيل إعلان الحريري استقالته، إلا نوعا من الضغط على الحريري للعودة عنها أو لتقديم نموذج عما سيقومون به في المرحلة المقبلة بعد الاستقالة والقول: لا يمكنكم تخطي قراري». ويضيف «لا شك أن الحزب كان يريد بقاء هذه الحكومة التي يسيطر عليها، فيما سقوطها سينزع عنه الشرعية ويكشفه. ، رأى حنكش أن كل الاحتمالات واردة حيال ما قد يقوم به الحزب بعد الاستقالة، خاصة أن أجندته مرتبطة بأجندات خارجية تخضع جميعها لمتغيرات وتبدلات قد تنعكس عليه. في المقابل، يرى مسؤول الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور أن الحريري تجاوب مع مطلب الناس وفعل خيرا. ويقول لـ"الشرق الأوسط": لن نتخوف من شيء ولن يحصل شيء. الأساليب القديمة في الترهيب ولت إلى غير رجعة والشعب اللبناني لم يعد يخشاها وهذا ما أثبته في كل مرة كان يتعرض إلى الاعتداء بالعودة إلى الساحات.
"النهار": الجبين أعلى من كل الجبال
كتب سمير عطا الله في "النهار": الجبين أعلى من كل الجبال
كل ما يحدث، سابقة، لا تفسير لها: طرابلس تنضم الى الجمهورية اللبنانية وهي تغني وترفع العلم. وساحة البرج تجمع اللبنانيين القادمين من كل الجهات أكثر مما جمعت يوم لم تكن هناك ساحة سواها. والثائرون يقفون على مدى لبنان، وليس بينهم وجه ظهر في صورة من قبل. كل الوجوه الشائعة خجلت، أو خافت. ما ومن يمكن أن يعبىء كل هؤلاء البشر ويدفع بهم الى الشوارع والساحات؟ بلا لافتات. بلا ملصقات. بلا عروض مسرحية وأضواء هوليوودية، كتب نحو مليونين ونصف مليون شاب، الميثاق الوطني الجديد. كرروا في ساحة رياض الصلح "لا ممر للاستعمار ولا مقر". وتركوا الباقي دون كلام ودون فصاحات وقواميس بالية. يد واحدة من الشمال الى الجنوب من غير ان تعرف هوية جارك. أي كلام يمكن ان يشرح هذه القيامة التي لم يتوقعها احد، ولا حتى صدَّقها أحد، ولا شاهدها أحد من قبل. فجأة يصبح بلد الطوائف بلد العقول والأفئدة، طائفته الحرية والكرامة الإنسانية. يتذكر شبابه وهم يقومون الى دوام عزة النفس أن الجبين أعلى من كل الجبال. لن يقبلوا بعد اليوم ان "يشملوا" أمام مواكب الفجور التي تزيحهم عن الطرقات بوحشية. لا "زورو" يطير فوق رؤوسهم. لا وزراء يزيد فريقهم على "جند المئة" كما في الانجيل. تعالوا نبني وطناً أفضل وأعقل لأبنائكم ولأبنائنا. الملايين الذين هتفوا وبكوا وغنوا ليسوا أصحاب مطالب، كما قالت كلوديا مرشليان، بل أصحاب حقوق. لبنان وطن، لا شركة. فهذه قد يكون فيها غش وخسارة وافلاس. هذا وطن نملكه جميعاً. جمهورية عمرها مئة عام، لا عامية طافرة وطائفية. جمهورية بكل قيمها وتقاليدها وحضاراتها.
ردود فعل دولية.. والخوف على الإستقرار
على صعيد ردود الفعل الدولية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس جميع القوى السياسية في لبنان إلى الهدوء، مطالباً قوات الأمن بحماية المتظاهرين السلميين والمحافظة على أمن البلاد، فيما دعا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ايان كوبيتش الى تشكيل حكومة بسرعة ضمن المعايير الدستورية وتستجيب لطموح النّاس وتكون قادرة على كسب ثقتهم.
واعتبر وزير الخارجية الالماني هايكو ماس ان استقالة الرئيس سعد الحريري جاءت استجابة للتظاهرات، معرباً عن أمله بأن لا تتسبب الاستقالة بتقويض الاستقرار في لبنان.
"الشرق الاوسط": باريس تدعو السياسيين إلى تغليب المصلحة الجماعية
كتب ميشال أبو نجم في "الشرق الاوسط": باريس تدعو السياسيين إلى تغليب المصلحة الجماعية
في تعليقه على استقالة الحريري، لم يتردد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في القول علناً ما كانت الأوساط الدبلوماسية تتداوله خفية، وهو أن لبنان يمر منذ 15 يوماً في أزمة خطيرة جداً مع وجود تعبئة شعبية مكثفة وحصول حوادث (أمنية) وتوترات وأزمة ثقة. وأضاف لودريان، أنه بالنظر لهذا الوضع، فإن فرنسا تدعو المسؤولين اللبنانيين إلى بذل الجهود كافة من أجل ضمان استقرار المؤسسات والمحافظة على وحدة لبنان». وذهب الوزير الفرنسي إلى اعتبار أن شرط المحافظة على الاستقرار «مرهون بشرط وجود إرادة الإصغاء لصوت الشعب ولمطالبه. بيد أن لودريان أوحى بوجود شكوك تساوره بهذا الخصوص؛ إذ إنه تساءل علناً عما إذا كان المسؤولون السياسيون اللبنانيون عازمين على بناء لبنان معاً، وعما إذا كانوا سيقدمون المصلحة الجماعية للبلاد على مصالحهم الفردية. وبرأيه أن قرار الرئيس الحريري يفترض أن يدفع باتجاه طرح هذه التساؤلات. وخلاصة الوزير الفرنسي أن لبنان في حاجة إلى أن يعمد المسؤولون كافة لوقفة مع الذات، وأن يعملوا باتجاه إيجاد رد قوي على (مطالب) الشعب». وشدد لودريان، أخيراً، على أن فرنسا «سوف تساعدهم في هذا الاتجاه. ويفهم من كلام لودريان أن باريس جاهزة للعمل مع اللبنانيين، وأنها لن تتخلى عن لبنان.
"نداء الوطن": السفارات "لن تحرق أصابعها"
كتب وليد شقير في "نداء الوطن": السفارات "لن تحرق أصابعها"
يطرح سؤال عما إذا كان للدول المؤثرة في لبنان و"السفارات" دور في المخارج الممكنة، طالما أن بعضها نصح الحريري في 18 الجاري حين كان ينوي الاستقالة بالتريث، منعاً لحصول الفراغ الذي قد يزيد من أسباب التدهور الاقتصادي إذا طال. فماذا يمكن لهذه السفارات أن تفعله الآن؟ المتابع للموقف الديبلوماسي العام منذ الانفجار الشعبي في 17 الجاري يمكنه تسجيل المعطيات الآتية: 1 - منذ اجتماع عدد من السفراء الأجانب ثم مجموعة الدعم الدولية ثم سفراء الاتحاد الأوروبي مع الحريري، ولقاءات بعضهم مع الرئيس عون، تعاطى هؤلاء مع الحراك الشعبي على أن مطالبه جذرية يفترض التعامل معها بجدية. إلا أنه سادت نادي السفراء وجهتا نظر، الأولى تعتبر أنه يجب أخذ رأي الناس في الشارع في الاعتبار، وإحداث صدمة إيجابية لا تتجاهل صوت المحتجين، بإعلان إصلاحات جذرية تلبي مطالب الناس، والاستماع إلى مطلب تغيير الطاقم الحاكم، لكن مع تجنب الفراغ ومن دون إعلان دعم ذهاب الحكومة لأن الأمر مرتبط بالتوافق بين الفرقاء على البديل. التوجه الثاني يرى حفظ الاستقرار في لبنان كأولوية على الإصلاحات والتغيير. وهو ما عبرت عنه مواقف سفراء الصين وإيران وروسيا، التي مع تشديدها على أولوية الاستقرار، لم تمانع في وجوب الأخذ في الاعتبار المطالب الشعبية. 2 - إن الدول الغربية بما فيها أميركا ودول الاتحاد الأوروبي لعبت دوراً في ترجيح التوجه نحو تجنب الصدام بين القوى الأمنية والحراك الشعبي، وشجعت عليه ورأت أن موقف الحريري في هذا الصدد إيجابي، وساندت روسيا النصائح بتجنب العنف وإراقة الدماء، من باب أولوية الحفاظ على الاستقرار، بحيث يتم تفادي ذهاب الحكومة تحت ضغط أحداث دراماتيكية. 3 - إذا كانت الدول الكبرى المعنية بالوضع اللبناني امتنعت عن أي مبادرة للتشجيع على التغيير الحكومي كصدمة إيجابية لاحتواء المأزق، فإنها بعد استقالة الحريري يصعب عليها أن تقوم بأي مبادرة لأسباب عدة. ويرى ديبلوماسي مطلع على المواقف الدولية، أنه إذا كان البعض يتوقع من واشنطن أن تلعب دوراً في الإسراع في تأليف الحكومة تجنباً للفراغ، وأضراره الاقتصادية المالية، فإن الولايات المتحدة التي تنسحب من سوريا غير مهتمة بالانغماس في الوضع اللبناني الداخلي. وليس هناك من دولة مستعدة لحرق أصابعها في وضع لبنان المعقد في هذه الظروف.
"النهار": السندات السيادية عرفت أحد أسوأ أيامها
أشارت "النهار" إلى أن السندات السيادية للبنان عرفت أحد أسوأ أيامها على الإطلاق أمس بعد اعلان الاستقالة، اذ أجج حالة عدم التيقن في شأن الطريقة التي سيتجاوز بها البلد أزمته الاقتصادية الأشد في نحو 30 سنة.
وشهد إصدارا 2021 و2022 أشد تراجعاتهما اليومية على الإطلاق، إذ هويا ستة سنتات، وفقا لبيانات "تريدويب".
وبحسب "النهار"، فإن عائدات بعض السندات قفزت لتصل في حالة إصدار 2020 إلى 38 في المئة، ما يشير إلى أن تكاليف الاقتراض أصبحت باهظة على نحو معطل للبلد المثقل بالديون.
عون يحيي الذكرى الثالثة لتسلمه مقاليد رئاسة الجمهورية
لاحظت "النهار" أن الرئيس ميشال عون يحيي غداً الذكرى الثالثة لتسلمه مقاليد رئاسة الجمهورية، وسط ازمة عميقة تصيب منتصف عمر الولاية، مع حكومة مستقيلة، وتحركات تنذر الى اليوم بتصعيد متواصل، لتحقيق كثير من الوعود التي اطلقها الرئيس في مطلع عهده، وفشل مع الحكومات المتعاقبة في تحقيق الحد الادنى منها، ومع وضع اقتصادي ومالي يوشك على الانهيار في غياب أي دعم عربي ودولي تدفع في اتجاهه المواقف السياسية للعهد المتحالف مع "حزب الله" الذي تلاحقه العقوبات الدولية.
"نداء الوطن": خريطة الكتل النيابية... اللعبة سياسية وليست بالعدّ
كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": خريطة الكتل النيابية... اللعبة سياسية وليست بالعدّ
يقف الحريري اليوم أمام تحدّ جديد، ففي حال تمّت إعادة تكليفه، فإنه سيمسك كرة النار الملتهبة بين يديه، وليست المهمة سهلة، خصوصاً أن الشارع يطالب بحكومة تكنوقراط تبدأ مسيرة الإصلاحات وسط إستمرار ضغط الشارع الثائر. ولا بدّ من النظر إلى تركيبة المجلس الحالي لمعرفة كيف تتجه البوصلة الحكومية، فحجم الكتل النيابية بات واضحاً وهي تتوزع كالآتي: 20 نائباً لكتلة "المستقبل" النيابية، 15 نائباً لتكتل "القوات اللبنانية"، 9 نواب لـ"اللقاء الديموقراطي"، 4 نواب لتكتل الرئيس نجيب ميقاتي، 3 نواب لكتلة "الكتائب اللبنانية"، وبالتالي يكون حجم النواب الذين قد يسمون الحريري 51 نائباً، وفي حال لم يسمِّ "حزب الكتائب" الحريري ينخفض هذا الرقم إلى 48 نائباً مع الحريري. وفي الجهة المقابلة، فإن حجم نواب تكتل "لبنان القوي" هو 27 نائباً بعد إنسحاب النائبين شامل روكز ونعمت إفرام منه، 3 نواب لتكتل "المردة"، 35 نائباً للثنائي الشيعي، 3 نواب للحزب "القومي السوري الإجتماعي"، ويبقى هناك عدد من النواب المستقلين مثل النواب السنة المنتمين لفريق "8 آذار"، والنواب: إدي دميرجيان، ميشال المرّ، فؤاد مخزومي، أسامة سعد وعدنان طرابلسي. وأمام هذه الوقائع تبقى الغلبة النيابية لقوى "8 آذار" و"التيار الوطني الحرّ"، فهم قادرون على إختيار من يريدون لتولي سدّة رئاسة الحكومة، خصوصاً إذا ما وصل غضب هذه القوى من الحريري إلى ذروته. وفي السياق، فإن القرار يخضع للّعبة السياسية وليس للعبة العدّ والأرقام لأن الجميع يعرف لمن هي الغلبة، في المقابل لا يستطيع العهد وحلفاؤه إستنساخ تجربة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي العام 2011 لأن الوضع السياسي لا يحتمل مثل هكذا نوع حكومة، كما أن الشارع المنتفض على حكومة الحريري الحالية يطالب بحكومة إختصاصيين، وليس بحكومة اللون الواحد، وأي خطوة في الإتجاه الخاطئ ستُشعل الثورة الشعبية مجدداً وبوتيرة أقوى.
"الاخبار": صدمة في طرابلس: الحريري "مش مكسر عصا"!
كتب عبد الكافي الصمد في "الاخبار": صدمة في طرابلس: الحريري "مش مكسر عصا"!
صدمتان كبيرتان أصيب بهما معتصمو طرابلس، أمس، جعلتا الصمت يُطبق على المدينة وعلى حركة المعتصمين في ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور). الأولى كانت في المشاهد التي تناقلتها محطات التلفزة حول الأحداث التي شهدها وسط بيروت، وترافقت مع مخاوف من إمكان انتقال مشهد التوتر الأمني وانفلات الشارع إلى طرابلس التي لا تزال تعاني آثار جولات الاشتباكات فيها، ما أدى الى تراجع أعداد المعتصمين في الساحة، وأصحاب المحال التجارية إلى إغلاقها باكراً خوفاً من ردود فعل غاضبة، بعد أجواء التحريض السياسي والمذهبي التي قادها مناصرون لتيار المستقبل على وسائل التواصل الاجتماعي. والصدمة الثانية تمثلت باستقالة الرئيس سعد الحريري. فرغم أنها كانت أحد مطالب المعتصمين، إلا أنها قوبلت ببرودة واستياء في المدينة. ولم تقابل باحتفالات أو أي علامات ترحيب في أوساط المعتصمين، باستثناء ما ردّده البعض عبر مكبرات الصوت بأن استقالة الحريري ليست كافية، وهو ليس مكسر عصا، والمطلوب بعد استقالة رئيس الحكومة استقالة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والنواب. وسرت معلومات عن نيّة المعتصمين التوجّه إلى منازل نوّاب المدينة والاعتصام حولها لحثّهم على الاستقالة. لكن سرعان ما تم التراجع عن ذلك بعد تحذيرات أمنية وصلت إلى المعتصمين من تداعياتها. مصادر أمنية أكدت لـ"الأخبار" أن بعض الجهات حاولت تنظيم مسيرات احتجاج في طرابلس، ردّاً على صدامات بيروت واستقالة الحريري، لكن نصائح وُجّهت إليهم بالعدول عن ذلك، والاكتفاء بالاعتصام في ساحة كرامي (النّور)، لأن أي تحرك في هذا الاتجاه سيُفسّر مذهبياً وليس سياسياً أو مطلبياً، وقد يسهم في عودة أجواء التوتر إلى المدينة.
"الاخبار": صيدا تتضامن مع الحريري... بخجل
كتبت آمال خليل في "الاخبار": صيدا تتضامن مع الحريري... بخجل
مضت ساعتان على إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة، حتى ارتفع أول صوت متضامن معه في مسقط رأسه صيدا. أحد رجال آل الحريري خالد الصباغ قطع الشارع في حي النجاصة بسيارته ووقف مع حوالي عشرين شخصاً يهتفون فداءً للشيخ سعد. ثم انتقلوا إلى جامع بهاء الدين الحريري حيث حاولوا قطع الطرق عند دوار مكسر العبد عند الأوتوستراد الشرقي، لكن الجيش منعهم من قطع الطريق ما دفعهم للعودة إلى النجاصة قبل أن تزور المجموعة النائبة بهية الحريري في مجدليون. الحريري وفق مكتبها الإعلامي قالت لمن زاروها عقب الاستقالة إن موقف الحريري قمة المسؤولية والإيمان بالإرادة الشعبية والانحياز إلى رغبة الشباب بالتغيير والاستجابة لهم ولإحداث صدمة إيجابية في البلد. ويبدو أن الصدمة تلك أصابت بالدرجة الأولى مناصري تيار المستقبل في المدينة الذين أبدوا رغبتهم بالمشاركة في اعتصام إيليا بدءاً من اليوم. وفور إعلان استقالة الحريري، احتفل المعتصمون في إيليا. وكان الجيش أوقف صباحاً ستة شبان على خلفية قطع الطرقات في صيدا قبل أن يفرج عنهم مساء.
"النهار": معوقات خطة الانقضاض على "انتفاضة الغضب": الجيش ومؤسسات إعلامية وحزب "القوات"
كتب غسان حجار في "النهار": معوقات خطة الانقضاض على "انتفاضة الغضب": الجيش ومؤسسات إعلامية وحزب "القوات"
في اجتماعات عدة مغلقة، عُرضت سيناريوات للانقضاض على "انتفاضة الغضب" وسط خيبة رئاسية - سياسية – امنية من تصرفات غير واضحة الاهداف والمنطلقات، ومخاوف من مشاريع ومؤامرات غير واضحة المعالم بعد، تريد ادخال لبنان في دوامة الفوضى والعنف السائدة في المنطقة.. المعوقات التي برزت أمام الانقضاض على الانتفاضة السلمية الحضارية، ثلاثة اساسية: 1- الجيش اللبناني: الرئيس ينظر بريبة الى عدم تجاوب قيادة الجيش مع طلب قمع المتظاهرين واستخدام القوة لفتح الطرق الرئيسية، ويعتبر "حزب الله" هذا اللاتجاوب ايعازا اميركيا لتسود الفوضى، ويريان ان انفراط عقد الحراك، واستقالة الحكومة، سيضعان الجيش امام مسؤولياته لفرض الامن في الشارع في ما يشبه حال طوارئ. وربما يخرج القرار من عنده مع اتخاذ قرارات رئاسية بفرض قيود على التحركات، وربما التجول في اوقات واماكن محددة. 2- المؤسسات الاعلامية: في تقدير مشاركين في اللقاءات المغلقة، ان توزيع قوة الحراك يقوم على ثلاثة: ثلثٌ تحركه "القوات اللبنانية"، وثلثٌ تحركه المؤسسات الاعلامية، والثلث الاخير المجتمع المدني. واذا امكن اسكات الإعلام وحصر النقل التلفزيوني، فان ثلث المشاركين سيتراجعون لان هؤلاء يتحركون بدفع من حب الظهور الاعلامي. لذا نصح الرئيس عون بالاتصال الشخصي برؤساء مجالس ادارات التلفزيونات اولا، وفعلاً اتصل الرئيس ببيار الضاهر وميشال المر، وأُبلغ من احدهما ان لا امكان لعدم التغطية، ولكن الحد منها ممكن اذا تجاوب تحسين خياط في "الجديد" مع الرغبة الرئاسية لانه "سيسرق" نسبة المشاهدين اذا لم يلتزم. هكذا فشل القسم الاول من الخطة، فأوعز البعض الى صحيفة "الاخبار" باتهام المؤسسات المذكورة بقبض ثمن النقل المباشر من السفارات الاجنبية ومن دول عربية خليجية، وبان الضاهر اخبر رئيس الحكومة بهذه الحقيقة. لكن مكتب الرئيس الحريري والمحطات الثلاث نفت الامر واعتبرته مختلقا. وهكذا سقطت وسيلة منع الاعلام وقمعه. 3- القوات اللبنانية": ركزت قوى 8 آذار ومعها "التيار الوطني الحر" على اتهام حزب "القوات" بتحريك الشارع المسيحي ووجهت رسائل عدة الى رئيس حزب "القوات" سمير جعجع من باب انه لا يملك اي حصانة رسمية تقيه التوقيف في حال افتعال المشاكل، في ما بدا كأنه استعادة لسيناريو تفجير كنيسة سيدة النجاة المفتعل آنذاك لحل حزب "القوات" وتوقيف رئيسه. جملة هذه الامور دفعت جعجع الى تعميم امر بعدم افتعال اي مشاكل مع الناس، ومنع اي ظهور مسلح، ومنع رفع اي شعارات حزبية.
"الجمهورية": من أعاجيب السُلطة بعد 17 تشرين!
كتبت راكيل عتيق في "الجمهورية": من أعاجيب السُلطة بعد 17 تشرين!
على غرار محاربة الفساد، إنّ الجميع مع عودة النازحين السوريين، إلّا أنّ أي اتفاق جدّي بين مكونّات السلطة حول طريقة تأمين هذه العودة لم يتمّ، كذلك لم تُعتمد سياسة حكومية واحدة لإدارة هذه الأزمة. في المقابل، يعتبر فريق رئيس الجمهورية وقوى 8 آذار، أنّ عدم تجاوب المجتمع الدولي، لا يترك سبيلاً لتحقيق هذه العودة إلّا طريق التواصل مع سوريا، على رغم من أنّ التنسيق في هذا الملف يجري من خلال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فضلاً عن التبادل الديبلوماسي القائم بين البلدين. الحكومة كانت متيقنة من أهمية هذا الملف لدى اللبنانيين، لذلك أوردته في ورقتها الإصلاحية العجائبية، وإضافةً الى الطلب من الوزير الغريب رفع ورقة سياسة ملف عودة النازحين الى مجلس الوزراء لإقرارها خلال شهر من تاريخ رفعها، نصّت الورقة الإصلاحية على اتخاذ الاجراءات والوسائل المتاحة لحض المجتمع الدولي على عودة آمنة وكريمة للنازحين إلى بلادهم والمساهمة أكثر في تحمُّل كلفة أعبائهم التي تتحمّلها الدولة. الحكومة الحالية تُعتبر مستقيلة وفي ظلّ تصريف الأعمال لا يُمكنها إقرار هذه الورقة. ويعتبر كثيرون أنّ امتناع السلطة المتعاقبة منذ 2011 عن معالجة هذا الملف واستهتارها في إدارته لأسباب سياسية أو مصالح فئوية، يُشّكلان إدانة لها، وبالتالي يجب محاكمتها جراء التداعيات الكارثية التي رتبتها على الدولة والمواطنين، إن بسبب تقصيرها أو عجزها أو إمتناعها عن معالجة أزمة النزوح عن سابق تصوّر وتصميم. ويُعتبر هذا الملف من فضائح السلطة التي تحتّم عدم تسلّمها الحُكم مجدداً، وتأليف حكومة إختصاصيين مستقلة تعالج هذا الملف بطريقة علمية.
"الاخبار": سلامة يهب بهية الحريري 225 ألف دولار!
كتب ايلي الفرزلي في "الاخبار": سلامة يهب بهية الحريري 225 ألف دولار!
بحسب المستندات التي حصلت عليها "الأخبار"، فإن مدير المكتب التنفيذي في مصرف لبنان أرسل إلى الحاكم طلباً بعنوان دعم أكاديمية التواصل والقيادة - صيدا، يشير فيه إلى أنه استناداً إلى تعليمات سعادتكم القاضية بتقديم الدعم بقيمة 150 ألف دولار، يرجى الموافقة على تسديد هذا المبلغ من الحساب الخاص بدعم نشاطات مختلفة ذات الرقم 02-240966015. وقد أشار مدير المكتب جوزف عساف في كتابه، الذي يحمل الرقم 22/73، إلى أن الكتاب يستند إلى طلب مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة دعم مصرف لبنان المادي لنشاطات أكاديمية التواصل والقيادة - صيدا للعام الدراسي 2018 – 2019. هذا يعني عملياً أن النائبة بهية الحريري - عمّة رئيس الحكومة سعد الحريري ووالدة أحمد الحريري ونادر الحريري، بوصفها رئيسة مؤسسة الحريري، تطلب دعماً مالياً من حاكم مصرف لبنان، والأخير يلبّيها في عز الأزمة المالية، ومن مال الشعب اللبناني، وبالدولار الأميركي، بـ150 ألف دولار! كان ذلك في 23 أيار 2019، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد. بعد أسبوع تماماً (30 أيار 2019)، وبكتاب يحمل الرقم 23/73 (الكتاب الذي تلى الكتاب المتعلق بمؤسسة الحريري)، يصدف أن الحريري نفسها قد حصلت على دعم إضافي من المصرف بقيمة 75 ألف دولار أميركي، لكن هذه المرة ليس بصفتها رئيسة مؤسسة الحريري بل بصفتها رئيسة المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير. أما الهدف من الدعم فهو تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف في المجتمع اللبناني. هذه الاستراتيجية هي استراتيجية حكومية، أطلقها رئيس الحكومة نفسه، وبالتالي، يفترض أن يكون تمويلها حكومياً، فمن أدخل مصرف لبنان إليها؟ قد تطول الأسئلة المتعلّقة بمبادرة حاكم مصرف لبنان، لكن الأكيد أنه أمر بصرف 225 ألف دولار من المال العام، بناء على طلب النائبة الحريري، في الوقت الذي كانت تناقش فيه موازنة العام 2019. انطلاقاً من الشفافية التي يدّعيها المصرف، عليه أن يقدم للرأي العام المنتفض في وجه الفساد وهدر المال العام، كشف حساب يبيّن ما هي تلك النشاطات المختلفة وكيف صرفت الأموال عليها خلال السنوات الماضية؟
أسرار وكواليس
قال مسؤول قواتي ان التهديدات التي تطاول الحزب ورئيسه لا تنفع، خصوصا الكلام عن عدم تمتع جعجع بحصانة لان "زمن الاول تحول" والوصاية الجديدة لا ترقى الى مستوى الوصاية السابقة وان الحزب حاليا كلما حوصر كلما ازداد قوة.
كان أكثر من مسؤول في أجواء حصول الفوضى أمس من خلال حراك سجل في أكثر من منطقة وعبر تواصل وتنسيق لافتين بين أحزاب 8 آذار و"التيار الوطني الحر" وخصوصاً عبر الرسائل الصوتية الى أنصارهم.
يتناقل اللبنانيون مجموعة تسجيلات هاتفية لمسؤولين حاليين وسابقين يحذرون من ذهاب البلد نحو الفوضى ووجوب الحرص لعدم الانجرار السريع فيها.
تراجع أحد نواب تكتل كبير عن الإستقالة التي كان ينوي التقدم بها إلى التكتل خشية من ملف قضائي متعلِّق به.
سألت أوساط سياسية عن غياب أحد وزراء تكتل كبير عن وفد التكتل الذي زار مرجعية غير مدنية.
لاحظت أوساط سياسية أنه بدل تنفيس الإحتقان الذي يُترجم غضباً في الشارع يحاول البعض تسريب أسماء مستفزة لرئاسة الحكومة لن يقبل بها المنتفضون إطلاقاً.
إعتبر دبلوماسي غربي أن الوضع يقترب من الوضع الذي ضرب لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري..
عمّم حزب وسطي على كوادره القيادية ونوابه الإحجام عن الإدلاء بمواقف، والاكتفاء بما يصدر عن قيادة الحزب.
يراهن قيادي في حزب معارض عى مزيد من التفكك في تيّار موالٍ!
تعرّض الحزب الشيوعي الفاعل في الثورة في الجنوب لضغوط شديدة من أجل الانسحاب من الساحات وخصوصاً من قِبل أعضاء مكتبه السياسي موالين لـ"حزب الله".
عُلم أن تكتل "لبنان القوي" يشهد تباينات حول المسار الحكومي.
يُنظّم "التيار الوطني الحر" تظاهرة عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر الأحد المقبل إلى قصر بعبدا، وتحدّدت الدعوة قبل استقالة الرئيس سعد الحريري ولا تزال قائمة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.