30 تشرين الأول 2019 | 08:49

صحافة بيروت

إقرأ كل الصحف.. عبر "مستقبل ويب"

المصدر: خاص - "مستقبل ويب"‏

النهار

الحريري يرمي استقالته بوجه العهد والثنائي الشيعي

‏"القمصان السود" اجتاحوا الوسط والانتفاضة مستمرة

الجمهورية

الإستقالة تخرق جدار الأزمة.. واستشارات التكليف أواخر الأسبوع

اللواء

‏"صدمة الإستقالة" تطوي صفحة التسوية السوداء.. ومخاوف دولية على الإستقرار! ‏

إنفراجات في الشارع: ضَيَاع في بعبدا وسلام الأوفر حظاً

نداء الوطن

عون: "منكمّل بللي بقيوا وبعدين منتحاسب مع الأجهزة" ‏

‏"الثورة" تفرض إستقالة الحكومة... وخشية من "أزمة حكم‎"‎

أخيراً... يا شيخ

الأخبار

الحريري يقلب الطاولة هل أطاح الحريري التسوية الرئاسية وانضم الى المعارضة؟

الشرق الأوسط

الحريري في بيان الاستقالة: وصلت إلى طريق مسدود وبات لزاماً إحداث صدمة ‏

أعلن تجاوبه مع إرادة اللبنانيين

‎ ‎الشرق

الاعتداء على الثوار سرّع استقالة الحريري

‏--------------------------‏

الحريري يرمي استقالته بوجه العهد تجاوباً مع إرادة الناس

توقفت الصحف عند اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته "تجاوبا مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا ‏بالتغيير، والتزاما بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية".‏

ولفتت "الأخبار" إلى أن الحريري استجاب إلى مطلب المعتصمين الأول وهو استقالة الحكومة، من دون أن يقترن قراره باتفاق على تشكيلة ‏جديدة للحكومة المقبلة.‏

وقال الحريري في مؤتمر صحافي عقده في بيت الوسط‎:‎

• وصلتُ إلى طريق مسدود وسأتوجه إلى قصر بعبدا لأتقدّم باستقالة الحكومة لفخامة رئيس الجمهورية والشعب اللبناني، ‏تجاوباً مع إرادة الناس

• لتأمين شبكة أمان تحمي البلد

• ندائي إلى اللبنانيين تقديم مصلحة لبنان وحماية السلم الأهلي

• مسؤوليتنا اليوم كيف ننهض بالاقتصاد، توجد فرصة جدية لا يجب أن تضيع

• المناصب تأتي وتذهب ولا أحد أكبر من بلده

وبدا لـ"النهار" من مصادر بعبدا ان خطوة الرئيس الحريري بالاستقالة لم تكن منسقة مع رئيس الجمهورية. وعلم ان البيان الرئاسي سيصدر ‏بعد معرفة التوقيت المناسب لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس تشكيل حكومة جديدة‎.‎‏ وسربت المصادر ان "حزب الله" يرفض ‏تشكيل حكومة يكون باسيل خارجها، انطلاقاً من رفضه كسر حليف أساسي يمثل اكثرية مسيحية نيابية وشعبية". ولم تستبعد ان يكون المخرج ‏باعادة تسمية الحريري وبدخول الحكومة الحالية بفترة تصريف أعمال قد تمتد طويلاً اذا لم يتفق على الحكومة المقبلة‎.‎

ولاحظت "الجمهورية" أن القوى السياسية على اختلافها، كانت أمس في حال صدمة، وتحديداً لدى فريق رئيس الجمهورية الذي أكدت ‏المصادر "انّ الحريري لم يضعه في جَو الاستقالة، الى حَدّ انّ الرئيس فوجِئ بها، خصوصاً انّ الاجواء التي كانت سائدة لدى فريق الرئيس ‏تفيد أنّ جهوداً كانت تُبذل لعقد جلسة لمجلس الوزراء غداً‎".‎

وجزمت مصادر مطلعة على أجواء بعبدا لـ"الجمهورية" بأنّ الحريري قدّم استقالته من دون أي تنسيق مُسبق مع رئيس الجمهورية، الذي ‏اطّلع على نيّته بالإستقالة من خلال وسائل الإعلام. وأشارت الى انّ الاتصالات اليومية التي كانت تجري بينهما لم تتناول القرار بالاستقالة‎.‎

وأضافت: "إنّ استقالة رئيس الحكومة حق دستوري وقرار يتخذه بنفسه وبلا شريك له إن أراد ذلك، وما كنّا نتمنّاه ونريده هو أن ينسّق مع ‏رئيس الجمهورية في مثل هذه الخطوة قبل الاستقالة ،للتسريع في تشكيل حكومة جديدة".‏

وبدا لافتاً لـ"اللواء" ان نواب وقيادات "التيار الوطني الحر"، عزفوا جميعاً على وتر واحد، وهو انهم فوجئوا باستقالة الحريري، على الرغم ‏من مرور 12 يوماً على انتفاضة 17 تشرين ومطالبة المتظاهرين بسقوط الحكومة والنظام وتشكيل حكومة انتقالية جديدة تحضر لانتخابات ‏نيابية مبكرة، ومن غير المعقول ان لا يكون رئيس الحكومة تحدث مع أحد بموضوع استقالة الحكومة، أو حتى التعديل الوزاري. في أعقاب، ‏رسالة الرئيس عون إلى اللبنانيين والتي دعا فيها إلى إعادة النظر بالوضع الحكومي، ما يعني اما تغيير الحكومة أو تبديلها أو تطعيمها.‏

ونفت أوساط "بيت الوسط" لـ"اللواء" ان يكون موضوع الحكومة لم يطرح خلال الأسبوعين الماضيين، معيدة إلى الأذهان ترحيب الرئيس ‏الحريري بموقف الرئيس عون عندما دعا إلى إعادة النظر بالوضع الحكومي، باعتباره يلبي مطالب الشعب المحتشد في الساحات‎.‎

وكشفت انه كان هناك اتفاق مبدئي بين الرئيسين عون والحريري، على ان لا يكون هناك إعلان عن استقالة الحكومة قبل توافق جدي على ‏شكل ومضمون الحكومة الجديدة، مشيرة إلى ان كل الاتصالات التي جرت خلال الأيام العشرة الأخيرة، تركزت على الخيارات المطروحة أو ‏المتاحة، في هذا الشأن، بالتزامن مع اتفاق على إبقاء الحراك الشعبي في الساحات العامة، في إطاره السلمي وعدم التعرّض له من قبل القوى ‏الأمنية والجيش، بل بالعكس تكليفه بحماية المتظاهرين‎.‎

وقالت هذه الأوساط لـ"اللواء" ان الرئيس الحريري، عندما انفجرت مسألة قطع الطرق بالنسبة للحل السياسي لا الأمني لمعالجة هذه ‏المسألة، رغم انها كانت موضع خلاف مع مرجعيات أخرى، لا سيما مع "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وحركة "امل" التي كانت تضغط ‏لأن يتدخل الجيش لفتح الطرق بالقوة، خصوصاً في كل ارتفاع مستوى الضغط الاقتصادي والمالي والتمويني، إلى جانب ان هذه الأطراف لم ‏توافق معه على تشكيل حكومة حيادية تكنوقراط أو مختلطة مصغرة‎.‎

وتضيف المصادر، ان الحريري اتخذ قراره بالاستقالة منذ ليل أمس الأوّل، عندما تبلغ ان قراراً حزبياً اُتخذ بالتصدي لمسألة استمرار ‏المتظاهرين في قطع الطرق، ولا سيما عند جسر "الرينغ"، فاستدعى وزير المال علي حسن خليل وطلب منه إبلاغ الرئيس برّي بأنه ‏سيستقيل اليوم، لأنه لا يقبل إراقة نقطة دم واحدة، سواء من المتظاهرين أو من القوى الأمنية، وانه يرفض تحول الانتفاضة الشعبية إلى ‏مواجهة مفتوحة بين شارعين.‏

إلا أن مصادر متابعة لحركة الاتصالات التي سادت في الايام الاخيرة قالت لـ"الجمهورية" انّ قرار الحريري بالاستقالة ليس وليد الأمس، بل ‏انّ ما حصل في الشارع عَجّل به، اّلا انه قرار مُتّخذ منذ بدايات الحراك، وقد أوحى الحريري به حينما أعلن عن مهلة الـ 72 ساعة التي منحها ‏لشركائه في الحكومة لتقديم تنازلات، أو بمعنى أدق خطوات تقنع المحتجّين في الشارع‎.‎

ورفضت مصادر قريبة من الحريري توصيف استقالته بـ"الهروب من المسؤولية"، مؤكدة لـ"الجمهورية" "انّ رئيس الحكومة جهد في ‏الآونة الاخيرة في محاولة تدوير الزوايا، وبَلورة مخارج للأزمة الحالية، الّا أنها اصطدمت بالاعتراض عليها، فكان لا بد له من أن يُبادر الى ‏هذه الصدمة، التي ينبغي على سائر المكونات السياسية ان تقاربها على انها صدمة إيجابية، يُصار من خلالها الى بلورة حلول سريعة، ‏وتشكيل حكومة جديدة بحجم الازمة، وهذه مسؤولية الجميع من دون استثناء‎.‎

وعلمت "الأخبار" أن لقاءً عُقِد ليل أول من أمس بين الحريري (في منزله) والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله، الحاج حسين الخليل، ‏الذي تمنى على رئيس الحكومة عدم الإستقالة منعاً للفراغ. لكن الحريري أصر على تعديل وزاري يُخرج باسيل ووزراء آخرين من الحكومة، ‏أو الاستقالة. وبعد طرح عدة خيارات، أكّد الحريري لضيفه انه سيستقيل. كذلك حاول الرئيس بري أكثر من مرة ثني الحريري عن قراره، لكن ‏رئيس الحكومة "بقي مُصراً على إصراره" كما قال بري أمام زواره أمس معتبراً أن "المرحلة حساسة جداً وتتطلب تعقلاً وحواراً بين جميع ‏المعنيين للخروج من الأزمة".‏

وأشارت "نداء الوطن" إلى أن "حزب الله" آثر عدم التعليق على استقالة الحريري وفضل انتظار الكلمة التي سيلقيها أمينه العام بعد غد ‏الجمعة. لكن مصادر مطلعة على أجواء "الحزب" قالت إن استقالة الحريري حصلت من دون اتفاق مسبق وهو التقى الوزير محمد فنيش مطولاً ‏أمس الأول وأبلغه بأن الاستقالة غير واردة. وتقول المصادر نفسها إن عودة الحريري ستكون مشروطة بقبول "الحزب" خصوصاً أنه سبق ‏وقال له: إذا استقلت فعودتك غير مؤكدة‎.‎

‏"النهار": "غارات" الرينغ ووسط بيروت من عناوين استقالة الحريري

كتب وجدي العريضي في "النهار": ‏‎"‎غارات" الرينغ ووسط بيروت من عناوين استقالة الحريري ‏

‎ ‎ينقل عن نائب مستقبلي سابق أن الرئيس الحريري كان يتابع ما يجري في الرينغ بتوتر، وما إن تفاعلت التطورات وتم الاعتداء على ‏المنتفضين في الشارع، حتى سارع الى اتخاذ القرار بالاستقالة وأبلغ المقربين منه عن اتصالات جرت مع الداخل والخارج بتوجهه وحسمه ‏لهذا الخيار‎.‎‏ وكانت المعلومات أول من أمس تؤكد وجود غرفة عمليات أنشأها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" للاستعداد للنزول للشارع ‏وفتح الطرق ولو بالقوة، وكانت بروفة الأحد المنصرم من خلال تظاهرات (الجديدة إلى جونيه) ولكن لم يستجب الكثير من مناصري التيار ‏للتظاهر، وهو ما أظهرته أرقام المشاركين بوضوح، فكان أن أخذ "حزب الله" على عاتقه بالتكافل والتضامن مع بعض قيادي التيار من خلال ‏الاتصالات المفتوحة على إنهاء حالة الشارع، بما يعني أن المسألة كان مخططا لها عن سابق إصرار وتصميم. من هذا المنطلق، فإن دمعة ‏النائبة بهية الحريري عام 2005 في المجلس النيابي دفعت بالرئيس الراحل عمر كرامي إلى الاستقالة، وبالأمس أفضت "غزوة الرينغ" ‏والعبث بساحتي الشهداء ورياض الصلح إلى استقالة الحريري بعد دموع كثيرة سقطت، لا بل بعد دماء أسيلت من خلال الاعتداءات التي طالت ‏الثوار. وهنا تكشف مصادر سياسية عليمة لـ"النهار" أن تريث الحريري قد طال وكان الأجدى حصول هذه الاستقالة في اليومين الأولين، إنما ‏أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً. وفي غضون ذلك، تفيد معلومات أن دولا أوروبية وحتى واشنطن وبعض العواصم الخليجية تمنت على ‏الرئيس المستقيل أن يصمد لجملة اعتبارات وظروف، أولاً في حال الاستقالة وعدم تكليفه، فإن المجتمع الدولي سيغير أداءه في التعامل مع أي ‏حكومة أخرى ولاسيما ليس هناك من أي "حيط عمار" بين الدول الغربية وواشنطن والدول الخليجية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ‏و"التيار الوطني الحر" لسلوكهما أجندة "حزب الله"، لذا فإن الكثير من الدول طالبت الحريري بالصبر والهدوء إلى حين انقشاع الصورة، ‏وحتى لا يقبض "حزب الله" على كل المؤسسات الدستورية‎.‎‏ وتتابع المعلومات أن هذا الاستياء من "بيت الوسط"، والذي أوصل إلى الاستقالة، ‏لم يكن عنوانه الأساسي فقط الاعتداءات على المتظاهرين، بل عدم التعامل الإيجابي الرسمي والسياسي والحزبي مع رئيس الحكومة، ‏وخصوصاً الثنائي الشيعي، وصولاً إلى أن البعض ممن حاول زج المؤسسة العسكرية منذ أيام ودفعها الى قمع التظاهرات‎.‎‏ ويؤكد أحد النواب لـ ‏‏"النهار" بعد اتصال أجراه بأحد أصدقائه السفراء الأوروبيين أن لبنان لن يكون متروكاً للفوضى والاستيلاء عليه أو أن تكون هناك مقايضة ‏بين بغداد وبيروت، بل ثمة تحركات ستحصل في أكثر من عاصمة عربية وغربية في الساعات المقبلة، وستتوالى الرسائل تباعاً من هذه ‏العاصمة وتلك‎.‎

‏"نداء الوطن": إستشارات شكليّة بلا تأخير

كتب بشارة شربل في "نداء الوطن": إستشارات شكليّة بلا تأخير

سواء استقال سعد الحريري مرغماً تحت ضغط الشارع والوضع المالي الخطر، أو أخذ المبادرة شعوراً بالمسؤولية الوطنية وتجاوباً مع إرادة ‏ملايين المتظاهرين، فسيُسجل له دائماً رفضه العنف وإراقة الدماء وانحيازه الدائم الى السلام والتنمية والعيش المشترك، تماماً على غرار ‏والده الشهيد‎.‎‏ دخلنا مرحلة خطرة نعم. لكن غير صحيح أننا لا نستطيع تفادي الوقوع في حبائل مفتعليها. والحل سهل إذا صفت النيات. ‏وشرطه الأول الكف عن نظرية المؤامرة والتمويل المشبوه التي فشلت عند جمهور مطلقيها العريض، قبل ان يسفِّهَها الثائرون شابات وشباناً ‏بفرحهم الممزوج بالأمل وبإرادتهم الصلبة التي لم تكسرها محاولات التحريض والتخوين‎.‎‏ ندخل دائرة الخطر إذا كانت بقايا السلطة لا تريد ‏الاعتراف بالهزيمة ولا الحل، وتفضل "الفوضى الخلاقة" رديفة العنف. لكن الناس تجاوزوا الخوف. والثورة بيضاء ناصعة، بعيدة عن أحزاب ‏الطوائف، ومحصنة ضدّ النافخين في كير المذهبية المقيتة‎.‎‏ فليقبل رئيس الجمهورية الاستقالة فوراً. وليدعُ الى استشارات شكلية (أكرر شكلية ‏لأن البرلمان فاقد الشرعية عملياً)، تنتج حكومة حيادية لا شك في نزاهة أي من وزرائها. وليحصل ذلك بلا تأخير أو لعب على الوقت أو ‏تلاعب بالشارع أو استخدام أي جهاز أمني أو ميليشيوي ضد الثورة والمتظاهرين‎.‎‏ اللعبة مكشوفة. ومن أراد الحل سيجده أمامه. أما الخائفون ‏على عروشهم فليعلموا أنها تزلزلت والأفضل أن يمنعوا سقوطها على رؤوسهم وعلى رؤوس الجميع‎.‎

‏"نداء الوطن": في اللحظات المفصلية: كي لا يتحوّل لبنان إلى حلبة مجدداً!‏

كتب رامي الرّيس في "نداء الوطن": في اللحظات المفصلية: كي لا يتحوّل لبنان إلى حلبة مجدداً‎!‎

لا شك أن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري أدخلت البلاد في منعطف جديد على ضوء الثورة الشعبية التي انطلقت في السابع عشر من ‏تشرين الأول الجاري، وهي أتت على خلفية ضغوط شعبية وسياسية من مختلف الاتجاهات وتحققت بعد انتظار الشارع لها أكثر من 12 يوماً‎.‎‏ ‏ولا شك أيضاً أن مرحلة ما بعد الاستقالة هي الأكثر تعقيداً وحساسية. فالمرحلة الانتقالية، إذا صح التعبير، هي صعبة لأنها تكشف النوايا ‏الحقيقية لكل الأطراف السياسية وقرار تلك القوى بكيفية التعاطي مع الحقبة الجديدة‎.‎‏ التحدي الأكبر يكمن اليوم في كيفية التوفيق بين المطالب ‏الشعبية المشروعة وضرورة إحداث التغيير المرتجى، وبين موازين القوى القائمة راهناً، سواء بفعل طبيعة النظام السياسي أو بفعل عناصر ‏خارجية وداخلية أخرى تراكمت مع الوقت وأتاحت لاطراف معينة أن تتقدم بحضورها ونفوذها الواسع على أكثر من صعيد‎.‎‏ لذلك، من ‏الضروري جداً أن تعي الحركة الثورية وكل مكوناتها أن إدارة المرحلة الانتقالية يفترض ألا تتمّ على انقاض النظام السياسي الراهن بشكل ‏فوري (لاستحالة حدوث ذلك من دون خسائر كبرى وليس تمسكاً به)، بل أن توفر الظروف السياسية واللوجستية الملائمة لتحقيق انتقال ‏سلس، من خلال الاستفادة من اللحظة التاريخية التي تتيح النفاذ نحو قانون انتخاب جديد على أساس لاطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية ‏واحدة‎.‎‏ ‏

لا شك أن التحديات كبيرة جداً والصعوبات جمة وإمكانية استفادة بعض المحاور الإقليمية من هذه اللحظة الإنتقالية اللبنانية لضم لبنان إليها ‏هي أكثر العناوين تعقيداً وصعوبة ما يتطلب يقظة كبيرة لأن لبنان أضعف من أن يتحمل تبعات إستلحاقه في أي من المحاور أو أن يدفع أثمان ‏صراعاتها ونزاعاتها كي لا يكون الحلبة مجدداً‎!‎

‏"نداء الوطن": لو فعلها جبران باسيل...‏

كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": لو فعلها جبران باسيل‎...‎

ما سرى على الحريري، كان يمكن أن يسري على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لو أنّه تعاطى بحكمة مع الأزمة، لكان "قطفها" ‏قبله، كما يقول عارفوه. ً كان من الممكن لباسيل التصرف بعقلانية والتخلي عن المكابرة لاستيعاب غضب الشارع وامتصاصه في أيامه ‏الأولى، من خلال الاستقالة مع فريقه الوزاري والدعوة الى تشكيل حكومة تحظى بثقة الشارع. كان من الممكن أن يربح نفسه لو فعلها في تلك ‏اللحظة، ويربح الناس من جديد‎.‎‏ يقول أحد الوزراء المطلعين إنّ الحريري لم يفاجئ سامعيه. إذ أبلغ من يعنيهم الأمر منذ ليل الاثنين الماضي، ‏أنّه لن يكون بمقدوره الثبات في قيادة "المركب" الآخذ في الغرق. ولا بدّ من خطوة صادمة من شأنها أن تهدئ غضب الجمهور. ويذهب أحد ‏النواب المتابعين للتأكيد أنّ الحريري وجّه أكثر من تحذير خلال الأسبوع الماضي بضرورة تعديل الحكومة أو تغييرها اذا اقتضى الأمر لتفادي ‏الأسوأ. لكنه كان يواجه على الدوام بعلة أساسية وهي رفض باسيل الخروج من الحكومة‎.‎‏ يؤكد النائب ذاته أنّ تعنّت رئيس "التيار الوطني ‏الحر" كان حجر العثرة الذي حال دون تجديد التسوية الرئاسية وتنقيحها من بعض الوجوه الأساسية‎.‎‏ ويؤكد الوزير المطلع أنّ الاستقالة لم ‏تكن منسقة مع شركائه الحكوميين وتحديداً "التيار الوطني الحر" والثنائي الشيعي، بمعنى أنّ هؤلاء غير موافقين على تلك الخطوة، وكانوا ‏يفضلون لو أنّ رئيس الحكومة تريّث في موقفه إلى حين ايجاد معالجات جدية. وبالتالي إنّ إعادة تكليفه لرئاسة الحكومة غير متفاهم عليها، ‏وقد يفتح قرار الحريري الأحادي الجانب، الباب أمام سيناريوات تكليف جديدة. في المقابل، فإنّ رئيس "تيار المستقبل"، وفق الوزير ذاته، ‏شبه متيقّن أنّ التضحية بالحكومة سيريح الجمهور ويعيده إلى المنازل تمهيداً للبحث في كييفة إعادة ترتيب السلطة. ويضيف: لذا علينا الآن ‏انتظار رد فعل الناس وكيف سيتصرفون إزاء خطوة رئيس الحكومة، ومن بعدها لكل حادث حديث‎.‎

‏"النهار": استقالة تمنع "أقلمة" لبنان؟

كتب نبيل بو منصف في "النهار": استقالة تمنع "أقلمة" لبنان؟

‎ ‎قبل ان يقدم الرئيس سعد الحريري استقالة حكومته في محاولة دراماتيكية لاحتواء الانهيار الكبير تحول لبنان عنوانا من العناوين الاساسية ‏لانتفاضات واضطرابات جوالة في قارات عدة من ابرزها راهنا تلك الجارية في العراق وتشيلي وكاتالونيا ومن خلالها اسبانيا بحيث صارت ‏بيروت بدورها تزاحم عواصم هذه البلدان على صدارة الحدث المعولم. لن يكون الامر بمثابة حدث سعيد للبنان طبعا لانه يمتلك ما يكفي من ‏رصيد متراكم و"عريق" من هذا النوع من الشهرة ولكن الاهم في ما يعنينا عبر مقاربة هذا الجانب من الحدث اللبناني بعدما استبقت استقالة ‏الحكومة بغزوات فرق الشغب المعروفة الهوية امس والهجمات المنهجية المدبرة على مخيمات المعتصمين في وسط بيروت ان نتمسك بما ‏افرزته حتى الآن انتفاضة الغضب اي ما يطلقه شبابها عبر شعار "سلمية سلمية". نقول ذلك باعتبار ان احدى افضل جوانب الاعتراض ‏المتحضر الذي أثبتته الانتفاضة كانت باحباط رهانات الجهات التي توسلت اسالة الدماء في لبنان اسوة بالعراق تحديدا واستجرار صراع ‏المحاور الاقليمية الى ساحات الانتفاضة اللبنانية. وتاليا فان التطورات التي تسارعت سترتب على هذه الانتفاضة وناسها بمثل ما تحمل ‏السلطات السياسية والامنية مزيدا من مسؤولية حماية لبنان كلا من الانزلاق نحو أفخاخ "اقلمة" لبنان وجعله يتدحرج الى الدموية القاتلة التي ‏ستقضي بالكامل على الدولة وتعيد لبنان الى الازمان الحالكة. واذا كانت انتفاضة 17 تشرين نفسها لم تجد بعد المسلك المفتوح الى عقول كثير ‏من السياسيين اللبنانيين فكيف ترانا لا نراهن على القرار الجراحي والإنقاذي الذي اتخذه الرئيس الحريري مثبتا تحسسه الكبير ليفرمل ‏الانهيار وكوابيسه وتداعياته المدمرة؟ ولكن على السلطة بكل رؤوسها ورموزها وقواها ان تعرف ان لسان حال اللبنانيين اليوم يختصر ‏بالدعاء "اللهم انا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه". ولا تزال الفرصة متاحة على رغم كل شيء لفرملة انهيار قد يكون صار ‏حتميا من دون ان يتحول الى إعصار جارف. فالهبوط الخشن للطائرة ينقذ ركابها من الهبوط القاتل شرط ان يمتلك الطاقم القائد الشجاعة ‏الحاسمة للقرارات الاخيرة‎.‎

‏"النهار": استقالة تتبنّى الانتفاضة الشعبيّة!‏

كتب راجح الخوري في "النهار": استقالة تتبنّى الانتفاضة الشعبيّة‎!‎

هذه استقالة ضرورية بارعة وصريحة، صحيح أنها تأخرت، لكن لم يكن في وسع الرئيس سعد الحريري ان يذهب إليها قبل ان يبذل كل ما في ‏وسعه وحتى ما فوق طاقته، في محاولة لمنع لبنان من الإنزلاق، أولاً الى الفوضى السياسية وما تنطوي عليه من خطر فراغ قد يكرّ الى حرب ‏أهلية هناك من ينفخ في نيرانها، وثانياً الى الإنهيار الاقتصادي الذي يقرع الأبواب، وفي لبنان منذ ١٣ يوماً ثورة تصرخ في الشارع إعتراضاً ‏على تاريخ من نظام الفساد والإهمال وإستغلال السلطة السياسية المتوحّشة‎.‎‏ هذه إستقالة صريحة ومباشرة لأن الحريري لم يقدمها دستورياً ‏الى رئيس الجمهورية فحسب، بل سياسياً الى الشعب اللبناني وبصراحة واضحة تماماً تتبنى الإنتفاضة الشعبية الهائلة، عبر القول إنه يقدم ‏الإستقالة تجاوباً مع إرادة اللبنانيين الذين نزلوا الى الساحات مطالبين بالتغيير، وإلتزاماً بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه ‏اللحظة التاريخية، بما يعني ضمناً ان ليس هناك من شبكة أمان تحمي البلد وأنه في خلال ١٣ يوماً، حاول مع الرئيس ميشال عون ان يصل ‏الى تفاهم على تعديل وزاري او تشكيل حكومة جديدة، لكنه اصطدم على ما كان قد أعلن بشروط وموازين لم يكن ممكناً معها الخروج من ‏الأزمة وأوصلت الأمور الى طريق مسدود! وعندما قال إنه يضع إستقالته بتصرف عون وكل اللبنانيين، وان المناصب تذهب وتأتي والمهم ‏سلامة البلد وكرامة البلد، "وما في حدا أكبر من بلده" [وهو الشعار الذي طالما كرره والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري]، كان واضحاً ‏تماماً ان ما عرقل تشكيل حكومة جديدة أو حكومة إنتقالية، هو تحديداً تمسك البعض بالمناصب وجعلها شروطاً لا فكاك منها، لكأن هؤلاء ‏يعتبرون أنفسهم أكبر من بلدهم لبنان‎!‎‏ وعندما كرر الحريري القول مرتين "الله يحمي لبنان الله يحمي لبنان" فلأنه يعرف على أي فوهة ‏براكين يقف هذا البلد المتعوس، أولاً لأن الشروط التي منعت التغيير الحكومي لن تتغير غداً وهذا يعني أننا سنكون أمام أزمة وزارية طويلة، ‏في بلد لا يستطيع ان يتحمل أياماً قبل ان يهوي إقتصادياً. وتبقى هذه إستقالة جيدة ولو تأخرت لمنع الإنهيار‎. ‎

‏"النهار": الاستقالة المكلفة التي دُفع إليها الحريري

كتبت روزانا بو منصف في"النهار": الاستقالة المكلفة التي دُفع إليها الحريري

سجل الرئيس سعد الحريري خطوة استثنائية بإعلان استقالته في السياق الذي قدمه تلبية لمطالب الناس، معبرا عن تصرف رجل دولة. فقد ‏وجه الحزب والحركة عناصرهم الحزبية نحو الاعتداء وضرب المتظاهرين على جسر الرينغ ووسط العاصمة قبيل إعلان الحريري استقالته، ‏في رسالة واضحة قرأها السياسيون اعتراضا على الاستقالة وتهديدا له بانها ستؤدي الى المشهد الذي يشبه الاعتداءات التي تحصل في ‏العراق من فوضى وفلتان. والغرض من هذه الرسالة ثنيه عن الاستقالة، على قاعدة أن البديل سيكون المشهد الذي قدموه بالاعتداء على ‏الناس وضربهم. السؤال الاساسي حول الخطوة التالية للثنائي الشيعي ما بعد الاستقالة. هل سيقبل الحزب اعادة تكليف الحريري ام ان ‏استقالته من دون التنسيق معه ستدفع في اتجاه معاقبته من خلال رفض تسميته لحكومة جديدة. وذلك في ظل تداول اسماء بديلة سبق ان جرى ‏الكلام على التمهيد لاحتمال تكليفها مكان الحريري على غرار النائب فؤاد مخزومي مثلا باعتبار انه سبق ان تردد كلام على استدعائه من عون ‏قبل بعض الوقت واثارته الموضوع امامه. وهل ان عدم تسمية الحريري كما حصل في 2011 ستؤدي الى عدم مشاركة الحزب التقدمي ‏الاشتراكي خصوصا ان رئيسه وليد جنبلاط كان لمح ابان هذه الازمة الى عدم رغبته في المشاركة في اي حكومة جديدة فكيف اذا لم تكن ‏برئاسة الحريري. وما هي كلفة حكومة تذهب عكس ارادة الشارع السني مع الضجيج الذي صم الآذان من جانب رئيس التيار العوني حول ‏الاقوياء في طوائفهم على صعيد الرئاسات الثلاث. وهل ان حكومة تتألف فقط من قوى 8 آذار وباستمرار وجود الوجوه الاستفزازية يمكن ان ‏تقلع ام لا. الذهاب الى حكومة من قوى 8 آذار ستكون وصفة سهلة وخطيرة للوصول الى الانهيار السريع. اما خيار اعادة تسمية الحريري ‏وهو امر قد يكون مستبعدا لان من لم يعط الحريري في هذه الحكومة لن يقبل ان يضع هذا الاخير شروطا من اجل اعادة تأليف حكومة جديدة بل ‏هو سيفرض على الحريري شروطا كما فعل في الآونة الاخيرة بحيث لا تكون تسميته مجددا الا وفق اتفاق يشترطه الحزب ومعه رئيس ‏الجمهورية الذي دعم صهره على طول الخط وتمسك به على رغم رد الفعل السلبي الذي يستمر يثيره لدى الرأي العام اللبناني‎.‎‏ ‏

‏"النهار": عندئذٍ لكل حادث حديث

كتب الياس الديري في "النهار": عندئذٍ لكل حادث حديث

استقالة الرئيس سعد الحريري قد تكون هي المؤشِّر الجديد لانطلاقة لبنانيّة جديدة، على مختلف الصعد، وخصوصاً بالنسبة إلى الوضع ‏الاقتصادي، ومجمل الحالات التي يُعاني منها لبنان‎.‎‏ لنذهب الآن إلى أبعد من ذلك، ريثما تنجلي العوامل التي أدّت إلى هذه الاستقالة، وما سينجم ‏عنها. وعندئذ لكلّ حادث حديث... ولنعد إلى ما قبل الاستقالة‎:‎‏ لقد أدركتنا المحاذير الخطيرة، وها هي تُعلن عن نفسها. لقد استجابت لدعائكم، ‏لمساعيكم. لبَّت طلباتكم. ألستم تسعون إليها منذ أشهر وسنين، وربّما عن قصد‎.‎‏ التنافس السياسي موجودبنسب مختلفة. لكن "الاتفاق" على ‏البقرة الحلوب على أتمّ مراحله. فكلٌّ يغنّي على حصّته، لا على ليلاه، ولا على ليالي لبنان. واليأس من السياسيّين والمتنعِّمين بما جادت به ‏الأحداث والتطوّرات والأيّام والكراسي، وما إلى ذلك من ينابيع "تهدي" بعضهم دولارات لا ليرات‎.‎‏ إنّما ذلك لا يمنع اللبنانيّين من رفع صوت ‏الغضب والنقمة، وتالياً رفع الأيدي "بالعشرة" استسلاماً لواقع الحال. وعن حقيقة الوضع اللبناني. وهل يخفى الإنهيار المالي الذي يمون ‏بكرمه على أكثر من نصف الشعب اللبناني؟ وإليه ومعه الاقتصاد، ودورة الحياة، والأكثريّة الساحقة من ذوي الدخل المحدود، ومن أولئك الذين ‏كانوا يصونون دورة الحياة عبر ما يُسمّى "الطبقة الوسطى‎".‎‏ ما الحل؟ هذا سؤال قديم. مَنْ يُبدي استعداداً للتضحية في سبيل حلٍّ يمنع وطن ‏الثماني عشرة طائفة من السقوط في ورقة نقديّة لم يعد لها مكان، ولا تأثير؟ الدولار هو اليوم سيِّد الموقف. والعملة الوحيدة في التداول. ‏وثلاثة أرباع اللبنانيّين لا يملكون عملة من هذا النوع، فإلى أين المصير؟ ومَنْ لهؤلاء الناس؟ مَنْ يسعفهم؟ من أين يأتيهم الإسعاف؟ مَنْ يُبالي ‏بهم؟ المسؤولون؟ هو هو هو‎...‎‏ لا مؤشِّرات لحلول صالحة، لحلول إنقاذيّة، لحلول مدعومة من المسؤولين، والمرتاحين، والمُمَلْينين. وما ‏بينهم من أحدٍ مستعدٍّ لتقديم أيّة مساعدة، أي تنازل، أيّة تضحية، أي تساهل ازاء أيّ منصب أو كرسي، أو رافد، من أجل هذا اللبنان اليتيم. من ‏أجل هؤلاء اللبنانيّين الذين وجدوا أنفسهم وقد استفردتهم الحاجة، وتفرَّق عنهم المسؤولون والمعنيّون والقادرون‎.‎

‏"الاخبار": هل أطاح الحريري التسوية الرئاسية وانضم الى المعارضة؟

كتبت ميسم رزق في "الاخبار": هل أطاح الحريري التسوية الرئاسية وانضم الى المعارضة؟

هل أطاح سعد الحريري بالتسوية السياسية الناظمة لاداء فريق السلطة منذ العام 2016؟ رئيس الحكومة كانَ يعقُد اجتماعات سرّية يومية مع ‏مجموعات في الحراك للبحث في خيار حكومة التكنوقراط والطلب اليها وضع أسماء مقبولة في الشارع. ويتهم خصوم الحريري رئيس ‏الحكومة بأنه كان يسعى الى مد جسور مع الناشطين على الارض، بقصد الظهور انه الى جانبهم وانه يؤيّد مطالبهم تمهيداً لاستقالة تجعله ‏خارج شعار كلن يعني كلن. وقالت أوساط بارزة في 8 آذار إن الحريري كان يتذاكى في موضوع الورقة الإصلاحية التي وقعها كل أهل ‏السلطة على بياض، فيما كان هو يستثمر في الحراك مانعاً التعرض للمتظاهرين وفتح الطرقات، كما اصر على استبعاد باسيل واخراجه من ‏الحكومة. وهو اكد أمام المعنيين أنه لم يعُد قادراً على تحمّل باسيل والتعايش معه وأن شرطه الوحيد للبقاء داخل الحكومة إجراء تعديل يطال ‏بالدرجة الأولى وزير الخارجية قبلَ أي وزير آخر‎.‎‏ وحين حاول الحريري ابتزاز القوى السياسية بالإستقالة سمع كلاماً واضحاً بأنك حين كنت ‏مع باسيل على انسجام تام في إدارة أمور البلاد كانت الأمور ماشية، والآن حين لم تعُد راضياً عنه تريد خراب البلد. هذه الإستقالة تعني الدخول ‏في الفراغ المجهول، وانت بذلك تخرب كل شيء. وعلمت "الأخبار" أن لقاءً عُقِد ليل أول من أمس بين الحريري (في منزله) والمعاون ‏السياسي للامين العام لحزب الله، الحاج حسين الخليل، الذي تمنى على رئيس الحكومة عدم الإستقالة منعاً للفراغ. لكن الحريري أصر على ‏تعديل وزاري يُخرج باسيل ووزراء آخرين من الحكومة، أو الاستقالة. وبعد طرح عدة خيارات، أكّد الحريري لضيفه انه سيستقيل. كذلك حاول ‏الرئيس بري أكثر من مرة ثني الحريري عن قراره، لكن رئيس الحكومة بقي مُصراً على إصراره كما قال بري أمام زواره أمس معتبراً أن ‏المرحلة حساسة جداً وتتطلب تعقلاً وحواراً بين جميع المعنيين للخروج من الأزمة. وتنظر الأوساط السياسية الى خطوة الحريري بوصفها ‏انقلاباً وتماهياً مع الضغوطات الخارجية التي تعرض لها، وأكدت الأوساط أن الاستقالة جاءت بعد ضغوطات أميركية وفرنسية عليه، علماً أن ‏المسؤولين الفرنسيين الذي تواصلوا مع عدد من الشخصيات اللبنانية أكدوا أنهم نصحوه بعدم الإستقالة. تقول المصادر أن خطأ الحريري هو ‏اقتناعه بأن لا بديل عنه، وأن من سمّوه سابقاً سيكلفونه من جديد، علماً أنه لم يأخذ أي ضمانة في هذا الصدد.‏

‏"الشرق": سعد الحريري من الشعب وإلى الشعب

كتب عوني الكعكي في "الشرق": سعد الحريري من الشعب وإلى الشعب

لم تفاجئني استقالة الرئيس سعد الحريري لأنني كنت أتوقعها منذ زمن بعيد، والحقيقة منذ لحظة تكليفه وبدأت العصي توضع في دواليب ‏الحكومة والشروط التعجيزية التي وضعها ولي العهد الذي يريد أن يستولي على كل شيء والذي أيضاً كان يتمنى أن يحصل على جميع ‏الوزارات لأنّ 11 وزارة لا تكفيه‎.‎‏ كنت دائماً أسأل نفسي: لماذا يتحمّل الرئيس سعد الحريري هذه الصعوبات كلها، وهذه التجاوزات كلها؟ ‏ويكفي أنّ ولي العهد استغل وزارة الخارجية لتصبح منبراً دولياً لتصريحاته الاستفزازية التي يدّعي فيها أنه الوحيد الذي يعيد حقوق ‏المسيحيين… هذا كان خطاب ولي العهد في مختلف أنحاء العالم الذي كان يجول في العالم ويقول للبنانيين المهاجرين منذ 200 سنة عودوا ‏الى الوطن عودوا الى لبنان لأنني استرجعت حقوق المسيحيين التي سلبها المسلمون‎.‎‏ كيف لرئيس حكومة أن يتعايش مع هذا الخطاب وهذا ‏القليل من إنجازات ولي العهد؟ نعود الى استقالة الرئيس سعد الحريري الذي كان ينوي تقديمها كما قلت منذ زمن بعيد والشيء الوحيد الذي ‏كان يمنعه هو ضميره، إذ كان يقول لي: علينا أن نتحمّل… علينا أن نضحّي… أنا أم الصبي… لبنان بيستاهل أن يضحّي المواطن من أجله… ‏الوطن غالي وأغلى ما في الدنيا هو الوطن‎.‎‏ الشعب اللبناني من أعظم شعوب العالم… وحقيقة الشعب اللبناني تختلف كلياً عن الذي جرى ‏خلال الحرب الأهلية لأنها كانت مؤامرة على لبنان وعلى اللبنانيين‎.‎‏ اليوم وبفضل هذه الثورة التي كنت أتوقعها منذ زمن بعيد عاد لبنان الى ‏أصالته واللبنانيون أثبتوا أنهم فوق الطائفية البغضاء وأكبر دليل على ذلك ما نشاهده في ساحة الثورة: علم واحد هو العلم اللبناني والجميع ‏رفضوا الطائفية… وفي ساحة الثورة اللبنانيون، من دون أي استثناء، يجمعهم العلم اللبناني والنشيد الوطني‎.‎

‏"الانوار": استقالةُ الحريري جريئةٌ رغم السَطْوةِ لمنعِهِ

كتب الهام فريحة في "الانوار": استقالةُ الحريري جريئةٌ رغم السَطْوةِ لمنعِهِ

‎ ‎أما وقد نفَّذ الرئيس سعد الحريري ما وعد به، وتقدَّم باستقالته، فإن الأزمة دخلت منعطفاً جديداً وحاسماً‎.‎

وفي الحقيقة، تحدّى الحريري كل السطوة لمنعه من الاستقالة. وربما أدرك أن الآتي بعد الاستقالة لن يكون أسوأ من وضع الاهتراء الحالي‎.‎‏ ‏فالبلد على شفير المجهول، بكل المعاني السياسية والمالية والنقدية‎.‎‏ ولكي تؤتي الاستقالة ثمارها وتكون مدخلاً إلى الحلّ لا إلى تعقيدات ‏وخيمة‎.‎‏ الحلّ واضح للذين يريدونه. وبكل بساطة، على الرئيس ميشال عون أن يبدأ بتشكيل حكومة جديدة مصغَّرة، خلال ساعات، مؤلفة من ‏ذوي الكفاءات والاختصاص المشهود لهم بالجدارة والخبرة ونظافة الكف‎.‎‏ وتكون هذه الحكومة برئاسة قاضٍ يمتلك القدرة على تنفيذ القوانين ‏الخاصة باسترجاع الأموال المنهوبة من جيوب الشعب، على مدى سنوات وسنوات، وتمّ تهريبها إلى الخارج‎.‎‏ والآن... في المقلب الآخر: ماذا ‏ستفعل الانتفاضة أمام هذا التحدّي؟ هل عليها أن تمضي وكأن الاستقالة لم تحصل، ويستمر المشهد الذي ساد الشارع في الأيام الأخيرة، أي ‏مشهد المواجهات بين الانتفاضة على خلفية فتح الطرق أو إقفالها؟ وهذه الانتفاضة التي بدأت تعطي ثمارها، هل يجوز أن تُغرق عناوينها ‏الكبيرة المحقّة في تفاصيل الخلافات حول فتح أو إقفال الطرقات؟ فلنقلها بمحبة وإخلاص‎.‎‏ إن إقفال الطرق سيؤدي إلى مزيد من الضغط على ‏الاقتصاد المشلول أساساً، والذي يوشك على الانهيار‎.‎‏ وتذكَّروا: أهل الدولة بكل مؤسساتها تقاضوا رواتبهم بسلام على رغم إقفال المصارف‎.‎‏ ‏والأهم هو أن نوابنا ووزراءنا الكرام قد وصلت إليهم رواتبهم باكراً، وهم لن يجوعوا‎…‎‏ ولكن، في القطاع الخاص كيف سيقبضون رواتبهم ‏ومصالحهم مقفلة. وهناك كثير من المنتفضين أيضاً، لا عمل لهم أساساً، ولا ينتظرون راتباً، وهذا لبّ انتفاضة الشعب‎.‎‏ فماذا نستفيد إذا ‏انهارت الدولة بالكامل، ودفعت كل ما بقي عندها من مدّخرات لموظفي القطاع العام و… "سكَّرت" بوجوهنا؟ من أين سيحصل هذا الكم من ‏الناس على مصدر رزقٍ يعيش منه، على أقله تعليم أولاده... للهجرة‎!‎‏ نأمل ونرجو من شباب الانتفاضة أخذ البلد إلى الهدوء والأمان وإبعاده ‏عن مخاطر أي فتنة أهلية‎.‎

‏"الجمهورية": الحريري انقلب على 4 تشرين الثاني!‏

كتب طوني عيسى في "الجمهورية": الحريري انقلب على 4 تشرين الثاني‎!‎

بالنسبة إلى العديد من المعنيين بالانتفاضة، إنّ العودة إلى واقع 17 تشرين، من دون استكمال الانتصار الأولي الذي تحقق باستقالة الحريري، ‏قد يضيع جهود الانتفاضة، بل إنه يضع البلد على المنزلق الخطِر الذي كان ينزلق فيه قبل 17 تشرين الثاني‎.‎‏ ويقول هؤلاء: إذا كانت هناك ‏نيّات جدية للإنقاذ، فمن الممكن تأليف الحكومة الإنقاذية في مدى لا يتجاوز نهاية الأسبوع الجاري. فإذا تحقق ذلك يصبح وارداً أن تدرس ‏الانتفاضة خطتها الجديدة للمرحلة المقبلة‎.‎‏ ‏‎ ‎استطاع الحريري باستقالته أن يفتح الباب للحل. وثمة مَن يعتقد أنّ استقالته في اليوم الثالث عشر ‏أفضل للانتفاضة من استقالته في اليوم الثالث. فلو استعجَل بعد 72 ساعة من انطلاقها واستقال لكانت نفَّست قبل أن تُظهِر قوّتها الجماهيرية‎.‎‏ ‏وثمة مَن يقول: ربما لهذا السبب، حرصت واشنطن والسفراء الأوروبيون، في الأيام الأولى، على دعوة الحريري إلى عدم الاستقالة. في ‏السياسة، المواعيد لها أهميتها‎.‎‏ الإثنين المقبل، 4 تشرين الثاني، ستكون ذكرى مرور عامين على أزمة «استقالة» الحريري الشهيرة. آنذاك، ‏عانَد الحريري ودعمَه شركاؤه ليتشبّث بحكومته‎.‎‏ إذا لم تكن هناك مناورة ما، تشبه الورقة الإصلاحية، خلف الأكمة، فإنّ الحريري يكون قد ‏انقلب على 4 تشرين الثاني وشركائه... وعملياً فكّ ارتباطه بالتسوية‎.‎‏ ويكون هو أيضاً عاد إلى ما قبل خريف التسوية، خريف 2016، وربما ‏إلى ما قبل شتاء 2011، الشتاء الذي جرى فيه إسقاط حكومته باستقالة الوزير الملك، وكان سقوطه عظيماً. والآن، إلى أين؟‎ ‎

‏"الشرق الاوسط": استقالة الحريري

كتب مشاري الذايدي في "الشرق الاوسط": استقالة الحريري

ما حصل، حصل، واستقالة الحريري هي المسمار الأخير والأكبر في نعش التركيبة التي نسجتها بمزيج من الترغيب والترهيب، أنامل النساج ‏الأصفر حزب الله، لاستخدام الدولة اللبنانية من أجل خدمة مصالحه الخاصة، التي هي مصالح النظام الإيراني حكماً‎.‎‏ الحريري حاول، من دون ‏جدوى، الهروب من السياسة، التي يمسك بها «حزب الله»، مباشرة، أو من خلال أداته المسيحية جبران باسيل، والتركيز على الاقتصاد ‏والاستثمارات، وكأن لبنان إمارة موناكو المستقلة المحايدة‎.‎‏ الدرس هو أنه لا فكاك بين السياسة والاقتصاد... وحاكم بنك لبنان المركزي ‏رياض سلامة الذي عمله، من طرف العهد اللبناني الحالي، تطمين الناس، لم يطق صبراً، وقال صراحة، بعدما حاول تلطيف كلامه الصادم ‏لـ«سي إن إن»، ومفاده قرب الانهيار الاقتصادي والمالي في لبنان، إنه لم يقل ذلك، لكنه قال إن لم يحصل حلّ سياسي قريب فالانهيار آتٍ... ‏شكراً، كلّفنا خاطرك‎!‎‏ هل تحدث استقالة الحريري الصدمة الإيجابية المطلوبة؟ وما هذه الصدمة المطلوبة أصلاً؟ صفوة القول، لبنان مخطوف ‏من إيران عبر حزب الله؛ سياسته وأمنه واقتصاده، والثورة الحالية هي ثورة على هذا الاختطاف وأدواته، وهو الرهان - أعني الثورة - الذي ‏كان ينتظر من محاصرة اقتصاد حزب الله وأدواته المسيحية وغير المسيحية‎.‎‏ جماعة نصر الله في الزاوية الآن... وحمى الله لبنان‎.‎

‏"الشرق الاوسط": استقال الحريري... هل انتهت مشكلة الدولة؟!‏

كتب فهد سليمان الشقيران في "الشرق الاوسط": استقال الحريري... هل انتهت مشكلة الدولة؟‎!‎

ليست النهاية أن يستقيل الحريري ولا أن تأتي حكومة أخرى بصفاتٍ مختلفة، وإنما الرهان على تغيير طريقة الحكم من المحاصصة الطائفية ‏إلى نظامٍ مدني علماني، به تتجه الدولة بناسها نحو المساواة وقوة الفرد بدلاً من التركيب الطائفي والانضواء خلف الزعيم.‏‎.‎‏ ارتفع سقف ‏مطالب المتظاهرين بلغ حد المطالبة بتنحية رئيس الجمهورية، وأياً كانت المآلات فإن الحدث اللبناني تأخر كثيراً، على الأقل برفع صوت ‏احتجاج على الأوضاع القائمة، وإطلاق صرخة بوجه الزعامات التاريخية المغرورة والفاسدة والمنهارة والمتآكلة. الطريق وعرة، ومابني في ‏ثلاثين سنة، يصعب هدمه في ثلاثين يوما، وإنما يستعان بهذه الأحداث وآثارها على تغييرات محورية في النظام السياسي، وإحداث هزة ‏تاريخية يبنى على إثرها نظام أكثر إحكاماً وأقرب إلى مفهوم الدولة، ليست الفكرة في استقالةٍ حكومة ومجيء أخرى، وإنما في بناء دستوري ‏جديد يحرر لبنان من أغلال الطائفية وقيودها‎.‎‏ هناك، في وسط الأحداث يهتف العديد بتجربة السعودية، وتحديداً باسم ولي العهد الأمير محمد بن ‏سلمان، يتمنون تحقيق حملة ساحقة على الفساد كالتي قادها الأمير، وهذا مجرد فصل واحد من كتاب التطوير، من مثل هذه التجارب تتعلم ‏المجتمعات كيف تصنع الدول نماذجها الساحرة للأقربين والأبعدين‎.‎يحلم العرب برؤيةٍ كالتي رسمها الأمير محمد بن سلمان، في البرامج المتنوعة ‏وساحات الاحتجاج بلبنان وحتى العراق، يطالب الناس بالقبض على الفاسدين، من يصدق أن بلداً مثل لبنان يعاني من هذا المأزق الاقتصادي ‏المدمر؟! رغم توفره على إمكانيات مهولة يمكنه الاستناد عليها لتحقيق اقتصاد ناجح، والعجب أن الصراع على النفط وربما التخطيط لاقتسامه ‏قد بدأ أو انتهى قبل التنقيب عنه، هذه مهزلة تاريخية كان على اللبنانيين الاحتجاج عليها منذ عقود‎.‎‏ قبل استقالة الحريري، ساد العناد ‏السياسي ضد مطالب المحتجين وهذا يفسر ضعف المؤسسة الديمقراطية في لبنان، عناد الذهنية المستبدة، ما الفرق بين طاغية يقول أحكمكم ‏أو أقتلكم كما فعل القذافي وبشار الأسد وصدام حسين‎.‎‏ في لبنان هناك من يعتبر نفسه الأجدر بحكم البلاد، أو المتفضل على الناس بعبقريته في ‏إدارة الدبلوماسية وملفات الخارجية، بل قد يدعي حقه الأوحد بالسلطة في لبنان وشرعية الانفراد بها، وبالتالي فإن المحتجين مجرد هوامش ‏لا قيمة لهم في التداول الديمقراطي‎.‎

‏"الشرق الاوسط": استقالة الحريري تلقى تأييداً من بري ومعارضة من عون

قالت مصادر وزارية مواكبة لاستقالة الحريري إنه كان على وشك إعلان استقالته يوم الجمعة الماضي عندما هاجم مناصرون لحزب الله ‏المتظاهرين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، لافتاً إلى أن نزول مسؤولين أمنيين في الحزب إلى الساحة، وسحب مناصريهم منها، أرجأ ‏الاستقالة‎.‎‏ من جهتهم، قال زوار الحريري لـ"الشرق الأوسط": منذ اليوم الأول، كان الحريري يعطي الأولوية للحل السياسي، ويرى أن ‏المشكلة سياسية وحلها سياسي، ولهذا رفض أكثر من مرة دعوة مجلس الدفاع الأعلى للانعقاد، لافتاً إلى أنه إثر انسداد الأفق السياسي، اندفع ‏الحريري باتجاه نقلة نوعية لمواكبة المرحلة، وقال زواره نقلاً عنه: يجب أن نتحضر لمرحلة جديدة، ولهذا هناك ضرورة لنقلة تحدث صدمة ‏سياسية، وهذه لن تتم إلا بإعادة النظر بالوضع الحكومي حتى نوازن بين مصلحة الوطن وضرورة التجاوب مع وجع الناس، هؤلاء ثروة ‏لبنان ويجب أن نحافظ عليها‎.‎‏ وكشف زواره أن الخطوة الأولى لدى الحريري تتمثل في الاستقالة، أما الخطوة الثانية فتقضي بتشكيل حكومة ‏مصغرة تتألف من اختصاصيين، مشيرة إلى أن هناك ضرورة للإسراع بالخطوة لأنه لا يجوز أن ننتظر، والشارع ذاهب نحو المواجهة، وإذا لم ‏نتدخل فسيذهب الشارع إلى مواجهة»، لافتة إلى أن تشكيل الحكومة المصغرة «هو لقطع الطريق على الاشتباك السياسي الذي يمكن أن تشهده ‏البلاد خلال المفاوضات لتشكيل الحكومة‎.‎‏ وقال زوار الحريري: الانتظار ليس من مصلحة البلد، وكان يقول إنه لن ينتظر سفك الدم كي يستقيل ‏في إشارة إلى التوترات والمواجهات في الشارع، التي شهدت الساحات أمس فصولها. ولفت الزوار إلى أنه عندما تمت الضغوط على ‏الحريري من أجل فتح الطرقات بالقوة، قرر قلب الطاولة، وكأنه يقول إن لا أحد يبتزني بقصة رئاسة الحكومة‎.‎‏ في سياق متصل، قالت ‏مصادر وزارية لـ"الشرق الأوسط" إن موقف حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري كان وسطياً خلال التعامل مع الأزمة، وكانا يصران ‏على رفض التأزم الإضافي في البلاد، لافتة إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون كان يعارض خيار الاستقالة، ويعتبر أن هناك أجندات ‏خارجية تحرك المتظاهرين، مستنداً إلى أنه دعاهم إلى الحوار ولم يستجيبوا‎.‎‏ وقالت المصادر إن الحريري أبلغ خطوته لمدير عام الأمن العام ‏اللواء عباس إبراهيم منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، كما اتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري وأبلغه بقرار الاستقالة، ورد بري بأنه يؤيده ‏لأنه لا يجوز أن نترك البلد للفوضى والذهاب نحو المجهول، ويجب أن نرى ما هي الحلول الممكنة لإنقاذ البلد‎.‎

رؤساء الحكومات السابقين: الحريري تحلى بإرث والده

ولاحظ رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، بعد اجتماع في منزل السنيورة في بلس ان الرئيس الحريري ‏تحلى "عندما قدم استقالته بإرث والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبحكمته، وبشجاعته، وكذلك بحكم مسؤولياته الوطنية".‏

السنيورة: استقالة الحكومة بلا توافق ستدخلنا في نفق كبير

اكد الرئيس فؤاد السنيورة ان "استقالة الحكومة من دون التوصل الى توافق مسبق على حجم الحكومة الجديدة وتركيبتها ستدخل البلاد في ‏نفق كبير". وقال في دردشة امس مع مجموعة من الإعلاميين سبقت اعلان الرئيس سعد الحريري استقالة حكومته: "ان الرئيس الحريري ‏كان يسعى للخروج من المأزق، والتوافق على تشكيل حكومة جديدة مع الرئيسين عون وبري، ومع القوى الاساسية الاخرى، بحيث يكون ‏هناك اتفاق على حجم الحكومة الجديدة ومكوناتها من اجل تسهيل عملية التأليف وتسريعها". ورأى ان "لبنان لم يعد لديه ترف الانتظار ولا ‏ترف الاختيار"، وان "التسوية جرت بين الحريري وعون، وليس بين الحريري وباسيل. وهذا خلط للأمور واضافة عقد جديدة ستؤدي الى ‏مشاكل، ما يعني انه لا يمكن تشكيل حكومة جميع اعضائها من خارج الطقم السياسي، فهي بحاجة الى قبطان. وهذا الكلام يعكس عدم تبصّر ‏واستهتار بالناس‎".‎‏ وقال: "لا اعرف ما الذي حصل في هذه التسوية، وهي جرت على اساس الاقرار بموقع لبنان في المنطقة، وضمن ‏التوازنات الخارجية، لا ان تجعله اسيراً ومنقاداً الى معادلة التوازنات المستجدة.. الآن ما نراه هو ان هناك طرفا يقول: "نحن في محور ‏الممانعة نريد فرض التغيير بموازين القوى"، بينما اعتقد ان المعارك لم تحسم بعد، وهناك من يتجاهل ما يجري في المنطقة، كما في العراق ‏مثلاً وحالة انكار ما يجري هناك وانكار ما يجري هنا‎".‎‏ ولفت الى ان "لبنان خلال هذه الفترة، ولا سيما منذ حصول التسوية الرئاسية، ‏يتعرض لعملية شحن يومي لتخريب عقول اللبنانيين، وقد زادت حدتها بشعارات كالرئيس القوي واستعادة الحقوق، ما ادى الى ازياد كبير في ‏تخريب العقول‎".‎‏ وكشف ان "حجم الثروات بدأ يتراجع منذ العام 2011 الى الآن، وكذلك النمو الاقتصادي، وقد خرج الناس بسبب الضيق، ‏وكان هناك من يتلاعب بأساسات البلد، وبوضعه في إشكالات مع الدول العربية، وهذا الامر انعكس على لبنان سلباً، ولم يعد بإمكانه الحصول ‏على اموال خارجية. هذه الازمة التي لم يكن لها مخارج، دفعت الشباب الى الخروج باحتجاجاتهم". ورأى ان "تسوية الحريري وعون كان ‏يجب ادارتها بشكل جيد"، وقال: "أنا مع حكومة من غير السياسيين. ورئيس الجمهورية يجب ان يكون مقابل الرئيس الحريري وليس وزير ‏الخارجية جبران باسيل مقابل رئيس الحكومة. ويجب الاتفاق على الحكومة الجديدة. المسؤولية تقع على رئيس الجمهورية ليتصرف وفق ما ‏يقتضيه موقعه لا التصرف كرئيس بلدية". وخلص السنيورة الى القول ان "استقالة الرئيس الحريري من دون توافق ستدخلنا في نفق كبير‎".‎

بري: سعيتُ شخصياً لإقناع الحريري بعدم الاستقالة

سألت "الجمهورية" رئيس مجلس النواب نبيه بري عمّا دار بينه وبين الرئيس سعد الحريري في لقائهما الأخير في عين التينة؟ فأجاب: "لم ‏نترك شيئاً الّا وقمنا به في محاولة لاحتواء الموقف، وعدم بلوغ الأزمة الحد الذي بلغته. وقد سعيتُ شخصياً لإقناع الحريري بعدم الاستقالة، ‏إلّا اننا اصطدمنا بإصراره عليها‎".‎

وسُئل بري أيضاً: ماذا بعد الاستقالة؟ فأجاب: "لا شك في انّ الوضع دقيق وحساس، وينبغي مقاربة ما حصل بكثير من التعقل وعدم الانفعال، ‏والحؤول دون حصول أي أمر من شأنه ان يزيد الأمور تعقيداً. المطلوب هو أن تسود الحكمة ولغة الحوار بين المكونات اللبنانية في معالجة ‏الأمور، خصوصاً انّ صورة الأزمة ليست طائفية او مذهبية".‏

جنبلاط: "الإشتراكي" لن يشارك في اي حكومة لا يترأسها الحريري

لفتت "النهار" إلى ان حركة اتصالات واسعة بدأت منذ أمس للتعجيل في التوصل الى حل مع اتجاه مبدئي الى اعادة تكليف الرئيس سعد ‏الحريري مرة جديدة، خصوصاً ان الوجوه التي يمكن ان تكون مطروحة، باتت اسماء محروقة في الوسط السني قبل غيره في ظل تضامن ‏مفتي الجمهورية ورؤساء الحكومات السابقين مع الرئيس المستقيل، في مواجهة اسماء بدأ تسريبها عبر الاعلام تكون أقرب الى التكنوقراط ‏في ظل استبعاد كل وجوه 8 اذار‎.‎

وكشفت "نداء الوطن" أن التداول بأسماء مرشحين لخلافة الحريري بدأ وأبرزهم الرئيس السابق تمام سلام الذي رد، قبل الاستقالة، على ‏سؤال عن استعداده لتولي المسؤولية بالقول إنه لن يطعن الحريري والموضوع يستوجب درساً. كما تردد أن عون سبق وسمّى محمد الصفدي ‏وفؤاد مخزومي، والإسمان قد لا يرضى عنهما "حزب الله‎".‎

وعلمت "اللواء" ان الرئيس سلام هو الأوفر حظاً، للحلول مكان الرئيس الحريري، إذا ما أصرّ على البقاء خارج الحكومة، وتردد بقوة اسم ‏نائب بيروت فؤاد مخزومي.‏

وأكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط لـ"النهار" ان حزبه لن يشارك في اي حكومة لا يترأسها الحريري، وأن ‏‏"الاستقالة أتت نتيجة تعنّت تيّار سياسيّ معيّن بعدم الاستجابة لطلب الرئيس الحريري تغيير بعض الوجوه في الحكومة لتلبية الحد الأدنى من ‏متطلّبات الحراك‎".‎

‏"الجمهورية": جنبلاط يدعم "إنتفاضة" الحريري ويُطمئِن حزب الله

كتب عماد مرمل في "الجمهورية": جنبلاط يدعم "إنتفاضة" الحريري ويُطمئِن حزب الله

بعد إعلان الحريري استقالته، بدا جنبلاط متعاطفاً معه، ومقتنعاً بأنّ الرجل بذل أقصى جهد ممكن خلال الأيام الماضية من أجل إيجاد تسوية ‏للأزمة المستجدة، وقدّم أكثر من طرح في هذا الاتجاه، لكنه قوبل بالرفض والسلبية من قبل المعنيين بسبب إصرارهم على عدم الاستغناء عن ‏بعض الأشخاص»، في تلميح واضح الى اسم باسيل‎.‎‏ ويؤكّد جنبلاط لـ"الجمهورية" أنّه يؤيد إعادة تكليف الحريري برئاسة الحكومة المقبلة إذا ‏كان مرشحاً او مستعدّاً للعودة الى السرايا الحكومية مجدداً، معتبراً انّه لا بدّ للعبة الديموقراطية من أن تأخذ أبعادها الكاملة وإجراء الاستشارات ‏النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلّف‎.‎‏ وفي انتظار إنجاز هذه الآلية الدستورية، يدعو جنبلاط الى احترام المتظاهرين وحقهم في التظاهر، ‏وبالتالي عدم استخدام العنف ضدّهم، لكنّه في الوقت نفسه يطالب بالتوقف عن قطع الطرق، خصوصاً الأساسية منها، مثل طريق الشام ‏وأوتوستراد الجنوب‎.‎‏ وماذا عن طبيعة الحكومة المقبلة التي يحتاج إليها لبنان؟ يعتبر جنبلاط انّ المطلوب في هذه المرحلة الحساسة تشكيل ‏حكومة تكنوقراط تتولى التصدي للأزمة الاقتصادية - المالية وترميم ثقة الداخل والخارج في الدولة، لافتاً الى انّه سبق له أن دعا مع بداية ‏الحراك، الى إجراء تعديل وزاري جوهري يُخرج الأسماء المستفزة من الحكومة، ثمّ دعمت خيار التوافق على التغيير الشامل نحو حكومة ‏تكنوقراط، إلّا انّ عناد البعض أوصلنا الى هنا‎.‎‏ وقيل له لكنّ حزب الله ليس مؤيداً لتشكيل حكومة تكنوقراط وسيكون خارج صفوفها، خصوصاً ‏في ظلّ الاستهداف الذي يتعرض له، فيسارع جنبلاط الى التأكيد أنّ حزب الله يجب الّا يشعر بالقلق، مشدداً على أنّ قضية سلاحه ينبغي أن ‏تخضع لاحقاً لحوار طويل المدى، «علماً أنّ هذه المسألة تتوقف كذلك على الظروف الاقليمية‎.‎‏ وفي رسالة لافتة الى الضاحية، قال: مسألة ‏السلاح لا تُناقش في هذا التوقيت، وليس جائزاً لأحد أن يغامر الآن، بل انا أعتبر ان كل طرح من هذا القبيل يصدر عن اي جهة سياسية ‏سيكون نابعاً من غباوة او تآمر‎.‎‏ وعمن يتحمل المسؤولية عن الوصول الى المأزق الحالي، يتجنب التسمية المباشرة، مكتفياً بالتلميح الأبلغ من ‏التصريح، قائلا: معروف من أوصلنا الى الافق المسدود‎. ‎

روكز لـ"الشرق الاوسط": لتشكيل حكومة بصلاحيات استثنائية لتنفيذ الإصلاحات

كتبت بولا أسطيح في "الشرق الاوسط": روكز: لتشكيل حكومة بصلاحيات استثنائية لتنفيذ الإصلاحات

استغرب النائب شامل روكز في حديث لـ"الشرق الأوسط" اعتبار البعض أن استقالة الحكومة تُدخل البلد في الفوضى والمجهول، معتبرا أن ‏البلد أصلا يرزح تحتهما والتغيير الحكومي سيكون حلا كافيا ووافيا للأزمة من منطلق أنه سيعطي انطباعا جديدا بالثقة سواء للشعب اللبناني ‏أو للمجتمع الدولي‎.‎‏ ودعا روكز الذي أعلن مؤخرا استقالته من تكتل لبنان القوي الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، لتشكيل حكومة ‏من أصحاب الكفاءة والنزاهة وليس بالضرورة حكومة تكنوقراط، مع إمكانية أن تكون بصلاحيات استثنائية لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، مشددا ‏على وجوب الاستفادة من الحيوية التي في الشارع لتتحول طاقة للحكومة الجديدة لتمضي بعملية الإصلاح ومحاربة الفساد. وقال: الأهم أن ‏تنال أي حكومة جديدة ثقة الشعب قبل نيلها ثقة المجلس النيابي وألا تكون حكومة محاصصة، فكلما كبر حجم الحكومة تهافتت الأحزاب على ‏تقاسم الحصص فيها‎.‎‏ واستهجن روكز التعاطي مع الشارع وكأنه عدو، مشددا على أنه لم ولن يكون عدوا لا للدولة ولا لرئيسها، كما أنه لا ‏ينفذ مؤامرة كما يُتهم من قبل البعض وإن كان هناك من يحاول استغلال الثورة المفترض أن يتم تصويبها، مضيفا: الناس خرجت إلى الطرقات ‏نتيجة معاناة وبما أننا بلد ديمقراطي لا ديكتاتوري، فمن واجب المسؤولين الاستماع إلى صوت المحتجين ومطالبهم‎.‎‏ واعتبر روكز أنه يتوجب ‏التعاطي مع المرحلة الحالية بمسؤولية كبيرة، معرباً عن أمله بأن يستنبط رئيس الجمهورية كما الرئيس الحريري بالتفاهم مع أمين عام حزب ‏الله السيد حسن نصرالله حلاً، فلا يعمدوا إلى كسر الشارع بالقوة، لأنهم قادرون على ذلك لكن مزيدا من القهر والغضب والضغينة من قبل ‏الشارع تجاه الدولة سيؤدي لانفجار ثان أكبر بكثير.. وأضاف: «صحيح أنني انسحبت من تكتل لبنان القوي لكن ذلك لا يعني انضمامي إلى ‏صفوف المعارضة. أنا داعم للرئيس عون ومواقفه، كما لصوت الشعب المقدس‎.‎

‏"القمصان السود" اجتاحوا الوسط والانتفاضة مستمرة

رأت "النهار" أنه اذا كان الرئيس سعد الحريري استجاب لنداء الشارع، وقدم استقالة حكومته عصر أمس، نزولا عند الرغبة الشعبية في ‏ذلك، ظنا منه ان هذه الخطوة ترضي الحراك المدني، فان غارات "القمصان السود" التي نفذها عناصر الثنائي الشيعي "حزب الله – أمل" ‏والشعارات الطائفية التي اطلقها هؤلاء، والشتائم التي وجهوها الى المتظاهرين، ولدت ردات فعل عكسية، ودفعت الى مواصلة الحراك، ‏والمؤسف انها أعادت تحريك الفتنة المذهبية السنية الشيعية. اذ ان نداءات "شيعة شيعة" و"حزب الله" وحركة "أمل" أيقظت الشارع السني ‏الذي خرج ليلاً في غير منطقة، ورد على عناصر الشغب التي اسقطت هيبة الدولة اولا، وحركت المشاعر الدفينة ثانياً، وولدت نقمة على ‏العهد ثالثاً اذ حملته مسؤولية الاعتداء على الناس واضعاف هيبة مؤسسات الدولة والاجهزة الامنية‎.‎

واعتبرت "الجمهورية" ان هذا الامر أثار بلبلة سياسية، وكان صدى هذا الهجوم في منتهى السلبية في "بيت الوسط"، وقالت مصادر سياسية ‏مواكبة لحركة الاتصالات لـ"الجمهورية" انّ "هذا التطور السلبي، الذي تمثّل بالهجوم على المحتجّين على طريق "الرينغ" وفي وسط بيروت، ‏شَكّل دافعاً أساسياً لتصميم الحريري على تقديم استقالته، وليتحمّل الجميع مسؤولياتهم".‏

ولاحظت "النهار" أن الغارات تأتي بعد تحذيرات ولاءات حددها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أعلن فيها رفضه استقالة ‏الحكومة. وتبعتها سلسلة تصرفات ضيقت على المتظاهرين في غير منطقة خصوصاً في الجنوب‎.‎

‏"النهار": رجعلنا حقنا!‏

كتبت ميشيل تويني في "النهار": رجعلنا حقنا‎!‎

استقالت الحكومة بعد أيام من المطالبة بذلك في الساحات، والأهم الآن هو تأليف حكومة خبراء واقتصاديين واختصاصيين لمعالجة الأزمة ‏الكبيرة التي يعيشها لبنان. "رجعلنا حقنا" اليوم عندما سقطت في الشارع حكومة لم تفعل شيئا سوى الفراغ والتعطيل من أجل مصالحها ‏الخاصة. رجعلنا حقنا يوم من ادعى العفة قال له الشارع كفاك تمثيلاً. رجعلنا حقنا عندما سقطت حكومة تواطأت ورضخت وسكتت عن إحقاق ‏العدالة منذ سنين في ملف جبران تويني. نعم رجعلنا حقنا لانهم سقطوا في الشارع بصوت كل لبناني ردد قسمه. رجعلنا حقنا عندما نظف ‏اللبنانيون الشوارع وفرزوا النفايات أفضل من كل السلطة التي طمرتنا بالنفايات كل هذه السنين. الحق لا يمكنه إلا أن ينتصر مهما طال ‏الوقت، والحق انتصر اليوم بوجه سماسرة قسموا البلاد الى حصص كي يزيد ربحهم وربح جماعتهم. مشهد الامس، وهو مشهد قطاع الطرق ‏والزعران الذين كسروا الخيم وضربوا المتظاهرين، هو مشهد إضافي سيذكره منهم التاريخ لكل من يريد تخريب لبنان... هم الذين لا يريدون ‏ان يفهموا انهم مهما دمروا وكسروا وضربوا فإرادة الشعب اللبناني بالتغيير والحياة الكريمة أقوى بكثير. نعم، تكسرون خيم متظاهرين ‏سلميين لكننا نحن نعمر الوطن بأفكارنا، والفكرة لا يمكن قمعها او كسرها او إخفاؤها.. رأيتكم بالامس تضربون النساء والرجال السلميين ‏بالعصي لانكم لم تتحملوا ان يكون هناك شعب موحد يقول: كفى للفساد وكفى للتبعية العمياء وكفى للطائفية وكفى لنهج ارهابي. لكن انتصرنا ‏وسننتصر دومًا لاننا نحن والعلم اللبناني وارادتنا بالحياة، شعرنا بعد 14 عاماً من الاختناق بأننا نتنفس من جديد، ولو اننا نتنفس خائفين على ‏الغد، ولكن على الأقل نتنفس‎...‎

‏"النهار": خيارٌ واحدٌ لـنصرالله: إنهاء الانتفاضة

كتب عبد الوهاب بدر خان في "النهار": خيارٌ واحدٌ لـنصرالله: إنهاء الانتفاضة

هذا النظام ليس في أزمة حكم، بل في أزمة وجود يعانيها كلٌّ من أطرافه. كل الخيارات الترقيعية المجرّبة لا تنقذه، وكلّ الخيارات التغييرية ‏الجدّية تتطلّب تنازلات أو "تضحيات"، وكلّ تنازل حقيقي وغير مغشوش من شأنه أن يعمّق مأزق مَن يُقدم عليه. يُفترض أن يكون "العهد" ‏اكتشف الآن تداعيات أن يُنتخب رئيسه ليصبح رهينة "حزب الله" وأن يهيئ صهره كرهينة أخرى لوراثته، فهذا لم يعنِ فقط أن هدفه كان ‏المنصب بل كذلك ان السعي الى "صلاحيات" أكبر لا معنى له إذا كان نصرالله و"حزبه" يستحوذان عليها. ويُفترض أن رئيس الحكومة تأكد ‏بالدليل الملموس أن "التسوية" ربما منعت انهيار الدولة آنذاك لكنها كانت أصبحت "دولة" نصرالله و"حزبه". لذلك جاءت انتفاضة الشعب ‏رفضاً لهذا الواقع السقيم‎.‎‏ الأكثر ادراكاً لما يعنيه شعار "إسقاط النظام" هو نصرالله، فهذا نظامه، ولا يفيده "النأي الكاذب بالنفس" عن ‏‏"العهد" والحكومة، إذ اتخذهما أداتَين للسيطرة والترهيب والهيمنة وممارسة الحكم، ففشلا وفشل معهما. وعندما قال نصرالله إن "المقاومة ‏هي الأقوى في المعادلة" فإنه أخطأ في لعب رصيده الثمين هذا، سواء باستخدامه لتهديد انتفاضة شعبية سلمية باسم "مؤامرة" خيالية، أو ‏بتأكيده مجدّداً أن سلاح "المقاومة" موجّه خصوصاً ضد اللبنانيين كما وُجّه ضد السوريين. ولا شك في أن تخويفه اللبنانيين من "حرب أهلية" ‏و"فراغ سياسي" كان تهديداً بأن إنهاء الانتفاضة بات حتميّاً لديه وبأن ثمّة "7 أيار" آخر بين خياراته، ولو استعان بشبّيحة النظام السوري ‏لئلا يظهر "الحزب" في الواجهة. لكن أي محاولة لتخريب الانتفاضة ستُنسب حتماً الى "الحزب"، وسيتساوى فشلها ونجاحها في الارتداد ‏عليه وعلى نظامه‎. ‎

‏"النهار": أمراء السلام أقوى من خندقكم

كتبت موناليزا فريحة في "النهار": أمراء السلام أقوى من خندقكم

من سقط أمس هم أولئك الذين دفعوا شباناً رعاعاً بدراجاتهم النارية يكتسحون شباباً أعزل رفع شعارات سلمية وافترش الساحات للمطالبة ‏بكرامة مسلوبة وحقوق منهوبة. ما سقط أمس هو تلك الأقنعة التي اختبأ خلفها كثيرون رافعين شعارات كاذبة. ما سقط أمس هو تلك التسويات ‏الكبيرة التي ربّعت زعماء على مناصب ليسوا أهلاً لها. ما تبدّد أمس ليس الحلم الذي عشناه 13 يوماً، وإنما الوهم الذي فرض علينا منذ ‏ثلاثين سنة‎.‎‏ أياً تكن نتيجة الانتفاضة التي اجتاحها خفافيش الظهر الذين خرجوا من خندقهم، وسواء نجحت في ارساء أسس نظام جديد تتطلع ‏اليه الغالبية العظمى من اللبنانيين أم لا، فثمة دينامية أرساها يوم 17 تشرين الأول لن تستطيع أية سلطة آتية، أيا كان شكلها، وقفها، ولا حتى ‏تجاهلها بعد الآن‎.‎‏ كشفت الساحات والشوارع التي حولها أمس أزلام الطوائف خراباً، شباباً وشابات لبنانيين هم في أكثرهم من جيل ما بعد ‏الطائف، يعرفون معنى بناء الأوطان والمؤسسات، لا تدميرها وإفلاسها، منفتحين على الآخر ويعتبرونه شريكاً، لا فزاعة. جيل يحاجج بالأرقام ‏لا بالأوهام، ويجادل بالنظريات الاقتصادية لا بنظريات المؤامرة. جيل متمسك بلبنان ويريده وطناً لا مزرعة، ويطالب بمعاملته كمجموعة ‏مواطنين لا كقطيع‎.‎‏ لا قدرة لأمراء السلام على مواجهة الاساليب البربرية التي استخدمت ضدهم في الساحات ولا هم مستعدون لذلك، لكن أولئك ‏الذين اظهروا إخلاصاً ووعياً استثنائياً في الايام الاخيرة، لن يستسلموا وليس اصرارهم على البقاء فوق ركام خيمهم المحطمة، إلا دليل على ‏أنهم يعرفون أن لبنان الجديد يحتاج اليهم أكثر من أي وقت‎.‎

‏"الاخبار": هلأ لوين؟ 2/2‏

كتب ابراهيم الامين في "الاخبار": هلأ لوين؟‎ ‎‏2/2‏

أعرف شخصياً السيد حسن نصر الله، وأعرفه منذ زمن بعيد، وأعرف الكثير عن عقله وقلبه، وأعرف متى يقسو على نفسه وعلى أهله من ‏أجل القضية المحقة. وأعرف كم حمل وصمت عن كبائر ترتكب، فقط لحماية المقاومة. وأذكر أنه قال لي يوماً إنه لن يسأل عن ماء وجهه وهو ‏يقود شباباً يخسرون حياتهم من أجل المقاومة، ولن يسعى الى بقاء صورته مرفوعة في بقاع الدنيا بينما تخسر المقاومة، ولن يقبل إغراءات ‏الدنيا مقابل قناعاته الإلهية. لكنني أعرف ما هو أهم، أعرف إدراكه لمعنى الرجولة والشهامة واحترام الذات الإنسانية، وأعرف حجم حرقته ‏على ظلم يلحق بطفل أو فتى أو صبية أو شاب أو أم أو أب. ولذلك، أسأله: هل يعقل أن لا تبادر الى منع هذا الظلم المستمر بحق إخوة لك في ‏الخلق، لمجرد أنهم أعربوا عن رأي مخالف لرأي الزعيم ومحاسبيه؟ بهذا المعنى، سيكون الحديث واضحاً وصريحاً، حول المسؤولية ‏المباشرة، والكاملة، لحركة أمل، من رئيسها الى قياداتها السياسية، الى وزراء ونواب ومجالس بلدية، الى ضباط ورجال أمن، الى رجال دين ‏ونافذين وفتوة، الى جيش من المرافقين الذين يتولون مهمة إذلال الناس، ومعاقبتهم على رفع صوتهم اعتراضاً على أداء سلطة، تتولى ‏‏«أمل» حصة كبيرة منها‎.‎‏ السؤال هنا، ليس عن العقل العفن الذي لا يزال يتحكّم بمن يلاحق الناس لإذلالهم. وإنما عن الثمن الذي يجب أن ‏يدفعه الناس حتى يتغير هؤلاء، أم أنهم يريدون من الغاضبين اقتناص أول فرصة جديدة، والتصرف هذه المرة، بدرجة من العنف الذي يلجأ ‏إليه المقهورون دفاعاً عن الحق، في ليلة صالحة أو كالحة‎...‎‏ إن تعرّض أيّ مواطن في بيروت والجنوب والبقاع لضغط أو إذلال لمنعه من ‏التعبير عن رأيه، أو للعودة عن رأيه، أو لمنعه من الخروج من المنزل، هو عملية وحشية سيتم التشهير بالقائمين عليها، ومحاسبة الزعران، ‏ومن يقف خلف بلطجتهم، هي مطلب لا يقل أهمية عن مطالب الناس الفقراء بدولة عادلة‎!!‎

‏"الاخبار": انتصار أوّل... برغم البلطجة

كتب ايلي الفرزلي في "الاخبار": انتصار أوّل... برغم البلطجة

سعى مناصرو حركة أمل إلى ترويع المعتصمين على جسر الرينغ وفي ساحتَي الشهداء ورياض الصلح، فكانت النتيجة مزيداً من الإصرار ‏على استكمال المعركة في وجه السلطة‎.‎‏ تحوّلت ساحة الشهداء وموقف العازارية إلى ما يشبه الأرض المحروقة. لا شيء بقي في مكانه من ‏منصات وخيام ومسارح وستاندات.. كل ذلك كان يحصل أمام أعين قوى الأمن والجيش الذين ملأوا الساحتين، لكنهما فضّلا ترك المهاجمين ‏يعيثون خراباً في المكان، مقابل حماية من أمكن من المتظاهرين الصامدين‎.‎‏ لم يجد المهاجمون من يصدّهم، إلا في ساحة رياض الصلح. هناك ‏حيث الشيوعيون واليساريون الموجودون فيها، دافعوا عن أنفسهم بما أمكن. وهناك، لولا القنابل المسيّلة للدموع، لكان الدم قد سال، بعدما ‏أطبقت أعداد كبيرة من المهاجمين الخناق على المعتصمين، ومعهم مكافحة الشغب، هم الذين دخلوا إلى الساحة من المدخلين الوحيدين ‏المفتوحين إليها (من جهة الإسكوا ومن جهة جامع محمد الأمين)‏‎.‎‏ كل ذلك نُسي لحظة الاستقالة، لتحلّ محلّه الاحتفالات التي لم تعكّرها تحليلات ‏عن عوامل خارجية وداخلية، اقتصادية وسياسية، دفعت الحريري إلى تنفيذ خطوته. وهذا لا يعني أن هؤلاء المنتفضين لا يرون هذه العوامل أو ‏يتغاضون عنها، بقدر ما يعني، في هذه اللحظة، أنهم مؤمنون بالتغيير وبقدرتهم على التغيير. ولذلك، لن يتراجعوا عن سلميتهم وعن حقهم في ‏التظاهر والإضراب إلى أن تتحقق مطالبهم‎. ‎قد لا تكون المطالب واضحة تماماً، وخاصة في ظل عدم وجود قيادة للحراك أو هيئة تنسيق ‏جامعة، لكن أجواء الاتصالات بين المجموعات المختلفة، ولا سيما تلك الموجودة في رياض الصلح وموقف العازارية، تدور حول نقاطٍ عدة‎:‎‏ ‏‎1- ‎استقالة الحكومة مهمة لكنها ليست كافية، ولذلك لا خروج من الشارع‎.‎‏ ‏‎2- ‎البديل من الحكومة المستقيلة هو حكومة مدنية تضم مجموعة ‏من الأسماء الموثوقة، من خارج قوى السلطة، وقادرة على أن تحوز ثقة الناس‎.‎‏ ‏‎3- ‎استكمال التظاهرات والإضراب العام‎.‎‏ ‏‎4- ‎يتم البحث أيضاً ‏في فكرة تحميل الحكومة المقبلة مسؤولية حماية الطبقات الفقيرة والمتوسطة من مخاطر الانهيار المالي، الذي صار أمراً واقعاً‎.‎

‏"الجمهورية": "كلّن يعني كلّن" ولكن...‏

كتب جورج حايك في "الجمهورية": "كلّن يعني كلّن" ولكن‎...‎

لا يميّز المتظاهرون بين سياسي وآخر. هم يصرخون بأعلى أصواتهم كلّن يعني كلّن ويقصدون بذلك سياسيّي الأحزاب والتيارات السياسية ‏المعروفين والممثلين في الحكومة والمجلس النيابي‎.‎‏ مصادر التيّار الوطنيّ الحرّ لا تعتبر أنّ هذا الشعار يطالها لأسباب عدّة أهمها أنّ التيّار ‏محصّن ويُدرك طبيعة الحملات المحضّرة والمبرمجة، وتشير إلى عتبها على بعض الجماهير لأنّها تعرف اسلوب حياة وزراء التيّار ونوابه ‏وحال بيوتهم، فالسارق أو مستغلّ المال العام يظهر عليه بسرعة. لا شيء مخفياً وهناك قانون رفع السرية المصرفية سيكشف عن كلّ شيء. ‏لذلك نعتب على الناس الذين يصدقون الشائعات‎.‎‏ وتعتبر مصادر تيار المستقبل أنّ هذا الشعار يضعف الثورة، وخطورته انّ كلّ شخص يريد ‏ممارسة الشأن العام صار يتردد من الآن فصاعداً على الانخراط فيه، لأنّ الناس سيشتمونه فيذهب الصالح بسبب «الطالح‎.‎‏ أما أوساط حزب ‏الله فتؤكد أنّها تؤيد توصيف كل شخص فاسد حقيقي لكن من دون أن يكون هناك تعميم، «لأن التعميم يقود إلى تجهيل الفاعل. يجب أن تكون ‏لدينا الجرأة في تسمية الفاسدين مع إبراز الأدلة‎.‎‏ وتلفت أوساط الحزب إلى أنّه كان من السبّاقين بفتح ملفات الفساد من خلال القضاء ولجنة ‏التحقيق النيابية‎.‎‏ وتبدو مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي أكثر تفهّماً لهذا الشعار ولا تنكر تورّط كلّ الطبقة السياسية بالفساد، وتقول: نحن لا ‏نعتبر أنفسنا حزباً فاسداً في السلطة، لكنّ الحراك لا يستثني احداً وهذا من حقه. نحن معنيون بأن نقدّم رؤية أو أداءً أو طرحاً متجدّداً في ‏المرحلة المقبلة لنعيد الثقة بالقوى السياسية إلى الناس، ونعتبر أنّ الحراك شكّل حافزاً لنا بالذات لطرح رؤيتنا الإصلاحية بثبات أكبر‎.‎‏ لا تقبل ‏مصادر حركة أمل التعميم في شعار كلّن يعني كلّن، لأنه يشجع على عدم المحاسبة الحقيقية، لكننا نعترف بأنّ الفساد ينخر كلّ مفاصل الدولة ‏وكلّ أجهزتها وإداراتها، لكن من غير المنطقي أن تكون كلّ السلطة فاسدة، وهذا التعميم يخدم الفاسدين، وربما يرفع المحتجون هذا الشعار من ‏باب عاطفي انفعالي وشعبوي، لكنهم غير موفقين فيه‎.‎‏ وأخيراً تتفهم مصادر القوات اللبنانية نقمة الناس وأوجاعهم وغضبهم لما آلت اليه ‏الأوضاع في الأعوام الأخيرة وصولاً إلى الانهيار، وهي تدرك أنّ الشعب لا يريد في لحظة غضب وجوع وكرامة أن يميّز بين طرف وآخر‎.‎

‏"الشرق الاوسط": الهجوم على وسط بيروت رسالة سياسية قبل استقالة الحريري

كتبت كارولين عاكوم في "الشرق الاوسط": الهجوم على وسط بيروت رسالة سياسية قبل استقالة الحريري

أكدت مصادر مقربة من الحريري أن العنف الذي تجسد في الشارع في المرحلة الأخيرة والاعتداء على المتظاهرين، ومحاولة البعض وضع ‏شارع في مواجهة شارع زاد من قناعته بضرورة اللجوء إلى هذا القرار‎.‎‏ ويؤكد وزير العدل السابق أشرف ريفي أنه ورغم محاولات حزب الله ‏بالظهور وكأنه غير مسؤول عن كل الغزوات التي كانت تنفذ ضد المتظاهرين وكان آخرها وأكثرها عنفا تلك التي نفذت أمس، فهو الذي ‏يتحمل مسؤوليتها‎.‎‏ وفيما أكد ريفي أن الحريري اتخذ قرار استقالته واقفا مع إرادة الشعب وقناعة منه بأنه لا يمكن أن تكمل الأمور بهذا الشكل ‏خاصة بعد كل الطروحات التي قدمها للخروج من الأزمة وقوبلت بالرفض، حذر في تصريح لـ"الشرق الأوسط" من أن تكون ردة فعل الحزب ‏بتشكيل حكومة جديدة هي عبارة عن حكومة دمى ويبعد بالتالي الحريري، لأنه عندها سيكون مصيرها أيضا الإسقاط بالشارع. وأكد على ‏ضرورة أن يعيد «حزب الله» النظر في كل ما يقوم به ويعمد إلى الاقتناع بضرورة تشكيل حكومة تخضع لإرادة الشعب وتحقق مطالبه‎.‎‏ من هنا ‏يؤكد ريفي أنه وبعد تقديم الحريري استقالته تبقى كل الاحتمالات واردة حيال ما قد يقوم به حزب الله ومنها تكرار ما حصل يوم أمس ضد ‏المتظاهرين وغيرهم، داعيا إلى ضرورة أن تبقى القوى الأمنية واعية لكل ما يحصل‎.‎‏ من جهته، لا يرى النائب إلياس حنكش في اعتداء ‏مناصري الحزب والحركة قبيل إعلان الحريري استقالته، إلا نوعا من الضغط على الحريري للعودة عنها أو لتقديم نموذج عما سيقومون به ‏في المرحلة المقبلة بعد الاستقالة والقول: لا يمكنكم تخطي قراري». ويضيف «لا شك أن الحزب كان يريد بقاء هذه الحكومة التي يسيطر ‏عليها، فيما سقوطها سينزع عنه الشرعية ويكشفه‎.‎‏ ، رأى حنكش أن كل الاحتمالات واردة حيال ما قد يقوم به الحزب بعد الاستقالة، خاصة أن ‏أجندته مرتبطة بأجندات خارجية تخضع جميعها لمتغيرات وتبدلات قد تنعكس عليه‎.‎‏ في المقابل، يرى مسؤول الإعلام والتواصل في حزب ‏القوات اللبنانية شارل جبور أن الحريري تجاوب مع مطلب الناس وفعل خيرا. ويقول لـ"الشرق الأوسط": لن نتخوف من شيء ولن يحصل ‏شيء. الأساليب القديمة في الترهيب ولت إلى غير رجعة والشعب اللبناني لم يعد يخشاها وهذا ما أثبته في كل مرة كان يتعرض إلى الاعتداء ‏بالعودة إلى الساحات‎.‎

‏"النهار": الجبين أعلى من كل الجبال

كتب سمير عطا الله في "النهار": الجبين أعلى من كل الجبال

كل ما يحدث، سابقة، لا تفسير لها: طرابلس تنضم الى الجمهورية اللبنانية وهي تغني وترفع العلم. وساحة البرج تجمع اللبنانيين القادمين من ‏كل الجهات أكثر مما جمعت يوم لم تكن هناك ساحة سواها. والثائرون يقفون على مدى لبنان، وليس بينهم وجه ظهر في صورة من قبل. كل ‏الوجوه الشائعة خجلت، أو خافت‎.‎‏ ما ومن يمكن أن يعبىء كل هؤلاء البشر ويدفع بهم الى الشوارع والساحات؟ بلا لافتات. بلا ملصقات. بلا ‏عروض مسرحية وأضواء هوليوودية، كتب نحو مليونين ونصف مليون شاب، الميثاق الوطني الجديد. كرروا في ساحة رياض الصلح "لا ‏ممر للاستعمار ولا مقر". وتركوا الباقي دون كلام ودون فصاحات وقواميس بالية. يد واحدة من الشمال الى الجنوب من غير ان تعرف هوية ‏جارك. أي كلام يمكن ان يشرح هذه القيامة التي لم يتوقعها احد، ولا حتى صدَّقها أحد، ولا شاهدها أحد من قبل. فجأة يصبح بلد الطوائف بلد ‏العقول والأفئدة، طائفته الحرية والكرامة الإنسانية. يتذكر شبابه وهم يقومون الى دوام عزة النفس أن الجبين أعلى من كل الجبال‎.‎‏ لن يقبلوا ‏بعد اليوم ان "يشملوا" أمام مواكب الفجور التي تزيحهم عن الطرقات بوحشية. لا "زورو" يطير فوق رؤوسهم. لا وزراء يزيد فريقهم على ‏‏"جند المئة" كما في الانجيل. تعالوا نبني وطناً أفضل وأعقل لأبنائكم ولأبنائنا. الملايين الذين هتفوا وبكوا وغنوا ليسوا أصحاب مطالب، كما ‏قالت كلوديا مرشليان، بل أصحاب حقوق. لبنان وطن، لا شركة. فهذه قد يكون فيها غش وخسارة وافلاس. هذا وطن نملكه جميعاً. جمهورية ‏عمرها مئة عام، لا عامية طافرة وطائفية. جمهورية بكل قيمها وتقاليدها وحضاراتها‎.‎

ردود فعل دولية.. والخوف على الإستقرار

على صعيد ردود الفعل الدولية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس جميع القوى السياسية في لبنان إلى الهدوء، مطالباً قوات ‏الأمن بحماية المتظاهرين السلميين والمحافظة على أمن البلاد، فيما دعا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ايان كوبيتش الى تشكيل ‏حكومة بسرعة ضمن المعايير الدستورية وتستجيب لطموح النّاس وتكون قادرة على كسب ثقتهم‎.‎

واعتبر وزير الخارجية الالماني هايكو ماس ان استقالة الرئيس سعد الحريري جاءت استجابة للتظاهرات، معرباً عن أمله بأن لا تتسبب ‏الاستقالة بتقويض الاستقرار في لبنان.‏

‏"الشرق الاوسط": باريس تدعو السياسيين إلى تغليب المصلحة الجماعية

كتب ميشال أبو نجم في "الشرق الاوسط": باريس تدعو السياسيين إلى تغليب المصلحة الجماعية

في تعليقه على استقالة الحريري، لم يتردد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في القول علناً ما كانت الأوساط الدبلوماسية تتداوله ‏خفية، وهو أن لبنان يمر منذ 15 يوماً في أزمة خطيرة جداً مع وجود تعبئة شعبية مكثفة وحصول حوادث (أمنية) وتوترات وأزمة ثقة‎.‎‏ ‏وأضاف لودريان، أنه بالنظر لهذا الوضع، فإن فرنسا تدعو المسؤولين اللبنانيين إلى بذل الجهود كافة من أجل ضمان استقرار المؤسسات ‏والمحافظة على وحدة لبنان». وذهب الوزير الفرنسي إلى اعتبار أن شرط المحافظة على الاستقرار «مرهون بشرط وجود إرادة الإصغاء ‏لصوت الشعب ولمطالبه‎.‎‏ بيد أن لودريان أوحى بوجود شكوك تساوره بهذا الخصوص؛ إذ إنه تساءل علناً عما إذا كان المسؤولون السياسيون ‏اللبنانيون عازمين على بناء لبنان معاً، وعما إذا كانوا سيقدمون المصلحة الجماعية للبلاد على مصالحهم الفردية. وبرأيه أن قرار الرئيس ‏الحريري يفترض أن يدفع باتجاه طرح هذه التساؤلات. وخلاصة الوزير الفرنسي أن لبنان في حاجة إلى أن يعمد المسؤولون كافة لوقفة مع ‏الذات، وأن يعملوا باتجاه إيجاد رد قوي على (مطالب) الشعب». وشدد لودريان، أخيراً، على أن فرنسا «سوف تساعدهم في هذا الاتجاه‎.‎‏ ‏ويفهم من كلام لودريان أن باريس جاهزة للعمل مع اللبنانيين، وأنها لن تتخلى عن لبنان. ‏

‏"نداء الوطن": السفارات "لن تحرق أصابعها"‏

كتب وليد شقير في "نداء الوطن": السفارات "لن تحرق أصابعها‎"‎

يطرح سؤال عما إذا كان للدول المؤثرة في لبنان و"السفارات" دور في المخارج الممكنة، طالما أن بعضها نصح الحريري في 18 الجاري ‏حين كان ينوي الاستقالة بالتريث، منعاً لحصول الفراغ الذي قد يزيد من أسباب التدهور الاقتصادي إذا طال. فماذا يمكن لهذه السفارات أن ‏تفعله الآن؟ المتابع للموقف الديبلوماسي العام منذ الانفجار الشعبي في 17 الجاري يمكنه تسجيل المعطيات الآتية‎:‎‏ ‏‎1 - ‎منذ اجتماع عدد من ‏السفراء الأجانب ثم مجموعة الدعم الدولية ثم سفراء الاتحاد الأوروبي مع الحريري، ولقاءات بعضهم مع الرئيس عون، تعاطى هؤلاء مع ‏الحراك الشعبي على أن مطالبه جذرية يفترض التعامل معها بجدية. إلا أنه سادت نادي السفراء وجهتا نظر، الأولى تعتبر أنه يجب أخذ رأي ‏الناس في الشارع في الاعتبار، وإحداث صدمة إيجابية لا تتجاهل صوت المحتجين، بإعلان إصلاحات جذرية تلبي مطالب الناس، والاستماع ‏إلى مطلب تغيير الطاقم الحاكم، لكن مع تجنب الفراغ ومن دون إعلان دعم ذهاب الحكومة لأن الأمر مرتبط بالتوافق بين الفرقاء على البديل. ‏التوجه الثاني يرى حفظ الاستقرار في لبنان كأولوية على الإصلاحات والتغيير. وهو ما عبرت عنه مواقف سفراء الصين وإيران وروسيا، ‏التي مع تشديدها على أولوية الاستقرار، لم تمانع في وجوب الأخذ في الاعتبار المطالب الشعبية‎.‎‏ ‏‎2 - ‎إن الدول الغربية بما فيها أميركا ودول ‏الاتحاد الأوروبي لعبت دوراً في ترجيح التوجه نحو تجنب الصدام بين القوى الأمنية والحراك الشعبي، وشجعت عليه ورأت أن موقف ‏الحريري في هذا الصدد إيجابي، وساندت روسيا النصائح بتجنب العنف وإراقة الدماء، من باب أولوية الحفاظ على الاستقرار، بحيث يتم ‏تفادي ذهاب الحكومة تحت ضغط أحداث دراماتيكية‎.‎‏ ‏‎3 - ‎إذا كانت الدول الكبرى المعنية بالوضع اللبناني امتنعت عن أي مبادرة للتشجيع على ‏التغيير الحكومي كصدمة إيجابية لاحتواء المأزق، فإنها بعد استقالة الحريري يصعب عليها أن تقوم بأي مبادرة لأسباب عدة. ويرى ‏ديبلوماسي مطلع على المواقف الدولية، أنه إذا كان البعض يتوقع من واشنطن أن تلعب دوراً في الإسراع في تأليف الحكومة تجنباً للفراغ، ‏وأضراره الاقتصادية المالية، فإن الولايات المتحدة التي تنسحب من سوريا غير مهتمة بالانغماس في الوضع اللبناني الداخلي. وليس هناك ‏من دولة مستعدة لحرق أصابعها في وضع لبنان المعقد في هذه الظروف‎.‎

‏"النهار": السندات السيادية عرفت أحد أسوأ أيامها

أشارت "النهار" إلى أن السندات السيادية للبنان عرفت أحد أسوأ أيامها على الإطلاق أمس بعد اعلان الاستقالة، اذ أجج حالة عدم التيقن في ‏شأن الطريقة التي سيتجاوز بها البلد أزمته الاقتصادية الأشد في نحو 30 سنة‎.‎

وشهد إصدارا 2021 و2022 أشد تراجعاتهما اليومية على الإطلاق، إذ هويا ستة سنتات، وفقا لبيانات "تريدويب‎".‎

وبحسب "النهار"، فإن عائدات بعض السندات قفزت لتصل في حالة إصدار 2020 إلى 38 في المئة، ما يشير إلى أن تكاليف الاقتراض ‏أصبحت باهظة على نحو معطل للبلد المثقل بالديون‎.‎

عون يحيي الذكرى الثالثة لتسلمه مقاليد رئاسة الجمهورية

لاحظت "النهار" أن الرئيس ميشال عون يحيي غداً الذكرى الثالثة لتسلمه مقاليد رئاسة الجمهورية، وسط ازمة عميقة تصيب منتصف عمر ‏الولاية، مع حكومة مستقيلة، وتحركات تنذر الى اليوم بتصعيد متواصل، لتحقيق كثير من الوعود التي اطلقها الرئيس في مطلع عهده، وفشل ‏مع الحكومات المتعاقبة في تحقيق الحد الادنى منها، ومع وضع اقتصادي ومالي يوشك على الانهيار في غياب أي دعم عربي ودولي تدفع في ‏اتجاهه المواقف السياسية للعهد المتحالف مع "حزب الله" الذي تلاحقه العقوبات الدولية‎.‎

‏"نداء الوطن": خريطة الكتل النيابية... اللعبة سياسية وليست بالعدّ ‏

كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": خريطة الكتل النيابية... اللعبة سياسية وليست بالعدّ

يقف الحريري اليوم أمام تحدّ جديد، ففي حال تمّت إعادة تكليفه، فإنه سيمسك كرة النار الملتهبة بين يديه، وليست المهمة سهلة، خصوصاً أن ‏الشارع يطالب بحكومة تكنوقراط تبدأ مسيرة الإصلاحات وسط إستمرار ضغط الشارع الثائر‎.‎‏ ولا بدّ من النظر إلى تركيبة المجلس الحالي ‏لمعرفة كيف تتجه البوصلة الحكومية، فحجم الكتل النيابية بات واضحاً وهي تتوزع كالآتي: 20 نائباً لكتلة "المستقبل" النيابية، 15 نائباً لتكتل ‏‏"القوات اللبنانية"، 9 نواب لـ"اللقاء الديموقراطي"، 4 نواب لتكتل الرئيس نجيب ميقاتي، 3 نواب لكتلة "الكتائب اللبنانية"، وبالتالي يكون ‏حجم النواب الذين قد يسمون الحريري 51 نائباً، وفي حال لم يسمِّ "حزب الكتائب" الحريري ينخفض هذا الرقم إلى 48 نائباً مع الحريري‎.‎‏ ‏وفي الجهة المقابلة، فإن حجم نواب تكتل "لبنان القوي" هو 27 نائباً بعد إنسحاب النائبين شامل روكز ونعمت إفرام منه، 3 نواب لتكتل ‏‏"المردة"، 35 نائباً للثنائي الشيعي، 3 نواب للحزب "القومي السوري الإجتماعي"، ويبقى هناك عدد من النواب المستقلين مثل النواب السنة ‏المنتمين لفريق "8 آذار"، والنواب: إدي دميرجيان، ميشال المرّ، فؤاد مخزومي، أسامة سعد وعدنان طرابلسي‎.‎‏ وأمام هذه الوقائع تبقى ‏الغلبة النيابية لقوى "8 آذار" و"التيار الوطني الحرّ"، فهم قادرون على إختيار من يريدون لتولي سدّة رئاسة الحكومة، خصوصاً إذا ما ‏وصل غضب هذه القوى من الحريري إلى ذروته‎.‎‏ وفي السياق، فإن القرار يخضع للّعبة السياسية وليس للعبة العدّ والأرقام لأن الجميع يعرف ‏لمن هي الغلبة، في المقابل لا يستطيع العهد وحلفاؤه إستنساخ تجربة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي العام 2011 لأن الوضع السياسي لا ‏يحتمل مثل هكذا نوع حكومة، كما أن الشارع المنتفض على حكومة الحريري الحالية يطالب بحكومة إختصاصيين، وليس بحكومة اللون ‏الواحد، وأي خطوة في الإتجاه الخاطئ ستُشعل الثورة الشعبية مجدداً وبوتيرة أقوى‎.‎

‏"الاخبار": صدمة في طرابلس: الحريري "مش مكسر عصا"!‏

كتب عبد الكافي الصمد في "الاخبار": صدمة في طرابلس: الحريري "مش مكسر عصا"‏‎!‎

صدمتان كبيرتان أصيب بهما معتصمو طرابلس، أمس، جعلتا الصمت يُطبق على المدينة وعلى حركة المعتصمين في ساحة عبد الحميد كرامي ‏‏(ساحة النور). الأولى كانت في المشاهد التي تناقلتها محطات التلفزة حول الأحداث التي شهدها وسط بيروت، وترافقت مع مخاوف من إمكان ‏انتقال مشهد التوتر الأمني وانفلات الشارع إلى طرابلس التي لا تزال تعاني آثار جولات الاشتباكات فيها، ما أدى الى تراجع أعداد المعتصمين ‏في الساحة، وأصحاب المحال التجارية إلى إغلاقها باكراً خوفاً من ردود فعل غاضبة، بعد أجواء التحريض السياسي والمذهبي التي قادها ‏مناصرون لتيار المستقبل على وسائل التواصل الاجتماعي‎.‎‏ والصدمة الثانية تمثلت باستقالة الرئيس سعد الحريري. فرغم أنها كانت أحد ‏مطالب المعتصمين، إلا أنها قوبلت ببرودة واستياء في المدينة. ولم تقابل باحتفالات أو أي علامات ترحيب في أوساط المعتصمين، باستثناء ما ‏ردّده البعض عبر مكبرات الصوت بأن استقالة الحريري ليست كافية، وهو ليس مكسر عصا، والمطلوب بعد استقالة رئيس الحكومة استقالة ‏رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والنواب. وسرت معلومات عن نيّة المعتصمين التوجّه إلى منازل نوّاب المدينة والاعتصام حولها ‏لحثّهم على الاستقالة. لكن سرعان ما تم التراجع عن ذلك بعد تحذيرات أمنية وصلت إلى المعتصمين من تداعياتها‎.‎‏ مصادر أمنية أكدت ‏لـ"الأخبار" أن بعض الجهات حاولت تنظيم مسيرات احتجاج في طرابلس، ردّاً على صدامات بيروت واستقالة الحريري، لكن نصائح وُجّهت ‏إليهم بالعدول عن ذلك، والاكتفاء بالاعتصام في ساحة كرامي (النّور)، لأن أي تحرك في هذا الاتجاه سيُفسّر مذهبياً وليس سياسياً أو مطلبياً، ‏وقد يسهم في عودة أجواء التوتر إلى المدينة‎.‎

‏"الاخبار": صيدا تتضامن مع الحريري... بخجل

كتبت آمال خليل في "الاخبار": صيدا تتضامن مع الحريري... بخجل

مضت ساعتان على إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة، حتى ارتفع أول صوت متضامن معه في مسقط رأسه صيدا. ‏أحد رجال آل الحريري خالد الصباغ قطع الشارع في حي النجاصة بسيارته ووقف مع حوالي عشرين شخصاً يهتفون فداءً للشيخ سعد. ثم ‏انتقلوا إلى جامع بهاء الدين الحريري حيث حاولوا قطع الطرق عند دوار مكسر العبد عند الأوتوستراد الشرقي، لكن الجيش منعهم من قطع ‏الطريق ما دفعهم للعودة إلى النجاصة قبل أن تزور المجموعة النائبة بهية الحريري في مجدليون. الحريري وفق مكتبها الإعلامي قالت لمن ‏زاروها عقب الاستقالة إن موقف الحريري قمة المسؤولية والإيمان بالإرادة الشعبية والانحياز إلى رغبة الشباب بالتغيير والاستجابة لهم ‏ولإحداث صدمة إيجابية في البلد. ويبدو أن الصدمة تلك أصابت بالدرجة الأولى مناصري تيار المستقبل في المدينة الذين أبدوا رغبتهم ‏بالمشاركة في اعتصام إيليا بدءاً من اليوم. وفور إعلان استقالة الحريري، احتفل المعتصمون في إيليا. وكان الجيش أوقف صباحاً ستة شبان ‏على خلفية قطع الطرقات في صيدا قبل أن يفرج عنهم مساء‎.‎

‏"النهار": معوقات خطة الانقضاض على "انتفاضة الغضب": الجيش ومؤسسات إعلامية وحزب "القوات"‏

كتب غسان حجار في "النهار": معوقات خطة الانقضاض على "انتفاضة الغضب": الجيش ومؤسسات إعلامية وحزب "القوات‎"‎

في اجتماعات عدة مغلقة، عُرضت سيناريوات للانقضاض على "انتفاضة الغضب" وسط خيبة رئاسية - سياسية – امنية من تصرفات غير ‏واضحة الاهداف والمنطلقات، ومخاوف من مشاريع ومؤامرات غير واضحة المعالم بعد، تريد ادخال لبنان في دوامة الفوضى والعنف السائدة ‏في المنطقة.‏‎.‎‏ المعوقات التي برزت أمام الانقضاض على الانتفاضة السلمية الحضارية، ثلاثة اساسية‎:‎‏ 1‏‎- ‎الجيش اللبناني: الرئيس ينظر بريبة ‏الى عدم تجاوب قيادة الجيش مع طلب قمع المتظاهرين واستخدام القوة لفتح الطرق الرئيسية، ويعتبر "حزب الله" هذا اللاتجاوب ايعازا ‏اميركيا لتسود الفوضى، ويريان ان انفراط عقد الحراك، واستقالة الحكومة، سيضعان الجيش امام مسؤولياته لفرض الامن في الشارع في ما ‏يشبه حال طوارئ. وربما يخرج القرار من عنده مع اتخاذ قرارات رئاسية بفرض قيود على التحركات، وربما التجول في اوقات واماكن ‏محددة‎.‎‏ 2‏‎- ‎المؤسسات الاعلامية: في تقدير مشاركين في اللقاءات المغلقة، ان توزيع قوة الحراك يقوم على ثلاثة: ثلثٌ تحركه "القوات ‏اللبنانية"، وثلثٌ تحركه المؤسسات الاعلامية، والثلث الاخير المجتمع المدني. واذا امكن اسكات الإعلام وحصر النقل التلفزيوني، فان ثلث ‏المشاركين سيتراجعون لان هؤلاء يتحركون بدفع من حب الظهور الاعلامي. لذا نصح الرئيس عون بالاتصال الشخصي برؤساء مجالس ‏ادارات التلفزيونات اولا، وفعلاً اتصل الرئيس ببيار الضاهر وميشال المر، وأُبلغ من احدهما ان لا امكان لعدم التغطية، ولكن الحد منها ممكن ‏اذا تجاوب تحسين خياط في "الجديد" مع الرغبة الرئاسية لانه "سيسرق" نسبة المشاهدين اذا لم يلتزم. هكذا فشل القسم الاول من الخطة، ‏فأوعز البعض الى صحيفة "الاخبار" باتهام المؤسسات المذكورة بقبض ثمن النقل المباشر من السفارات الاجنبية ومن دول عربية خليجية، ‏وبان الضاهر اخبر رئيس الحكومة بهذه الحقيقة. لكن مكتب الرئيس الحريري والمحطات الثلاث نفت الامر واعتبرته مختلقا. وهكذا سقطت ‏وسيلة منع الاعلام وقمعه‎.‎‏ 3‏‎- ‎القوات اللبنانية": ركزت قوى 8 آذار ومعها "التيار الوطني الحر" على اتهام حزب "القوات" بتحريك الشارع ‏المسيحي ووجهت رسائل عدة الى رئيس حزب "القوات" سمير جعجع من باب انه لا يملك اي حصانة رسمية تقيه التوقيف في حال افتعال ‏المشاكل، في ما بدا كأنه استعادة لسيناريو تفجير كنيسة سيدة النجاة المفتعل آنذاك لحل حزب "القوات" وتوقيف رئيسه. جملة هذه الامور ‏دفعت جعجع الى تعميم امر بعدم افتعال اي مشاكل مع الناس، ومنع اي ظهور مسلح، ومنع رفع اي شعارات حزبية. ‏

‏"الجمهورية": من أعاجيب السُلطة بعد 17 تشرين!‏

كتبت راكيل عتيق في "الجمهورية": من أعاجيب السُلطة بعد 17 تشرين‎!‎

على غرار محاربة الفساد، إنّ الجميع مع عودة النازحين السوريين، إلّا أنّ أي اتفاق جدّي بين مكونّات السلطة حول طريقة تأمين هذه العودة ‏لم يتمّ، كذلك لم تُعتمد سياسة حكومية واحدة لإدارة هذه الأزمة‎.‎‏ في المقابل، يعتبر فريق رئيس الجمهورية وقوى 8 آذار، أنّ عدم تجاوب ‏المجتمع الدولي، لا يترك سبيلاً لتحقيق هذه العودة إلّا طريق التواصل مع سوريا، على رغم من أنّ التنسيق في هذا الملف يجري من خلال ‏المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فضلاً عن التبادل الديبلوماسي القائم بين البلدين‎.‎‏ الحكومة كانت متيقنة من أهمية هذا الملف لدى ‏اللبنانيين، لذلك أوردته في ورقتها الإصلاحية العجائبية، وإضافةً الى الطلب من الوزير الغريب رفع ورقة سياسة ملف عودة النازحين الى ‏مجلس الوزراء لإقرارها خلال شهر من تاريخ رفعها، نصّت الورقة الإصلاحية على اتخاذ الاجراءات والوسائل المتاحة لحض المجتمع الدولي ‏على عودة آمنة وكريمة للنازحين إلى بلادهم والمساهمة أكثر في تحمُّل كلفة أعبائهم التي تتحمّلها الدولة‎.‎‏ الحكومة الحالية تُعتبر مستقيلة وفي ‏ظلّ تصريف الأعمال لا يُمكنها إقرار هذه الورقة. ويعتبر كثيرون أنّ امتناع السلطة المتعاقبة منذ 2011 عن معالجة هذا الملف واستهتارها في ‏إدارته لأسباب سياسية أو مصالح فئوية، يُشّكلان إدانة لها، وبالتالي يجب محاكمتها جراء التداعيات الكارثية التي رتبتها على الدولة ‏والمواطنين، إن بسبب تقصيرها أو عجزها أو إمتناعها عن معالجة أزمة النزوح عن سابق تصوّر وتصميم‎.‎‏ ويُعتبر هذا الملف من فضائح ‏السلطة التي تحتّم عدم تسلّمها الحُكم مجدداً، وتأليف حكومة إختصاصيين مستقلة تعالج هذا الملف بطريقة علمية‎. ‎

‏"الاخبار": سلامة يهب بهية الحريري 225 ألف دولار!‏

كتب ايلي الفرزلي في "الاخبار": سلامة يهب بهية الحريري 225 ألف دولار‎!‎

بحسب المستندات التي حصلت عليها "الأخبار"، فإن مدير المكتب التنفيذي في مصرف لبنان أرسل إلى الحاكم طلباً بعنوان دعم أكاديمية ‏التواصل والقيادة - صيدا، يشير فيه إلى أنه استناداً إلى تعليمات سعادتكم القاضية بتقديم الدعم بقيمة 150 ألف دولار، يرجى الموافقة على ‏تسديد هذا المبلغ من الحساب الخاص بدعم نشاطات مختلفة ذات الرقم 02-240966015‏‎.‎‏ وقد أشار مدير المكتب جوزف عساف في كتابه، ‏الذي يحمل الرقم 22/73، إلى أن الكتاب يستند إلى طلب مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة دعم مصرف لبنان المادي لنشاطات ‏أكاديمية التواصل والقيادة - صيدا للعام الدراسي 2018 – 2019. هذا يعني عملياً أن النائبة بهية الحريري - عمّة رئيس الحكومة سعد ‏الحريري ووالدة أحمد الحريري ونادر الحريري، بوصفها رئيسة مؤسسة الحريري، تطلب دعماً مالياً من حاكم مصرف لبنان، والأخير يلبّيها ‏في عز الأزمة المالية، ومن مال الشعب اللبناني، وبالدولار الأميركي، بـ150 ألف دولار‎!‎‏ كان ذلك في 23 أيار 2019، لكن الأمر لم ينته عند ‏هذا الحد. بعد أسبوع تماماً (30 أيار 2019)، وبكتاب يحمل الرقم 23/73 (الكتاب الذي تلى الكتاب المتعلق بمؤسسة الحريري)، يصدف أن ‏الحريري نفسها قد حصلت على دعم إضافي من المصرف بقيمة 75 ألف دولار أميركي، لكن هذه المرة ليس بصفتها رئيسة مؤسسة ‏الحريري بل بصفتها رئيسة المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير. أما الهدف من الدعم فهو تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف ‏في المجتمع اللبناني. هذه الاستراتيجية هي استراتيجية حكومية، أطلقها رئيس الحكومة نفسه، وبالتالي، يفترض أن يكون تمويلها حكومياً، ‏فمن أدخل مصرف لبنان إليها؟ قد تطول الأسئلة المتعلّقة بمبادرة حاكم مصرف لبنان، لكن الأكيد أنه أمر بصرف 225 ألف دولار من المال ‏العام، بناء على طلب النائبة الحريري، في الوقت الذي كانت تناقش فيه موازنة العام 2019. انطلاقاً من الشفافية التي يدّعيها المصرف، ‏عليه أن يقدم للرأي العام المنتفض في وجه الفساد وهدر المال العام، كشف حساب يبيّن ما هي تلك النشاطات المختلفة وكيف صرفت الأموال ‏عليها خلال السنوات الماضية؟ ‏

أسرار وكواليس

 قال مسؤول قواتي ان التهديدات التي تطاول الحزب ورئيسه لا تنفع، خصوصا الكلام عن عدم تمتع جعجع بحصانة لان "زمن الاول ‏تحول" والوصاية الجديدة لا ترقى الى مستوى الوصاية السابقة وان الحزب حاليا كلما حوصر كلما ازداد قوة.‏

 كان أكثر من مسؤول في أجواء حصول الفوضى أمس من خلال حراك سجل في أكثر من منطقة وعبر تواصل وتنسيق لافتين بين ‏أحزاب 8 آذار و"التيار الوطني الحر" وخصوصاً عبر الرسائل الصوتية الى أنصارهم.‏

 يتناقل اللبنانيون مجموعة تسجيلات هاتفية لمسؤولين حاليين وسابقين يحذرون من ذهاب البلد نحو الفوضى ووجوب الحرص لعدم ‏الانجرار السريع فيها.‏

 تراجع أحد نواب تكتل كبير عن الإستقالة التي كان ينوي التقدم بها إلى التكتل خشية من ملف قضائي متعلِّق به.‏

 سألت أوساط سياسية عن غياب أحد وزراء تكتل كبير عن وفد التكتل الذي زار مرجعية غير مدنية.‏

 لاحظت أوساط سياسية أنه بدل تنفيس الإحتقان الذي يُترجم غضباً في الشارع يحاول البعض تسريب أسماء مستفزة لرئاسة الحكومة ‏لن يقبل بها المنتفضون إطلاقاً.‏

 إعتبر دبلوماسي غربي أن الوضع يقترب من الوضع الذي ضرب لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري..‏

 عمّم حزب وسطي على كوادره القيادية ونوابه الإحجام عن الإدلاء بمواقف، والاكتفاء بما يصدر عن قيادة الحزب.‏

 يراهن قيادي في حزب معارض عى مزيد من التفكك في تيّار موالٍ!‏

 تعرّض الحزب الشيوعي الفاعل في الثورة في الجنوب لضغوط شديدة من أجل الانسحاب من الساحات وخصوصاً من قِبل أعضاء ‏مكتبه السياسي موالين لـ"حزب الله".‏

 عُلم أن تكتل "لبنان القوي" يشهد تباينات حول المسار الحكومي.‏

 يُنظّم "التيار الوطني الحر" تظاهرة عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر الأحد المقبل إلى قصر بعبدا، وتحدّدت الدعوة ‏قبل استقالة الرئيس سعد الحريري ولا تزال قائمة.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 تشرين الأول 2019 08:49